10 أيلول 2020 | 08:14

أخبار لبنان

سباق بين التشكيل والعقوبات… هل تولد الحكومة قريباً؟

كتبت صحيفة "الشرق" تقول: بين العقوبات الاميركية والحكومة اللبنانية مسار متلازم لا يفصله ‏الا التشكيل والامتثال. الدفعة الاولى التي صدرت اول امس في حق الوزيرين السابقين علي ‏حسن خليل ويوسف فنيانوس ليست الا غيض من فيض، اذ تشير المعلومات المستقاة من مصادر ‏ديبلوماسية غربية ان الدفعة الثانية تشمل 7 شخصيات ويتزامن صدورها مع تشكيل الحكومة. ‏في التحليل المنطقي للخطوة الاميركية يمكن استنتاج خلاصة واحدة. اذا التزم المسؤولون ‏السياسيون التوجيهات الحكومية وابتعدوا من طريق الرئيس المكلف مصطفى اديب ليشكل حكومة ‏الاختصاصيين الكفوئين البعيدين من القوى السياسية ومصالحها وحصصها، المؤلفة من 14 ‏وزيرا مع اعتماد مبدأ المداورة يصبح "دوز" العقوبات خفيفاً ويستثني "البعض"، واذا لم يمتثلوا ‏وقرروا المواجهة وقطع طريق قطار اديب التشكيلي الجديد بمساره ونوعية ركابه، ولم يسمحوا ‏ببلوغه محطة اعلان المراسيم الحكومية المفترضة في حد اقصى في 16 الجاري، فالعقاب ‏سيكون وخيماً… واللبيب من الاشارة يفهم.فهل من يتحمل العواقب؟

الضغط الفرنسي على حاله ويشتدّ مع بروز تدخلات سياسية داخلية في مهمة الرئيس المكلف ‏لمحاولة فرض اعراف واملاءات. واذا كانت حركة الاتصالات واللقاءات غائبة عن واجهة ‏المشهد التشكيلي فهي ليست كذلك خلف الكواليس، بحسب ما تفيد مصادر مطلعة كاشفة عن ‏اجتماعات مكثفة تعقد بين مكونات فريق 8 اذار على مستوى الصف الاول وما دون من جهة ‏وبينها، لاسيما "الخليلين" وشخصيات فاعلة عاملة على خط التشكيل من جهة ثانية، يظللها ‏هاجس اعتذار اديب اذا لم يحقق ما جاء لاجله، حكومة انقاذ بعيدة من الحسابات السياسية، رضي ‏من رضي واعترض من اعترض. سيحمل تشكيلته الى بعبدا لاطلاع رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون عليها والتشاور في الاسماء القابلة للنقاش، كما توضح المصادر، عازما على ابصار ‏حكومته النور وفق قناعاته، لتطلق اشارة الضوء الاخضر في اتجاه المرحلة المقبلة، فإما التقاط ‏المبادرة الفرنسية الانقاذية او الجحيم‎.‎

العقوبات والتأليف

بعد ساعات على حزمة العقوبات الاميركية التي فرضتها وزارة الخزانة على حسن خليل ‏وفنيانوس، بما ومن يمثلان، بقي الحدث هو الحاضر الاقوى على الساحة المحلية اليوم، وسط ‏ترقب لمدى تأثيره على عملية تشكيل الحكومة، فهل سيعقّدها اذا قرر الفريق الممانع التصعيد، ام ‏سيكون له مفعول تسهيلي خوفا من الرزمة المقبلة؟

في الانتظار، وفي موقف هو الاول على معاقبة خليل الذي استقبله الرئيس نبيه بري امس في ‏عين التينة، ردت حركة أمل بعد اجتماع طارئ لهيئة الرئاسة، مصوّبة في اتجاه ملف ترسيم ‏الحدود من دون ان تتطرق الى اتهامات التورط بالفساد او نقل المال من الوزارات الرسمية الى ‏مؤسسات حزب الله واستخدام نفوذ منصبه لمصلحة الحزب وجاء في الرد "ان هذا القرار لن ‏يغير من قناعاتنا ومن ثوابتنا الوطنية والقومية على الاطلاق‎.‎

اصرار على المالية

الى ذلك، بدا الثنائي الشيعي على اصراره على إبقاء المالية من حصته في الحكومة العتيدة، قبل ‏العقوبات كما بعدها. فقد اشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم الى ان "قرار ‏العقوبات الاميركية رسالة سياسية ويأتي في اطار استهداف المقاومة". واكد هاشم في حديث ‏إذاعي ان "العقوبات لن تسحب وزارة المال من دائرة حركة امل، وهذه الحقيبة تتعلق بالتوازن ‏الوطني السياسي الذي كرسته الاعراف‎".‎

الحزب والعقوبات

وكما امل كذلك حزب الله الذي اكدت مصادر مقرّبة منه "اننا متمسّكون بوزارة المال من ناحية ‏المبدأ". في حين وصفت العقوبات الاميركية بـ"الارهاب والتسلّط والعنجهية". وقالت "الاميركي ‏لا يريد الخير للبنان وهو لا يوفّر مناسبة الا ويستغلّها من اجل تخريب البلد‎".‎

‎…‎والمردة

من جانبه، اعتبر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ان قرار الخزانة الأميركيّة بحق الوزير ‏السابق يوسف فنيانوس هو اقتصاص لموقفه وقناعته ونعتبره قراراً سياسياً ما يزيدنا تمسكاً ‏بخطنا ونهجنا‎.‎

ما يحصل معيب‎!‎

وسط هذه الاجواء، وفيما مهلة تأليف الحكومة وفق الاتفاق الفرنسي - اللبناني، تنقضي مطلع ‏الاسبوع المقبل، اعتبر رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع "ان ما يحدث على مستوى ‏تشكيل الحكومة مُعيب جداً… موضحا ان رغم كل ما حصل، الثنائي الشيعي لا يوافق، وجبران ‏باسيل يريد، ومحاصصة من هنا ومواقع نفوذ من هناك، وهلمّ جرّا‎".‎

وسريعا جاء الرد على جعجع من التيار الوطني الحر الذي وصفت اللجنة المركزية للإعلام فيه، ‏بالـ"معيب جداً ما يحصل من مسلسل كذب يحرص جعجع على الاستمرار فيه اعتباراً منه ان ‏الكذب طريق وصوله الى قلوب الناس‎.‎

الرياض

من جهة اخرى، وفي موقف عربي خليجي، هو الاول من نوعه بعد تكليف مصطفى اديب، ‏تمنت الخارجية السعودية ان يستعيد لبنان عافيته بعيدا عن الميليشيات الطائفية والتدخلات ‏الخارجية‎.‎

كوبيش

وفي موقف اممي غير بعيد، غرّد المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيش على ‏حسابه عبر تويتر كاتبا "يجب ألا يسمح لبنان بأن يساء استغلاله عبر استخدامه كمنصة لشن ‏أعمال أو خطابات عدوانية من أي جزء من أراضيه". أضاف: "لبنان يحتاج أكثر من أي وقت ‏مضى إلى الاستقرار من أجل الإصلاح وإعادة الإعمار والعناية بأهله وباللاجئين، وليس إلى ‏الاستفزازات أو التهديد بإشعال الصراعات‎".‎

عون يستفسر عن العقوبات

طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه، اجراء ‏الاتصالات اللازمة مع السفارة الأميركية في بيروت والسفارة اللبنانية في واشنطن، للاطلاع ‏على الظروف التي دفعت وزارة الخزانة الأميركية الى فرض عقوبات على الوزيرين السابقين ‏النائب علي حسن خليل والمحامي يوسف فينيانوس وذلك كي يبنى على الشيء مقتضاه‎.‎


الشرق

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

10 أيلول 2020 08:14