النهار
بدء المخاض الصعب لحكومة "منزوعة الأحزاب"
الجمهورية
تسريع التأليف أولوية.. وباريس تنتظر إيجابــيات .. وواشنطن: "الحزب" خارج الحكومة
اللواء
عجلة التأليف أسرعت .. ومداورة الحقائب بين الطوائف
بومبيو يدعم خطة ماكرون.. وجنبلاط يدعو دول الخليج للمساعدة
نداء الوطن
حكومة "بريدج"... بري حريص على "التوقيع" ومداورة باسيل تستهدف "المالية"
السلطة "مرعوبة" من شينكر!
الأخبار
بومبيو: نعمل مع الفرنسيين في لبنان ولدينا الأهداف نفسها
واشنطن تغطّي مبادرة ماكرون؟
الشرق الأوسط
غالبية نواب لبنان تؤيد "حكومة اختصاصيين"
عون: مواقف الرئيس الفرنسي ليست تدخلاً في شؤوننا
الشرق
البابا: لبنان أكثر من دولة..هو رسالة حرية
"من اجل خير البلاد والعالم لا يمكننا ترك هذا التراث يختفي"
الديار
حكومة اختصاصيين بدعم سياسي وغطاء دولي تبصر النور قبل منتصف ايلول؟
"الشيعة" يصرون على "المالية" و"الطاقة" خارج "التيار" و"الداخلية" لضابط سني متقاعد
ماكرون وضع الحل على السكة... وبومبيو: نعمل مع الفرنسيين ولدينا الاهداف نفسها
-----------------
ماكرون والحريري يضعان خريطة الطريق على سكة الحل لتشكيل الحكومة
كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ"النهار" انه في اللقاء الليلي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس سعد الحريري ليل الاثنين وضعت خريطة الطريق الفرنسية على سكة الحل. اما مشروع برنامج للحكومة الجديدة فهي الورقة التي وضعها الفرنسيون وقد طبعت صباح الثلثاء ووزعت على القيادات السياسية على طاولة قصر الصنوبر.
وأشارت "النهار" إلى أن الاتصالات الفعلية للتأليف بدأت مع انتهاء استشارات التأليف. فصحيح ان الرئيس المكلّف مصطفى اديب هو من سيؤلف الحكومة، لكن مصادر "النهار" كشفت ان الرئيس الحريري هو في صلب هذه المشاورات. فهو الذي تبنى ترشيح اديب وهو الذي سيعمل مع الكتل الاخرى على تأمين اوسع مروحة توافق حول الحكومة.
طاولة قصر الصنوبر
إلى ذلك، تداولت الصحف ما نقلته "وكالة الأنباء المركزية" ان الرئيس ماكرون أعطى الرئيس الحريري فرصة أن يكون أول المتكلمين في الجلسة مع رؤساء الاحزاب أمس في مقر اقامته في منزل السفير الفرنسي في قصر الصنوبر في بيروت، الا أن الحريري تمنى أن يكون آخر المتحدثين.
وبعد الاستماع الى كل مداخلات القيادات التي اكدت التزامها خريطة الطريق التي عرضها الرئيس ماكرون مع اعتراض بعض القوى على اجراء انتخابات مبكرة، قدم الحريري مداخلته التي بدأها بالقول: إن المرحلة التي يمر فيها لبنان هي مرحلة تاريخية خاصة أنها تأتي في اعقاب انهيار اقتصادي وجائحة كورونا والانفجار في مرفأ بيروت.
وأضاف إن أطرافا كثيرة بدأت تحملني مسؤولية قرار رؤساء الحكومات السابقين تسمية السفير مصطفى أديب لتشكيل الحكومة، خصوصا بعد ان صوتت كتل مختلفة لهذه التسمية.
وقال: لست مهتما لكل ذلك، بل ما يهمني هو أن تشكل الحكومة خلال 15 يوما على الأكثر وأن تبدأ العمل، وأن نرى انها انجزت ما نحن بصدده اليوم من اصلاحات خلال 3 أشهر، وهذا أمر ضروري جدا.
وتابع: إن عدم الاصلاح سيؤدي إلى القول أن الرئيس الذي تم اختياره قد فشل، وأن مسؤولية الفشل هو على من اختاروه، ولا أرى سببا لماذا سنقبل نحن رؤساء الحكومات السابقون تحمل مثل هذه المسؤولية.
واضاف: من جهتي، أنا متعاون لتحقيق نجاح كبير جدا في هذه الاصلاحات، وفي الوقت نفسه، لن اتحمل مسؤولية افشالها، في وقت هناك من يحاول القضاء علي سياسيا. ليكن واضحا، أنني لست خائفا على نفسي، وبصراحة لا يهمني مصيري السياسي، بل انا خائف على البلد وعلى مصير اللبنانيين.
ثم توجه إلى الرئيس ماكرون بالقول: أنا ماشي معك على الآخر في مبادرتك، وأريد نجاحها من أجل البلد. أريد اعادة اعمار منازل اللبنانيين في الأشرفية واحياء بيروت المتضررة. نحن نريد الوصول إلى برنامج مع صندوق النقد الدولي. ونريد كل هذه الاصلاحات التي هي اساسا ما كنا قد التزمنا به في السابق ولم تنجز لاسباب كثيرة.
واضاف: هذا لا يعني أنني ذاهب لمصالحة مع التيار الوطني الحر أو حزب الله، لكن اليوم، هذه هي الاصلاحات التي تؤمن الغذاء للناس، وتأتي بالكهرباء للناس، وتسمح للبلد بالوقوف على قدميه.
ثم عاد لمخاطبة الرئيس ماكرون بالقول: بالاذن منك فخامة الرئيس، وخلافا لما قال الحاج محمد رعد، نحن مع الانتخابات المبكرة. لا اقول ذلك من باب التحدي، بل لأن مسؤوليتنا تهدئة الشارع ومحاولة استعادة ثقة اللبنانيين، وأرى أن شطبها من البرنامج الذي امامنا سيكون اشارة سلبية.
واضاف: اعود لمخاطبة جميع الموجودين على الطاولة، لاقول أن مبادرة الرئيس ماكرون هي التي فتحت الباب. هذا الباب كان مغلقا، وقبل انفجار المرفأ، لم يكن احد في العالم بصدد مساعدة لبنان. وحتى بعد الانفجار، لم نر إلا مساعدات انسانية. لكن زيارة الرئيس ماكرون، الاولى والثانية، والمبادرة التي اطلقها، هي التي فتحت الباب لمساعدة حقيقية من المجتمع الدولي للاقتصاد اللبناني.
وقال: التسمية التي حصلت أمس، لم يكن اي شيء يجبرني عليها، لا سياسيا ولا سنيا. انا ضحيت الكثير، وليكن واضحا أنها المرة الاخيرة التي اضحي فيها. واذا كان هناك من لا يريد مواكبة هذه الفرصة، فهي ستكون آخر مرة، وعندها لا يلوم إلا نفسه. لأن الناس هذه المرة ستأكلنا أكلا. الحاج محمد رعد قال انه موافق على هذه الورقة، وكلنا موافقون، ولنقل أنها موافقة على هذاالاساس.
ثم عاد للتوجه إلى الرئيس ماكرون قائلا: تعرف انني اريد نجاح مبادرتك لكني لن اتحمل مسؤولية تقاعس بعض الفرقاء في تشكيل الحكومة وفي تحقيق الاصلاحات. خاصمت الكثير من الناس لبنانيا ودوليا، وفعلت ذلك ليس من أجل سعد الحريري، ولكن من اجل اللبنانيين، بمن فيهم اولئك الذين يشتمونني اليوم. هذه مبادرة كبيرة جدا، وأنا اشكرك وهي فرصة لنقوم بالبلد، اذا وضعنا كل الخلافات جانبا لننجز كل الاصلاحات.
واضاف: في هذه الحكومة أنا لا اريد شيئا، ولا اريد احدا من تيار المستقبل، ولن ارشح احدا ليكون فيها. اريد فقط اشخاص من خيرة الناس، وفي كل طوائف لبنان هناك خيرة الناس.
وختم بالقول: اشكرك مرة جديدة.
"نداء الوطن": 15 يوماً... أو الاعتذار والمواجهة
كتب محمد نمر في" نداء الوطن": 15 يوماً... أو الاعتذار والمواجهة
ما سرّبته وكالة "المركزية" من كلام للحريري، وهو نص دقيق وحرفيّ، لم يبنه الحريري عن عبث، بل هو أشبه برسالة إلى الخصوم والحلفاء والقريبين في الداخل والخارج. كلمات تؤكد أن عمر الفرصة التي قدمها الحريري بتسميته أديب هي: 15 يوماً، وإذا تحققت مواصفات الحكومة المطلوبة، ينطلق لمهلة الثلاثة أشهر لتحقيق الاصلاحات والمصالحة مع المجتمعين الدولي والعربي، أما إذا هناك من يستعد للعرقلة فحينها "لا يلوم إلا نفسه"، ما يعني أن عمر التشكيل 15 يوماً و"إلا الاعتذار". فالحريري ملّ من القوى السياسية وسئم من أساليبها. يأتيهم بأجندة لبنانية يأتوه بأجندة سلطوية أو خارجية أو طائفية. ولم يعد هناك ما يخسره ولا يهمه مصيره السياسي، خصوصاً في ظل محاولات القضاء عليه سياسياً، فضلاً عن ان التضحيات كلفته مخاصمة الكثير من الناس "لبنانياً ودولياً". اتخذ الحريري خيار محاصرة الجميع، الحلفاء والخصوم وليس في وارد تحمل تقاعس أي فريق. استخدم كل أوراق الفرص، وتسمية أديب كانت الورقة الأخيرة ليبدأ بعدها باستخدام جواكر "الضربات القاضية" التي يملكها منذ العام 2005 إلى 2020. بنبرة حادة، يقول الحريري: "لم يكن اي شيء يجبرني على التسمية، لا سياسياً ولا سنياً. انا ضحيت الكثير، وليكن واضحاً أنها المرة الاخيرة التي أضحي فيها. واذا كان هناك من لا يريد مواكبة هذه الفرصة، فهي ستكون آخر مرة، وعندها لا يلوم إلا نفسه. لأن الناس هذه المرة ستأكلنا أكلاً". ورسم الحريري خريطة الفرصة التي قدّمها. في المقابل، من الواضح أن الفريق الذي جاء بحسان دياب يغرق في مستنقع الاحباط، فورقتهم لرئيس حكومة "باش كاتب" احترقت. 250 يوماً يمسكون بالبلاد والعباد، رفضوا خطة الحريري، حاولوا فرض معادلة سعد – جبران، لم يتركوا رقصة بهلوانية إلا وقدموها للرأي العام، أرادوا الذهاب شرقاً وروجوا لمساعدات إيرانية وتطبيع مع النظام السوري، وحسابات كيدية بالجملة، وكانت النهاية العودة إلى شروط الحريري بمعادلة جديدة عنوانها "أديب – عون". ويستشف من كلام الحريري ان خريطة الطريق واضحة: لا وزارات للقوى السياسية، لا حصة لرئيس الجمهورية ولا لباسيل ولا لـ"حزب الله" "ولا من يحزنون"، ولا تدخّل في مضمون البيان الوزاري. وهي عملية نقل العهد من مرحلة تكريس اعراف على حساب اتفاق الطائف إلى مشرف على تطبيقه، كما لو ان السحر انقلب على الساحر، ومن اتخذ خيار تصغير موقع رئاسة الحكومة من خلال "كتاب انجازاتي يا عين" يجد نفسه اليوم محاصراً. فيما الخلاصة واضحة: كلام الحريري يثبّت المعادلة نفسها التي وردت في رده على رئيس "المردة" سليمان فرنجية، ويكتبها للجميع: "الحريري لن يلدغ من جحر مرتين"!
"الشرق الاوسط": رؤساء الحكومات السابقون مع حكومة لبنانية جديدة تشبه رئيسها
كتب محمد شقير في "الشرق الاوسط": رؤساء الحكومات السابقون مع حكومة لبنانية جديدة تشبه رئيسها
دافعت مصادر مقربة من رؤساء الحكومات السابقين عن موقفهم تشكيل حكومة من اختصاصيين ومهنيين لأن مهمتها تنفيذية بامتياز وتبقى محصورة في تبنّيها للورقة الإصلاحية وإدراجها في صلب البيان الوزاري لانتفاء الحاجة إلى تمديد الوقت لإنجازه تمهيداً لطلب نيل الثقة من البرلمان، وأكدت لـ"لشرق الأوسط" أن اختيار هذه العيّنة من الوزراء لا يعني أنهم لا يتمتعون برؤية سياسية شرط ألا تكون لهم انتماءات حزبية أكانت مباشرة أو مقنّعة. ولفتت المصادر المقرّبة إلى أن قرار رؤساء الحكومات السابقين بعزوفهم عن الترشُّح لتولي رئاسة الحكومة وتأييدهم لترشيح سفير لبنان لدى ألمانيا مصطفى أديب، لتولّي هذا المنصب يعود إلى أنهم يتطلعون لتشكيل حكومة تشبه رئيسها، لقطع الطريق أمام تكرار التجربة التي أسقطت حكومة الرئيس حسان دياب، وكان للقوى الداعمة له دور في إسقاطها. وقالت إنهم سيشكّلون رافعة لتعطيل الألغام التي تعترض المهمة الإنقاذية لهذه الحكومة المدعومة بلا تردد من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبالتالي فإن فشل رئيسها ينسحب عليهم مباشرة، وهذا يُملي عليهم التمسك بالمواصفات للعبور بها إلى بر الأمان وعدم إخضاعها إلى الابتزاز من هذا الطرف أو ذاك أو السماح للبعض بالتعاطي معها كأنه سجّل انتصاراً على خصومه. وقالت المصادر نفسها إن ما لا يريده رؤساء الحكومات لأنفسهم لن يسمحوا للآخرين بأن يتجاوزوا الخطوط الحمر وصولاً إلى السيطرة عليها، كما حصل مع تشكيل حكومة دياب. بعدد من الدول العربية. وكشفت أن عون أبدى كل استعداد إيجابي للتعاون مع الحكومة، وهذا ما أبلغه إلى ماكرون، وسألت: هل يسري استعداده على جبران باسيل الذي لن يجد له مكاناً في الحكومة العتيدة لتعويم نفسه وبات يتعذّر عليه الحصول كسواه على جوائز ولو من باب الترضية؟ فالرئيس الفرنسي -حسب المصادر- استطاع تأمين شبكة أمان دولية لتحركه ونصف شبكة أمان عربية، وإلا لماذا لوّح بفرض عقوبات على من يعيق خطة الإنقاذ مهدّداً باللجوء إلى المجتمع الدولي؟ فهل تبصر الحكومة ولادتها النور في أقل من أسبوعين كما تعهدت القيادات السياسية أمام ماكرون، على أن تُشكَّل من 14 وزيراً يشكلون فريقاً منسجماً بغياب أي تمثيل حزبي وعلى قاعدة أنْ لا امتيازات لهذا الفريق أو ذاك للاحتفاظ بحقائب معيّنة كأنها وكالة حصرية لهم، في إشارة إلى مطالبة الأكثرية بعدم إعادة وزارة الطاقة إلى التيار الوطني؟
الورقة الفرنسية = مشروع برنامج للحكومة الجديدة
اكدت مصادر سياسية مواكبة للرعاية الفرنسية الدافعة نحو استعجال الولادة الحكومية وإطلاق ورشة انقاذية لـ"النهار" ان ما وصف بالورقة الفرنسية وهو واقعيا "مشروع برنامج للحكومة الجديدة" وضع بكثير من التدقيق وسمته البارزة تحديد الأولويات الأكثر الحاحا لاخراج لبنان من ازماته الراهنة .
ويتدرج البرنامج من التصدي لجائحة كورونا الى مواجهة تبعات انفجار الرابع من آب من خلال المساعدات الإنسانية الدولية وحوكمة المساعدة الدولية وبداية إعادة الاعمار وإعادة تأهيل مرفأ بيروت . ثم يتناول البرنامج الإصلاحات بدءا بقطاع الكهرباء والرقابة المنظمة لتحويل الرساميل وحوكمة وتنظيم قضائي ومالي ومكافحة الفساد والتهريب وإصلاح الشراء العام والمالية العامة وصولا أخيرا الى الانتخابات التشريعية المبكرة ضمن مهلة سنة . وقالت ان هذا المشروع سيوفر على الرئيس المكلف والقوى المعنية استهلاك مزيد من الوقت للاتفاق على الإطار المرجعي للبيان الوزاري باعتبار ان كل القوى السياسية وافقت على البرنامج ويصعب ان تتراجع عن التزاماتها ما لم تكن هناك قطب مخفية لن تتأخر عن الانكشاف في حال غامر بعض القوى في تحدي المناخ الذي رسمته المبادرة الفرنسية .
وشرحت مصادر 8 آذار لـ"الأخبار" رؤيتها للمبادرة الفرنسية وخلفيات تحرّك ماكرون التي تتوزّع على أكثر من محور، بدءاً من "مخاطر انهيار لبنان الشامل، والصراع مع تركيا في شرق المتوسط، ووجود لبنان كواحة نفوذ فرنسي في المنطقة". ولا تُهمل المصادر أنّ "تلويح قوى لبنانية أساسية بالانفتاح على الشرق للتفلّت من العقوبات، دفع ماكرون إلى القدوم بزخم، وعرض أن تُشارك الشركات الفرنسية في قطاع الكهرباء، وأن تُشرف فرنسا على التدقيق في حسابات مصرف لبنان والمصارف، وغيرها من القطاعات. سيُحقّق له ذلك مكاسب اقتصادية، وتُقلّل - من وجهة نظر ماكرون - من إمكان انفتاحنا على روسيا أو الصين أو إيران". واحد من الأسباب أيضاً، انطلاق المرحلة الأخيرة "من عهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، واحتمال خسارته الانتخابات، ما يُشكّل دافعاً للفرنسيين للعمل داخل لبنان".
واعتبرت مصادر 8 آذار أنّ نتائج حركة ماكرون ظهرت، حتى الآن، "في إعادة سعد الحريري إلى السلطة، حتّى ولو لم يتحمّل علناً مسؤولية خيار مصطفى أديب، وانتزاع موافقة كلّ القوى السياسية على مقترحات كان تسود حولها الخلافات، وتقصير الوقت الذي كان يُستهلَك لتسمية رئيس حكومة، وتشكيلها، بعد أن وضع ماكرون مهلة أسبوعين".
عملياً، أدّت المبادرة الفرنسية، بحسب "الأخبار"، إلى "فكّ الحصار الاقتصادي على لبنان، وتعليق الضغوط الأميركية على الأوروبيين لعزل حزب الله داخلياً". هذه الضغوط تُوِّجَت بإعلان ألمانيا حزب الله «مُنظمة إرهابية»، وفيما تدور أحاديث عن اتجاه دول أوروبية لإعلان قرار مُماثل، "يُقرّر رئيس دولة أوروبية أساسية، ودائمة العضوية في مجلس الأمن، المجيء إلى لبنان والاجتماع مع رئيس الكتلة النيابية للحزب، وهو شخص مُدرج على لائحة العقوبات الأميركية". كما أنّ السفير الفرنسي في بيروت، عقد أكثر من لقاء مع مسؤول العلاقات الدولية في "الحزب"، النائب السابق عمّار الموسوي، وكذلك فعل وزير الدولة الفرنسية للشؤون الفرنكوفونية، الذي كان في بيروت بمثابة موفد رئاسي.
"الانوار": ماكرون للطبقةِ السياسيةِ المخيّبةِ للآمالِ.. خريطةُ طريقٍ واضحةٌ.. أم سأغيّرُ مساري...
كتبت الهام فريحة في "الانوار": ماكرون للطبقةِ السياسيةِ المخيّبةِ للآمالِ.. خريطةُ طريقٍ واضحةٌ.. أم سأغيّرُ مساري...
ماذا تعلمتِ أيتها الطبقةُ السياسيةُ من الرئيس الشاب ( ماكرون) ؟ هل تعلّمتم منه كيف تكون الديناميكية في أربعٍ وعشرين ساعة ؟ هل تعلّمتم منه كيف تكون العفويةُ وسرعةُ البديهةِ وعدم التكلّف ؟ ماذا أنتم فاعلون بعدما غادر لبنان ؟ مؤتمرهُ الصحفي قبل المغادرة كان واضحاً وصريحاً تجاه خارطةِ الطريق التي رُسمت للحكومة : الاصلاحات ثم الاصلاحات، وحكومةٌ تُرضي الشعب اللبناني ومطالبهُ الجمّة، ولا قرشَ قبل الاصلاحاتِ الحقيقيةِ التي تأخرت سنواتٍ لنصل الى الافلاس. كان الرئيس ماكرون جاداً وحازماً باعلانهِ خارطة طريقٍ طويلةٍ مفصلةٍ للحكومةِ الجديدة منها الموافقةُ السريعةُ على التدابير الوقائية التي طلبها صندوق النقد الدولي، بما في ذلك القانون المتعلقُ بالكابيتال كونترول والتدقيقُ في حسابات مصرف لبنان ( عن طريق المباشرة فوراً في التدقيق المصرفي الذي تم تكليفُ شركة اوليفروايمان به). .يليهِ أهمُ بندٍ الذي حمّل الدولة اللبنانية ثلثَ الدينِ العام وهو قطاعُ الكهرباء .الرئيس إيمانويل ماكرون كشف أن بلادهُ مستعدةٌ لاستضافةِ مؤتمرٍ دوليٍ لمساعدةِ لبنان في منتصف الشهر المقبل ، يعني انه ، بلباقةٍ وديبلوماسيةٍ قال إنه يمهلكم شهراً ونصفِ شهرٍ ليعرف ماذا ستفعلون في هذه المهلة .بالتأكيد يريدكم ألا تضيعوا الوقت في مماحكاتِ التأليف ، لأنه يستحيلُ عليه الدعوةُ إلى مؤتمرٍ دوليٍ لمساعدةِ لبنان فيما انتم تختلفون على الحقائب الوزارية ،حتى نصل إلى منتصف تشرين الاول المقبل. ولا حكومةَ جديدةً واعدةً بوزراءٍ جديين ، اختصاصيين، فاعلين، نظيفي الكفّ ! وحتماً سيُعرف من الوزراء، إن كانوا مستقلين فعلاً ام ذوي وجوهٍ مقنّعةٍ وهنا،الرئيس ماكرون يعرف وسنعرف قبله اذا فهموا رسالتهُ الواضحة. حضراتُ المسؤولين السياسيين الذين ما زلتم تتشاورون في ما بينكم وتُطْبقون على صدورنا. تعقّلوا، لا لفَ ولا دوران، ولا مواربةَ، ولا اقنعةَ تُخفي الاصحاب والاصدقاء والمساعدين... يكفينا ما اوصلتمونا اليهِ من هدرٍ وفسادٍ حتى افلاسِ البلد... لتأتي عليكم مراقبةٌ فرنسيةٌ تتدخلُ بكلِ شاردةٍ وواردة، يكفينا انكم اصبحتم كمن في الصفوفِ الابتدائيةِ.
"النهار": ماكرون وضعنا أمام المرآة الفاضحة عيوبنا
كتب غسان حجار في "النهار": ماكرون وضعنا أمام المرآة الفاضحة عيوبنا
الرئيس الفرنسي استأجر البلد يومين. كان هو الحدث. وكان هو السلطة، كان الرؤساء الثلاثة معاً. وكان اجهزة الامن والاغاثة. ظهر المسؤولون اللبنانيون معه، من دون استثناء، صغارا، وبلا خبرة، وبلا جرأة، وبلا حضور. استدعى رؤساء الكتل النيابية والاحزاب الى سفارة بلاده. اعطاهم دروساً في الاخلاق الوطنية، وابلغهم انه عائد بعد ثلاثة اشهر ليحاسبهم، وزوَّدهم التعليمات اللازمة لتأليف الحكومة، والمضي في الخطة الاصلاحية التي رسم بنودها، كما حدد البيان الوزاري لحكومة قد يكون سمّى رئيسها وربما وزراءها.
هددهم بالعقوبات وفق "لوفيغارو"، وسارع كل منهم الى عرض خططه الاصلاحية ومشاريعه ورؤيته الى المرحلة المقبلة. قدّموا اليه اوراق اعتماد. كانوا يقدمون اوراقاً مماثلة في عنجر، مع الفارق الكبير في الشخصية والدور والثقل والإرث. فرنسا أمّنا الحنون التي يتوق كثيرون الى زمن انتدابها لبنان، وقد يتمنى البعض العودة الى ذلك الزمن، لا من باب العمالة والارتهان، كما التهم السائدة والسخيفة، وانما من حرقة القلب واللوعة على وطن لم يكتفِ سياسيوه بسرقته، واغراقه في الصراعات، بل وصلوا حد احراقه. فرنسا التي نرغب في الهجرة اليها، وفي التعلم في جامعاتها، وفي احتساء نبيذها، وتذوّق اجبانها، هي نفسها المنقذة لنا في ساعات شدة كثيرة، فهي المبادرة الى باريس 1 وباريس 2 وباريس 3 وسان كلو وسيدر. هي نفسها التي وقفت الى جانب لبنان في تصديه للهيمنة السورية، وها هي نفسها اليوم، تستغل ضعفنا، فتأتي بسرب طائراتها يحلّق في اجوائنا، وترسو عندنا حاملة طائرات لا مبرر لوجودها في مرفأ مدمر، وتحضر اجهزتها تصول وتجول، في ظل استئذان شكلي، وترحيب رسمي، ورضى شمل كل الاطراف. شكراً للرئيس ماكرون لانه وضعنا امام المرآة الفاضحة عيوبنا.
تقييم زيارة ماكرون
في التقييم الفرنسي لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اكّدت مصادر في الوفد المرافق لـ"الجمهورية"، انّ اسباباً كثيرة استُخلصت من الزيارة ومن المباحثات مع القادة اللبنانيين، تدفع الى التفاؤل، انما بحذر شديد.
وكشفت المصادر، "انّ السياسيين اللبنانيين، اظهروا جدّية في المحادثات، وهذه الجدّية بالتأكيد تتطلب ان تُترجم، اذ انّهم أُلزموا بتشكيل الحكومة في غضون ايام لا تتعدّى الاسبوع المقبل، وهو ما رحّب به الرئيس ماكرون، وعبّر عن ذلك بقوله انّه يمنح الثقة.
ورداً على سؤال قالت المصادر: "بناء على اجواء المحادثات بين الرئيس ماكرون والقادة اللبنانيين، ليس ثمة ما يدفع الى التشكيك المسبق بصدقيتهم، وخصوصاً انّ هذه المحادثات سارت في جو نعتبره ايجابياً جداً. وبطبيعة الحال، فإنّ باريس، والرئيس ماكرون شخصياً، ستكون في موقع المتابعة الحثيثة".
اضافت: "لقد قلنا للقادة في لبنان انّ وضع بلدكم مأساوي، ويحتاج الى خطوات وعمل سريع، ونحن ننتظر منكم ايجابيات، خصوصاً على صعيد التعجيل في تشكيل الحكومة، واتمام الاصلاحات".
وحول كلام الرئيس ماكرون عن عقوبات في حال فشَّل اللبنانيون مسعاه الانقاذي للبنان، اكتفت المصادر بالقول: "الرئيس جاد في هذا الأمر".
وعمّا اذا كان الحضور الفرنسي في لبنان منسقاً مع الاميركيين، قالت المصادر: "انّ باريس على تواصل مستمر مع الاميركيين وكل اصدقاء لبنان، وبشكل فاعل وحثيث مع دول الاتحاد الاوروبي".
ورداً على سؤال عن دور فرنسا في طرح اسم الرئيس المكلّف مصطفى اديب، قال مصادر الوفد الرئاسي الفرنسي: "انّ باريس على معرفة مسبقة بالرئيس اديب، وبما يمتلكه من مؤهلات، ولكن خلافاً لكل التحليلات والتفسيرات التي توالت في لبنان، وتحدثت عن دور لباريس وللرئيس ماكرون في تزكية اسم اديب، ونحن لم نعلّق على هذا الامر، فما نؤكّده هو انّ باريس لم تتدخّل في هذا الامر، بل هي احترمت رغبة القوى اللبنانية السياسية والنيابية التي سمّته لرئاسة الحكومة في لبنان، والرئيس ماكرون كان شديد الوضوح لهذه الناحية، وقد لمس من غالبية القادة السياسيين الذين التقاهم، رغبة في انجاحه في مهمّته، وتشكيل حكومة بصورة عاجلة تضطلع بدور حاسم وجاد مطلوب منها لاجراء الاصلاحات، وباريس ستكون في موقع المشجّع والداعم بكل قوة وفعالية في هذا المجال".
"النهار": Mission impossible؟
كتب راجح الخوري في "النهار": Mission impossible?
فجأة تُجرى الإستشارات الملزمة ويسمّى مصطفى اديب رئيساً مكلفاً بأكثرية 90 صوتاً، رغم ان هناك في الصف النيابي مَن لا يعرفون عنه شيئاً، ثم يهبط ماكرون متحدثاً عن "حكومة المهمة"، وسرعان ما يتبيّن سواء مما نشرته "الفيغارو" وما قاله ماكرون الى "بوليتيكو"، ان المهمة تم التفاهم على خطوطها الأساسية بين ماكرون والرئيس الاميركي دونالد ترامب ونالت موافقة أوروبية وتشجيعاً عربياً، ولكن الأصول تقضي بأن لا يتم إنزالها بالمظلة الفرنسية كفرض على السياسيين اللبنانيين، الذين وُضعوا سراً على مستويات عليا انهم امام واحد من اثنين: إما الموافقة على "المهمة"، وإما ان يتعرضوا لسلسلة من العقوبات القاسية، لا تتوقف عند منع حصول لبنان على أي دولار، بل تصل الى تجميد ارصدة المسؤولين وودائعهم وتحركاتهم على أعلى المستويات. وامام صدمة هذا التحوّل، جرى التأكد عبر اتصالات سريعة بين بيروت وباريس من صحة الأمر، لا بل تردد ان الروس ايضاً يوافقون على ضرورة قلب الصفحة السياسية التي تدمر لبنان!
ان الشهور الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة في ما يتعلّق بتحقيق التغيير في لبنان، وإذا لم يحدث تغيير فقد يترتب على ذلك فرض إجراءات عقابية. ان الاجراءات تلك يمكن ان تراوح ما بين وقف المساعدات والإنقاذ المالي وبين فرض عقوبات على الطبقة الحاكمة"! صحيح انه تمّ تلطيف هذه الكلمات امس، ولكن هل كانت "الفيغارو" لتنشر ما نشرته متضمناً أسماء واضحة، عشية وصول الرئيس الفرنسي الى بيروت وهو الذي قال ايضاً كلاماً مشابهاً الى "بوليتيكو"؟ طبعا لا، لكن الأهم هل سيقوم المسؤولون اللبنانيون بتنفيذ "المهمة" التي يراها البعض مستحيلة، وهي التي تتألف من المراحل الآتية: تشكيل حكومة من الاختصاصيين غير الحزبيين او الذين ينتدبهم السياسيون – الانخراط في عملية جادة للإصلاح تم تحديد بنوده من الكهرباء الى الاتصالات الى كل قطاعات النهب والسرقة – وضع قانون جديد للإنتخابات – إجراء انتخابات مبكرة من شأنها عملياً ان تقلب الصفحة السياسية الفاسدة. قد تكون هذه "مهمة مستحيلة" بالنسبة الى الكثيرين، رغم اننا استمعنا اليهم امس بعد الإستشارات يتحدثون بحياء ولطف وكأنهم من تلامذة البيزنسون!
"النهار": زيارة ماكرون بين الايجابية والمآخذ السياسية
كتبت روزانا بو منصف في "النهار": زيارة ماكرون بين الايجابية والمآخذ السياسية
على ذمة مصادر سياسية في بيروت ان العلاقات بين فرنسا والمملكة العربية السعودية ليست على ما يرام وان المملكة لم تظهر اي حماسة للتحرك الذي قام به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مما ادى الى استنتاج ان المملكة لا تعتبر ان لها علاقة اطلاقا بالحكومة اللبنانية العتيدة. اذ تقول هذه المصادر ان الخطأ نفسه يرتكبه الرئيس الفرنسي من حيث انه حشد ما يستطيعه من اجل لبنان من اجل انجاح مؤتمر سيدر في 2018 ويعتمد اليوم المقاربة نفسها فيما ان الواقع لن يشهد تحسنا وان برنامج العمل الذي قدمه الرئيس الفرنسي هو وقف الانهيار لكن الخشية ان الواقع سيبقى على ما هو. فحزب الله" راهنا هو اشبه بما كان عليه على اثر حرب تموز 2006 حين اضطر الى التموضع من ضمن "الدولة" اي الى الحاجة الى التقاط انفاسه ليس الا. ومن هنا لا تبدو المملكة موافقة على ما ستتجه اليه الامور وان على اللبنانيين تدبر امورهم بانفسهم في ظل سؤال كبير حول كيفية عقد مؤتمر في تشرين الاول لمساعدة لبنان وكيف ومن سيساعد فيما ان ضخ اموال جديدة في لبنان سيظهر عقم المحاولة من جديد ولا يمكن الاعتماد بقوة سوى على الدول الخليجية. ويشكل عدم انخراط المملكة او تبنيها اي مرشح لرئاسة الحكومة ودعمه في اطار ان اي تبني لاي مرشح ، ومن هنا عدم الحماسة لعودة الرئيس سعد الحريري، يعني حكما دعمه ماديا فيما ان الدعم المادي يعني ايضا تعويم الاخرين اي ثنائي عون والحزب. لم يرتح افرقاء سياسيون الى المراعاة الكبيرة من الرئيس الفرنسي ل" حزب الله" ما دفع كثرا الى استيضاح امكان ان يأتي التوافق الفرنسي مع طهران على حساب لبنان. وهو امر سخر منه سفراء عرب في بيروت على خلفية الاعتقاد ان فرنسا تسعى الى الاقرار بنفوذ الحزب وراعيته ايران على الواقع اللبناني فيما ان لبنان خاضع في الواقع لهذا النفوذ عملانيا منذ توقيع الاتفاق النووي مع طهران وبتسليم اميركي بحيث ادى الى انتخاب العماد ميشال عون للرئاسة الاولى في اطار هذا التسليم.وتاليا فان فرنسا قد تزيد صدقية على هذا النفوذ ليس اكثر ولا اقل. في اي حال فان التسليم لماكرون ايا تكن الملاحظات والملاحظات المضادة مبني على ان اي مبادرة في اتجاه اي تسوية في لبنان لم تحصل فعليا عبر الاعوام سوى عبر الدول الخليجية ( اتفاق الطائف ثم تفاهم الدوحة) او عبر الاوروبيين ولا سيما فرنسا ( جلسات حوار في سان كلو ). وتاليا مع غياب الانخراط العربي الخليجي لا يجد اللبنانيون بدا من تلقف مساعي الانقاذ الفرنسية المفيدة والضرورية .
"النهار": ماكرون سيّد اللعبة موقتاً في انتظار الانتخابات الأميركية
كتب علي حماده في "النهار": ماكرون سيّد اللعبة موقتاً في انتظار الانتخابات الأميركية
للمرة الثانية جاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان. هذه المرة كانت لمناسبة الاحتفال بمئوية ولادة الكيان اللبناني، والتثبت من ان معظم القيادات اللبنانية خضعت للتهديد الفرنسي بعواقب وخيمة إنْ لم يتحقق تقدم جوهري على صعيد اختيار رئيس جديد للحكومة، بالتزامن مع تنازل جميع القوى الممثلة عن تقديم أي مطالب في الحكومة المقبلة على غرار ما كان يحصل. حدث هذا تحت مظلة التفاهمات الفرنسية - الإيرانية، وغضّ طرف من المارد الأميركي ترك من خلاله الحليف الفرنسي يعالج ما أمكن من الازمة اللبنانية على طريقته "الناعمة" مع الإيرانيين، ليقينه ان الأسلوب الأميركي القاسي في فرض عقوبات على الإيرانيين، وعلى ذراعهم اللبنانية "حزب الله"، سيؤدي الى انهيار لبنان، من دون ان ينهار الحزب بالضرورة! واضح ان الاميركيين تركوا فسحة للرئيس الفرنسي لكي يتصرف بوصفه قادراً على التحدث الى الإيرانيين، ومن خلالهم الى دفع "حزب الله" للتراجع عن ابتلاع الشرعية اللبنانية بأسرها إما مباشرة وإما بواسطة القوى المتواطئة معه، وعلى رأسها ميشال عون. ترك الاميركيون فسحة لماكرون من دون ان يتركوا الساحة خالية من حركتهم، بدليل وصول مساعد وزير الخارجية ديفيد شنكر الى بيروت تزامناً مع مغادرة الرئيس الفرنسي. ولكي لا يبدو الاميركيون في مظهر المتدخل في الجهد الفرنسي، لن يقابل شنكر مسؤولين سياسيين في اطار قرار افساح المجال امام الرئيس الفرنسي في معالجة الأمور، من خلال فرض رئيس حكومة لا لون له، من خارج النادي السياسي، ولا يهدد أحداً في المنظومة السياسية، كما انه يتمتع بمقبولية من "حزب الله" وحركة "امل" تمنحه هوامش حركة من دون عرقلة. خلال الأسابيع المقبلة، وفيما تحصل تحوّلات استراتيجية كبيرة في المنطقة، على غرار الاتفاق الاماراتي - الإسرائيلي، والاتفاقات التي ستليه او ستحصل على ضفافه سيكون الرئيس الفرنسي مطلق الصلاحية (شرط التفاهم الضمني مع الإيرانيين وعدم تهديد وضعية "حزب الله") لكي يهدد القيادات اللبنانية بسلاح العقوبات المزدوج الاميركي - الفرنسي، اذا عرقلوا حركة الرئيس المكلف". كل هذا بما فيه إعادة طرح موضوع الانتخابات النيابية المبكرة (التي يصر عليها الاميركيون)، والتعجيل بالبدء في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة يُفترض ان يكون انجِز قبل نهاية العام الحالي. وسوف يعتمد الامر بشكل كبير على نتائج الانتخابات الأميركية المقبلة، حيث يبقى التأثير الأميركي، سلباً او إيجاباً، مفتاحاً أساسياً في نجاح مهمة الرئيس الفرنسي او فشلها.
"الاخبار": ماكرون ومحافظوه الجدد
كتب وليد شراره في "الاخبار": ماكرون ومحافظوه الجدد
شهرية "لوموند ديبلوماتيك"، في عددها الصادر في أيلول الحالي، نشرت مقالاً مهما للصحافي مارك أنديفيلد بعنوان “ايمانويل ماكرون والدولة العميقة” عرض فيه قصة صعود تيار المحافظين الجدد داخل مؤسسات الدولة الفرنسية وتعاظم نفوذهم خلال رئاستي نيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند الأطلسيَّي الهوى والمؤيّدَين لإسرائيل. باختصار، إن أنصار هذا التيار مقتنعون بأن إصرار فرنسا على الاستقلالية والتمايز عن الولايات المتحدة على المستوى الدولي بات يتناقض مع تراجع قدراتها ومع تغيرات في موازين القوى الدولية تفرض على أيّ حريص على مصالحها السعي لوحدة المعسكر الغربي في مواجهة صعود القوى غير الغربية كالصين وروسيا وتلك الاقليمية كإيران وتركيا. يلفت كاتب المقال، نقلاً عن دبلوماسيين سابقين، كإيف أوبان دو لا ميسوزيار، الى أن ماكرون لم يستبعد أنصار هذا التيار عن مواقعهم بعد وصوله الى السلطة، ما يعني أن قدرتهم على العرقلة ما زالت موجودة، لكنه يشير الى أن التعزيز الذي أحدثه لموقع الرئاسة وإشرافه المباشر على عدد من ملفات السياسة الخارجية، أضعف دور وزارة الخارجية لمصلحته. ما لم يتطرق إليه المقال بشكل واف هو الصلات الوطيدة التي تجمع أقطاب المحافظين الجدد باللوبيات المرتبطة بإسرائيل والدول الخليجية، وبالإمارات تحديداً، النشيطة جداً والتي تمتلك واجهات بحثية وإعلامية وظيفتها تنسيق الجهود مع هذا التيار وإطلاق الحملات الإعلامية - السياسية المناسبة لمصالحها وتوجهاتها. وليس سراً أن بعض الصحافيين الفرنسيين المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط يعملون لحساب هذه اللوبيات، التي تغدق عليهم بسخاء، وتربطهم علاقات ود بوزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش. وقد أشرف الأخير على إنشاء مؤسسة إعلامية ترأسها صحافية لبنانية عملت سابقاً في الإعلام الفرنسي في إطار استراتيجية هادفة إلى تقوية النفوذ الإماراتي في الأوساط السياسية الفرنسية بالتعاون مع الجهات الصهيونية النافذة. الحملة التي بدأت ضد الانفتاح على حزب الله في فرنسا تندرج في هذا الإطار، وهي تتقاطع مع تلك التي تشنّها شخصيات وأطراف لبنانيون، من المرجّح أنهم يحظون برعاية وتشجيع نفس الجهات التي تسهم بقوة في الأولى.
"الاخبار": إصلاح لبنان على طريقة ماكرون: دروس في الرأسمالية والاستعمار
كتب محمد وهبه في" الاخبار": إصلاح لبنان على طريقة ماكرون: دروس في الرأسمالية والاستعمار
في اللقاء الذي عقد أول من أمس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قدّمت ثلاث قوى سياسية (التيار الوطني الحرّ، الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة التنمية والتحرير) أوراق عمل تدور حول مسألة واحدة: «إصلاح لبنان». جمعت هذه القوى عشرات البنود من أوراق مبعثرة زمنياً من عهود سابقة ومن العهد الحالي. تكاد تكون هذه الأوراق عبارة عن ملخّص لمشاكلها، أو للأمور التي تعتقد أن إثارتها مربحة لها. والأرجح أن ماكرون لم يقرأ أياً من هذه الأوراق. الأمر لا يتعلق بضيق الوقت. فالرجل لديه معرفة واسعة بمفاهيم وآليات وأدوات قوى السلطة اللبنانية. هو أصلاً لم يأت ليطّلع منهم على شيء، بل أتى ليطلعهم على ما يريده باسم «المجتمع الدولي». أتى ليخبرهم أن الرأسمالية لا يمكنها أن تكون مشوبة بتهم الفساد حتى لو كانت تمارسه. لذا، هو أتى ليعيد إنتاج النموذج نفسه الذي ينهار حالياً على قاعدة تشريع وجود السلطة نفسها، وقوننة الفساد تحت مسميات الخصخصة وإطاحة القطاع العام وسواها. هذا الأمر يتطلب تعديلاً في الوجوه وإصلاحات هيكلية كما يصفها صندوق النقد الدولي. في زيارته الأولى للبنان، رافقه لبنانيان: المصرفي سمير عساف، وتاجر النقل البحري رودولف سعادة. من يومها بدأت تتسرّب معطيات عن مساعي ماكرون؛ لإيصال عساف، الذي ساعده كثيراً في تمويل حملاته الانتخابية، إلى حاكمية مصرف لبنان بدلاً من رياض سلامة، ولإيصال سعادة وريث أبيه جاك في شركة «CMA CGM» للنقل البحري التي تعمل انطلاقاً من أوروبا، إلى إدارة مرفأ بيروت. يقول أحد مستشاري الرئيس نجيب ميقاتي إن الرأسمالية التي تمارسها قوى السلطة في لبنان هي رأسمالية الخلّان وإن ماكرون جاء يعلّمنا الرأسمالية الفعلية المطبّقة في بلاد الغرب حيث سنرى فوائد الخصخصة والأسواق المالية وفوائد المنافسة وفوائد العولمة وفوائد أن نكون عنصراً منتجاً في المجتمع الدولي. هذا ما يريده ماكرون. يريد إعادتنا إلى طريق الرأسمالية الصحيح عبر إطاحة القطاع العام وتقديم خدماته على طبق من ذهب للقطاع الخاص (للرأسماليين).
"الجمهورية": "دروس ماكرون في مــدرسة الانكار والفشل"!
كتب جورج شاهين في "الجمهورية": "دروس ماكرون في مــدرسة الانكار والفشل"!
يدعو المرجع الديبلوماسي اللبنانيين المسؤولين منهم قبل المعارضين الى ضرورة التزام ما تعهّدوا به امام ماكرون، فهي التزامات يظللها حديثه عن الشرف والصدقية التي ظللت زيارته للبنان، عندما قال لا أملك ما أقدّمه اكثر من التزاماتي تجاه لبنان ومصلحته من دون ان يشكّل كلامه اي تدخل في الشؤون اللبنانية عند الحديث عن تشكيلة الحكومة او تركيبتها فما يعنيه النتائج. وانّ الشكليات ملك لهم من دون تجاهل حجم الضوابط التي أدت اليها مهمته في «خريطة الطريق الفرنسية» السياسية والدستورية والمالية الى الحل، والتي يعتقد كثر أنها صيغت في واشنطن او الرياض او في الامم المتحدة كما في مواقع عدة اجرت مقاربة للحل في لبنان. ولذلك كله، سيحتسب لماكرون انه عبر حقولاً من الألغام التي زرعت في الطريق من باريس الى بيروت وفيها. ولم يستفزّ أحداً على الإطلاق فوزّع الارباح بطريقة غير مباشرة على كل من تعنيه الساحة اللبنانية وما عليها من قوى تمثّل جهات اجنبية غربية وفارسية وعربية. فأعطى ما لطهران والرياض وواشنطن في بيروت ما لها، وحفظ للأبعدين والأقربين ادوارهم بطريقة لن تكون مضمونة ما لم ينجح اللبنانيون في القيام بما هو مطلوب لعبور المرحلة بالخسائر التي تحققت حتى اليوم، ومنع وصول البلاد الى حيث لا رجعة اقتصادية وسياسية واجتماعية وربما أمنية. وعليه، يختم المرجع الديبلوماسي بالقول: لم يبقَ هناك من تجربة فظيعة لم يعبرها لبنان الى اليوم. وان كان اللبنانيون يخشون إبّان الازمات المالية والاقتصادية والسياسية المتتالية ما يمكن ان يفعل بهم السلاح النووي أو الكيماوي فقد جاءَهم انفجار المرفأ بما يشبههما، ولم يعد هناك من تجربة فريدة يعيشونها في جمهورية الانكار والفشل سوى ان يتعرّض لبنان لنيزك يستهدفهم من مكان ما.
"الجمهورية": ماكرون او الفوضى
كتب كارلوس نفاع في "الجمهورية": ماكرون او الفوضى
هل أطلق ماكرون من بيروت مبادرة تجعل من لبنان سويسرا الشرق وواحة سلام، بتوافق ايراني- خليجي، يجعل من فرنسا عرّابة الحوار في المنطقة، ويجعلها اقوى في حوار المواجهة مع تركيا، الذي أوحى اردوغان بالرغبة به، حين نصح اليونان بالتعقل، لأنّ من يقف خلفها سيتخلّى عنها وتبقى وحيدة في مواجهة مصير صعب؟ وهنا يأتي السؤال الأهم، هل أنّ ايران أصبحت مستعدة للحوار والمساومة لفك العزلة غرباً ولو جزئياً عبر حزب الله في لبنان؟ إنّ تحقيق مصالح فرنسا في شرق المتوسط لا يمكن أن يكون مستداماً، إن اتت الحلول على حساب طرف واحد، لأنّه يكون مدماكاً لأزمات وحروب جديدة. وما يُخشى منه، هو ان يعود لبنان ساحة للنزاع الدولي المفتوح، بحيث تكون فرنسا فيه رأس الحربة، وتدعم بانتشار قوات دولية على الحدود، تضمن عزل حزب الله عن سوريا، والتحكّم بحركة المطار والموانئ البحرية. وأن تتمّ مواجهة حزب الله عبر توتير الداخل شمالاً وفي البقاع الأوسط وبيروت، لكي تُنزع عنه هالة المقاومة، ويصبح الحزب ميليشيا داخلية، تورط بالدوامة التي سقطت فيها حركة فتح في اوساط السبعينات. وبالتالي يجنح البلد الى حروب داخلية جديدة وأزمات لا متناهية، يعود فيها امراء الحرب إلى حظائرهم الطائفية، وكلاء لمصالح الدول الإقليمية الفاعلة والتي خبروها في الثمانينات من القرن الماضي. ولا تنتهي إلّا بعد زوال لبنان الذي نعرفه. امام هذه المشهدية، يضحى طرح حياد لبنان، الذي أصبح في عين الاعصار، خشبة خلاص للجميع، لأنّ استمرارنا ساحة مفتوحة في نزاع المحاور والنزاع الجيوسياسي المتسارع في شرق المتوسط، واشتداد عزلتنا عن الخليج العربي، سيقضيان حتماً على ما تبقّى من لبنان و يعرّضانه للزوال. وهذا ما حذّر منه وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان. هل ينجح ماكرون بإقناع اللبنانيين للسير معاً، ليكون لبنان أولاً مساحة لقاء انساني واقتصادي، واحة سلام محايدة في شرق متفجّر، ام يفشل ويرمون أنفسهم الى التهلكة الحتمية؟
عون: مواقف ماكرون ليست تدخلاً في شؤوننا
أضاءت الصحف على تأكيد رئيس الجمهورية ميشال عون أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "تصرف كصديق حقيقي للبنانيين" خلال زيارته أول من أمس إلى بيروت، وأن "المواقف التي أطلقها لا يمكن اعتبارها تدخلاً في الشؤون الداخلية اللبنانية، بل تعكس إرادة حقيقية لمساعدة بلد تربطه بفرنسا علاقات قديمة متجذرة عبر التاريخ".
ورأى "انّ اندفاعة الرئيس ماكرون تجاه لبنان، يجب ان يقابلها عزم لبناني صريح على مساعدة انفسنا وتشكيل حكومة قادرة وشفافة في اسرع وقت ممكن، للبدء في اتخاذ خطوات اصلاحية فورية تسهم في اطلاق عملية انقاذ لبنان وتقديم الدعم الدولي له".
"الشرق": عن السيادة الوطنية
كتب خليل الخوري في "الشرق": عن السيادة الوطنية
اللافت في ردود الفعل على حراك ماكرون إثارة البعض مسألة السيادة الوطنية، وهو ما تكرّر ترداده على ألسنة بعض النواب وبالذات مُمثّلو بعض الكتل لدى مغادرتهم الإستشارات مع الرئيس المُكلَّف يوم أمس، وقول آخرين نحن نعرف في شؤوننا أكثر من ماكرون. قد يكون هذا الكلام صحيحاً لو أنّ الذين يتحدّثون بالسيادة وبالمعرفة أكثر من الرئيس الفرنسي لم يكونوا يتلقّون التعليمات والأوامر بعضهم، ذات زمن من الإسرائيلي، وبعضهم الآخر، ذات زمنٍ أيضاً، من عنجر والرملة البيضاء وسواهما (…).إنّ الذين اتّخذوا قرارات متسرّعة من الحكومة الآتية، طبعاً قبل تشكيلها، وربّـما لمواقف مسبقة من الرئيس سعد الحريري الذي دعَم (ووراءه القيادات السنيّة الفاعلة) تكليف الدكتور مصطفى أديب، إنما يُصرّون على الإمعان في تسرُّعهم. وهم أحرار في ما يذهبون إليه. إلا أنّ إثارة قضيّة السيادة الوطنيّة فليؤذَن لنا أن نقول إنها ليست في موقعها، أو ربّما هو كلام حقّ يُراد به باطلٌ تحقيقاً لأهداف سياسيّة، ومُدالَسة رأي عام لم يتقبّلهُم أساساً وعلّقَهم مع سواهم على أعواد المشانق الصوَريّة، التي هي أيضاً رفَضناها واعتبرناها في حينه كما نعتبرها اليوم، مجرّد همروجة بروباغاندية لا غير، ولا تأثير لها سوى لدى بعض الغوغاء الذين يُسيئون إلى مفهوم الثورة والثوّار الحقيقيين يوم انطلقوا من دعم شعبي كبير إلى أن حرَفَت الغوغاء الثوّرة عن مُنطلقِها. ثمّ، هل يتعارض والسيادة أن تمتدّ يدٌ دوليّة فاعلة إلى لبنان لفكّ عزلته والسعي إلى إقالته من عثراته، والنُصح الصادق بتقويم الإعوجاج ومكافحة الفساد الضارِبَين في مختلف المواقع المسؤولة في السياسة والمال والإدارة؟
3 تحديات أمام الرئيس المكلف
لاحظت"النهار" أن الفائض من الاستعدادات لتشكيل الحكومة المقبلة بدا رهناً بمجموعة تساؤلات صعبة لن تكون الأجوبة عليها متاحة بسرعة اقله اذا قيست الأمور بمعايير حسابات القوى السياسية حين تترك لنفسها مجدداً. ويأتي في مقدم التحديات التي تواجه الرئيس المكلف السؤال الأساسي عما اذا كانت القوى السياسية والحزبية قاطبة ستسمح عمليا بتجربة تأليف حكومة اختصاصيين صرفة لا تضم حزبيين ولا ممثلي أحزاب بشكل مباشر او ضمني ولا تستنسخ تجربة حكومة تصريف الاعمال برئاسة حسان دياب. وتالياً هل نجح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فعلا ان ينتزع موافقات ثابتة للقيادات السياسية التي التقاها طويلا مساء الثلثاء في قصر الصنوبر على حكومة "منزوعة الأحزاب" وتضم اختصاصيين فقط؟
وأشارت "النهار" إلى أن التحدي الثاني الذي لا يقل أهمية يتمثل في تسهيل الولادة الحكومية متى تمكن الرئيس المكلف من وضع مشروع تركيبة الحكومة باعتبار ان شياطين التفاصيل والاسماء والحقائب تكمن في لحظة اختبار القوى السياسية والحزبية اذا كانت فعلا ستتنازل هذه المرة عما تعتبره مكاسب تكرست لها مدى سنوات جراء المحاصصات التي كانت تعتمد في استيلاد الحكومات.
اما التحدي الثالث، بحسب "النهار"، فيتمثل في موضوع خلط أوراق "الإقطاعات" الوزارية المزمنة بمعنى انتزاع موافقات القوى التي دأبت على التمسك بحقائب وزارية باتت تعتبرها "حقوقا" مكرسة لها .ومع ان معظم هذه القوى تحدثت امام ماكرون كما خلال الاستشارات التي اجراها الرئيس المكلف امس عن استعداداتها للقبول بالمداورة في الوزارات فان ملامح الاشتراطات بدأت تبرز بوضوح من خلال طرح أسئلة افتراضية واستباقية سمعها الرئيس المكلف من أطراف بما يعني ان مهمته لن تكون سهلة كما سادت انطباعات فورية.
وبحسب "النهار" فإن القطب المخفية تتمثل في الحقائب الموزعة على الطوائف وبتمسك الاحزاب بتسمية ممثليها في هذه الوزارات.
والسؤال هل يتخلى الثنائي الشيعي عن وزارة المال لـ"امل" والصحة لـ"حزب الله"؟
كما ان رئيس "تكتل لبنان القوي" جبران باسيل لن يسلم بالتخلي عن حقيبة الطاقة فيما القوى الاخرى تحتفظ بحقائبها.
وإذا كان باسيل بدا بالأمس كالناسك المتعبّد على مذبح التأليف زاهداً بوزارة "الطاقة"، وهو الأعلم قبل غيره بأن خروجه منها اتخذ شكل "الإقصاء لا التنحي"، فإنّ مصادر "نداء الوطن" لاحظت أنه تعمّد إثر لقائه الرئيس المكلف أن يدقّ في المقابل إسفين "المداورة" في المركب الحكومي، مستهدفاً بذلك إقصاء "حركة أمل" عن وزارة المالية أسوةً بإقصاء "التيار الوطني" عن وزارة الطاقة، بينما لفت انتباه المصادر أنّ "بري كان أدهى منه بدفع كتلته إلى طرح ميثاقية التواقيع لضمان بقاء "التوقيع الشيعي" في المالية حفاظاً على التوازن الطائفي مع التوقيعين المسيحي والسنّي في مراسيم الدولة"، مشيرةً في هذا السياق إلى أنّ "أي شخصية شيعية سيوكل إليها الرئيس المكلف تولي حقيبة المالية لن تدور بطبيعة الحال بعيداً عن فلك عين التينة حتى ولو كانت من ذوي الطابع الاختصاصي".
إلا أن مصادر نيابية أكدت لـ"نداء الوطن" أنّ كل المؤشرات تشي بأنّ "الطريق معبدة أمام ولادة سريعة لحكومة أديب باعتبار أنّ الأطراف السياسية كلها مدركة جيداً أنّ هذه الحكومة ستكون بمثابة حكومة "بريدج" للعبور من فوق مستنقع الانهيار نحو ضفة استعادة التوازن الاقتصادي والمالي في البلاد"، كاشفةً أنّ الحكومة العتيدة سترتكز على تشكيلة من الاختصاصيين "لن يتجاوز عددهم عدد أيام المهلة الممنوحة لتأليفها في 15 يوما".
كما توقعت مصادر معنية بالاتصالات لـ"النهار" ان تكون عملية التأليف ورغم تفاصيلها المعقدة ميسرة وولادة الحكومة تحتاج ما بين اسبوعين الى شهر، مشيرة الى انه لم يبحث بعد في شكل الحكومة ولا في عددها والارجح انها ستكون من عشرين وزيراً.
لكن مصادر "اللواء" أشارت إلى ان التوجه العام يميل الى تشكيل حكومة من ١٤ وزيرا من الأخصائيين والمشهود بنجاحاتهم ومناقبيتهم وهناك العديد من الأسماء التي يتم التداول فيها ولكن مازالت بحاجة الى مزيد من الدراسة والجوجلة ليتم إختيار الافضل منهم وتوقعت ان يتم الانتهاء من وضع التشكيلة الحكومية يوم الأربعاء المقبل أذا سارت الامور بسلاسة في ضوء التفاهمات المسبقة على تسريع عملية التشكيل نظرا للحاجة الملحة لتسريع انطلاقة الحكومة الجديدة للقيام بالمهمات المطلوبة منها.
"النهار": مَن يضع يده على قلبه لئلا تتكرّر تجربة حكومة دياب؟
كتب احمد عياش في "النهار": مَن يضع يده على قلبه لئلا تتكرّر تجربة حكومة دياب؟
علمت "النهار" من أوساط رافقت مرحلة التكليف قبل حسمها الاثنين الماضي، إن الثنائي الشيعي كان ضاغطاً حتى آخر مرحلة سبقت قرار رؤساء الحكومات السابقين تسمية سفير لبنان في ألمانيا رئيساً مكلفاً من أجل قبول الرئيس سعد الحريري بهذه المهمة، وذلك انطلاقا من اعتبارات تتصل بالأزمة المالية والاقتصادية والتي صارت أشبه بتسونامي. وتوضح هذه الأوساط أن بيئة ثنائي حركة "أمل" و"حزب الله" هي في مقدمة المتضررين من هذه الازمة انطلاقاً من حجم هذه البيئة في القطاع العام الذي فقد الامتيازات التي كان يتمتع بها قبل انهيار سعر صرف الليرة إلى مستوى قياسي غير مسبوق منذ عقود. وتشير الاوساط نفسها إلى أن المداولات المباشرة وغير المباشرة بين ركنيّ الثنائي، الرئيس نبيه بري والامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، انتهت الى خلاصة مفادها ان عودة الرئيس الحريري إلى السرايا من شأنها على الأقل وقف انهيار سعر صرف الليرة وبدء مرحلة البحث عن أفق لمعاودة النمو. تقول أوساط الرؤساء السابقين لـ"النهار" إن العامل المؤثر الذي دفعهم الى تسمية السفير أديب ليكون رئيساً مكلفاً، هو إدراكهم أن الضغط الفرنسي عشية وصول الرئيس إيمانويل ماكرون إلى لبنان في زيارته الثانية كان كبيراً إلى الحد الذي دفع رئيس الجمهورية ميشال عون إلى التخلي عن أسلوب المشاورات قبل الدعوة الى إجراء الاستشارات النيابية الملزمة التي يفرضها الدستور. وتبيّن لهؤلاء الرؤساء عندما التقوا الأحد الماضي أن الرئيس ماكرون نجح في تعطيل سيناريو تأجيل الاستشارات الملزمة، ما نقل الكرة الى ملعب الفريق السنيّ الذي كان عليه ألا يظهر في مظهر المعطّل للجهد الفرنسي. يقول الرئيس فؤاد السنيورة انه لمس من الرئيس المكلف بأنه راغب في ان" يؤلف حكومة مصغرة وتكون مؤلفة من أصحاب كفاءات وأن لا تكون لأي عضو منهم امتدادات سياسية مباشرة مع مختلف الأحزاب والفرق السياسية الموجودة في لبنان". فهل سيتمكن من القيام بما عجز عنه سلفه حسان دياب الذي جاء الى الحكم تحت العنوان نفسه ؟ لا يبدو أن هناك ضمانات تؤكد أن لا تتكرر تجربة الحكومة المستقيلة. ولم يتردد الرئيس السنيورة من ابداء الحذر المشوب بالقلق حيال ما ينتظر الرئيس المكلف من عقبات تضعه في المربع نفسه للحكومة السابقة: "أنا أضع يدي على قلبي لأني أخشى أن لا يتحقق هذا الإصلاح الأساسي الذي نحلم به، ولأنّ كل ما نسمعه اليوم عن استعدادات طيبة ورغبة في التعاون يحصل انطلاقاً من إدراك متنام لدى بعض السياسيين في لبنان في أنّ لبنان قد وصل الى نقطة خطرة جداً. إلا ان هناك خشية كبيرة لديّ، وهي تساورني في انه ربما لا يأتي "حساب البيدر مطابقاً لحساب الحقل". ليس الرئيس السنيورة من يضع يده على قلبه وحده، بل جميع اللبنانيين الذين لم يصدقوا حتى الآن أن ما افسده دهر الوصايات وآخرها الوصاية الإيرانية سيصلحه العطار الفرنسي اليوم!
"النهار": هل من رابح وخاسر فعلا في "صفقة التسوية الخفية"؟
كتب ابراهيم بيرم في "النهار": هل من رابح وخاسر فعلا في "صفقة التسوية الخفية"؟
يبدو الرابحون ثلاث قوى ، والخاسرون ثلاث، وقوة واحدة تتأرجح بين بين، ولكنها تخرج ضمنا بـ"التعادل".
الدائرون في فلك "حزب الله" ومحوره، يدرجون أنفسهم في مقدم الرابحين بل والحاصدين لـ"جوائز" لم يكن يحلم بها، وأبرزها تصريحات ماكرون المتتالية بحقه والتي تمخضت عن: أعطته إطاره السياسي فهو منتخب وله تمثيل قوي. وضعته في خانة المستعدين للتجاوب أكثر من غيرهم مع الاصلاح المنشود. وقبل ذلك وضعت حدا للكلام والنقاش عن سلاحه عندما رد ماكرون على المتسائلين عن هذا السلاح بأن الألوية الآن هي لغير ذلك. وعليه، هناك من يرى ان ماكرون، أقر بدور الحزب وبضرورة الانفتاح عليه، فدخل الى "التسوية" من بابها الحقيقي، وبالطبع ثمة من في الحزب من يتحدث عن "لائحة مكاسب" أطول ستظهر تباعا، بالمقابل إن في صفوف خصوم الحزب من يروج لسؤال تشكيكي عن فداحة الثمن المفروض أن يدفعه الحزب لقاء هذا الموقف الانعطافي الفرنسي، وعما اذا كان استيعابا مستقبليا له وسعيا حثيثا لـ"لبننة" دوره عبر كبح جماح تطلعاته الاقليمية. الرابح الثاني هو العهد و"التيار الوطني الحر" فكلاهما يبدوان وكأنهما قد خرجا للتو من "حصار سياسي" أحكم عليهما منذ فترة بعيدة، وتحديدا بعد انطلاق الحراك الشعبي في تشرين الاول الماضي. وحدهم المحيطون برئيس مجلس النواب نبيه بري يتحفظون عن تشكيك الآخرين عما اذا كانوا يدرجون أنفسهم في خانة الرابحين او الخاسرين، فالوقت بالنسبة لهم ليس وقت المقايسة والمفاضلة وتعيين الرابح والخاسر، ما دام أن ثمة حكومة جديدة ستولد قريبا لتملأ الفراغ الحاصل، وما دام ان ثمة تسوية تتقدم لتفرض لاحقا إصلاحا حقيقيا تحتاجه البلاد. ثمة من يدرج حزب "القوات اللبنانية" في مقدم معسكر الخاسرين، فرياح الامور سارت تماما خلاف لما يرفعه من شعارات معلومة وخصوصا في موضوع "ملاحقة" "حزب الله" وسلاحه والسير في انتخابات نيابية مبكرة، تفضي الى نتائج تكرس رئيسه "الزعيم المسيحي الاول" بناء على ما بلغه من احصاءات واستبيانات رأي تظهر تدهور شعبية خصمه الالد أي التيار العوني. وفي المشهد عينه، ثمة من يرى أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قد ولج أخيرا كعادته عند كل صدمة مرحلة اعادة النظر في كل حساباته وأوراقه، فهو وان بادر الى تسمية الاكثرية للتأليف خلافا لكل التوقعات، الا أنه عاد الى لعبة الالتباس والغموض في موضوع المشاركة في الحكومة المقبلة. وهو بهذا يترك الباب مفتوحا امام الاحتمالين، فاذا شارك يكون قد قرر الانضواء في التسوية، واذا لم يشارك فإنه يكون قد سلف "طرفين خارجيين" مع ادراكه ان امر التأليف سيكون ماشيا به أو من دونه. ويبقى أين هو موقع الرئيس سعد الحريري من هذه الجردة، وفي أي كفة يمكن وضعه؟ ثمة من يقول بأن الرجل قد أمن بسلوكه الاخير فرصة مضمونة لعودته بعد فترة الى سدة الرئاسة الثالثة، في مقابل "الانخراط" في تسوية قد تبعده عن خيارات سابقة، ولكنها تؤكد اصراره الضمني على المضي في توجهاته التي كان أفصح عنها سابقا.
"النهار": النسيج اللبناني في خطر أمام سلطة عاجزة تحللت معها الدولة وفرص الحياة
كتبت سابين عويس في "النهار": النسيج اللبناني في خطر أمام سلطة عاجزة تحللت معها الدولة وفرص الحياة
دخل لبنان في دائرة الغموض والقلق على المستقبل، بعدما أدى الانهيار المالي والاقتصادي الى فقدان نحو ٦٠ في المئة من القوى العاملة وظائفهم وسط أفق متشائم حيال إمكان استعادة تلك الوظائف او غيرها. فمؤسسات القطاع الخاص باتت على طريق الاقفال او الافلاس، الواحدة تلو الاخرى، من دون ان يرف جفن مسؤول بحثاً عن حل او دعم او حوافز توقف النزيف الاقتصادي، وتعيد شيئا من الحياة الى شرايين القطاع الخاص. فيما استمر القطاع العام المنتفخ والمترهل تحت عبء ٣٢٥ الف موظف مدني وعسكري، يتراجع ويثبت يوماً بعد يوم فساده وعجزه عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات والانتاجية، كما تكشّف بعد الانفجار الزلزال في مرفأ بيروت. انعدام فرص العمل والبطالة المتفاقمة أعداداً، معطوفَين على انعدام اي آفاق واعدة مستقبلية، دفعت اللبنانيين ولا سيما الشباب والشابات اصحاب الكفاءات الى أبواب السفارات طلبا للهجرة. وفي حين قدّرت مصادر ديبلوماسية الإعداد بنحو ٤٠٠ الف طلب هجرة، قالت دراسة معدة حديثاً عن احد الأحزاب السياسية ان هذه الإعداد ستصل الى المليون في نهاية السنة الجارية. علما ان الازمة تقترب كثيراً من القطاع العام الذي يعيش تحت وطأة بطالة مقنّعة مع تراجع القيمة الشرائية للرواتب بعد خسارة الليرة اللبنانية ٨٠ في المئة من قيمتها. إن اخطر ما يواجهه لبنان اليوم بنتيجة الانزلاق التام نحو قعر الانهيار في كل ابعاده الاقتصادية والمالية وحتى السياسية، لا يكمن في التحلل الذي اصاب مؤسسات الدولة فحسب، معطِّلا قدرتها على التخطيط ووضع الرؤى الاقتصادية وتقديم الحوافز التي تصون وتحمي بقاء اللبنانيين في بلادهم، وانما ايضاً في التدمير الممنهج الذي تعرض له الاقتصاد بكل بنيته التحتية المصرفية أولاً ومن ثم التعليمية والاستشفائية والخدماتية والسياحية، تمهيداً لاعادة رسم النموذج الاقتصادي المرافق للنظام السياسي الجديد.
"نداء الوطن": إفرض تشكيلتك أو عُدْ إلى برلين
كتب بشارة شربل في "نداء الوطن": إفرض تشكيلتك أو عُدْ إلى برلين
دولة الرئيس، شكِّل حكومتك بأقصى سرعة ما دامت آثار سياط الرئيس ماكرون على ظهورهم وأقفيتهم. أنت معتدل وأدرى بوجوب أن يكون وزراؤك معتدلين نزيهين وذوي شخصية مستقلة، حتى ولو كانوا مؤيدين سياسياً لهذا الفريق أو ذاك. لا تخضع لابتزازهم خشية قدرتهم على التعطيل، فهُم عاجزون عن مواجهتك كونهم خدماً عند أي وصي خارجي وحريصين على "لحس" ما تبقى وإن كان شحيحاً. دولة الرئيس. قصر الاليزيه أتى بك فاعتمده مرجعيتك ولا تعتقدنَّ أنّ لقصر بعبدا او زعماء الكتل والأحزاب الذين سمُّوك فضلاً عليك. هؤلاء لاعبون محليون، عضلاتُهم تُستخدم ضدّ شعبهم أو بعضهم، وهم لشدة "لطفهم" مع الأجانب كلَّفوك صاغرين. رأوك في اللون "الميقاتي" الرمادي، وقت لا مكان لخياراتهم القصوى، فقالوا: لنمرّر مرحلة ما بعد 4 آب والضغط الفرنسي ثم نستهلك المولود الحكومي بانتظار الرئيس الأميركي الجديد.
دولة الرئيس، لا نحسدك على مهمتك الصعبة، لذا تمتَّع بجرأة المبادرة. ضع تشكيلتك في جيب واعتذارك في الجيب الآخر ولا تخضع لمحاصصاتهم أو ينطلي عليك تظاهرهم الخبيث بالتعاون. تجرّأ على تدوير الحقائب وعساك تُمكّن "الأقليات" من وزارات "سيادية" متخلّصاً من وصاية مافيا المنظومة على "التواقيع". أنت دبلوماسي في تفهُّم التعقيدات فكُن شجاعاً في الخيارات ولا تفتح "بازار" الأسماء. سيرتك تؤهلك لاكتساب ثقة اي لبناني اذا تصرّفت كرئيس حكومة يملأ فعلاً كرسي السراي، فيقوم بالاصلاحات التي حددها الرئيس الفرنسي غير آبه لبرلمان يدَّعي انه "سيد نفسه" فيما هو صناعة قابلة لـ"الطعج" والتدوير، ويدرك ان واجبه الدفع باتجاه الحقيقة الكاملة في التفجير الاجرامي. كن رجلاً يا مصطفى أديب. دولة الرئيس، إجعل رئاستك محطة أمل بالانتقال الى لبنان الجديد أو إحزم حقائبك وعُدْ الى برلين.
"نداء الوطن": "وزراء الإنقاذ"... على طريقة اختيار "الأديب"
كتبت كلير شكر في "نداء الوطن": "وزراء الإنقاذ"... على طريقة اختيار "الأديب"
حتى الآن، لا جواب واضحاً حول ما يدور في رأس مصطفى أديب. هو ليس خريج النادي التقليدي لرؤساء الحكومات، ولا يمكن التكهن بما سيقدم عليه. وحدها الإشارات التي أطلقتها باريس حول رؤيتها للحكومة العتيدة، حاضرة على طاولة النقاش الداخلي. أما غير ذلك فمتروك لحراك رئيس الحكومة المنتظر. يقول المعنيون إنّ الجدول الزمني الذي وضعه الرئيس الفرنسي والذي حدد مهلة التأليف بخمسة عشر يوماً، يستدعي من رئيس الحكومة التحرك على عجل. ولهذا يفترض أن تشهد الساعات القليلة المقبلة أول حدفة من جانب الداخل الجديد إلى نادي رؤساء الحكومات. لا تشبه عملية التأليف المنتظرة، كل سابقاتها. فإما تدل مؤشرات الساعات الثماني والأربعين المقبلة على مسار محمي سيساهم في ولادة الحكومة، وإما تنسف محاولة مصطفى أديب من أساسها. حتى الآن، تدلّ المؤشرات على أنّ الرجل لن ينتظر ما ستعرضه الكتل النيابية، كما يحصل عادة في جولات التأليف التقليدية. الانطباع السائد لدى بعض من التقى رئيس الحكومة المكلف أنّه سينطلق من Draft شبه جاهزة بمكوناتها، لعرضها على الكتل النيابية والأخذ بملاحظاتها، وليس العكس. ولكن ماذا عن التدخل الفرنسي؟ بالنسبة لمتابعي الحراك الفرنسي، إدارة ماكرون ليست من النوع الذي يحبّذ الغرق في تفاصيل الأسماء. ستكتفي بوضع معيار أو "بروفيل" للوزراء المرغوبين لهذه المرحلة: الكفاءة والنزاهة وعدم الارتباط السياسي المباشر وأصحاب خبرة. اذ يدرك الفرنسيون أنّ اللجوء إلى سير ذاتية لتكنوقراط غير مسيسين بالكامل دونه صعوبات، لأنّ ذلك قد يؤدي إلى غرق الوزراء في متاهة السياسيين فضلاً عن صعوبة اختيار أشخاص مستقلين بالكامل وقبول القوى السياسية بهم. ولهذا يسود الاعتقاد أنّ مروحة الخيارات لن تتعدى وزراء يكون لديهم الحدّ الأدنى من الارتباط وأصحاب خبرة في العمل الإداري كسباً للوقت، على طريقة اختيار رئيس الحكومة. الأخير غير حزبي ولكن تربطه علاقة سياسية برئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي وله خبرة في العمل الإداري ويعرف القوى السياسية عن كثب. وبالتالي باستطاعته أن "يقلّع" سريعاً. وهذا ما يُراد للوزراء الجدد.
الديار": حكومة اختصاصيين بدعم سياسي وغطاء دولي تبصر النور قبل منتصف ايلول؟
كتب محمد بلوط في "الديار": حكومة اختصاصيين بدعم سياسي وغطاء دولي تبصر النور قبل منتصف ايلول؟
كشف مصدر مطلع لـ"الديار" امس ان ماكرون قبل مغادرته بيروت الى بغداد ابلغ المسؤولين وقيادات لبنانية انه سيتابع تطورات تأليف الحكومة عن كثب في اطار المساعدة على ولادتها في اسرع وقت ممكن. واضاف المصدر ان هناك رغبة بل حاجة لتنطلق الحكومة الجديدة في عملها بعد اخذ الثقة قبل نهاية هذا الشهر على ان تباشر فورا الاصلاحات المطلوبة على الصعيد الاقتصادي والمالي والمصرفي، بحيث تبدأ النتائج بالظهور اعتبارا من النصف الاول من تشرين الاول وتتعزز وتتبلور تدريجيا . وكشف المصدر عن ان هناك قناعة لدى الاطراف السياسية بأن مبادرة ماكرون هي الفرصة الاخيرة ولا يمكن التعامل معها الا بمسؤولية عالية.
واجرى امس رئيس الحكومة المكلف مصطفى اديب الاستشارات النيابية غير الملزمة، فأجمعت الكتل على تسريع تشكيل الحكومة وتنفيذ الاصلاحات . وتعهد رؤساء الكتل التى سمته بتسهيل مهمته. ولفت اعلان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عدم التمسك بوزارة الطاقة، وقال: لا مطلب لدينا ولا شروط الا باتخاذ القرار وتنفيذه، لكنه اضاف انه يمكن ان نتمنى بان تكون هناك مداورة في الوزارات اذا ايد الجميع ذلك، فلا وزارة محجوزة لفريق او طائفة ومن ضمنها الطاقة. ومن جهته، ذكر النائب ايوب حميد عضو كتلة التنمية والتحرير ردا على سؤال بمبدأ اسناد وزارة المال للشيعة حفاظا على حق التوقيع الثالث على القوانين. وقال مصدر مطلع في هذا المجال انه لا يتوقع ان يحصل تباين او اشكال في هذا الموضوع وان المال ستبقى بيد الشيعة وتسند الى احد الاختصاصيين وليس الى شخصية حزبية مباشرة . واضاف انه من الطبيعي ان يكون المرشح لهذه الوزارة محسوباً على الرئيس بري. وذكرت المعلومات ايضا ان الاتجاه هو لابقاء حقيبة الداخلية بيد السنة واسنادها الى ضابط متقاعد . وقال مصدر مطلع على موقف حزب الله ان الحزب يبدي حرصا ومسؤولية في التلاقي مع الرئيس الفرنسي بشأن الحاجة للاسراع في الاصلاحات، وانه مرتاح نسبيا لاجواء زيارته بما في ذلك تعاطيه مع الواقع السياسي اللبناني وموقع حزب الله على الصعيدين النيابي والشعبي.
"الديار": مَلامِح الحُكومة بدأت تتظهّر... والتشكيلة لن تتأخّر إلا إذا
كتب ناجي البستاني في "الديار": مَلامِح الحُكومة بدأت تتظهّر... والتشكيلة لن تتأخّر إلا إذا...التوقيع الشيعي يُهدّد بإفشال قرار خلط أوراق الوزارات؟!!
بحسب مصدر نيابي مُطلع ومَحسوب على قوى 8 آذار، إنّ القرار مُتخذ بالتعجيل قدر المُستطاع بعمليّة تشكيل الحُكومة الجديدة، مُتوقّعًا أن لا يتأخّر هذا المسار أكثر من بضعة أسابيع، بحيث يُمكن أن تظهر الحُكومة الجديدة بنهاية شهر أيلول الحالي، إلا إذا فرّخت العراقيل القديمة من جديد! وقال إنّه حتى هذه اللحظة الجميع مُوافق على أن تكون الحُكومة مُصغّرة، أي ما بين 14 و20 وزيرًا، من دون أن يستبعد عودة توسيعها إلى 24 وزيرًا كحدّ أقصى. ولفت المصدر النيابي عينه، إلى أنّ تمنّي رئيس حزب التوحيد الوزير السابق وئام وهّاب بألا تكون وزارتا الطاقة والمالية بيد نفس القوى السياسيّة، جيّد نظرياً، كاشفاً عن وُجود قرار يُرافق عمليّة تشكيل الحُكومة الحاليّة، ويقضي بإعادة خلط كل الوزارات من دون إستثناء، لأنّ احتفاظ بعض القوى بنفس الوزارات لفترات طويلة لم يأت بأي نتيجة مُثمرة في المرحلة السابقة. وتخوّف المصدر نفسه من أن يؤدّي إصرار الثنائي الشيعي على التمسّك بوزارة المال، إلى تهديد قرار خلط الوزارات، وربّما إلى إفشالها، لأنّ التيّار الوطني الحُرّ الذي مثلاً أعلن رئيسه النائب جبران باسيل أمس، أنّه مع المُداورة في الوزارات، والذي كتيّار سياسي كان قد أبدى في وقت سابق استعداده للتخلّي عن الوزارات التي بحوزته، ومنها وزارة الطاقة، ألمح إلى أنّه قد يُعيد النظر بموقفه هذا، في حال لم يتمّ تطبيق قاعدة واحدة على الجميع! وعمّا يتردّد من معلومات بشأن حسم بعض الأسماء المُرشّحة للتوزير من اليوم، ومن بينها رائد شرف الدين للماليّة، واللواء المُتقاعد مروان زين للداخليّة، والدُكتور غسّان سكاف للصحّة، وسامر سعادة للإتصالات، والسفير السابق ناجي أبو عاصي للخارجيّة، لفت المصدر النيابي إلى أنّ هذه الأسماء على لائحة التداول فعلاً، وإن كان بعض من يُروّجها يهدف إلى حرق جزء منها. وأكّد أنّه لم يتمّ حسم أيّ موقع بعد، في إنتظار الإتفاق على هيكل الحُكومة، أي على حجمها النهائي، على أن يجري بعد ذلك تحديد حصّة كل طائفة ومذهب، لتبدأ بعدها عمليّة التوزيع السياسي وتاليًا عمليّة إختيار الأسماء.
"الجمهورية": حزب الله والحكومة: لا مسايرة
كتبت راكيل عتيق في "الجمهورية": حزب الله والحكومة: لا مسايرة
على رغم الضغوط التي تستهدفه، يتمكّن حزب الله من إمرار الاستحقاقات بأقلّ ضرر عليه، ومنها حكم المحكمة الدولية في إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. النقمة الشعبية والرقابة الفرنسية - الدولية، تحتّمان تغييراً ملحوظاً في الحكومة المقبلة، أقلّه شكلاً. ويُعوّل على أن تركّز هذه الحكومة على مهمة إجراء الإصلاحات، من دون أن تطرح الملفات الإشكالية التفجيرية. وعلى رغم من أنّ فشل هذه الحكومة سيعني فشلاً للبلد وإغلاق باب المساعدة الدولية، إلّا أنّ نتيجة أدائها، مهما كانت، ستنعكس على حزب الله تحديداً، الذي يتعرّض لضغوط عدة داخلياً، فضلاً عن الضغوط الخارحية، جرّاء ما يُعتبر تغطية للفساد ولحلفائه، إضافة الى الاتهامات التي تطاوله مباشرة، وتصاعد النقمة عليه وعلى سلاحه، وصولاً الى حدّ المطالبة بفك الشراكة السياسية معه. وبقدر ما يحاول حزب الله الابتعاد عن حكومة اللون الواحد، يُعوّل على حكومة تحظى بتوافق وطني، انطلاقاً من اعتباره أنّ البلد لا يُحكم ولا يُدار الّا بالتوافق، وأنّ الجميع يجب أن يكونوا شركاء في إتخاذ القرار وفي تحمّل المسؤولية. في المقابل، تعتبر جهات سياسية معارضة، أنّ حزب الله يسيطر على البلد، لكنه يفضّل السيطرة برضى الجميع أو الأكثرية، لكي يتّخذ هذا التوافق والدولة غطاءً له ولسياساته وأعماله وأهدافه. الضغط المتعدّد الجهات والأبعاد على الحزب يُجبره على الدخول في تفاصيل لم يكن ليهتمّ بها، لو أنّها لا تنعكس سلباً على وجوده وعلى النقمة الشعبية عليه. وعلى رغم من أنّ الحزب لا يُمكنه الآن إجراء أي مراجعة لتفاهماته السياسية الاستراتيجية، إلّا أنّه يضع حدوداً لمسايرة الحلفاء على أكثر من صعيد، ومنها الحصص الوزارية. فحدود مصالح الآخرين تقف حيث تبدأ مصالح حزب الله الوجودية.
مواقف الكتل خلال الإستشارات
لفتت الصحف إلى أن الرئيس المكلف مصطفى أديب شدد في بيان مقتضب في نهاية الاستشارات التي اجراها امس على "السرعة في تأليف حكومة تكون فريقا منسجما وينكب على معالجة الملفات الكثيرة أمامنا ". وقال "ان التحديات داهمة ولا تتحمل التأخير" كما شدد على تأليف "حكومة اختصاصيين تعالج بسرعة وحرفية الملفات المطروحة وتستعيد ثقة اللبنانيين المقيمين والمغتربين والمجتمعين العربي والدولي" وكرر ان "الوقت للعمل وليس للكلام ".
ومن المواقف التي برزت خلال الاستشارات، بحسب الصحف، ان "كتلة الجمهورية القوية" أعلنت بلسان النائب جورج عدوان انها مع حكومة مستقلة من أصحاب الاختصاص ولكن القوات اللبنانية لن تشارك فيها ولن تقدم أسماء ولن تشارك تاليا في تشكيلها كما دعا الى ان تحيد الحكومة نفسها عن الصراعات وتلتزم الحياد وذهب الى القول "لم نشعر بالعنفوان والسيادة عندما اسمعنا رئيس دولة حتى لو كان صديقا يتوجه الينا بهكذا كلام " وقال ان "الإدارة السيئة والفساد هما أوصلانا الى هكذا كلام ".
كما ان رئيس "تكتل لبنان القوي" النائب جبران باسيل "تمنى ان تكون هناك مداورة في الوزارات " . وشددت النائبة بهية الحريري باسم "كتلة المستقبل" على حكومة اختصاصيين ومستقلين فيما لم يعكس موقف النائب محمد رعد باسم "كتلة الوفاء للمقاومة" اتجاها ثابتا الى القبول بحكومة لا تضم حزبيين اذ ابدى استعداد حزب الله لكل تعاون وقال "اردنا حكومة فاعلة ومنتجة ومتماسكة تدرك الواقع السياسي الذي تتحرك فيه".
سلام: البلد مليء بالكفاءات غير الحزبية وغير السياسية
قال رئيس الحكومة السابق النائب تمام سلام لـ "اللواء": |انه لمس من الرئيس المكلف إدراكه دقة المرحلة وحساسيتها ويُقدر دقة المهمة التي سيحملها والفرص المتاحة امامه ولديه الوعي لكل جوانب الوضع الذي يعيشه لبنان. ولعل ابرز ما يهتم به الان هو انه لا يملك ترف إضاعة الوقت وانه من الضروري جدا ان تتشكل الحكومة بأسرع وقت ممكن. وقد وعد بان يبذل جهده للقيام بما يجب ان يقوم به".
اضاف سلام: "اكد لنا الرئيس المكلف ان لا طموح سياسياً او شخصياً لديه، فالواجب تأمين إنجاز المهمة التي اوكلت اليه وتشكيل فريق عمل لتحقيق هذه المهمة برغم كل الاعتبارات الصعبة والمعقدة التي يعرفها، وهو يدرك جو الناس الغاضبة في الشارع ومعاناتها ورفضها لما وصلت اليه الاوضاع، وهذا يُختصر برأيي بكلمة واحدة هي عدم ثقة الناس، وهذا الشعور لا يزول إلاّ بأن يلمس الناس جدية العمل والتوجهات، عبر حكومة اختصاصيين مصغرة من غير الحزبيين اوالمنتمين اوالبعيدين عن السياسة، مع ادراكنا ان لكل شخص قناعات وهوى سياسي، لكن البلد مليء بالكفاءات غير الحزبية وغير السياسية، وهذا امر يعيد الثقة الى الناس والى المجتمع الدولي، خاصة ان الرئيس اديب يدرك ان مهمته الاولى هي مهمة إصلاحية".
جنبلاط يتمسك بالورقة الفرنسية: العقوبات على حزب الله لن تُضعفه
لاحظت "الأخبار" أن رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط ظهر، عبر محطة "أل بي سي"، مرتدياً لباسه "المُعتدل"، ومُخالفاً التوجهات الأميركية بالقول: "العقوبات على حزب الله لن تُضعفه، بل ستُضعف الاقتصاد اللبناني، وأنصح دول الخليج بأن تنضم إلى المبادرة الفرنسية"، مُتوجّهاً إلى وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو بالسؤال "هل يُريد مساعدة الفرنسيين في الشق الاقتصادي؟ الكابيتال كونترول أمر ضروري مع تصوّر مصرفي جديد". وأوضح أنّه اختار مصطفى أديب، "لأنّ هناك مبادرة فرنسية فريدة من نوعها، التي هي إنقاذ ما تبقّى من لبنان الكبير ووضع لبنان على سكّة الإنقاذ... أُعطي الثقة للمبادرة الفرنسية، وغالبية الحاضرين (أول من) أمس (في لقاء قصر الصنوبر مع ماكرون) أعطوا الثقة"، مؤكّداً أنّ الورقة هي "مسودة بيان وزاري. أنصح الرئيس المُكلّف العمل بهذه الورقة، وألا يكون هناك تمسّك بالوزارات ولا محاصصة".
كرامي لـ "اللواء": هل بديل "الطائف" اتفاق قصر الصنوبر؟
كتب غاصب المختار في "اللواء"... كرامي: الدعوة لدولة مدنية مزحة سياسية
لا يخفي النائب فيصل كرامي ارتيابه من السياقات غير المألوفة في الحياة السياسية اللبنانية التي رافقت المشهد الحكومي الاخير، وهو يرى بوضوح ان بعض القوى في لبنان تعتبر انه آن الأوان للانقضاض على اتفاق الطائف، وهي قوى تتحاشى حتى ذكر كلمة الطائف، باعتبار ان هذا الاتفاق يعزّز موقع رئيس مجلس الوزراء السنّي، وان بدء التخلص من عبء الطائفي يكون بتقليص مكانة وهيبة الرئاسة الثالثة، تمهيداً لما يسمّى اليوم بالعقد السياسي الجديد. ويرى كرامي في حديث لـ "اللواء"، ان الدعوات الى قيام دولة مدنية في لبنان هو نوع من المزاح السياسي، خصوصاً وان الداعين الى هذه الدولة المدنية يشترطون إجماعاً لبنانياً كاملاً عليها، الامر الذي دونه عواقب وصعوبات تجعل من الدولة المدنية حلما مستحيلا. ويقول كرامي لو صدقت النيات تجاه الدولة المدنية، فالاولى ان يتم تطبيق الطائف الذي نصّ على آليات عملية للذهاب صوب نظام سياسي يتخفف من الطائفية السياسية بشكل تدريجي، ووفق برنامج زمني كفيل بأن يحقق للبنانيين افضل الممكن، سواء عبر الوصول الى مجلس نيابي وفق قانون عصري وخارج القيد الطائفي، او عبر انشاء مجلس شيوخ يكون البديل الطبيعي للمجلس الملّي ويمتص هواجس الطوائف والمذاهب، وصولاً الى تشكيل الهيئة الوطنية العليا لالغاء الطائفية السياسية. ويحدّد كرامي بوضوح المخالفات الدستورية التي يصحّ وصفها بالبدع التي شهدها لبنان في الايام الاخيرة. اولاً، لقد جرى حصر مهمة تسمية الرئيس المكلف بما يسمّى رؤساء الحكومات السابقين، والذين بدروهم وضعوا ثلاثة اسماء وارسلوها الى رئيس الجمهورية ورؤساء الاحزاب السياسية الكبرى، ليتم اختيار الاسم المحظوظ من بينها. وهي بدعة غير مسبوقة وغير آمنة، ولا تعبّر سوى عن مدى الضعف والترهّل الذين وصل اليهما موقع رئاسة الحكومة في التركيبة اللبنانية، ما يعرّض التوازنات الطائفية في البلاد للانهيار، فضلا عن نسف اتفاق الطائف جملة وتفصيلا. ولا يخفي كرامي في هذا السياق استغرابه لبدعة ثانية تمثّلت بنقل المشاورات النيابية التي يجريها الرئيس المكلّف مع الكتل النيابية من المجلس النيابي الى مقر رئاسة مجلس النواب في عين التينة، فالاولى والاصح هو نقل المشاورات الى السراي الكبير او الى الاونيسكو بدل عين التينة.. يتسأل كرامي ما هو العقد السياسي الجديد الذي يتم اعداده للبنان؟ في هذا السياق انا ارى بوضوح ان هذه المسارات ستوصل الى إبطال اتفاق الطائف على ان يكون البديل اتفاق جديد ربما يكون اسمه اتفاق قصر الصنوبر.
سعد لـ "الشرق الاوسط": حزب الله والوطني الحر سيتحكمان بالرئيس المكلف
لا يخفي النائب عن القوات فادي سعد أن في قرارهم الأخير عدم تسمية أديب نوعاً من التمرد على الآلية التي أدت لاعتماده والتي يعدّ أنها لا ترتقي لمستوى الأحداث في لبنان، مشدداً على أنه ليس هكذا يتم اختيار رؤساء حكومة، خاصة أنه كما بات واضحاً سيتحكم به كل من (حزب الله) و(التيار الوطني الحر)، فهما بالموافقة عليه أسقطا عصفورين بحجر واحد؛ إذ سمّيا شخصية يقدران على التحكم بها وفي الوقت نفسه خففا الضغوط الخارجية عنهما بالسير بالمبادرة الفرنسية. ويوضح أن نواب القوات من خلال تسمية نواف سلام أرادوا البعث برسالة للرأي العام بالشخصية التي يرون فيها المواصفات المطلوبة لقيام الدولة المنشودة، خصوصاً أننا نعرف مواقفه من القضايا والملفات الأساسية. ولكن هل من يعلم ما موقف الرئيس أديب من ملفات السلاح والحدود والمحاور والاقتصاد؟. ويضيف سعد لـ"الشرق الأوسط": أما ما لا نجد مبرراً له فهو موقف (الحزب التقدمي الاشتراكي) و(تيار المستقبل). على كل حال؛ يبدو أننا في إطار تحالف رباعي جديد، ونحن لن نشارك في الحكومة الجديدة ولن نسمي أحداً فيها، مستهجناً الاتهامات الموجهة لـالقوات بتنفيذ أجندة خارجية وربط موقفه من أديب باستعداده للانتخابات النيابية المقبلة، قائلاً: من سمّى مرشح التسوية الإيرانية - الفرنسية هو الذي ينفذ أجندة خارجية، أما الاستعداد للانتخابات فليس خطيئة في حال كان حاصلاً، خصوصاً أننا نستبعد تماماً أن ينظموا انتخابات قريباً لأنها ستكتب نهايتهم.
"المطارنة الموارنة": لحكومة انقاذية بعيدة عن الانتماءات الحزبية والسياسية
أضاءت الصحف على إعلان مجلس المطارنة الموارنة انه "ينتظر من الرئيس المكلف الإسراع في تأليف حكومة انقاذية بعيدة عن الانتماءات الحزبية والسياسية مع ضرورة منحها صلاحيات استثنائية لتتمكن من القيام بالإصلاحات ومكافحة الفساد والنهوض الاقتصادي ".
"الاخبار": الكنيسة ولبنان الكبير: من الحقيقة التاريخية إلى الحياد
كتبت هيام القصيفي في "الاخبار": الكنيسة ولبنان الكبير: من الحقيقة التاريخية إلى الحياد
قد يكون البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تقصّد مع فكرة الحياد مبادرة في مئوية لم يبرز فيها سوى احتفال الكنيسة بأناشيد سريانية ومارونية في الديمان، وكأنها عودة الموارنة إلى الوديان والجبال التي أتوا منها. لكن هذه الفكرة التي طُرحت في مرحلة يشتدّ فيها الضغط الأميركي، لم تؤتِ ثمارها المرجوّة، نتيجة عوامل تتعلق ببكركي نفسها وأدائها، وبحيثيات وضعتها في إطار تزخيم الضغط على العهد وحزب الله. وهنا يصبح الدور الفرنسي والأميركي لافتَين. صحيح أنّ مبادرة كهذه تحتاج إلى غطاء دولي، إلا أنّ اللافت أن الأميركيين كانوا يكثّفون رسائلهم إلى الراعي في إحاطة لافتة في توقيتها ومناسباتها. وهذا الجو مرشح لأن يكون بوصلة مستقبلية عن المدى الذي سيبلغه هذا الضغط وكيفية ترجمته عملياً. وهذا يخالف تماماً الجو الذي خلقه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته الثانية. ماكرون دفن فكرة الحياد بمجرد أن رفض كل كلام عن الشق العسكري من حزب الله وسلاحه، ولم يتلفظ بكلمة عن أي قرار دولي لا 1559 ولا 1701، وتجنّب الكلام عن كل طرح يتعلق بالنظام وبتعديلات، وبلهجة تهدئة تختلف تماماً عن لهجته قبل شهر. التقط ماكرون فكرة الراعي، فنأى بنفسه عن كل التباس يمكن أن يُفهم منه انحيازه إلى طروحات تحتاج إلى توافقات دولية ليس الآن وقتها، في ظلّ تشدّد عربي خليجي وأميركي إزاء إعادة فرنسا تعويم ما تبقى من تسوية رئاسية بوجوه جديدة. وهذا ما يعيد الالتباسات حول مشروع بكركي الذي يُخشى أن يتحوّل إلى مناسبة لضوء أخضر أميركي لمزيد من الكباش الداخلي.
شينكر في بيروت... وبومبيو من واشنطن ينتقد "حزب الله"
أضاءت الصحف على وصول مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر الى بيروت في زيارة تستمر حتى غد الجمعة وتقتصر لقاءاته خلالها على المجتمع المدني وعدد من الشخصيات السياسية غير الرسمية . وسيحض شينكر خلال لقاءاته المسؤولين على تنفيذ إصلاحات تلبي مطالب الشعب اللبناني .
ونقلت مصادر سياسية لـ"نداء الوطن" أنّ الدوائر الرسمية لا تزال تعوّل على إمكانية أن تتبلغ خلال الساعات المقبلة بإدراج بعض المسؤولين الرسميين على جدول لقاءات شينكر، موضحةً في هذا الإطار أنه "إذا كانت الترجيحات تشير إلى استبعاد قصر بعبدا عن قائمة لقاءات المسؤول الأميركي فإنّ الرهان يدور حول ما إذا كانت عين التينة ستشكّل إحدى محطات لقاءاته، أقله لإبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري حول مسألة ترسيم الحدود المعلقة راهناً".
ولفتت "نداء الوطن" إلى أن شينكر يجول في لبنان ليضع ثقل زيارته في خانة المجموعات المعارضة للعهد العوني ولسلاح "حزب الله" سواءً كانوا من المكونات السياسية أو المدنية، مع ترك هامش واسع للتحرك الفرنسي الحكومي والإصلاحي لمعرفة المدى الذي يمكن أن يبلغه خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وما إذا كان سيلبي طموحات وشروط المجتمع الدولي في عملية إعادة استنهاض البلد، من خلال الإصرار على تشكيل "حكومة إصلاح جذري وتغيير حقيقي" كما عبّر بومبيو، مؤكداً أنّ واشنطن في ذلك تتقاطع مع باريس و"تتشارك معها الأهداف نفسها".
ولاحظت الصحف تزامن وصول شينكر مع اعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مواقف من الوضع في لبنان مؤكدا التنسيق الأميركي الفرنسي حياله .وقال بومبيو في مؤتمر صحافي "اعمل في شكل وثيق مع الفرنسيين نتشارك الهدف نفسه ." وأضاف "لم يعد يمكن ان يستمر الوضع كما كان سابقا انه غير مقبول .اعتقد ان الرئيس ماكرون قال الامر نفسه . ينبغي على هذه الحكومة ان تقوم بإصلاحات عميقة . اللبنانيون يطلبون تغييرا حقيقيا والولايات المتحدة ستستخدم وجودها ووسائلها الديبلوماسية لضمان ان يتحقق ذلك .". وانتقد بومبيو مرة جديدة "حزب الله" فقال "نعرف جميعا تاريخ لبنان الجميع سلم أسلحته باستثناء حزب الله.. انه التحدي الحالي".
وأشارت "نداء الوطن" إلى أن الموقف الأميركي لا يزال على حاله لجهة ضرورة "عدم تمثّل حزب الله في الحكومة المقبلة" باعتباره طرفاً مسلحاً ويشكل "الخطر الأكبر على لبنان" حسبما وصفه بومبيو ، في ما بدا رسالة تمايز عن الموقف الفرنسي تناقض نظرة التعامل مع الحزب من منظار الفصل بين جناحه المسلح وجناحه السياسي والبرلماني.
شنكر لـ"النهار العربي": اختلافات صغيرة مع الفرنسيين و"حزب الله" ليس منظمة سياسية لانه يملك ميليشيا
كتبت موناليزا فريحة في "النهار العربي"... شنكر: اختلافات صغيرة مع الفرنسيين و"حزب الله" ليس منظمة سياسية لانه يملك ميليشيا
"الاصلاح حاجة ملحة، ولا يمكن انتظار 200 يوم اضافي...حان الوقت للتحرك"...بهذه الرسالة ختم مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر حديثه إلى "النهار العربي" خلال زيارة للبنان، هي المحطة الاخيرة في جولة له في المنطقة. وشينكر الذي لن يلتقي أياً من المسؤولين اللبنانيين، "لأن البلاد في مرحلة تأليف حكومة، وهذا شان داخلي"، يرفض تحديد مواصفات حكومة تحظى بثقة المجتمع الدولي، مكتفياً بأنها يجب ألا تكون كتلك التي قبلها أو قبلها" وتركز على الاصلاح ومكافحة الفساد والمحاسبة والحياد. ومع أنه لم يلتق الرئيس المكلف "بعد"، يقول إنه يعرف سيرته جيداً وهو "ديبلوماسي فعال". أما عن خطة ماكرون، فيقول إن ثمة "اختلافات بسيطة" بين المقاربتين الفرنسية والاميركية للأزمة في لبنان، وأبرزها بلا شك النظرة الى "حزب الله". ما نتوقعه من الحكومة المقبلة أن تلتزم الاصلاح وسندعمها في جهودها إذا التزمت ذلك. حتى الان، كانت الولايات المتحدة مانحاً أساسياً للحكومة اللبنانية . هل أنت هنا لمتابعة أمور بدأها هيل ؟
نعم، أنا هنا لمتابعة الرسالة التي أوصلها ديفيد هيل، وهي أن على الحكومة اللبنانية اجراء اصلاحات، وأنه لا يمكن للحكومة أن تواصل العمل كان شيئاً لم يحصل في لبنان. ولا يمكن الحكومة العتيدة أن تشبه تلك التي جاءت قبلها أو قبلها. الامور تغيرت. وثمة نقطة ثانية تتمثل في أننا لا نؤمن بأن "حزب الله" منظمة سياسية شرعية وإنما منظمة ارهابية. المنظمة السياسية لا تملك ميليشيات. وموقفنا واضح من "حزب الله". "حزب الله" ليس ميالاً للاصلاح، وإنما استفاد من الفساد أيضاً واعتمد عليه من خلال عدم دفعه رسوم المرفأ والجمارك التي توفر عائدات للخزينة اللبنانية ولا رسوم الكهرباء. ما مدى صحة التقارير عن احتمال فرض عقوبات على شخصيات لبنانية بارزة مقربة من "حزب الله". صحيفة "الفيغارو" تحدثت عن جهد فرنسي-أميركي مشترك في هذا الشأن. قرأت تقارير بعد زيارة ماكرون تفيد أن شخصيات بارزة قد تواجه عقوبات إذا عرقلت الاصلاحات. تقارير مهمة جداً، نحن كالفرنسيين نبحث في مثل هذه الاجراءات، ولا أريد استباق هذه التصنيفات والحديث عن عقوبات على أشخاص من الحزب أو قريبين منه.
"نداء الوطن": شينكر يرسم الحدود مع الفرنسيين في لبنان
كتبت غادة حلاوي في "نداء الوطن": شينكر يرسم الحدود مع الفرنسيين في لبنان
يتضح من خلال لائحة الشخصيات التي يلتقيها شينكر من نواب سابقين وشخصيات لها مواقفها المتطرفة تجاه "حزب الله" ورئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر"، ان هناك مسعى اميركياً لتحسين معنويات فريق بدأ يشعر مع المبادرة الفرنسية انه بات مهمشاً. وتقول مصادر مطلعة على الموقف الاميركي ان شينكر سيشد عزيمة هؤلاء من خلال الاستماع اليهم عن قرب. وتجزم ان شينكر لا يحمل اي طرح بل مجرد الاستماع الى هؤلاء وحثهم على التصدي للواقع، ما يعني ضمناً عدم الرهان على المبادرة الفرنسية التي نأى الاميركيون بأنفسهم عن تأييدها. يعتبر الاميركي ان شروطه للبنان باتت معروفة ويحض من يطلق على تسميتهم المجتمع المدني على الدفع في هذا الاتجاه. مع الاشارة الى ان الزائر الاميركي يزور لبنان قادماً من قطر حيث التقى المعارض السوري معاذ الخطيب، وهذه دلالة بذاتها الى المنحى الذي تعمل عليه بلاده. حتى الساعة لا يرى الجانب الاميركي ما يستفزه في التسوية الفرنسية، فالفرنسيون لم يقاربوا موضوع الامن وسلاح "حزب الله" بعكس تصورهم، فليس لديهم اي مانع من السير قدماً في مقترحاتهم طالما الاهتمام الاميركي منصب حالياً على الانتخابات الداخلية للبناء عليها. يؤكد المطلعون على الموقف الاميركي عدم وجود نوايا اميركية طيبة تجاه لبنان في الوقت الراهن، وان الاميركيين يسعون الى شد عصب حلفائهم وان الزائر الاميركي لن يبحث موضوع ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، بدليل ما قاله امس من ان الجانب الاسرائيلي لا يزال ينتظر الجانب اللبناني. ما حصل خلال زيارة المبعوث ديفيد هيل لرئيس مجلس النواب نبيه بري هو التالي، بادر بري الى فتح الموضوع فأجابه هيل قائلاً: نقلنا وجهة النظر اللبنانية لاسرائيل ولا جواب بعد فماذا نناقش؟ وابلغه ان الموضوع رهن زيارة شينكر. ثلاثة ايام يقضيها شينكر في لبنان كفيلة بتبيان حقيقة النوايا الاميركية وموقفها من المسعى الفرنسي وكيف ستعكسه على الارض. فهل سيسعى الى الانقلاب على المبادرة الفرنسية وتعكيرها، ام مجرد دعم حلفاء بلاده الى ان تنجلي صورة الانتخابات الاميركية؟
"الجمهورية": هل تُفركش واشنطن باريس في لبنان؟
كتب جوني منير في "الجمهورية": هل تُفركش واشنطن باريس في لبنان؟
مع مغادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبنان مُنهياً زيارته اللبنانية المثيرة ومُعلناً أنه سيزور لبنان للمرة الثالثة في مطلع كانون الاول المقبل بعدما أرسى معادلة الاصلاحات او العقوبات، حَطّ مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد شينكر في زيارة لا تقل إثارة عن زيارة ماكرون، ولكن لناحية خلوّها من اي موعد مع اي مسؤول لبناني ومحورها حقيقة الموقف الاميركي من المبادرة الفرنسية، وما اذا كانت واشنطن ستعمل على إحباطها، خصوصاً انّ الموقف الفرنسي تجاه حزب الله بَدا مَرناً، فيما بقي الموقف الاميركي الرسمي متشدداً وهو أعطى الاولوية لملف الكهرباء. وبصمات باريس كانت واضحة في عملية تسمية السفير مصطفى أديب كرئيس للحكومة، لا بل انّ الكواليس تكشف اكثر من ذلك. فالدور الفرنسي، والذي نجح في البقاء مستتراً، طرح في البداية اسم الرئيس سعد الحريري ولو من دون حماسة ظاهرة. ولكن سرعان ما سُحِب اسم الحريري بعدما لمس المسؤولون الفرنسيون عدم تجاوب السعودية. وقيل انّ الذي تولّى الحركة في هذا الاطار كان مستشار ماكرون السفير ايمانويل بون بالتعاون مع مسؤول المخابرات الفرنسية الخارجية برنارد ايمييه. وبعدما سحب اسم الحريري، إندفعت باريس وبحماسة قوية في طرح اسم الرئيس نجيب ميقاتي الذي اصطدم بتحفظات داخلية وتم وضع الاسم جانباً رغم الاصرار الفرنسي، لينتهي الامر باسم مستشاره السابق والذي تعرفه الدوائر الفرنسية جيداً مصطفى اديب. ووفق مصادر مطلعة، فإنّ الرئيس الفرنسي الذي تحدث مع نظيره الروسي قبل اندفاعه في اتجاه لبنان، بَدا مرتاحاً من رد فعل موسكو. لا بل انّ المعارضين يعتبرون انّ بوتين ليس منزعجاً من تولّي ماكرون زمام المبادرة في لبنان، ذلك انّ من مصلحة موسكو استقرار الوضع في لبنان وعدم تركه ينزلق في اتجاه الفوضى، وهو خطر بات قائماً بقوة. أضف الى ذلك انّ ماكرون يسعى لإصلاحات جذرية في النظام اللبناني تؤدي الى إزالة الطبقة الفاسدة، ولكن بدعم اميركي غير ظاهر. فالساحة اللبنانية تؤثر مباشرة بالاحداث الدائرة على الساحة السورية، وهو ما يجعل التسوية السلمية في سوريا غامضة، ما يزيد من الكلفة التي تدفعها موسكو في الحرب السورية، فيما اقتصادها يعيش مرحلة صعبة وخانقة. لا بل على العكس، فإنّ سوريا ستستفيد من نجاح الحركة الفرنسية كونها تعتقد أنّ القطاع المصرفي اللبناني يمكن ان يؤدي دوراً مساعداً في مرحلة إعادة تأهيل الاقتصاد السوري.
"الجمهورية": هل نجح ماكرون حيث فشلت واشنطن؟
كتب طارق ترشيشي في "الجمهورية": هل نجح ماكرون حيث فشلت واشنطن؟
يتوقف مطلعون على أجواء حزب الله عند موقف ماكرون من الحزب، حيث اعتبره «قوة سياسية مهمة في لبنان»، واصراره على الاجتماع برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في خلال زيارتيه للبنان. ويقول هؤلاء، انّ هذا الموقف الفرنسي يدل الى انّ ما بذلته الولايات المتحدة الاميركية على مدى 14 عاماً من جهود، وما قدّمته من دعم للجيش اللبناني ولقوى سياسية، بغية كبح جماع الحزب، لم يكن ذي نفع. وانّ السياسة الاميركية في لبنان طوال هذه السنين كانت سياسة فاشلة. ولذلك، فإنّ واشنطن لن تتعاطى بعد الآن مع السياسيين اللبنانيين، ولا سيما منهم حلفاؤها ليس لأنّهم فاسدون في نظرها، وانما لأنّ اي حركة لها في هذا الاتجاه لن تخفف من وطأة نفوذ حزب الله وتأثيره في الحياة السياسية اللبنانية. واكثر من ذلك، يقول هؤلاء المطلعون، انّ لقاء ماكرون مع رعد بما يمثل، يُظهر انّ السياسة الاميركية ازاء الحزب ولبنان فشلت، وانّ واشنطن تقبلت هذا الفشل، ولكنها رغم ذلك مرتاحة الى الدور الفرنسي المتجدّد في لبنان، وهي في الوقت نفسه باتت غير متوقفة عند اي شيء، وفي امكانها بعد الآن فرض عقوبات على اي كان، خصوصاً اذا لم تُنفذ الاصلاحات. وهذه الورقة استخدمها ماكرون وسيستخدمها، بقوله للمسؤولين والسياسيين الذين التقاهم في القصر الجمهوري وفي قصر الصنوبر، انّهم اذا لم ينفذوا الاصلاحات المطلوبة فسيجدون العقوبات في انتظارهم.بل ذهب احد هؤلاء المطلعين الى توصيف المشهد بالقول، انّ ماكرون ابلغ الى كل المسؤولين والسياسيين الذين التقاهم ما معناه «انكم اذا لم تنفذوا الاصلاحات التي من شأنها انقاذ لبنان، وفاز ترامب مجدداً بولاية رئاسية جديدة، فإنّه سيكون امامكم والبحر وراءكم، ولذلك من مصلحتكم ان تسيروا في الصفقة، اي الاصلاحات حتى اتمكن من حمايتكم. ستكون السرعة في تأليف الحكومة وطبيعة تشكيلتها الوزارية المؤشر الى مدى جدّية الجميع وصدقيتهم في التعهدات التي قال الرئيس الفرنسي انّهم قطعوها له خلال لقاءاته، سواء في القصر الجمهوري أو في قصر الصنوبر.
"نداء الوطن": الأميركيون وماكرون... "قبّة باط" بين "أهل البيت الواحد"
كتب ألان سركيس في "نداء الوطن": الأميركيون وماكرون... "قبّة باط" بين "أهل البيت الواحد"
تؤكد مصادر ديبلوماسية لـ"نداء الوطن" أن كل ما يحكى عن تراجع أميركي في لبنان أو تقدّم للمحور الأوروبي أو الروسي أو التركي أو الإيراني لا يعدو كونه أكثر من كلام في الفراغ، فكل ما يحصل هو نتيجة عوامل عدّة أدّت إلى تقدّم باريس. وتذكّر المصادر الديبلوماسية أن باريس هي عضو في حلف شمال الأطلسي والعلاقة بينها وبين الأميركيين محكومة بالتوافق، ولا شك أن هناك بعض الفراغات التي تتركها الإنشغالات الأميركية بالإنتخابات، وهذا لا يعني أن أميركا تترك الساحة لأحد. من هنا، فإن الخطوة الفرنسية من خلال زيارة ماكرون لا تستفزّ الأميركي، وعلى سبيل المثال، إن الدعم الفرنسي للمدارس الفرنكوفونية أو تكريم السيدة فيروز أو إغاثة المتضررين من إنفجار المرفأ كلها خطوات ثقافية وإنسانية تتكامل مع النظرة الأميركية لدور لبنان. وتلفت المصادر إلى أن الفرنسي لم يتخطَّ الإستراتيجية الاميركية، فهو لم يفك الحصار عن إيران على رغم بعض الإختلافات في النظرة إلى الملف النووي، ولم يخرق قانون "قيصر"، ولم يعوّم "حزب الله"، وكل ما يفعله هو الدعوة إلى إصلاحات جذرية تطالب بها واشنطن، وتأليف حكومة من شخصيات غير إستفزازية، وبالتالي فإن محاولات الخرق الفرنسية تبقى ضمن الإطار المرسوم بانتظار نتائج الإنتخابات الاميركية. وفي السياق، تشدّد المصادر الديبلوماسية على أن المصالح الأميركية في لبنان خط أحمر ولا يمكن لأحد تجاوزها، وهذه المصالح تتمثّل بالحضور السياسي والعسكري والديبلوماسي. وأمام كل ما يحصل، فإن واشنطن لن تترك لبنان لروسيا أو للمحور السوري - الإيراني أو للأتراك، في وقت يُعتبر التواجد الفرنسي والألماني والبريطاني من ضمن أهل البيت الواحد، ولا يُعتبر تعدّياً على واشنطن أو محاولة لأخذ دورها لأنه بعد إنتهاء الحرب الباردة لم تستطع أي دولة كبرى مواجهة النفوذ الأميركي. ويذهب الفرنسي والأميركي أكثر من ذلك، حيث تتكاثر الدعوات للقيام بالإصلاحات الضرورية، في حين أن ماكرون والأميركيين يؤكدون انهم في وارد وضع عقوبات على من يحاول عرقلة الإصلاحات، ولم يقولوا إن هذه العقوبات ستشمل "حزب الله" فقط. قد يصل ماكرون إلى تسوية مرحلية، لكن الأكيد أن الحل النهائي ينتظر الضوء الأخضر الأميركي.
"الشرق": بين فرنسا وأميركا… هل يضيع لبنان؟!
كتب عوني الكعكي في "الشرق": بين فرنسا وأميركا… هل يضيع لبنان؟!
لنا تمنٍّ كما قال سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية المفتي عبداللطيف دريان لوفد نقابة الصحافة، إذ أكد سماحته أنه مع مطالب الحراك الشعبي المحقة، وينبغي سماعها وتحقيق أهداف هذه الصرخة، والإسراع بإيجاد حلّ لها والتعاطي معها بشكل إيجابي. أما مظاهر التعدّي على الأملاك العامة والخاصة من تكسير وتخريب وأعمال شغب، فهذا أمر لا يجوز، ولا نرضى به ونحن ضدّه ولا نؤيّده. وزيارة الرئيس الفرنسي الذي زار لبنان مرتين في أقل من شهر، إذ لا يمكن أن يكون هذا الإندفاع وهذا الإهتمام بعيداً عن الإدارة الاميركية، خصوصاً أنّ علاقة الرئيس ماكرون بالرئيس ترامب أكثر من جيّدة بل انها ممتازة، وأنّ مجيئه الى لبنان ما كان ليكون بهذا الإندفاع، لولا اتفاقه مسبقاً مع الرئيس الاميركي ترامب. أما بالنسبة للمعلومات التي تقول بأنّ الرئيس ماكرون جاء ومعه مشروع تسمية الرئيس المكلف مصطفى أديب، وأنه على علاقة مميزة بوالد زوجته وهذا سبب اختياره فكلام لا يستند على منطقية ظاهرة. أما ما نُسِب قوله الى الرئيس ماكرون للبنانيين، بأنّ عليكم القبول بالحل أو أنّ هناك عقوبات تنتظركم وستكون قاسية عليكم، فأمر نفاه الرئيس نفسه. وأما بالنسبة للتعميم الذي أصدره حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة، حول ضرورة استرجاع الأموال التي تحوّلت من لبنان الى الخارج من سنة 2017 وحتى اليوم، أي خلال 3 سنوات، والتي تقدّر بـ7 مليارات، فإنّ هذه الخطوة إن تمّت فسوف يضاف إليها 5 مليارات أخرى موجودة في بيوت اللبنانيين مخبّأة بسبب الثورة وتوقف المصارف لمدة شهر عن العمل. أخيراً… بين زيارتي ماكرون وشينكر، يقف اللبناني متسائلاً عن خفايا وخبايا الزيارتين، محاولاً سبر أغوار ما ترسمه الدول الكبرى لمستقبل الشعوب، ما جعل اللبنانيين يتساءلون: بين فرنسا وأميركا… هل يضيع لبنان؟
"الاخبار": قاضية التحقيق العسكري تتّهم الخطيب بالتجسّس
كتب رضوان مرتضى في "الاخبار": قاضية التحقيق العسكري تتّهم الخطيب بالتجسّس
أصدرت قاضية التحقيق العسكري نجاة أبو شقرا قراراً اتّهامياً بحق المدّعى عليها كيندا الخطيب، واتهمتها بالتواصل مع عملاء للعدو الصهيوني، وبتقديم معلومات أمنية عن لبنان لصالح دول أجنبية، وإحالتها إلى المحكمة العسكرية للمحاكمة. وفي تفاصيل القرار الذي صدر أن كيندا التقت بضابط في المخابرات الكويتية في منطقة البحر الميت، وزوّدته بمعلومات أمنية، وتبيّن أنّ هذا الضابط يدعى ياسر الكندري، وهو مقرّب من العائلة الحاكمة في الكويت، وسبق له أن وُجد في لبنان قبل معارك عبرا حيث التقى بالشيخ أحمد الأسير.
ويضيف القرار أن المتهمة عبّرت في محادثاتها على وسائل التواصل الاجتماعي مراراً عن رغبتها في فتح الحدود بين لبنان وإسرائيل والقضاء على حزب الله وذلك خلال تواصلها مع عملاء للكيان الصهيوني.
وبحسب ما ورد في القرار، فإن الخطيب أجرت مقابلة مع تلفزيون إسرائيلي (بالصوت من دون الصورة) وساعدت الصحافي الإسرائيلي روي قيس على إجراء مقابلة مع شخص لبناني موجود في الولايات المتحدة الأميركية. وذكر القرار أنها قدمت نصائح للعدو الصهيوني عن كيفية تحسين صورة «اسرائيل» لدى اللبنانيين. وبناءً على التحقيقات، وعلى تضارب إفادتها مع إفادة شقيقها، اتهمت القاضية في قرارها الخطيب بدخول أراضي العدو. وأكدت الخطيب في التحقيق الذي أجرته معها القاضية أنها تابعت التواصل مع الاعلامي الاسرائيلي روي قيس بعد إطلاعها رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي، العقيد جوزيف مسلم، على وجود هذا التواصل. وردّت السبب الى أنها كانت تنوي الإيقاع بشبكة تجسس اسرائيلية في لبنان، إلا أنّ أحداً لم يكلفها بذلك. كما لم تبلغ العقيد بمتابعة التواصل.
"النهار": تركيا ستحتفظ بإدلب... وتؤسّس ميليشيات في لبنان؟
كتب سركيس نعوم في "النهار": تركيا ستحتفظ بإدلب... وتؤسّس ميليشيات في لبنان؟
تفيد معلومات المتابعين أن في تركيا يقيم ألوف عدّة من اللبنانيين وأن بعضهم حصل على جنسيتها، وأن في لبنان ألوفاً (ربما 50 ألفاً) من مواطنيه من أصول تركية كما أن هناك تعاطفاً بين جمعيات إسلامية عدّة مع أنقرة وأردوغان وحزبه. هذا فضلاً عن "الجماعة الإسلامية" (اخوان) المؤيدة لهما والموجودة في لبنان بقوة جديّة يُحسب لها حساب نظراً الى تنظيمها وانتشارها في المناطق السنّية وإن على نحو غير شامل. وتفيد المعلومات أيضاً أن تدخل تركيا أردوغان في لبنان سيستمر ويزيد، وترجّح أن تكون لها "ميليشيات" فيه أعضاؤها لبنانيون. وإذا حصل ذلك فإنه يعني أن أزمات لبنان الى تصاعد. لكن هل يعني ذلك أن لبنان ساحة لتركيا ووسيلة وأن أهدافها الاستراتيجية ستكون في مكان آخر؟ الجواب الآن هو ربما. أما في سوريا فإن دورها سيكون استراتيجياً أو بالأحرى فإنها لن "تخرج من مولدها بلا حمص" كما يُقال، إذ ستحتفظ تركيا بإدلب وربما المنطقة المحاذية لها. وهي تسيطر على الاثنتين بالتنظيمات الاسلامية البالغة التشدّد وبوجودها العسكري فيهما.
أسرار وكواليس
نوّهت مراجع أمنية غربية بحجم الترتيبات الحدودية لمنع التهريب في بعض النقاط الحدودية وطلبت تعميمها على باقي المعابر.
يتردّد في بعض الصالونات أن تياراً سياسياً يُحضّر لسلسلة ترشيحات للإنتخابات الفرعية.
سئل مرجع سياسي عما اذا كان سيُعيد توزير وزراء سابقين محسوبين عليه، فأجاب: "مين جرّب المجرّب كان عقلو مخرّب".
تبيّن - حسب مطلعين- أن هناك أجندة زمنية، لإعادة الثقة على مستوى الكهرباء والأموال المنهوبة؟
لم يستبعد مصدر في اللقاء التشاوري، من انعكاسات سلبية لمسار تأليف الحكومة، على العلاقة مع "الثنائي الشيعي".
ينقسم التقييم اللبناني "لإنجازات" زيارة ماكرون الثانية، بين ايفال بالتفاؤل، وايفال بالتشاؤم!
صحافي لوفيغارو جورج مالبرونو الذي تعرض لتوبيخ ماكرون لنشره خبراً مفبركاً عن عقوبات فرنسية على عائلة رئيس الجمهورية عمل فترة طويلة في خدمة ميشال سماحة!
إستغرب مسؤولون في دولة كبرى محاولة موفد لبناني زارهم أخيراً ترويج أخبار تشيع أنهم يدعمون السلطة بينما موقفهم واضح بضرورة تغيير أدائها.
يؤكد بعض المعنيين أنّ حسم هوية من سيشغل موقعاً مالياً بارزاً في لبنان سيشهد مشاورات خارجية ما قد يؤدي الى استبعاد شخصية تزكيها الادارة الفرنسية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.