11 كانون الأول 2020 | 08:37

منوعات

لقاحات كورونا.. المشكلة والحل "الوحيد‎"‎

لقاحات كورونا.. المشكلة والحل

تتطلع حكومات كثيرة في العالم، إلى بدء حملات تطعيم ضد فيروس كورونا المستجد في مسعى ‏إلى تطويق الوباء، لكن هذا الرهان على التلقيح يصطدم بعقبات عدة، في مقدمتها تأمين المال ‏الضروري لشراء الجرعات، لاسيما في الدول الفقيرة التي تملك موارد محدودة جدا‎.‎

وبحسب عدد من نشطاء الصحة والعدالة الاقتصادية في الولايات المتحدة، فإن حل أزمة ‏اللقاحات بشكل سريع، أمر ممكن، لكنه يستوجب إلغاء ما يعرف بحقوق الملكية الفكرية للقاحات، ‏حتى إن كانت هذه الفكرة لا تحظى بالقبول في الوقت الحالي‎.‎

وبحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن الناشط الصحي برابالا، والخبيرين ‏الاقتصاديين، جاياديف وبيكر، فإن الدول الغنية نفسها لن تستطيع تأمين ما يكفي من جرعات ‏اللقاح، في ظل وجود عقبة الملكية الفكرية، لأنها مكلفة وتعرقل الإنتاج بكميات كبيرة‎.‎

لكن إزالة حقوق الملكية الفكرية مسألة صعبة، بحسب كثيرين، لأن شركات الأدوية ليست ‏حكومات ولا هي منظمات خيرية، يقعُ عليها واجب تأمين خدمات أو منتجات، وبالتالي، لا يمكن ‏إجبارها على التنازل عن أرباح الملكية الفكرية، لاسيما أنها مضطرة إلى دفع مصاريف ورواتب ‏والقيام باستثمارات‎.‎

في المقابل، يرى رافضو هذا الرأي، أن السياق الحالي خاصٌ جدا، أي أن البشرية تجتاز منعطفا ‏حرجا للغاية، ولن يكون ثمة أي عيب في وضع قواعد اقتصادية جديدة، حتى إن أثرت سلبا على ‏مكاسب بعض الشركات، لأن الأمر يتعلق بأولويات‎.‎

وبحسب الناشطين، فإن قوى كبرى من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودول أخرى، ‏رفضت مقترحا جرى تقديمه لدى منظمة التجارة العالمية كان بوسعه أن يسرع من إنتاج ‏اللقاحات وإتاحتها على نطاق واسع‎.‎

وبموجب المقترح الذي وضعته كل من الهند وجنوب إفريقيا، في أكتوبر الماضي، طلب من ‏منظمة الصحة العالمية إعفاء الدول الأعضاء بمراعاة بعض براءات الاختراع والأسرار ‏التجارية وبعض حقوق احتكار الأدوية‎. ‎

وتم تقديم هذا المقترح لدى منظمة التجارة العالمية، في إطار اتفاق حول الجوانب التجارية ‏لحقوق الملكية الفكرية‎.‎

ويشير هذا الاتفاق إلى أن مسألة الظروف الاستثنائية، ونحن نعيش بالفعل فترة استثنائية من ‏جراء وباء كورونا الذي أصاب عشرات الملايين من الأشخاص في العالم وأدى إلى حالة شلل ‏غير مسبوقة في الاقتصاد‎.‎

وذكر المقترح أن حقوق الملكية الفكرية تؤدي إلى عرقلة أو تأخير الإمداد بمنتجات طبية بسعر ‏معقول، بينما يتيح اتفاق منظمة التجارة العالمية للدول أن تغير القوانين المحلية حتى تصبح ‏الشركات قادرة على إنتاج لقاحات أو أدوية ضد كورونا‎.‎

وقوبلت الفكرة بمعارضة في نوفمبر الماضي، ثم جرى التشديد على رفضه مرة أخرى، خلال ‏الأسبوع الماضي‎.‎

وتشير الأرقام إلى أن 100 دولة عضو في "منظمة التجارة العالمية" تؤيد تقريبا هذا المقترح، ‏لكن الدول الكبرى والمؤثرة تلعب دورا كبيرا في صناعة القرار حتى وإن كانت أقلية، لاسيما أن ‏شركاتها العملاقة ستتضرر بشدة في حال إزالة حقوق الملكية الفكرية‎.‎



سكاي نيوز عربية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

11 كانون الأول 2020 08:37