النهار
حكومة إختصاصيين على وقع مهلة ماكرون
الجمهورية
ماكرون: ملف السلاح بعد 3 أشهر.. وإستشارات التأليف تنطلق اليوم
اللواء
مظلة فرنسية فوق لبنان: خارطة للإصلاحات السياسية والمصرفية.. وإلا فالعقوبات
ماكرون العائد في ك1: 15 يوماً للحكومة ودعوة الرؤساء إلى مؤتمر ت1 .. و لا شيك على بياض
نداء الوطن
أمهل السلطة "أسابيع"... و"نقزة" سيادية من مفاعيل التسوية
ماكرون يرفع "السوط": العقوبات تنتظركم
الأخبار
الحكومة في 15 يوماً وبدء الإصلاحات في 8 أسابيع... وإلا فالعقوبات:
ماكرون مرشداً أعلى للجمهورية
الشرق الأوسط
ماكرون يمهل السياسيين اللبنانيين 3 أشهر
هددهم بعقوبات في حال فشلت الإصلاحات... وديفيد شنكر لـ"الشرق الأوسط": واشنطن مع حياد لبنان
الشرق
ماكرون: سأناضل لمنع انهيار لبنان..
لن أتساهل مع الطبقة السياسية.. وأمهلهم شهرين الدعم الدولي عليَّ والإصلاح عليكم.. وإلا العقوبات
الديار
معلومات تكشفها الديار : الادارة الفرنسية اقترحت اديب وماكرون وافق
مئوية لبنان الكبير : تطوير النظام السياسي ... وحكومة تكنوقراط لانتشال لبنان من القعر
-----------------
ماكرون يعلن عن مؤتمر دولي لدعم لبنان الشهر المقبل ويزور بيروت للمرة الثالثة في كانون الأول
لفتت "النهار" إلى ان تحرك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون امس راكم مزيدا من الحقائق المتصلة بالدور الذي يتولاه شخصيا ومباشرة في التدقيق في كل ما يتعلق بوجوه الدعم الذي تقدمه فرنسا للبنان سواء على المستوى الإنساني الإغاثي بعد انفجار مرفأ بيروت او على صعيد الدفع نحو الإصلاحات الكفيلة باستقطاب الدعم الدولي للبنان في ازمته المالية والاقتصادية او أخيرا في الجانب السياسي الواسع المتعلق باستعجال الحكومة الجديدة حاليا ومن ثم تكريس اطار الحل الذي يمتد حتى آفاق التغيير السياسي الواسع من خلال انتخابات نيابية مبكرة وكذلك احياء النقاش حول عقد سياسي جديد.
وأفادت الصحف بأن هذه الوقائع والاقتراحات بمجملها كانت محور اللقاء السياسي الموسع الذي عقده ماكرون مساء امس في قصر الصنوبر مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وأبدى امامه تأييده بلا تحفظ لطرح الحياد خصوصا في مناسبة مئوية لبنان الكبير. ثم طرحت بين ماكرون وممثلي الأحزاب والقوى السياسية الأساسية في لقاءات ثنائية مع كل من الزعماء والأقطاب والمشاركين في اللقاء الذين قدم قسم منهم مذكرات الى ماكرون حول رؤيتهم الى الأوضاع والحلول وسبقت هذه اللقاءات اجتماع ماكرون مع المشاركين جميعا الى طاولة مستديرة.
في المقابل، رأت "الأخبار" أن ماكرون تصرف كما لو أنه مرشد الجمهورية اللبنانية في مئويتها. تحدث كمن يعطي الإنذار الأخير. إما أن تنفذ الحكومة المقبلة خريطة طريق وضعتها فرنسا من ألفها إلى يائها وإما لا مساعدات والإنهيار آتٍ مع العقوبات.
تلويح بالعقوبات
وأشارت الصحف إلى أن ماكرون استبق هذه اللقاءات بإعلان مواقف متقدمة جديدة من الوضع اللبناني اقترنت بإعلان قصر الاليزيه ان ماكرون سيقوم بزيارة ثالثة للبنان في كانون الأول المقبل. واتخذ هذا التطور دلالات بارزة في ظل اعلان ماكرون نفسه في احاديث ادلى بها من بيروت الى وسائل إعلام فرنسية بانه حدد مهلة ثلاثة اشهر "للتغيير الحقيقي في لبنان واذا لم يحدث تغيير فقد يترتب على ذلك فرض إجراءات عقابية يمكن ان تراوح بين تعليق مساعدات انقاذ مالي وعقوبات على الطبقة الحاكمة ". وقال في مكان آخر انه لا يعرف الرجل الذي تم تكليفه اثر الاستشارات النيابية (الرئيس المكلف مصطفى أديب) وامل ان يتحلى بالكفاءة المطلوبة. وإذ شدد على تشكيل الحكومة الجديدة بسرعة قال انه اقترح آلية متابعة للأشهر القليلة المقبلة "لأننا لن نحرر أموال مؤتمر سيدر طالما لم تنفذ الإصلاحات ولن أتساهل مع هذه الطبقة السياسية .." كما اعلن استعداده لتنظيم مؤتمر دولي جديد للبنان الشهر المقبل بالتعاون مع الأمم المتحدة . كما انه في كلمة القاها خلال الغداء الرسمي الذي أقامه على شرفه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا اكد "الاستعداد للمساعدة في تحقيق النهوض المطلوب ضمن خطة واضحة تقوم على الإصلاحات" وأبدى ارتياحه الى ما اعلنه عون عن أهمية قيام الدولة المدنية في لبنان مؤكدا ان فرنسا تدعم كل الخيارات التي يلتقي عليها اللبنانيون .
وقبل الغداء، علمت "الجمهورية" انّ أجواء اللقاء الثنائي بين عون وماكرون كانت جيدة جداً، بدأه عون بشكر نظيره الفرنسي على المساهمة الفرنسية في تنظيف المرفأ والمساعدات العينية التي قدمتها الى مختلف الجهات المختصة، كذلك مساعدة فرنسا في التحقيقات في انفجار المرفأ. وقد أخذ الشق السياسي الحيّز الأكبر من النقاش، حيث وضعه عون في أجواء تشكيل الحكومة بعد تكليف مصطفى اديب، واكد له انّ مدة التشكيل لن تستغرق وقتاً طويلاً، والهدف هو تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات في المرحلة المقبلة مع تَمنّيه من كافة القيادات السياسية التجاوب بمسار تشكيل الحكومة لضمان ثقة المجتمع الدولي، خصوصاً انه سيكون من أبرز مسؤولياته ومهماته إقرار الاصلاحات ومكافحة الفساد وتصحيح الخلل في القطاع المصرفي».
ورد ماكرون على عون قائلاً: "كن على ثقة انّ فرنسا ستبقى الى جانب لبنان ولن تترك اللبنانيين في هذا الظرف الصعب، وهذا هو الخيار الدائم وسيبقى كذلك، واذا اقتضى الأمر ان ازور لبنان مرة اخرى للمساهمة فأنا جاهز وبلادي جاهزة للمساعدة في تحقيق خطط النهوض المطلوبة ضمن الاصلاحات في كافة المجالات، والتي سبق ان تحددت". وشدد على المساعدة في إزالة آثار الانفجار، مؤكداً انها مستمرة حتى إنجاز الفرق المعنية مهمتها بالتعاون مع الجيش اللبناني.
وحين انضم الرئيس نبيه بري إلى اللقاء الثنائي، أشارت "الجمهورية" إلى أن ماكرون طلب من بري ان يكون هناك دور فعّال للمجلس النيابي في المرحلة المقبلة، خصوصاً لجهة إعداد قوانين للاصلاحات عند الانتقال من مرحلة الى اخرى، فأكد له بري «انّ المجلس مُستنفر لكل ما يرسل اليه من الحكومة بما خَصّ الاصلاحات، وهو سيتعاون الى أقصى الحدود من اجل الاسراع بها».
في قصر الصنوبر
بدا لافتا للصحف ان اللقاء الموسع مع القيادات السياسية في قصر الصنوبر استمر اكثر من ثلاث ساعات وتأخر معه المؤتمر الصحافي لماكرون الى ما بعد العاشرة ليلا والذي اعلن خلاله انه ليس هنا ليأخذ موقفا بين القوى السياسية بل انه متطوع للمساعدة. وابرز أهمية تشكيل حكومة جديدة وقال ان اسم رئيس الحكومة والحكومة هما من مسؤولية السلطات اللبنانية وامل في تشكيل حكومة جديدة في الأيام القليلة المقبلة مع أشخاص كفوئين ومدعومين من كل القوى الأخرى. واعلن انه حصل على التزام الشخصيات التي اجتمع اليها على استجابة طلبه بإلحاح الا يستلزم تشكيل الحكومة اكثر من 15 يوما. وشدد على ان ما هو مهم خريطة الطريق التي أكدها كل الافرقاء والتي وضعها الرئيسان عون وبري ووافق عليها الأطراف. وكشف انه وجه دعوات الى الرؤساء الثلاثة الى مؤتمر الدعم الدولي الذي سينظم في تشرين الأول.
وأوضح ماكرون ان ثمة اربع أولويات تعتمد الان هي المساعدة الصحية واعلن عن مساعدة لمستشفى الحريري بـ7 ملايين أورو والأولوية الغذائية والتربية والتعليم لتأمين عودة التلامذة الى المدارس والجامعات وتعزيز قدرات مرفأ بيروت وإعادة اعمار المباني المتضررة بانفجار مرفأ بيروت. وقال انه يمنح الثقة الان لكن في نهاية تشرين الأول اذا لم يحققوا ما التزموا به فسيسمي من عرقل. وكشف ان الانتخابات النيابية المبكرة لم تحصل على اتفاق من القوى السياسية. وقال انه "لن يتحدث عن حزب الله بتشكيلته الإرهابية بل بتشكيلته السياسية والبرلمانية وهو قوة موجودة في مجلس النواب".
"النهار": عين لبنانية على القيود الاقليمية لجهود ماكرون
كتبت روزانا بو منصف في "النهار": عين لبنانية على القيود الاقليمية لجهود ماكرون
يقول مطلعون ان تجاوب ايران المرن مع جهود ماكرون والذي يعكسها "حزب الله" في انفتاحه على ما طرحه الرئيس الفرنسي واستعداده للتعاون انما يتصل بجملة اعتبارات. فهذه المرونة تشتري لايران والحزب وقتا تحتاجه طهران بقوة في ظل اختناق اصاب ذراعها القوية في لبنان بفعل الانهيار الاقتصادي والمالي وتحمل مسؤولية حكومة كان الاستمرار فيها عبئا كبيرا عليها. ولا يعتقد هؤلاء ان ايران تبادلت مع ماكرون اي عطاءات في الشأن اللبناني لا سيما وان ايران تحتاج الى التقاط انفاسها في الوقت الفاصل عن الانتخابات الاميركية لاتضاح طبيعة القرارات التي يتعين عليها اتخاذها تبعا لذلك.. هذا في الجانب الايراني الذي يخشى المطلعون الا تبيع طهران فرنسا الكثير تماما كما تفعل في الملف النووي في انتظار الحوار مع الولايات المتحدة. وفي المقلب السعودي من واقع الازمة في لبنان يجزم المطلعون انفسهم بان الامور تبقى رهنا الى حد كبير بطبيعة الحكومة العتيدة ومدى خلوها من هيمنة " حزب الله" وسيطرته تحت طائل ترك المملكة اللبنانيين يتدبرون امورهم بانفسهم في ظل المعطيات الراهنة. لكن فرنسا ستكون في حاجة الى المملكة والدول الخليجية من اجل المساعدة في انهاض لبنان اذا نجح ماكرون في اطلاق مسار اصلاحي ينقذ الاقتصاد ويضع اسسا لعقد سياسي جديد بعيد من النفوذ او هيمنة الحزب وراعيته الاقليمية. ففي هذا السياق يبرز امران : اولهما ان ماكرون نفسه الذي هرع الى المملكة في المشكلة التي واجهت الرئيس سعد الحريري في 2017 عمد بعد ذلك الى حشد الدعم الدولي والخليجي خصوصا من اجل المساعدة في منع تدهور الوضع الاقتصادي عبر مؤتمر سيدر فيما ان مقررات المؤتمر لم تجد طريقها الى التنفيذ. فهناك حاجة ماسة الى الاموال الخليجية لن يتم الحصول عليها في ظل الاعتبارات المعروفة سيما وان اموال سيدر تستند اليها ايضا. والامر الاخر ان جملة رسائل وجهت الى الرئيس الفرنسي تصر على تحديد رؤيتها للازمة وعدم امكان اقتصارها على تأليف حكومة جديدة وبدئها مسارا اصلاحيا. وفيما ينتظر لبنان الرسمي زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد شينكر فان المعلومات المتوافرة بناء على خلاصة زيارة مساعد الوزير مايك بومبيو للشؤون السياسية ديفيد هيل قبل اسابيع قليلة تشي بانتظار واشنطن ان تظهر الحكومة استقلاليتها وعدم تبنيها الا بناء على ما سبق ان حددته واشنطن والذي لا يبتعد كثيرا عن موقف الدول الخليجية من لبنان ايضا سيما وان اهتمامات واشنطن في مكان اخر وتنتظر نتائج الجهود الفرنسية في ظل اهتمام لا يحتل اولوية كبيرة لديها.
"النهار": اقتلاع المسامير الصدئة من الأرزة؟
كتب راجح الخوري في "النهار": اقتلاع المسامير الصدئة من الأرزة؟
كان المشهد مثيراً تماماً في الساعات الماضية، ايمانويل ماكرون الرئيس الشاب الديناميكي، يقفز من الطائرة الى بيت فيروز او الى "الحلم بوطن جميل"، ثم الى جاج زارعاً أرزة بيديه، لمناسبة مئوية دولة لبنان الكبير، ثم نازلاً تكراراً الى المرفأ متفقداً عملية البدء بإعادة البناء، سائراًعلى قدميه وسط الركام والغبار والرافعات، بينما الرؤساء عندنا والمسؤولون في لبنان يجلسون وراء أجهزة التلفزيون يتفرجون وربما يتصببون عرقاً، يضاهي تعرّق ماكرون السائر تحت شمس حارقة. كل مواطن لبناني كان يحترق إحراجاً، لمجرد متابعته ماكرون يجول وحيداً وليس معه رئيس او واحد من الزعماء، ولعل ما ضاعف وجع الصورة ان الناس الذين تعودوا ان يراقبوا الطائرات تحمل ابناءهم الفارين هرباً من لبنان، وقفوا أمس ودمعت عيونهم وهم يشاهدون المقاتلات الفرنسية تحلق راسمة صورة العلم اللبناني، الذي طالما كان هناك في هذه الدولة وغيرها، من دأب على حرقه وتكسيره على رؤوس المتظاهرين! لقد شاهدت الدموع في عيون الكثيرين، ينظرون الى فوق الى علم وطنهم يجاور السماء، والى تحت حيث يقوم رئيس شاب وحيداً وشهماً ونبيلاً بزرع أرزة في جاج، والدولة تقريباً في حال من الإختناق. امس سمع السياسيون الكلام مباشرة من ماكرون ومن على متن البارجة الفرنسية " لن اتساهل مع هذه الطبقة السياسية في لبنان، لا أطرح نفسي بديلاً منها، هناك انتخابات وعلى الشعب ان يفرز واقعاً سياسياً جديداً " وليس قليلاً ان يضيف "سأغيّر مساري، الشهور الثلاثة ستكون حاسمة في ما يتعلق بالتغيير في لبنان، واذا لم يحدث هذا فقد يترتب فرض إجراءآت عقابية على الطبقة الحاكمة". لهذا تركوه يتعرّق وحيداً بين الناس وجلسوا وراء أجهزة التلفزيون "يتمرمرون"، والسؤال: هل من السهل ووسط الصراعات الإقليمية وما تمليه من تحالفات ومذهبيات وطائفيات، ان يتم إقتلاع المسامير الصدئة من جذروع الأرزة اللبنانية؟
"النهار": ولِد ولم يعش، وعمَّر ولم يحيا
كتب سمير عطا الله في "النهار": ولِد ولم يعش، وعمَّر ولم يحيا
ماذا جاء يلملم حفيد غورو: ألم يرَ أن اللبنانيين يوزعون حلوى التهاني في مآتم بعضهم البعض؟ ألا يقرأ ما يكتبونه على المواقع وبأي لغة وبأي قتل وحقد وكره ونفَس كريه؟ ألا يسمع افتتاحيات التلفزيونات وكيف تهبط بالاخلاق إلى ما تحت الزنانير؟ هذه المرة، عزيزي الرئيس، تبدوالمسألة حزينة كالنهايات. ألم تسمع كلام وزير خارجيتك عن الخوف من الزوال؟ ألم تر وزير خارجيتنا السابق يهرول مولولاً من رعب الدولة الفاشلة، مستغيثاً مما حدث على ايدي الذين لم يروا في لبنان اكثر من حفلات انقاذية ما بين لاس فيغاس وجمهورية الدومينيكان؟ ألم يتصل إليك أن المتصرف بالديبلوماسية اللبنانية، رشّح لمديرية الاونيسكو، سكرتيرة سفير لبنان الى جمهورية ماكرونيزيا، مبعداً مستبعداً، صاحب قامة دولية مثل غسان سلامة. وبكل فجاجة وازدراء لكل التمنيات والرغبات والمعايير الوطنية..ألم؟ مسكينة بيروت في هذا الاحتفال. عاصمة مقطعة الاوصال، ووطن ممزق الاسمال. كان الفرنسيون الامبراطوريون يسمونها الأسكلة. أساكل الشرق. ويقصدون بذلك المرافىء التجارية الكبرى التي يقوم عليها اقتصاد الامبراطورية، كما شرحها فؤاد افرام البستاني، واستعارها امين معلوف عنواناً لإحدى رواياته. "قرن من أجل لا شيء"، كان عنوان حوار غسان تويني وجان لاكوتور وجيرار خوري. وذهب جورج نقاش في تشاؤمه الى ابعد من الجميع عندما رمى في وجوهنا ومضى، جملته الحادة "نقيضان لا يصنعان وطناً". لم يعد للبنان الذي ولد قبل 100 عام، علاقة بلبنان الذي صار إليه. العجيب أنه بقي بعد كل ما حل به من كره وحقد وخنادق ومتاريس. فرّغوه من اسباب وجوده ومن معانيه واعتبروه لقيطاً يجب طرده. والآن يفرغونه من اسباب حياته من ازدهار وبقاء. ولو عاد الأمر الى اللواء محمد فهمي لكان اسدى الى ماكرون تلك النصيحة الذهبية: لا تعذب حالك. تلفن! كما غنى ماكرون من فيروز "بحبك يا لبنان" قد تغني له سيدة لبنان الأخرى "ورقو الاصفر شهر ايلول تحت الشبابيك". اختار ماكرون ان يبدأ زيارته بلقاء اجمل رمز لبناني خلال مائة عام. السياسيون هناك الكثير منهم يولدون ويتكاثرون وينهمون ويورثون ولا يعطون لبنان لحظة وفاء او ضمير. فيروز اعطت لبنان الى لبنان. حلّقت به فوق الطوائف وزعامات الاكراه، واحتضنته عليلاً ضعيفاً نازفاً تنشد له: "أنا الام الحزينة". مسكين يا لبنان.
"الاخبار": فرنسا في لبنان: هاجس المتوسط وغياب الدور الماروني
كتبت هيام القصيفي في "الاخبار": فرنسا في لبنان: هاجس المتوسط وغياب الدور الماروني
الدور التركي يستفزّ الاوروبيين، وإذا كانت ألمانيا أو بريطانيا اللتان صنّفتا حزب الله منظمة إرهابية، غير معنيتين مباشرة بالوضع اللبناني، إلا أنهما حريصتان على إبعاد الدور التركي عن أوروبا. وهذا الأمر يتلاقى مع مصلحة فرنسا في النفاذ عبر لبنان والمتوسط، إلى محاولة الحد من الهجمة التركية المتوسطية، والتي لا تزال خجولة في لبنان.. بالنسبة الى أوساط لبنانية وفرنسية، فإن العهد وحزب الله كانا وصلا الى طريق مسدود في تحقيق خرق في الأزمة الداخلية. صحيح أن الحزب لديه قنواته الخاصة، لكن مصلحته لا تقتضي أيضاً الانهيار التام، ولا سيما مع ارتفاع الاصوات المعترضة عليه، وتراجع شعبية العهد الذي كان يؤمّن له غطاءً مسيحياً، وتضعضع الحالة السنية. جاء الدور الفرنسي ليحقق اختراقاً في هذه الجو. الاختراق الفرنسي، يحاول الإفادة من رغبة الحزب في تمرير مرحلة الانتخابات الاميركية في أفضل ظرف ممكن، كي يستعيد أنفاسه، خصوصاً أن الانهيار المالي والاقتصادي شامل ولا يخص بيئة بذاتها. اليوم نجح ماكرون في مهمة الوسيط بين الحريري والعهد، لكن الاسم الذي اختير هو الذي وافق عليه حزب الله، قبل أن يوافق عليه العهد. وهو الذي حظي بموافقة الحريري ورؤساء الحكومات السابقين، وكل لأسباب مختلفة، قبل أن يصل الى بعبدا. بهذا المعنى كان دور الموارنة أقرب الى المتفرج، لأن التسمية سنية والموافقة شيعية، في حين أن فرنسا التي طالما اتُهم الموارنة بأنها الأم الحنون لهم، غابوا عن المشهد المؤثر فعلياً في القرار. ما يحاول التيار الوطني الحر الإيحاء به، أنه لا يزال يملك كلمة السر، لم يعد مقنعاً، خصوصاً في ظل التلويح بالعقوبات الاميركية. ومراكز الثقل المارونية السياسية الاخرى، كما الكنيسة، لا تزال متأخرة في اللحاق بدور مراكز الثقل الاخرى وفعاليتها. أما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يتمتع بعلاقة تاريخية ثابتة مع الفرنسيين، فقد حافظ على بعض من حرية الحركة، لكنه مع الموارنة، بدوا في مئوية لبنان الكبير أقرب الى الشهود منهم الى اللاعبين الاساسيين، وقد تراجع دورهم وتأثيرهم. كل ذلك يضع الفرنسيين، الذين دخلوا في مغامرة كبيرة، أمام تحدّ سياسي واقتصادي، خصوصاً في ظل استمرار التصلب السعودي في انتظار جلاء أوضح للاتجاه الأميركي، علماً بأن الوحول اللبنانية كثيرة، وقادرة على إغراق ماكرون كما أغرقت قبله كثيراً من الوفود العربية والغربية، لأن الانهيار الاقتصادي والمالي يحتاج الى أكثر من مجرد استبدال حاكم مصرف لبنان بكل السيئات التي رماها في وجه اللبنانيين، وتجذر أساليبه في القطاع المصرفي.
"نداء الوطن": ماكرون يقترح "برنامج" الحكومة ويمهل المسؤولين وإلا...
كتبت غادة حلاوي في "نداء الوطن": ماكرون يقترح "برنامج" الحكومة ويمهل المسؤولين وإلا...
حضر ماكرون ومعه ورقة عمل وزعها على رؤساء الاحزاب والرؤساء ممن التقاهم، تتضمن جملة مطالب اصلاحية مالية واقتصادية وسياسية هي بمثابة "برنامج عمل للحكومة الجديدة" وفق ما اطلق على تسميتها. تتحدث عن مهمات الحكومة الجديدة بدءاً من مواجهة "كوفيد 19" وحماية الناس، وإستدراج عروض لإعادة اعمار مرفأ بيروت بناء على تقريري البنك الدولي والاتحاد الاوروبي، واجراء تحقيق مستقل بمساندة دولية يتيح تبيان الحقيقة، والمساعدات الانسانية وحجمها والتي ستخضع لاشراف دولي، تبادل آراء المجتمع المدني حول برنامج الحكومة، إستئناف مفاوضات صندوق النقد والموافقة السريعة على الكابيتال كونترول على ان ينفذ خلال مهلة اربع سنوات، والتدقيق الجنائي خلال 15 يوماً، تنظيم قطاع الكهرباء، وانشاء هيئة ناظمة واستدراج عروض لبناء مصانع الغاز، التخلي عن سلعاتا ورفع التعرفة تدريجياً، تفعيل "سيدر" والتدقيق بحسابات مصرف لبنان خلال شهر، اقرار قانون استقلالية القضاء وتعيين الهيئة الناظمة لمكافحة الفساد، مشروع قانون اصلاح الشراء العام، وانتخابات نيابية وقانون انتخابات خلال سنة. طروحات رأتها جهات سياسية قابلة للنقاش مثمنة الخطاب السياسي لماكرون الذي منح غطاء لرئيس الجمهورية ميشال عون وعهده بعد ان كانت تعلو الاصوات المطالبة بتقصير مدة ولايته، أعلن موقفاً متقدماً تجاه "حزب الله" واعتبره ممثلاً لشريحة من اللبنانيين، وان رئيس الجمهورية منتخب من برلمان انتخبه الشعب ما يعني تحذيراً مبطناً من اي محاولة للتغيير خارج الأطر الديموقراطية. شكلت مواقف ماكرون خريطة طريق للمرحلة المقبلة وأعطى مؤشراً الى ان تشكيل الحكومة سيكون بمثابة عملية انسيابية فتكون سرعة التأليف مشابهة لسرعة التكليف. وأبعد من ذلك فالحكومة المقبلة ستكون على الارجح حكومة تكنوقراط يغلب عليها حضور أصحاب الاختصاص وليس شخصيات سياسية. وتوقعت مصادر ان يستتبع ذلك بتغيير في حاكمية مصرف لبنان من ضمن النقاط المتفق عليها وان تبرز الى الواجهة شخصيات لبنانية اقتصادية صديقة للفرنسيين كان لهم حضورهم خلال زيارة ماكرون. الفرنسيون عادوا الى لبنان. قالها الجنرال شارل ديغول منذ ستين عاماً، لا توجد دولة لديها اصدقاء، بل مصالح.
"الشرق الاوسط": ماكرون يعتمد سياسة العصا والجزرة...
كتب ميشال أبو نجم في "الشرق الاوسط": ماكرون يعتمد سياسة العصا والجزرة... وعود بدعم اقتصادي وتهديد بعقوبات
يمكن تلخيص نهج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في التعامل مع الطبقة السياسية اللبنانية بأنه يد من حديد في قفاز من حرير أو أنه يلجأ لسياسة العصا والجزرة لدفعها للتحرك والخروج من المراوحة مكانها. ولم ينتظر ماكرون وصوله إلى بيروت ليخرج إلى العلن ما يريده منها أي السير في عملية إنقاذية عنوانها الإصلاحات التي نقلت إلى بيروت في إطار ما سمته مصادر الإليزيه خريطة طريق تتضمن 6 نقاط لم تعد سرا. ماكرون حذر من أن ترك لبنان لحاله والامتناع عن مساعدته يعني الذهاب إلى حرب أهلية. وسبقه وزير الخارجية الأسبوع الماضي بالتنبيه إلى أن لبنان ويعني على الأرجح الدولة اللبنانية «ذاهبة إلى الزوال» من غير هذه العملية الإصلاحية. يعي الرئيس الفرنسي أنه يضع مصداقيته ومصداقية بلاده في الميزان في حال فشل في مهمته وعجز عن دفع المسؤولين اللبنانيين للتعاون. فقد قال لصحيفة بوليتيكو الأميركية، في رحلته الثانية إلى بيروت، إنه يقوم بـرهان محفوف بالمخاطر وإنه يضع الشيء الوحيد الذي يملكه على الطاولة وهو رأسماله السياسي. لكن ماكرون سعى إلى تجميع كافة الأوراق التي يستطيع إخراجها تباعا وتندرج كلها في إطار الترغيب والترهيب مع استغلال كل مناسبة للتأكيد على أنه لا يتدخل في الشؤون اللبنانية، وأنه يريد فقط مساعدة لبنان وأنه «يوفر للنظام الفرصة الأخيرة» لإنقاذ نفسه وإنقاذ لبنان وليس العودة إلى مرحلة الانتداب. لا يمكن اتهام ماكرون بـ«السذاجة». لذا، فإنه حرص على إيصال عدة رسائل إلى المسؤولين والسياسيين اللبنانيين بأنه مستعد لضغوط أكثر إيلاما ضد المسؤولين والطبقة السياسية في حال تبين له وجود تقاعس أو مراوغة في الأشهر الـ3 الأولى. وجاء التحذير عبر المطبوعة الأميركية التي أسر لها أنه، من غير حصول تغيير حقيقي، فإنه مستعد لتغيير مساره وطريقة تعامله واتخاذ إجراءات عقابية تتراوح بين حجب خطة إنقاذ مالية دولية حيوية وفرض عقوبات على الطبقة اللبنانية الحاكمة. وحتى اليوم، وقبل الوصول إلى العقوبات، نجح الرئيس الفرنسي بفعل إلحاحه واتصالاته في الداخل والخارج على وضع حد للمراوحة في تكليف رئيس حكومة جديد وتليين مواقف الأطراف الداخلية المتصارعة. وقد اعتبر أن طريقته في العمل والمتابعة قد فعلت فعلها ما يذكر بقوله من بين ركام مرفأ بيروت في 6 (آب) إنه سيعود ليتأكد من التقدم الحاصل. لكنه اليوم، ذهب أبعد من ذلك إذ رفع سيف التهديد بالتخلي عن الجهود لمساعدة لبنان، وخصوصا استهداف المسؤولين والسياسيين اللبنانيين.
"الشرق": زيارة ماكرون الثالثة للبنان نهاية العام ستكون الثابتة
كتبت تيريز القسيس صعب في "الشرق": زيارة ماكرون الثالثة للبنان نهاية العام ستكون الثابتة
لن تكون زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس الى لبنان الأخيرة، بل سيكون هناك زيارة ثالثة نهاية هذا العام كما أعلن قصر الاليزيه، وهذه الزيارة قد تكون الثابتة، في حال نجح المسؤولون في الايفاء بالوعود التي قطعوها له. وكشفت مصادر سياسية مطلعة أن ماكرون اشار الى ان فرنسا ستبقى الى جانب لبنان ولن تتركه في هذه الظروف الصعبة،وإذا اقتضى الأمر ان ازور لبنان مرة أخرى فاجعلها للمساعدة. ولفتت إلى أن ماكرون اكد ان بلاده جاهزة للمساعدة في تحقيق خطة النهوض المطلوبة ضمن الاصلاحات في المجالات التي سبق أن تحددت.الرئيس ماكرون وبحسب المصادر، طرح امكانية عقد مؤتمر دولي اقتصادي لدعم لبنان تشارك فيه دول عربية واجنبية، ويندرج خطة النهوض الاقتصادي، ويكون مكملا لمؤتمر سيدر، خصوصا وأن دولا عدة تشاركنا في هذه المهمة التي بدأتها في ٩ آب الماضي. ورجحت المصادر ان يتم عقد هذا المؤتمر نهاية كانون الثاني او بداية كانون الأول المقبلين. اما في ما يتعلق بالوضع الحكومي، فقد أعلنت المصادر ان ماكرون اكد جهوزيته للتدخل عند الضرورة في اي عقبة تطرأ على الوضع الحكومي، من دون أن يعني ذلك تدخلا فرنسيا في الشؤون الداخلية للبنان.، متمنيا الا تطول مسألة التشكيل بهدف الاسراع على اجراء الاصلاحات المطلوبة، وإعادة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، ومكافحة الفساد… المصادر السياسية كشفت ان ماكرون دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي انضم لاحقا الى اللقاء ان أمام المجلس النيابي عميلا مهما خصوصا عند اقرار الاصلاحات،ويجب تسهيل عمله،كما الاستعجال بتشكيل الحكومة. …. المصادر السياسية المواكبة اكدت ان فرنسا ستبقى على اتصال مباشر مع المراجع السياسية لمواكبة تطورات تاليف الحكومة، وهي مصممة على إنجاز التسوية التي وضعتها نصب اعينها بالتنسيق مع المراجع الدولية، وإذا اقتضى الأمر سوف ترسل موفدين لها الى لبنان للمساعدة في تخطي العقبات.
"الشرق": في انتظار كانون ماكرون
كتبت ميرفت سيوفي في "الشرق": في انتظار كانون ماكرون
في انتظار الزيارة الثالثة للرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون نهاية العام الجاري، النهاية التي ستحمل اسم الفائز في انتخابات الرئاسة الأميركيّة، هذا أقصى ما تستطيع الدول الأوروبيّة أن تفعله للبنان فـ»تعيد تجريب المجرّب»، ومن المؤسف أنّ الدّول الأوروبيّة لا تملك في يدها إلا جزرة مؤتمرات تأمين الأموال للبنان وعصا التهديد بحرمان لبنان من أي مساعدة في حال لم ينفّذ مطالب الإصلاح، فهل بمقدور لبنان أن ينفّذ خارطة الإصلاح، نشكّ في ذلك! أغرب صوت سمعناه بالأمس كان صوت بهاء الحريري الذي اعتبر أنّ «الاحتجاجات في بيروت هي رفض واضح لفرض أمراء الحرب والميليشيات وحلفائهم لدمية سياسية (الرئيس المكلّف مصطفى أديب) فيما عرّف الشغبيّون عن أنفسهم بالآتين من البقاع وهم يكيلون الشتائم للرئيس سعد الحريري، فأيّ مفارقة هذه تكرّرت حتى الآن عشرات المرّات؟! لا ثورة ولا من يثورون، لم يعد يجدي استئناف الثّورة نشاط اندلاعها ولا العودة إلى الشّوارع والسّاحات من جديد، نشكّ في ذلك، هل بإمكان هذه المنظومة السياسيّة الوقحة أن تنقذ لبنان وشعبه؟ أيضاً نشكّ في ذلك!! الحل في ضغط شعبي لبناني واسع يلاقي دعوة غبطة البطريرك بشارة الراعي في دعوته إلى تطبيق سياسة الحياد لحماية لبنان، لم يعد أمام اللبنانيين سوى هذا الخيار الأخير لتحريك الأفق وفتح طاقة ضوء علّها تنقذهم وتنقذ البلاد، إن كان لا يزال الإنقاذ ممكناً، وعلى القيادات الروحيّة المعنيّة أن تلاقي البطريرك الراعي لفرض الحياد سياسة راسخة، ولنكن كلّنا مع غبطته في تهمة الخيانة سواء على ألسنة عملاء إيران! من الآن وحتى يعود الرئيس ماكرون بعد ثلاثة أشهر قد لا يتغيّر علينا شيء، فقد تحوّل لبنان بالتدريج إلى إيران لاند، وأننا تحت وطأة احتلال إيرانيّ ناعم، وأّنّ حزب الله يرتقب الوقت المناسب لإعلان لجمهوريّة الأسلاميّة في لبنان والأمر لطالما كان أخطر من أن يخبرنا الاتحاد الأوروبي في نيسان الماضي بأن لبنان بات يخضع بكلّ مجالاته لسيطرة حزب الله، في الحقيقة على الاتحاد الأوروبي أن يكون دقيقاً أكثر في عبارته، لبنان يخضع بكل مجالاته للاحتلال الإيراني التامّ!
"الشرق": ماكرون … قبل الواقعة
كتب خليل الخوري في "الشرق": ماكرون … قبل الواقعة
ليس للرئيس الفرنسي، سواء أكان إسمه إيمانويل ماكرون أم أيّ إسم آخر، مطمعٌ في بلدنا. وبالتالي فإنّ أحداً لا يستطيع أن يزعم أنّ فرنسا راغبة في عودة الإنتداب أو في الإنتقاص من السيادة الوطنية اللبنانية. وليس مسموحاً مثل هذا القول خصوصاً من أيّ طرف كان قد أسلَسَ القيادة إلى الوصاية السورية أو التجاوزات الهائلة من قبل المنظمات الفلسطينية، أو إلى الإحتلال الإسرائيلي. وعليه، فإننا ننظرُ إلى مبادرة رئيس فرنسا بكثير من التقدير والإمتنان. ونُسجّل له أنّ ملاحظاته كلّها، على قساوة بعضها، لم تخرج مرّة عن إحترام سيادتنا الوطنية. فالذين تتبّعوه مُتحدّثاً لاحظوا أنه يتكلّم كصديق ينصح صديقاً مع إستدراكه دائماً أنه لا يتدخّل في الشأن اللبناني الداخلي، وأنّ هذا الشأن أو ذاك هو قرارٌ يتّخذه اللبنانيون في إطار دستورهم وقوانينهم. ومن أسفٍ أنّ اللبنانيين اعتادوا أن يتدخّل الخارج في شؤونهم، وفي مراحل عديدة كانوا يتلقّون الأوامر، ولا نكتفي بقول التعليمات والتوجيهات من الخارج حتى عندما كان هذا الخارج يتحرّك بغيرة علينا. فاتّفاق القاهرة أُنتِج في العاصمة المصرية، وإتّفاق الطائف أُنتِج في المدينة السعودية التي يحمل إسمها، وكذلك إتّفاق الدوحة. اليوم يدعو ماكرون إلى عقدٍ جديد بين اللبنانيين يُنتجونه بأنفسهم، في وطنهم، وينطلقون فيه من تجارب الإتّفاقات السابقة الحلوة والمرّة إن كان فيها من «الحلاوة» ما يمكن البناء عليه. ولعلّ أهم ما في هذه الدعوة الفرنسية الصادقة أنّها تتطلّعُ إلى إتّفاقٍ يدرأ الحروب والنزاعات قبل وقوعها وليس لمعالجة ذيولها كما في الإتفاقات المشار إليها آنفاً، وتلك أهمّيتها.
"الديار": مبادرة ماكرون : قبول دولي واقليمي ولا مُمانعة اميركية لحكومة وفاقية بنكهة فرنسية..
كتب محمد بلوط في "الديار": مبادرة ماكرون : قبول دولي واقليمي ولا مُمانعة اميركية لحكومة وفاقية بنكهة فرنسية... عوامل النجاح والولادة السريعة
يقول مصدر لبناني مطلع ان هناك فرصة حقيقية لتأليف حكومة منتجة وقوية في خلال اسابيع على عكس ما كان يجري بتشكيل الحكومات لاسباب كثيرة ابرزها: 1- انغماس الرئيس الفرنسي شخصياً ومباشرة بالعملية والضغوط التي مارسها ويُمارسها على سائر الاطراف مستخدماً اسلوب الترهيب والترغيب الذي فعل فعله عند معظمهم وترجم في عملية التكليف. 2- ضعف القوى الأخرى المعارضة او تلك التي اختارت عدم الدخول في تسوية التكليف لاسباب متنوعة خارجية وداخلية. وهذا بطبيعة الحال يقلل فرص المشاكسة والتشويش على عملية تشكيل الحكومة.3-وجود غطاء غير معلن للمبادرة الفرنسية لرعاية تأليف الحكومة الجديدة ، لا سيما ان الادارة الاميركية رغم محاربتها وحملتها على حزب الله لم تشهر سيف الفيتو على مشاركته في الحكومة. 4- ضغط الازمة الاقتصادية والمالية وتفاقم الوضع اللبناني بصورة عامة ما فرض على القوى السياية واقعا صعبا ومحرجا لا يسمح باي ترف او مماطلة في استيلاد الحكومة باقصى سرعة ممكنة. اما السؤال الاخر المطروح : ما الذي يمنع ان تتكرر تجربة حكومة حسان دياب مع حكومة مصطفى اديب؟ لا توجد ضمانات كاملة في تأمين كل الفرص لنجاح الحكومة الجديدة ، لكن ثمة اوراق عديدة تدخل في رصيدها وتجعلها تختلف عن حكومة دياب واكثر حظاً في تحقيق انجازات جدية لا سيما على صعيد الاصلاحات المطلوبة. ويُنقل عن مرجع بارز انه متفائل اكثر مما كان في تجربة الحكومة السابقة ، لافتاً الى ان التوافق بين مختلف القوى على رئيسها يجعل الحكومة العتيدة محصنة اكثر، فهي لا تمثل الفريق الواحد، بل تأتي هذه المرة بدعم الفريقين المتخاصمين وبغطاء سني واسع تمثل بتسمية المراجع والاطراف السنية الاساسية للرئيس اديب. ويقول المرجع ان المطلوب تأليف حكومة مصغرة قدر الامكان مع الاخذ بعين الاعتبار مستلزمات التوزيع الطائفي، لافتاً الى ان تحديد عددها يعود للرئيس المكلف على ضوء الاستشارات التي سيجريها والمشاورات التي ستلي ذلك. ولا تستبعد مصادر مطلعة، ان تتألف الحكومة الجديدة من طاقم وزاري بين 14 و18 وزيراً، لكنها تستدرك بالقول، ان مستلزمات اشراك اوسع شريحة ربما قضت برفع العدد الى 24. وتشير الى ان الشروط والاحتكارات لبعض الوزارات كما حصل في الحكومات السابقة لن تأخذ مداها في تشكيل الحكومة الجديدة، فعلى سبيل المثال، فإن التيار الوطني الحر لن يستطيع الاحتفاظ بوزارة الطاقة كما فعل وتعنت في السابق بعد كل الذي حصل، لا سيما اثر انفجار المرفأ، ولن تكون هذه الوزارة مسجلة باسمه دائماً.
"الجمهورية": الأميركيون احْمَرَّت عَينُهم من ماكرون!
كتب طوني عيسى في "الجمهورية": الأميركيون احْمَرَّت عَينُهم من ماكرون!
هل تجاوز الفرنسيون حدود التنسيق مع الأميركيين في لبنان؟ وتالياً، هل بدأ الحراك الفرنسي يستثير حساسية الأميركيين؟ يقول المطلعون، إنّ نظرة الولايات المتحدة إلى لبنان ودوره تختلف عن نظرة الفرنسيين من حيث المنطلق. فالأميركيون يرون لبنان من زاوية رؤيتهم الواسعة إلى خريطة الشرق الأوسط. ولذلك، يُفترض أن يؤدي لبنان الوظيفة التي يفرضها عليه هذا الواقع الجيوسياسي. أما الفرنسيون، فنظرتهم إلى لبنان ليست بهذا الاتساع، وما يهمُّهم هو أن يبقى مستقراً وبوابة لحضورهم السياسي والاقتصادي والثقافي التقليدي إلى العالم العربي. اليوم، على شفير انتهاء ولاية ترامب، ووسط الصراع الذي يخوضه الفرنسيون مع تركيا في شرق المتوسط وليبيا، يأتي التحرك الفرنسي في لبنان وكأنّه محاولة متفرِّدة لاستغلال الوقت وانشغال الأميركيين. ما زالت واشنطن ترفض تخفيف العقوبات على حزب الله أو تقليص الضغوط على لبنان حتى تنفيذ الشروط الدولية المعروفة. لكن فرنسا تتهاون. والدليل هو رغبتها في التجديد الروتيني لـا ليونيفيل، مقابل إصرار واشنطن على دورٍ فاعل في ضبط نشاط الحزب. ولكن، الأهم، هو إصرار الأميركيين على ترتيب الأرضية لإطلاق مسارٍ جديد جنوباً، ولاسيما لجهة إطلاق المفاوضات لترسيم الحدود بحراً وبراً وبدء ورشة استثمار النفط والغاز. لذلك، لا يهتمّ الأميركيون بالتفاصيل في لبنان: مَن سيترأس الحكومة، وما هي تركيبتها السياسية، وسوى ذلك، بل برنامج الحكومة ومدى مراعاته شروط الإصلاح والحدّ من سيطرة حزب الله على السلطة. فواشنطن لم تعارض الحكومة السابقة، على رغم أنّ القوى السياسية، بما فيها حزب الله، سمَّت وزراءها. والسبب أنّها كانت تنتظر من دياب التزامه بتلبية المطالب الدولية المعروفة ضمن مهلة الـ 100 يوم التي وعد بها. وفي نظر الأميركيين، يتمادى الفرنسيون في تمييع»اللعبة داخلياً، بما يسمح للقوى السياسية بالاستمرار من دون تغيير، ويتيح لـ»الحزب» مزيداً من ممارسة النفوذ داخل السلطة والمؤسسات. ولذلك، بدأ الأميركيون ينظرون «بعين حمراء» إلى حراك ماكرون. حالتان يعتقد المراقبون أنّهما تدفعان الأميركيين إلى القبول بالمسعى الفرنسي، في هذه الفترة الضاغطة، وهما: 1- إبرام تسوية مع إيران، شاملة أو موضعية تتعلق بلبنان. 2- موافقة لبنان الرسمي، أي «حزب الله»، على الدخول في مسار المفاوضات للترسيم جنوباً.
"الورقة الفرنسية"
أشارت "الأخبار" إلى أن السفارة الفرنسية وزّعت مسودة "للبيان الوزاري" للحكومة المقبلة، تحت عنوان "مشروع برنامج للحكومة الجديدة"، وذلك قبل اجتماع قصر الصنوبر مساء أمس، بَيْن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وممثلي ثمانية أحزاب سياسية (تيار المستقبل وحركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي وتيار المردة والقوات والكتائب).
ولفتت "الأخبار" إلى أن الدبلوماسيين الفرنسيين يصرون على القول إنها "أفكار" مستقاة من اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، معتبرة أن هذه الورقة تدخل في التفاصيل "الدقيقة".
وفي ما يأتي، النص الكامل للورقة الفرنسية:
مشروع برنامج للحكومة الجديدة
أوّلاً- جائحة كوفيد-19 والوضع الإنساني
ستجعل الحكومة اللبنانية من مكافحة هذه الجائحة أولويةً بالنسبة إليها:
1- إعداد خطة لمكافحة الجائحة ونشرها، على أن تتضمن دعماً للأشخاص الأكثر هشاشة.
2- عزيز الحماية الاجتماعية لصالح الشعب.
ثانياً- تبعات انفجار الرابع من آب وإعادة إعمار بيروت
-ستعمل الحكومة اللبنانية على الأصعدة التالية:
المساعدة الإنسانية الدولية
تسهيل عملية وضع المساعدات المقدمة من الأسرة الدولية موضع التنفيذ بطريقة عاجلة، وشفافة وفعالة، علماً بأن الأمم المتحدة تقوم بتنسيق هذه المساعدات، وذلك بموجب ما خلص إليه مؤتمر دعم بيروت واللبنانيين في التاسع من شهر آب. ويتم ذلك بالتعاون تعاوناً تاماً مع الأمم المتحدة، وعلى وجه الخصوص، بواسطة مشاركة المعلومات وتقييم الإحتياجات.
حوكمة المساعدة الدولية
سيتم وضع حوكمة محددة موضع التنفيذ من أجل أن يتم إيصال المساعدة الدولية المقدّمة على الصعيد الإنساني وفي سياق الاستجابة لانفجار بيروت، كما تلك المخصصة لدعم الإصلاحات البنيوية، إلى الشعب بطريقة شفافة وقابلة للتعقب برعاية الأمم المتحدة.
بداية إعادة الإعمار على أساس توصيات التقرير الذي أعدّه البنك الدولي بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة (التقييم السريع للأضرار والاحتياجات في بيروت)
إعادة تأهيل مرفأ بيروت
-إطلاق استدراج عروض بسرعة وفقاً لإجراءات محايدة.
التحقيق المحايد: إجراء تحقيق محايد ومستقلّ يتيح تبيان الحقيقة كاملة في ما يتعلق بأسباب الانفجار، بمساندة من شركاء لبنان الدوليين في مجالي التعاون والخبرات، وذلك في إطار مهل زمنية معقولة.
ثالثاً- الإصلاحات
-ستجري الحكومة تبادلاً منتظماً لوجهات النظر مع المجتمع المدني في ما يتعلق ببرنامجها وبالإصلاحات التي يتضمنها.
-استئناف فوري للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
-الموافقة السريعة على التدابير الوقائية التي طلبها صندوق النقد الدولي، بما في ذلك القانون المتعلق بالكابيتال كونترول والتدقيق في حسابات مصرف لبنان (عن طريق المباشرة فوراً في التدقيق المصرفي الذي تم تكليف شركة أوليفر وايمان به).
لهذه الغاية، سيتم اعتماد ونشر جدول زمني للعمل في ما يخص المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وذلك في مهلة خمسة عشر يوماً. (راجع أدناه)
1- قطاع الكهرباء
التدابير المطلوب اتخاذها فوراً (في مهلة شهر)
-تعيين المسؤولين في الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء في إطار القانون 2002/462 من دون تعديلات، مع تزويد هذه الهيئة بالإمكانيات الفعلية لممارسة عملها
إطلاق استدراجات عروض في ما يتعلق بمعامل توليد الكهرباء بواسطة الغاز، التي تُعتبر ذات أولوية لتقليص الاستعانة بالمولّدات.
التخلي عن مشروع معمل سلعاتا بصيغته الحالية.
التدابير المطلوب اتخاذها في أجل قصير للغاية (في مهلة ثلاثة أشهر)
-الإعلان عن جدول زمني لرفع التعرفة بطريقة تدريجية، على أن يطال ذلك أولاً المستهلكين الأكثر اقتداراً من الناحية المادية.
2- الرقابة المنظّمة لتحويل الرساميل
التدابير المطلوب اتخاذها فوراً (في مهلة شهر)
• على البرلمان إنجاز مشروع قانون حول الكابيتال كونترول واعتماده، على أن يتم تطبيقه فوراً وعلى مدى أربع سنوات، وأن يحظى بموافقة مختلف أقسام صندوق النقد الدولي.
3- حوكمة، وتنظيم قضائي ومالي
التدابير المطلوب اتخاذها فوراً (في مهلة شهر)
• عقد اجتماع ثانٍ لمجموعة المتابعة المحلية لمؤتمر سيدر وإطلاق موقع إلكتروني مخصص لمتابعة المؤتمر بكل أجزائه (مكونات المشاريع والتمويل والإصلاحات)، وفقاً لما ورد في الإطار المرجعي الخاص بمتابعة سيدر.
• الإطلاق الفعلي للتدقيق الكامل في حسابات مصرف لبنان.
• إنجاز التعيينات القضائية (قضاة مجلس القضاء الأعلى) والمالية (أعضاء هيئة المراقبة على الأسواق المالية) والقطاعية (الهيئات الناظمة لقطاعات الكهرباء والاتصالات والطيران المدني)، وذلك وفقاً لمعايير شفافة تعتمد على الكفاءة.
• موافقة البرلمان على اقتراح قانون حول استقلالية القضاء.
• إطلاق دراسة حول الإدارة العامة من قبل مؤسسة دولية مستقلة (البنك الدولي أو منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية) مع مكتب متخصص.
4- مكافحة الفساد والتهريب
التدابير المطلوب اتخاذها فوراً (في مهلة شهر)
• تعيين أعضاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ومنحها القدرات الضرورية للقيام بالمهمات المنوطة بها والإطلاق الفعلي لأعمالها.
• إطلاق مسار الانضمام إلى معاهدة منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لعام 1997 حول مكافحة الفساد في العالم.
• التطبيق الفوري للإصلاحات الجمركية.
التدابير المطلوب اتخاذها على المدى القصير للغاية (في مهلة ثلاثة أشهر)
• إنشاء بوابات رقابة وتعزيز الرقابة في مرفأي بيروت وطرابلس وفي مطار بيروت، وأيضاً في نقاط المرور الأخرى على الحدود وتخفيف المعاملات، وفقاً للمهل المتبعة في الإدارة.
5- إصلاح الشراء العام
التدابير المطلوب اتخاذها فوراً (في مهلة شهر)
• سيقوم البرلمان بإعداد واعتماد وتطبيق مشروع قانون حول إصلاح الشراء العام.
• ستمنح الحكومة للمجلس الأعلى للخصخصة والشراكة بين القطاعين العام والخاص ((HC4P القدرات البشرية والمالية اللازمة للقيام بمهامه.
6- المالية العامة
• إعداد والتصويت على مشروع قانون تصحيحي للمالية، يبيّن بشكل صادق وضع الحسابات للسنة 2020 وذلك في غضون شهرٍ.
• إعداد واعتماد ميزانية متجانسة لسنة 2021 (قبل نهاية عام 2020).
رابعاً-الانتخابات
• ستحرص الحكومة على تنظيم انتخابات تشريعية جديدة في مهلة سنة كحد أقصى.
• سيتم إصلاح القانون الانتخابي مع ضمّ المجتمع المدني بشكل كامل، ما يسمح للبرلمان بأن يكون أكثر تمثيلاً لتطلعات المجتمع المدني.
"نداء الوطن": إيمانويل بون... المفوّض السامي الجديد للبنان؟
كتب ألان سركيس في "نداء الوطن": إيمانويل بون... المفوّض السامي الجديد للبنان؟
هناك رجل "ظل" لعب دوراً كبيراً في توجيه ماكرون، وهندسَ تحركاته ورسمَ خريطة مواقفه، هو السفير السابق في لبنان ومستشاره في الإليزيه إيمانويل بون. قبل انفجار المرفأ، قالها بون بصريح العبارة "لا يمكننا أن نترك لبنان يغرق، فهذا البلد يشكّل النموذج الأهم لنا في الشرق ويجب أن نحافظ على ثقافته وتراثه"، وقع الإنفجار، فما كان من بون إلا أن نصح ماكرون بزيارته شخصياً وتفقّده، وهكذا كان، بات إيمانويل بون من يهندس كل تحركات فرنسا في لبنان، لكنه يعلم كما الإليزيه والخارجية الفرنسية أن وضع لبنان دقيق جداً وهو محكوم بالتوازنات الداخلية والخارجية، لذلك فإن التنسيق بين الإليزيه والبيت الأبيض على أكمل وجه، إذ إن التحرّك الفرنسي لا يتم من دون غطاء أميركي، وإلا كان فشل من لحظته الأولى. ويعلم بون جيداً تفاصيل التركيبة اللبنانية، وهو كان بمثابة "كرسي إعتراف" لجميع السياسيين عندما كان سفيراً لبلاده في لبنان، ويعرف كيف يطعنون ببعضهم البعض وكيف يحرّضون ويستجلبون التدخلات الخارجية وتغيب الوطنية عند أغلبيتهم، لذلك فإن الموقف الفرنسي يترجمه ماكرون بعدم ثقته بهذه الطبقة وقد رددها سابقاً، ما يعيد بالذاكرة تصرفات بعض السياسيين اللبنانيين خلال الحرب العالمية الثانية الذين كانوا يأتون إلى المفوض السامي الفرنسي ويعلنون تأييدهم لحكومة "فيشي" فيما كانوا يراسلون حكومة ديغول ويؤكدون ولاءهم لها ضد "فيشي". من المبكر الحديث عن المدى الذي سيأخذه الدور الفرنسي في لبنان بانتظار جلاء صورة الإنتخابات الرئاسية الأميركية، لكن الأكيد أن فرنسا ثبتت أقدامها معنوياً وشعبياً في لبنان بانتظار حصد المزيد من الإنجازات السياسية، بينما يبقى بون "رجل الظل" الذي يقوم بكل الأدوار وقد يتحوّل إلى ما يشبه "المفوض السامي" في حال قررت أميركا إطلاق يدّ فرنسا في لبنان.
"الشرق الاوسط": دعوة الرئيس الفرنسي إلى عقد جديد لا تهدف إلى بديل لاتفاق الطائف
كتب محمد شقير في "الشرق الاوسط": دعوة الرئيس الفرنسي إلى عقد جديد لا تهدف إلى بديل لاتفاق الطائف
قالت مصادر سياسية مواكبة للقاءات المتنقّلة التي يعقدها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع المكوّنات السياسية الرئيسة في البلد بالتلازم مع ممثلين عن هيئات المجتمع المدني، إن معظم الأطراف ذهبت بعيداً في تفسيرها لدعوته إلى التوافق على عقد اجتماعي سياسي جديد، وهذا ما أوقعها في تباين ليس في محله، وعزت السبب إلى أنه لم يقصد من دعوته هذه التفاهم على نظام سياسي جديد بديل لاتفاق الطائف. وأكدت المصادر السياسية أن ماكرون يتطلع من خلال دعوته لعقد اجتماعي سياسي جديد إلى حث المنظومة الحاكمة والقوى السياسية الأخرى على أن تعيد النظر في النهج والأداء والسلوك الذي كان وراء الانهيار المالي والاقتصادي الذي أوصل البلد إلى الهاوية. ولفتت لـ"الشرق الأوسط" إلى أن ماكرون يدرك جيداً أن مهمته تقوم أولاً وأخيراً على إنقاذ البلد ووقف انهياره اليوم قبل الغد لأن عامل الوقت لا يسمح بهدر الفرص، وبالتالي لا بد من التفاهم على تشكيل حكومة جديدة مهمتها الإسراع بتنفيذ ورقة تفاهم تنطلق من تحقيق الإصلاحات المالية والإدارية ليكون في وسعها الإفادة من عودة الاهتمام الدولي بلبنان الذي من دونه لا يمكن تأمين جرعات من الأكسجين للانتقال بالبلد من الانهيار إلى التعافي على مراحل. وقالت إن ماكرون يشدد على أن يتلازم تشكيل الحكومة مع التوافق على العناوين الرئيسة لخطة الإنقاذ التي تكون بمثابة البيان الوزاري للحكومة شرط أن يلتزم بها جميع الأطراف من دون إخضاعها لاحقاً للتعديل والابتزاز. وأوضحت هذه المصادر أن ماكرون لم يحضر ثانية إلى بيروت لرعاية حوار يتعلق بإصلاح النظام السياسي وإدخال تعديلات عليه في ظروف اقتصادية ومالية بالغة الخطورة وانقسامات سياسية حادة وإنما لحث الأطراف على التقاط الفرصة الأخيرة وبمساعدة فرنسية لانتشال لبنان من الهاوية. ورداً على سؤال، أكدت المصادر أن تشكيل الحكومة وقبل أن يباشر الرئيس المكلف أديب التشاور اليوم مع الكتل النيابية للوقوف على رأيها بمواصفات الحكومة العتيدة يخضع حالياً إلى تجاذبات بين موقف يتزعّمه رؤساء الحكومات السابقون بدعوته لحصر التأليف بوزراء اختصاص لديهم إلمام بأحوال البلد على المستويين الاقتصادي والمالي، وآخر يقوده رئيس المجلس النيابي نبيه بري -كما تقول مصادر نيابية- ويقوم على أن تتشكل الحكومة من وزراء اختصاص يشغلون جميع الحقائب وآخرين وزراء دولة بلا حقائب. وكشفت أن ماكرون أُحيط علماً بوجود هذين الرأيين، وهذا ما يضيف إلى مهمته مهمة أخرى للتوفيق بين هذين الموقفين، وماذا عن ترجيح البعض أن لقاء قصر الصنوبر قد يتحول إلى طاولة للحوار برعاية فرنسية توكِل إلى أبرز المكوّنات السياسية المشارِكة فيها النظرَ في القضايا الخلافية وتحييدها عن طاولة مجلس الوزراء؟
"الشرق": حلّوا عن الطائف
كتب عوني الكعكي في "الشرق": حلّوا عن الطائف
رحم الله الرئيس الياس الهراوي، الذي ذهب الى دمشق بعد فترة من توليه الرئاسة، واجتمع بالرئيس المغفور له حافظ الأسد، وقال له شاكياً الطائف، وذكر أمامه بأنه مستاء من أنّ إتفاق الطائف ينصّ على أنّ هناك مدة شهر واحد لأي مرسوم، كي يوقعه الرئيس أو يرفضه، فإذا رفضه يعود المرسوم الى مجلس النواب، فإذا أصرّ مجلس النواب عليه، لا يستطيع رئيس الجمهورية أن يرفضه مرة ثانية وعليه أن يوقعه مرغماً. وهذا ينتقص من صلاحيات رئيس الجمهورية، هذا أولاً. كذلك فإنّ أي مرسوم يصل للوزير، فإنّ الوزير يستطيع وضع المرسوم في الجارور للمدة التي يريدها، ولا يوجد في الدستور نص على إمكانية محاسبته في حين أنّ رئيس الجمهورية، لا يملك هذه الصلاحية، فهل هذا مقبول يا سيادة الرئيس حافظ الأسد؟ وهل تقبل أنت أن يكون هذا في الدستور اللبناني؟ أجابه الرئيس حافظ الأسد انه سيسعى كي يساعده على إعادة النظر بهذا الموضوع. كذلك فإنّ المغفور له البطريرك مار نصرالله بطرس صفير قال مرات عدة: قبل أن تغيّروا الطائف، نفذوه بالكامل، وردد هذا الكلام في كل مرة كان الكلام يجري حول ضرورة تغيير الطائف. الكلام الذي يتردد عن بعض المرجعيات السياسية، وعن طروحات بعض السياسيين، بأنّ اتفاق الطائف لم يعد يصلح، لذلك يجب العودة الى صياغة اتفاق جديد نتيجة حوار بين المكوّنات اللبنانية. لذلك نقول للذين يريدون تعديل الطائف، أو إجراء عقد جديد، إنّ هذا الكلام يكلف لبنان حرباً أهلية جديدة، لا أحد يعرف كم ستكون كلفتها، إن على صعيد البشر أو على الصعيد المالي وتدمير البلد من جديد. لذلك، وبمحبة نقول للذين يطالبون بإعادة صياغة دستور جديد للبنان، هذا كلام لا يمكن أن يتحقق، إلاّ بكلفة بشرية ومالية كبيرة. فهل هذا جائز بحق لبنان وبحق الشعب اللبناني؟ اذهبوا وطبّقوا اتفاق الطائف أولاً، وبعدها نرى إذا كانت هناك حاجة الى تغيير أو تعديل في بعض مواده.
"الجمهورية": لماذا علينا رؤية لبنان الكبير كبيراً
كتب مصطفى علوش في "الجمهورية": لماذا علينا رؤية لبنان الكبير كبيراً
إذا كان للمسيحيين والشيعة والدروز أسبابهم المنطقية والتاريخية للجوئهم الى لبنان، فأنا أرى اليوم أنّ السنّي أيضاً وجد في هذه المساحة القدرة والحق في ممارسة إقتناعاته السياسية والعقائدية من دون إكراه رسمي. وبعد سنوات من التردّد، لقد وصلنا في 14 آذار 2005 الى إقتناع مشترك، وهو أنّ لبنان لم يكن أبداً غلطة تاريخية ولا نتاج مؤامرة «سايكس بيكو»، بل أنّه وطن نتج من ضرورة تاريخية لإيجاد مساحة من الحرّية والتعددية. صحيح أنّ العلاقة بين مكوّنات هذا البلد لم تكن سوية دائماً، ولم نصل عموماً بعد الى الانتقال من منطق قبول الآخر على مضض الى منطق تفهّم الآخر واستكشاف هواجسه، ووضع نفسه في موقع المدافع عن موقف الآخر كسبيل لحلحلة الهواجس. وهذا لا يمكن أن يكون بالإمعان في فتح كوابيس الماضي والاستمرار في تعيير الآخر بما فعله، فلكل منا زلاّته و»من كان منا بلا خطيئة فليرجمها بحجر». فبدلاً من أن نعيّر بعضنا بالتعامل مع إسرائيل، علينا أولاً تفهّم الأسباب والمسوغات. وقبل أن نعيّر بعضنا برفض الكيان اللبناني والتعاون مع المنظمات الفلسطينية، علينا أولاً فهم السياق التاريخي لهذه الواقعة. وقبل أن نمعن اليوم بتعيير بعضنا بخدمة مصالح إيران، علينا أيضاً فهم المسوغات التاريخية لهذا الواقع. وفي الوقت نفسه، على كل مجموعة منا الاتعاظ من تجارب المجموعات الأخرى في تطلعها الى خارج الحدود الوطنية للاستقواء على الآخرين، وكيف أدّت كل تجربة الى كارثة جماعية. قد يكون كلامي في هذه اللحظة أشبه بالهذيان، وربما انّ الأوان قد فات على التمسّك بالأحلام، لكنها أيضاً قد تكون لحظة الخطر الذي ينبّه الوجدان لتغيير المسار نحو هاوية الجحيم. إنّ هذا الطرح ليس من عالم الأحلام، لإقتناعي بوجود نخب وطنية قادرة على ان تكون عابرة للطوائف وللمجموعات، وقادرة على الدفاع عن هواجس المجموعات المسماة أخرى، كما لو كانت تحمل الهواجس نفسها، وهذه النواة ولو كانت صغيرة بحجمها، ولكنها كـ»حبة الحنطة» يمكنها أن تنبت وتغمر الأرض، لو أُعطيت العناية اللازمة والثقة الكافية. في مئوية لبنان الكبير علينا اليوم تجديد النذور لفكرة لبنان الكبير، فحتى في عزّ التخلّي، هناك أمل.
حكومة إختصاصيين لا يتجاوز أعضاؤها الـ14 خلال أسبوعين
لاحظت "النهار" أن الإيحاءات المباشرة للرعاية الفرنسية الضاغطة بقوة غير مسبوقة نحو متابعة دؤوبة للمسارات اللبنانية بالإضافة الى المعلومات المتوافرة عن الأجواء التي تسبق الاستشارات النيابية يمكن القول ان ثمة اتجاها قويا للغاية يحظى مبدئيا بتغطية سياسية ونيابية واسعة لاستعجال تأليف الحكومة وإعلانها في فترة قصيرة جدا تختلف تماما عن فترات التأليف السابقة ولا تتجاوز الأسابيع الثلاثة وربما اقل بعدما اعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن التزام الافرقاء مهلة أسبوعين لتشكيل حكومة اختصاصيين ومهنيين.
وأشارت "النهار" إلى أن هناك تنامياً لمناخ يقال انه سيتبلور بوضوح في الأيام القليلة المقبلة لتكريس مبدأ تشكيل حكومة مصغرة لا يتجاوز عدد أعضائها الـ12 او الـ14 وان يكون الوزراء من الاختصاصيين غير الحزبيين او المرتبطين بقوى حزبية وسياسية. اما السمة الأخرى التي يتردد ان العمل جار على تظهيرها فهي اسقاط تقاسم الحقائب الوزارية الأساسية كما جرى اتباعه منذ مدة طويلة بحيث لا تبقى أي حقيبة مع أي فريق سياسي بعينه خصوصا اذا جرى التسليم بحكومة اختصاصيين لا وجود لممثلين حزبيين بينهم.
وبحسب "النهار"، فلا تنكر جهات عاملة على تعبيد طريق الرئيس المكلف وتسهيلها باختصار المماحكات التقليدية بان الدفع الكبير والاستثنائي الذي يتولاه الرئيس الفرنسي كقاطرة قوية ودافعاً نحو حل داخلي ترعاه فرنسا بقوة سيكون رافعة حقيقية لاستعجال تأليف الحكومة، والا فان أي عرقلة او تعطيل او تعثر سيثير تساؤلات وشكوكا مقلقة عن أدوار خارجية ربما لا يرضيها الدفع التصاعدي للدور الفرنسي في مساعدة لبنان على تجاوز ازماته وتتهيأ لارسال المؤشرات السلبية حيال عدم ترك هذا الدور يحقق أهدافه في دعم لبنان ومساعدته.
"الديار": الادارة الفرنسية اقترحت اديب وماكرون وافق
كتبت نور نعمه... معلومات تكشفها "الديار" : الادارة الفرنسية اقترحت اديب وماكرون وافق
تشير المعلومات إلى أن هناك إصراراً فرنسياً على وضع بعض الوزارات في عهدة اختصاصيين غير حزبيين، كالطاقة والاتصالات والأشغال العامة والعدل والصحة والمالية. وحتى اللحظة، يبدو أن التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل موافقون على فكرة التخلي عن حقائب الطاقة والخارجية والمالية. اضف الى ذلك، يحرص الرئيس ماكرون على تشكيل حكومة انتقالية لمدة عام يكون وزراؤها اختصاصيين ومستقلين تضع اوليتها وقف الانهيار المالي وتطبيق الاصلاحات الحيوية ومن ثم تدعو الى انتخابات مبكرة حيث تكون كلمة الفصل للناس. وباختصار يريد الرئيس الفرنسي، أن يكون الوزراء شخصيات مقربة من الفرنسيين خصوصا ان الوفد الفرنسي ضم اكاديميين لبنانيين في مجال الطاقة والكهرباء والمياه والاشغال وحتى الصحة. في السياق ذاته، شددت اوساط ديبلوماسية للديار بان الحكومة يجب ان تتالف في غضون اسابيع لان امام لبنان ثلاثة اشهر قبل الغرق الكبير واضمحلال لبنان ذلك اذا لم تشكل الحكومة بسرعة ولم تبدأ بتطبيق اصلاحات حيوية اساسية خلال هذه الاشهر الثلاثة المقبلة فهنا مصير لبنان مهدد بالزوال ولن ينفع بعد هذه المدة اي حل يساعد على انتشال لبنان من القعر العميق الذي وصل اليه. والواضح ان الحكومة اذا تألفت ستستفيد من عوامل عديدة بدءاً من تجارب الحكومتين السابقتين تجاه الاصلاح وانتهاء بتوسع الدعم السياسي حيث يحظى الرئيس المكلف بغطاء سني قوي. لماذا وقع الاختيار على السفير مصطفى اديب ليكون الرئيس المكلف؟ في هذا النطاق، تؤكد معلومات خاصة لـ "الديار" ان الادارة الفرنسية اقترحت على ماكرون إسم مصطفى أديب مع تزكيته بوصفه شخصية دبلوماسية فاعلة ومقربة من الاقطاب في لبنان ويعرفه جيداً كل من الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري وحزب الله ومعروف عند القوى الاساسية في الاكثرية بالاضافة الى كونه متزوجاً من فرنسية وسجله السياسي والدبلوماسي ناصع وخال من اي شبهة فساد او سوء استغلال للمنصب. وعليه، ذهب ماكرون في هذا الاتجاه وأبلغ الاقطاب في لبنان بالاسم وتمنى تسميته والتعاون معه شخصياً واصر على مهاتفتهم واحداً واحداً! بموازاة ذلك، علمت "الديار" ان كلام ماكرون كان ايجابياً تجاه حزب الله وسيقابله الاخير بايجابية اكبر وسيسهل مهمة ماكرون الى اخر الحدود نتيجة وضع البلد الصعب لكن ذلك ليس على حساب تمثيل حزب الله في الحكومة. وقد تكلم الرئيس الفرنسي بصراحة تامة انه يريد اصلاحات مطلوبة في مجال الكهرباء وما يحمله ماكرون من مطالب اصلاحية حصلت على رضى حزب الله.
"نداء الوطن": العونيون والحكومة: لا شروط ولا مطالب... إلا إذا
كتبت كلير شكر في "نداء الوطن": العونيون والحكومة: لا شروط ولا مطالب... إلا إذا
يعتقد المتابعون أنّ تسمية مصطفى أديب لم تكن فلتة شوط، رغم "عورات" هذا التكليف وضعفه، وهو الذي كان نتاج مشاورات الساعات الأخيرة التي لم تحسم إلا بدفع من الرئيس الفرنسي بنفسه. ويشيرون إلى أنّه كما أنّ صندوق النقد الدولي بات ممراً إلزامياً لفك عزلة لبنان المالية، كذلك فإنّ مؤتمر سيدر هو مفتاح الفرج المالي، ولذا تقصّد ماكرون أن يكشف عن استعداد إدارته للتحضير لمؤتمر جديد يعوّض المساهمات التي تراجع أصحابها عن تعهداتهم المالية، والمقصود بها بطبيعة الحال الخليجية. هكذا، يقول هؤلاء إنّ مهلة التأليف ليست مفتوحة وهذا ما ألمح إليه ماكرون أمس حين قال إنّه "لا بدّ من تشكيل الحكومة بسرعة وإصلاح قطاع الكهرباء ومكافحة الفساد وإصلاح معايير التعاقد الحكومي والنظام المصرفي". ويشيرون إلى أنّ المؤشرات ستظهر خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة. إما تقتنع القوى السياسية بضرورة تسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف فتلاقيه إلى منتصف الطريق من خلال "التعفف" عن مطالبها وشروطها، وإما يعود الرجل إلى بيته. حتى الآن، لن يتبيّن خير الحكومة العتيدة من شرها، إلا بكونها صغيرة (لن تتعدى العشرين وزيراً)، وقد تكون أقرب إلى توليفة حسان دياب ولكن بإلتزامات أقل من مكوناتها. إلا أنّ ما هو أهم من شكل الحكومة وتركيبتها، هو جدول الأعمال المتفق عليه بين باريس ومختلف القوى السياسية المتعاونة، وهو مؤلف من حوالى 20 بنداً أساسياً، منها: الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء، التدقيق الجنائي، قانون الشراء... وبانتظار أن يقدم رئيس الحكومة المكلف رؤيته للحكومة التي سيترأسها، يُطرح السؤال: هل ستسري قواعد التأليف ذاتها؟ هل ستعكس الحكومة توازنات مجلس النواب كما كان يحصل خلال الحكومات الأخيرة؟ ماذا عن الفيتوات المعطلة؟ يقول أحد نواب "تكتل لبنان القوي" إنّ "التيار الوطني الحر" سيكون متساهلاً إلى أبعد حدود، مؤكداً أنّ القاعدة التي ستسري على بقية القوى ستحكم علاقة رئيس الحكومة المكلف بـ"تكتل لبنان القوي". ولهذا يرفض العونيون الحديث عن تمسك بأي من الحقائب أو بعدد معين أو بحصة محددة كما كان يحصل في الجولات السابقة. ولكن في المقابل، "إذا تبيّن للتكتل أنّ رئيس الحكومة خصص فريقاً آخر بأي استثناء أو امتياز، فسيكون لنا كلام آخر".
"الاخبار": طرابلس (غير) معنيّة بعودة رئاسة الحكومة إليها
كتب عبد الكافي الصمد في "الاخبار": طرابلس (غير) معنيّة بعودة رئاسة الحكومة إليها
بدت طرابلس في اليومين الماضيين غير معنية بتكليف شخصية منها تأليف الحكومة المقبلة، في مشهد يبدو غريباً في العاصمة الثانية التي نافست العاصمة بيروت دوماً على منصب الرئاسة الثالثة. تكفي جولة في أرجاء المدينة، بعد تكليف ابنها مصطفى أديب تأليف الحكومة، للتأكد من ذلك، وكأنّ من كُلّف ليجلس على كرسي رئاسة الحكومة ليس من المدينة ولا يمتّ إليها بصلة. يكاد يجمع الطرابلسيون الذين يُسألون عن الأمر على أنّ «عدم وجود حيثية سياسية أو شعبية للرئيس المُكلف حال دون اهتمام المدينة بتكليفه»، معتبرين أنّ الصورة كان يمكن أن تكون مختلفة لو جرى تكليف أحد الرئيسين سعد الحريري أو نجيب ميقاتي، أو أحد النائبين سمير الجسر وفيصل كرامي، أو أحد الوزيرين السابقين رشيد درباس أو ريّا الحسن، مع تفاوت بين الجميع. لكن مع أديب بدت الصورة مفاجئة وغريبة. غياب الحيثية السّياسية والشّعبية للرئيس المُكلف جعل الأنظار تتجه صوب تيارَي المستقبل والعزم، علّهما يحرّكان الشارع الطرابلسي دعماً له، ولو شكلياً، وخصوصا أنهما دعما تكليفه علناً، عبر الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، لكن أحداً منهما لم يتحرك، انطلاقاً من أنّ لكل منهما حساباته السّياسية والشخصية على السّاحة في عاصمة الشمال. يكاد يوجد إجماع عند أغلب المراقبين والمتابعين في طرابلس على أن الحريري سمّى أديب لتكليفه تأليف الحكومة المقبلة من بين عدّة أسماء عرضت عليه لأنه «مُقرّب» من ميقاتي، وإذا نجح الرئيس المكلف في مهمته فسيكون الفضل في ذلك للحريري الذي سمّاه، أما إذا فشل فإنّ تبعة ذلك سترمى على ميقاتي لأنه مُقرّب منه. لكنّ هذه الكأس المرّة أبعدها ميقاتي عنه حتى قبل أن يُسمّى أديب رئيساً مكلفاً بشكل رسمي، ونفض يده منه عندما أعلن أول من أمس، ردّاً على سؤال عن من هو عرّاب الرئيس المكلف، فأجاب: أتشرّف بأن يكون السفير مصطفى أديب قريباً منّي، ولكن من طرح اسمه هو الرئيس سعد الحريري. موقف ميقاتي من أديب فُسر في طرابلس على أنه أكثر ليونة من موقفه من الرئيس السابق للحكومة حسّان دياب، فبرغم أن الاثنين خرجا بشكل أو بآخر من تحت عباءته، دياب بوصفه كان وزيراً للتربية في حكومته عام 2011 قبل اختلافهما وابتعادهما، وأديب كان مدير مكتبه لسنوات عدة، يبدو أن رئيس تيار العزم لا يريد تكرار تجربته مع دياب مرة ثانية مع أديب.
"النهار": تفسيرات متباينة حول "سر" سرعة التكليف... الفرزلي: تسوية موقتة تتثبت بعودة الحريري
كتب ابراهيم بيرم في "النهار": تفسيرات متباينة حول "سر" سرعة التكليف... الفرزلي: تسوية موقتة تتثبت بعودة الحريري
نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي لديه "توصيف" وفلسفة لهذه التسوية وبمقدوره التكهن بحدودها ومآلاتها اذ يقول في تصريح لـ"النهار": ان السقف الذي أراه لهذه التسوية "الهاجمة" علينا، اصلاحات واعمار ما هدمته كارثة انفجار المرفأ في بيروت. ويرى ان مفتاح هذه التسوية هو التعايش مع "حزب الله" ودوره وموقعه في المعادلة. ولكن أين حدود الرضا الأميركي على هذه المبادرة وما نجم عنها سياسيا؟ يجيب الفرزلي: ثمة مظلة أميركية ولكنها على ما يبدو تحتاج الى بعض الوقت وبعض الخطوات، لكي تثبت وتصير نهائية، وبمعنى آخر تحتاج الى ان "تركب" التسوية، لتبني الادارة الاميركية على الشيء مقتضاه. ويفترض الفرزلي ان عمر هذه "التسوية" يتراوح بين الـ4 أشهر و5 أشهر، بانتظار أن تسلك الطريق أمام عودة الرئيس سعد الحريري الى الرئاسة الثالثة، وعندها اذا صح ذلك، سنكون حكما أمام معادلة سياسية جديدة أكثر ثباتا وديمومة.
وعن رأيه بما يقال وعما يشاع من ان ضعف النخبة السياسية الحاكمة وعجزها على اجتراح الحلول هو ما مهد الطريق لهذه المبادرة الفرنسية على هذا النحو؟ أجاب الفرزلي: هذا الاستنتاج لا يشكل عنصر مفاجأة أو انه امر جديد يستدعي الدهشة، ثمة اقرار ضمني وعلني بواقع الحال المؤسف هذا. وأنا افترض ان المشكلة هي بغياب العقول السياسية الوازنة عن الساحة، اذ كان بمقدورها في العقود الخوالي ان تدور الزوايا وترأب التصدعات وتجترح الحلول للأزمات، فلا تصل الأمور الى حد الاستعصاء، فيحضر تاليا شبح الانزلاق نحو الاحتمالات السوداء والأسوأ. ويجدد القول بأن المطلوب بإلحاح هو اتفاق الجميع بلا استثناء على "معيار شرعي" يلتزم الجميع اللجوء والاحتكام إليه، لحل التعارضات والتباينات. هذا المعيار كان يطلق عليه في السابق "كتاب"، ثم لاحقا سمي دستورا، في حين ان البعض يذهب إلى أبعد من ذلك، عندما يتحدث عن "عقد سياسي".
"النهار": الغطاء السنّي ليس غطاءً عربياً
كتب عبد الوهاب بدر خان في "النهار": الغطاء السنّي ليس غطاءً عربياً
لا جدال في أن "نظام حزب الله" هو المستفيد الوحيد من الحراك الفرنسي حتى الآن، إذ أتاح له إنعاش "عهده" وأشعره بأن الحصار فُكّ عنه، بل أعطاه ذريعة "تاريخية" للمحاججة بأن لبنان في حاجة الى "عقد سياسي جديد" وليس الى "الحياد" الذي يدعو إليه البطريرك بشارة الراعي. وتتمثّل تاريخية هذا الطرح بكونه يأتي من فرنسا التي أسست "لبنان الكبير" واعترفت له بـ"الحياد" كمبدأ جوهري لاستقلاله. قبل مئة عام تبنّت باريس "لبنان البطريرك الياس الحويّك"، وتبدو حالياً كأنها تتبنّى "لبنان الولي الفقيه"! ربما تأمل فرنسا بمصالح مباشرة في لبنان ولاحقة مع إيران، أو تطمح الى إحياء نفوذ اقليمي، أو تبحث عن توازنات بين اميركا وإيران تحت شعار "انقاذ لبنان"... كل ذلك وارد، لكنها لن تجد اليوم لبنانياً واحداً (خارج الحاضنة المذهبية الضيّقة) يعتقد بأن "حزب الله" عنوان "انقاذي" أو مصدر للاستقرار، لا في لبنان ولا في أي بلد تنشط فيه خلايا "نيتراتية" لهذا "الحزب". الأكيد أن الغطاء السنّي، المغلوب على أمره، لا يعني بأي شكل استعادة للغطاء العربي، بالأحرى الخليجي، طالما أن لبنان الدولة مغيّب، وأن حسن نصرالله ساهر أبداً على احباط وإفساد أي عودة عربية، يتساوى في ذلك أن يكون وزيره للخارجية جبران باسيل أو أحد آخر. ولا يختلف العرب عن اللبنانيين في تقويمهم بأن شيئاً لن يتغيّر "ايجابياً" في لبنان ما دام "حزب الله" مهيمناً. وعلى عكس ما يمكن أن يعتقده ايمانويل ماكرون، فإن التوصّل الى "عقد سياسي" أو "صيغة" جديدين في ظل السلاح غير الشرعي هو استحالة خالصة، إلا إذا أُريد فعلاً "زوال" لبنان، وهذا ليس هدفاً فرنسياً - حتى الآن. لم يتغيّر شيء بالنسبة الى اللبنانيين مع تكليف شخص آخر لترؤس حكومة. يحدوهم طبعاً بعض من الأمل لكنهم خبروا "الحزب" وعهده والحكومات التي تلعب على ملعبهما. والأهم أن طريق الاصلاحات طويل وشائك، بل زادت صعوباته من "دياب" الى "أديب".
"الجمهورية": حزب الله للحريري: أهلاً بك في السفينة!
كتب عماد مرمل في "الجمهورية": حزب الله للحريري: أهلاً بك في السفينة!
ما هي العوامل التي دفعت حزب الله إلى تأييد اسم أديب المدعوم من الحريري وزملائه في نادي رؤساء الحكومات السابقين؟ يعتبر الحزب، وفق المطّلعين على دوافعه، انّ قراره بدعم أديب ينسجم مع موقفه الاصلي الداعي الى تسمية الحريري او من يختاره، إدراكاً منه لضرورة ان يكون رئيس الحكومة في هذه اللحظة المفصلية منبثقاً من نسيج المكوّن الأكثر تمثيلاً في البيئة السنية، لأنّ من شأن ذلك أن يسهّل مهمته ويوفّر عليه معارك جانبية لإثبات مشروعيته. أضف الى ذلك انّ تجربة حكومة الرئيس حسان دياب لم تحقق المأمول منها، لأسباب عدة، من بينها انّ الظروف فرضت ان تكون من لون سياسي واحد. وبالتالي، فإنّ الحزب يفضّل، تبعاً للعارفين، أن تحظى الحكومة الجديدة ورئاستها بأوسع غطاء سياسي ممكن لتحصينها وحمايتها وتفعيل إنتاجيتها وتمكينها من الانفتاح على الخارج. ويشدّد القريبون من الحزب على انه كان ولا يزال من دُعاة توسيع المشاركة في عملية الانقاذ، لافتين الى انه تمسّك سابقاً ولاحقاً ببقاء الحريري، لأنه من غير المناسب أن يقفز المسؤولون الحقيقيون من السفينة وهي تغرق تاركين ركّابها يواجهون مصيرهم، بل عليهم ان يتحمّلوا مسؤولياتهم ويساهموا من موقعهم داخل قمرة القيادة في منع غرقها. وعليه، فإنّ العارفين يؤكدون انّ الحزب يرحّب بعودة الحريري الى السفينة حتى يكون شريكاً في واجب إنقاذها، بمعزل عن انّ هذه الاستجابة تمّت تحت تأثير عصف انفجار مرفأ بيروت من جهة، ومبادرة مانويل ماكرون من جهة أخرى. وانطلاقاً من هذه المقاربة، يشير المطلعون على موقف الحزب الى انه حريص على التعاون مع المبادرة الفرنسية وملاقاتها في منتصف الطريق، حتى تنجح الحكومة الانتقالية في إخراج لبنان من عنق الزجاجة.
"الجمهورية": برّي... والفرصة الأخيرة
كتب نبيل هيثم في" الجمهورية": برّي... والفرصة الأخيرة
تبرز دعوة الرئيس نبيه بري المتكررة إلى الدولة المدنية بوصفها اكثر من جدية، ومعبّرة عن أماني اللبنانيين، ومطالبهم المحقة، والاكثر منهجية في مقاربة المعطيات الواقعية للخروج من الأزمة باتجاه بناء الدولة الجديدة. قد يمثّل طرح الرئيس نبيه بري الفرصة الأخيرة للخروج من مأزق تكوّن عَفَنُه على مدار مئة عام، وقد عجز اللبنانيون، سواء لأسباب داخلية أو خارجية، عن تجاوزه ضمن الإصلاحات التي تضمنها اتفاق الطائف. هي خريطة طريق تعيد الاعتبار إلى الطائف ولا تنسفه، وإنما تسرّع في تطبيق بنوده الاصلاحية، بنسخة منقّحة تراعي الفرص الضائعة بين العامين 1990 و2020، لا سيما في النقاط الخمس، التي حددها الرئيس بري بوضوح: 1- إقامة الدولة المدنية. 2- صياغة قانون انتخابي خارج القيد الطائفي على قاعدة لبنان دائرة إنتخابية واحدة أو المحافظات الكبرى، والإقتراع في اماكن السكن. 3- إنشاء مجلس للشيوخ تمثّل فيه كافة الطوائف وتنحصر صلاحياته بالقضايا المصيرية. 4- تعزيز استقلالية القضاء وتطويره وتحصينه. 5- إقرار ضمان إجتماعي وصحي للجميع، وصياغة نظام ضرائبي موحد تكون فيه الضرائب تصاعدية. بصرف النظر عمّا اذا كانت الحسابات الداخلية والمعادلات الاقليمية تتيح الفرصة لجعل خريطة الطريق التي طرحها رئيس مجلس النواب قادرة على أن تسلك طريقها، خصوصاً أنّ دونها الكثير من الألغام والطموحات والمقامرات الداخلية والخارجية، إلا أنها تمثّل حتى اليوم الطرح الأكثر جدية في مقاربة أزمة النظام الذي هَشّمه زلزال مرفأ بيروت، وربما يمكن أن تتقاطع مع الاندفاعة الفرنسية الجديدة تجاه لبنان، والتي بلغت مرحلة متقدمة للغاية في زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وما رافقها من انفراجات، ولو محدودة، تمثّلت بشكل خاص في توافق بات نادراً منذ فترة، على من يتولى التكليف الحكومي. الاختبار الأول الذي يمكن أن يشكّل الفرصة الأخيرة للانقاذ يتمثّل حالياً في التشكيلة الحكومية المرتقبة من جهة، وتحديد آلية للانتقال من دولة المحاصصة الطائفية إلى الدولة المدنية، من المؤكد أنّ خريطة الطريق التي طرحها الرئيس نبيه بري ستمثّل حجر الزاوية فيها، طالما أن لا طرح جدّياً حتى اللحظة سواها.
إستشارات الرئيس المكلف اليوم.. و"اللقاء الديموقراطي" يتردد بالمشاركة
توقفت الصحف عند إنطلاق الاستشارات النيابية التي يجريها الرئيس المكلف مصطفى أديب في عين التينة اليوم، في وقت وصفت "نداء الوطن" هذه الإستشارات بالإجراء "الفولكلوري" الذي كان من الأجدى تجاوزه أو اختصاره بالاستناد إلى مواقف الكتل المعلنة من عملية التأليف وتأكيداتها المتكررة على عدم وجود مطالب أو شروط مسبقة لديها لتشكيل الحكومة العتيدة تسهيلاً لمهمة الرئيس المكلف.
وأشارت "نداء الوطن" أن مشاركة "اللقاء الديموقراطي" في الاستشارات تأتي على مضض بعدما تأرجح التوجه بين المشاركة وعدمها خلال المناقشات التي دارت على طاولة الكتلة مساءً، موضحةً أن الأرجحية كانت في نهاية المطاف إلى مشاركة "اللقاء" في الاستشارات من باب احترام إلزاميتها "وإن كان التوجه العام بدا ميالاً أكثر نحو اتخاذ قرار بعدم المشاركة في الاستشارات النيابية اليوم باعتبار "اللقاء الديمقراطي" أعلن صراحةً أنه لا يريد المشاركة في الحكومة المنوي تشكيلها، وبالتالي لا يرى داعي للحديث مع الرئيس المكلف حول مسألة الحقائب وغيرها".
وجددت مصادر "نداء الوطن" التشديد في المقابل على أنّ "موقف اللقاء والحزب الاشتراكي من الحكومة المرتقبة معروف وتم التعبير عنه علناً، أما في ما خصّ مطالبه فتم تجسيدها من خلال المذكرة التي قدمها رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط أمس إلى الرئيس الفرنسي في قصر الصنوبر وأكدت في عناوينها على الأفكار والاقتراحات الإنقاذية التي يجب أن تنبري الحكومة الجديدة لمعالجتها".
مذكرة جنبلاط
ومما جاء في عناوين المذكرة:
أولاً: تشكيل حكومة مستقلة يرتكز برنامجها على نقطتين أساسيتين، الإصلاحات وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون جديد لا طائفي.
في موضوع الانتخابات المبكرة:
تغيير قانون الإنتخابات الحالي الذي يتعارض مع تطلعات الشباب اللبناني ويعيق عملية الاصلاح الحقيقي.
إقرار قانون للإنتخابات خارج القيد الطائفي.
إنشاء مجلس شيوخ يحفظ حقوق الأقليات وفق ما نص عليه إتفاق الطائف.
ثانياً: وقف الهدر وترشيد النفقات العامة عبر: اصلاح قطاع الكهرباء، تعزيز وتطوير القطاع الصحي، تعزيز وتطوير القطاع التربوي، اصلاح قطاع الاتصالات، إصلاح القطاع العام، اصلاح النظام الضريبي، الإصلاحات القانونية، تصحيح السياسة النقدية، تحفيز القطاعات الإنتاجية، إصلاح أنظمة التقاعد والتقديمات،الفقر والبطالة وشبكة الأمان الاجتماعي.
"الديار": أكثرية نيابية وازنة لتكليف مصطفى اديب والرهان على المشاورات
كتب علي ضاحي في "الديار": أكثرية نيابية وازنة لتكليف مصطفى اديب والرهان على المشاورات حزب الله يحض على تشكيل سريع للحكومة ولا مواصفات او عدد محدد بعد
تروي اوساط واسعة الإطلاع في تحالف 8 آذار الدقائق الاخيرة قبل الاتفاق على اسم السفير مصطفى اديب. وتقول ان الاتصالات كانت جارية لتسمية الشخصية الاوفر حظاً لتولي رئاسة الحكومة. وتكشف ان بعد اعلان الرئيس فؤاد السنيورة ترشيح اسم السفير مصطفى أديب ومن دون اغلاق الباب امام المرشحين الآخرين، ارسل الى حزب الله ثلاثة اسماء هي : اديب وغسان عويدات ومحمد الحوت بشكل رسمي، فإختار حزب الله اسم مصطفى اديب بعد الاستفسار عنه وسط تأكيدات بوجود حشوة دافعة فرنسية لتبني ترشيحه. وعن مرحلة ما بعد التشكيل، تؤكد الاوساط ان المشهد التوافقي على اسم الرئيس المكلف والاهتمام الفرنسي والحضور المباشر للرئيس ماكرون مرتين في اقل من شهر يدلل على جدية التعاطي الفرنسي مع لبنان، ولكن من دون معرفة حجم التغطية الاميركية- السعودية للحكومة مع تأكيدات حاسمة من حزب الله وايران بالتعاون والايجابية الى اقصى حد.وتشير الى ان حزب الله وعلى لسان امينه العام السيد حسن نصرالله اعلن امس الاول في خطابه الاخير انه سيكون ايجابياً وسيتعاون لانجاح الحكومة لان من مصلحة الحزب ككل القوى الاساسية في البلد ان يكون هناك حكومة عليها توافق وطني ومع غطاء دولي لكي تخرج البلد من ازماتها. وتقول ان هذه الحكومة قد يراها المتفائلون فرصة ايجابية وتشكلت بظروف دولية واقليمية افضل من حكومة حسان دياب. بينما قد يراها آخرون انها لن تكون لها مساحات كبيرة للعمل قبل بلورة صورة الانتخابات الاميركية قبل اوائل 2021 لذلك ستكون حكومة منع الجوع والانهيار وتأمين النفط والكهرباء والدواء والطحين واعادة اعمار المرفأ وما تهدم. في حين سيعمد الرافضون لهذه الحكومة من حراك 17 تشرين الاول والاحزاب المعارضة واليسارية الى مواجهتها في الشارع لاسقاطها ولن يكون لها فرصة عندهم على غرار حكومة الحريري المستقيلة في تشرين الثاني 2019 وحكومة دياب المستقيلة في اب 2020 .
الديار": دار الفتوى تمنح أديب الشرعية السنّية الداخلية.. والراعي الإقليمي للسنّة يحرمه منها
كتب محمد علوش في "الديار": دار الفتوى تمنح أديب الشرعية السنّية الداخلية.. والراعي الإقليمي للسنّة يحرمه منها
اللافت، بحسب مصادر سنّية مطّلعة، كانت زيارة الرئيس المكلف مصطفى أديب الى دار الفتوى، ولقائه بمفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان بعد يوم واحد فقط على تكليفه تشكيل الحكومة، في حين، أن الزيارة الأولى لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الى دار الفتوى جاءت بعد نيل حكومته الثقة من المجلس النيابي، مشيرة الى أن الزيارة تشكّل رسالة بأن أديب يحظى بالغطاء السني الداخلي الكامل، بينما دياب لم يكن يحظى بهذا الغطاء يوم كُلّف تشكيل الحكومة، ولكنه عندما شكّلها أصبح الممثل للموقع السني في لبنان، فتمّ التعاطي معه على هذا الأساس. وتضيف المصادر : ان استقبال دريان لمصطفى أديب يفترض التوقف عنده مليّا دون تحميله ما لا يحتمل، اذ أن الزيارة تعود بالدرجة الأولى الى الغطاء الذي وفره رؤساء الحكومات السابقون لأديب، ولكنه لا يعني في هذه المرحلة وجود رضى إقليمي سنّي عن التسوية في لبنان، خصوصاً وأن رؤساء الحكومات السابقين لم يكونوا ليتمكنوا من الوقوف بوجه التسوية الفرنسية بشكل أساسي، لا سيما الحريري، خاصة أن ماكرون لعب الدور الأساسي باستعادة رئيس الحكومة السابق من السعودية يوم حصلت معه المشكلة الشهيرة. وتشير المصادر الى أن موقف اللقاء التشاوري في هذا الوقت، لن يُشكّل عائقاً أمام ولادة الحكومة، ولو لم يعطوا الثقة في المجلس النيابي، لأن الظروف السياسية الحالية تختلف عن تلك التي كانت سائدة في المرحلة الماضية. إذاً، هذه المرة الاولى التي يمكن فيها فصل الموقف الإقليمي السني عن الموقف السني الداخلي، ولعلّ أبرز ما يدلّ على هذا الفصل هو التصويب الذي حصل على نادي رؤساء الحكومات السابقين من قبل المشنوق وبهاء الحريري، الأمر الذي يدلّ بوضوح على عدم توفير الغطاء الاقليمي السني للتسوية، لا بل التصويب عليها وعلى من التحق بها، فهل يُؤدي هذا التعارض الى عرقلة مهمة أديب في تشكيل الحكومة؟
"الديار": الترّقب الاميركي والرفض العربي سيعرقلان المهمة الصعبة للفدائي مصطفى
كتبت صونيا رزق في "الديار": اديب عُيّن بتسوية فرنسية ــ ايرانية أسكنته السراي بتعويم داخلي من الحريري الترّقب الاميركي والرفض العربي سيعرقلان المهمة الصعبة للفدائي مصطفى
ما جرى لم يكن سوى اتفاق بموافقة العهد وفريق 8 آذار، وخصوصاً حزب الله الذي سارع الى تبنيّ تكليف اديب، مع تعويم داخلي من بيت الوسط الذي وافق بدوره على إسم لا يشكّل له اي ضرر من الناحية الشعبية، التي تخف يوماً بعد يوم لسيّد بيت الوسط، بسبب تخبيصاته بحسب المصدر النيابي المعارض، الذي لفت الى مشاركة الحزب التقدمي الاشتراكي ايضاً في التسوية، وإن اعلن رفضه الدخول في الحكومة، التي ستحوي اختصاصييّن بحسب ما قال الرئيس المكلف، لكن بالتأكيد بأقنعة حزبية سيقتنيها وزراء من فريق 8 آذار. ولفت مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، الى انّ الولايات المتحدة تتابع عن كثب مسألة تكليف مصطفى أديب بتشكيل الحكومة في لبنان، مع الاشارة الى وجود اختلاف في الرؤية الفرنسية - الأميركية، لان باريس تعتبر حزب الله شريكاً اساسياً في لبنان، لذا يجب التعامل معه سياسياً وعدم مخاصمته، علّهم ينالون النفوذ في لبنان اي الفرنسيين، الذين يسعون ايضاً الى تطويق تركيا وإلغاء دورها في المنطقة، وهذا هو هدفهم الاول، فيما تستمر واشنطن بفرض العقوبات على حزب الله وتهدف للقضاء عليه، معتبراً بأن الولايات المتحدة منشغلة اليوم بالانتخابات الرئاسية لديها، وهي اعطت الضوء الاخضر لفرنسا لإيجاد حل للبنان، ولتمرير التسوية لكن من دون ان تتنازل عن شروطها، وتكتفي اليوم بالترّقب، لان دخولها على الخط بقوة لم يكن ليقبل به حزب الله، ولكانت الامور ستبقى ضمن نقطة الصفر والمربع الاول في اطار التكليف الحكومي. وتابع المصدر: لم نشهد اي قبول عربي ايضاً لأديب، في ظل وصوله بتسوية وافق عليها حزب الله، لذا ستبقى المساعدات المالية العربية بعيدة المدى ولأجل غير معروف، مما يعني عرقلة الفدائي مصطفى طالما لم يحظَ بقبول عربي. ورأى بأن الرئيس الفرنسي يطمح اليوم للعب دور كبير في لبنان، وهو بدأ بوعوده الايجابية بالمساعدة شرط القيام بالاصلاحات المطلوبة، من خلال تشكيل حكومة اختصاصييّن تقوم بدورها على اكمل وجه، لإنتشال لبنان بمساعدة الدول، بعد ان اجرى التواصل السياسي مع عواصم غربية مهمة، ابرزها موسكو وبرلين، فضلاً عن عواصم عربية واقليمية كطهران والرياض والدوحة، وهو ينتظر نتائج ذلك التواصل كما اللبنانيين التواقين الى فسحة سياسية واقتصادية ونقدية، لكن العبرة بالتنفيذ ولنعطي بعض الامل وإن كان ضعيفاً لإحداث اي تغييّر، طالما لا تزال المنظومة السياسية هي هي، املاً بأن ينتصر الرئيس الفرنسي وتفوز رهاناته على إنقاذ لبنان، من خلال تحقيق الافعال لا الاقوال، وبأن تبدأ مساعدات مؤتمر سيدر، وتتعاون المؤسسات المالية الدولية مع لبنان وبصورة خاصة صندوق النقد الدولي، كي يبدأ اللبنانيون بإستبشار الخير.
"الشرق": من التكليف الى التأليف… إملاءات فرنسية وضمانات…؟!
كتب يحي جابر في "الشرق": من التكليف الى التأليف… إملاءات فرنسية وضمانات…؟!
تتجه الانظار الى الاتي من الايام، وكيف ستتعاطى القيادة الفرنسية، كما القوى السياسية اللبنانية، المختلفة والمتباينة، التي سمت الدكتور اديب رئيسا للحكومة الجديدة المفترضة، مع استحقاق التأليف، رغم ما يسرب من معلومات تتحدث عن ليونة وتسهيلات غير مسبوقة لإنجاز التأليف في اقصى سرعة ممكنة… وقد دخل رئيس المجلس النيابي، (رئيس حركة «امل») نبيه بري على الخًط ، في كلمة متلفزة من عين التينة، في ذكرى تغييب الامام الصدر، مشددا على وجوب الاسراع في تشكيل حكومة قوية، جامعة للكفاءات، تمتلك برنامجا اصلاحيا برؤية واضحة، لاعادة اعمار ما تهدم والمباشرة بالاصلاحات…داعيا جميع الاطراف السياسية لملاقاته في عملية الاصلاح المطلوبة… لافتا الى ان الوطن لم يعد يملك فائضا من الاستقرار السياسي او المالي او الامني… فالخوف والقلق على لبنان هذه المرة، ليس من الخارج، بل من الداخل…؟! وتخلص قراءات عديدين من المتابعين عن قرب، الى ان هناك شبه توافق دولي على وجوب عدم ترك الساحة اللبنانية على غاربها، خصوصا وان هذا البلد، في نظر البعض، لايزال يشكل بوابة العبور الى المنطقة… والابواب مفتوحة على العديد من الاحتمالات، ان لم يبادر الافرقاء اللبنانيون، الى التكاتف والتضامن، لقطع الطريق على كل الذين يتطلعون لاغراق لبنان في مواجهات سياسية و غير سياسية، الرابح فيها خاسر والخاسر فيها خاسر، كما وانها على قناعة بأن حكومة اللون الواحد يستحيل ان تنجح في لبنان، وتحقق المطلوب منها، على كل المستويات الامر الذي ادى الى المطالبة بتشكيل حكومة مؤلفة من مستقلين نظيفي الكف، تكون مهمتها وضع الخطط لانجاز الاصلاحات المطلوبة، وعدم تعريض الامن والاستقرار لأية اهتزازات…؟! كما وتعزيز قدرات الجيش وسائر القوى الامنية وحصر السلاح بيد السلطات الشرعية…؟!
"نداء الوطن": القضية أعقَد من تكليف وتأليف!
كتب رامي الرّيس في "نداء الوطن": القضية أعقَد من تكليف وتأليف!
مرّة جديدة، رمى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طَوق النجاة إلى لبنان واللبنانيين، وتابع تنفيذياً الخطوات العملية المطلوبة لإخراج لبنان من مأزقه المُتفاقم على مختلف المستويات السياسية والإقتصاديّة والإجتماعية والمعيشية. لذلك، المطلوب إلتقاط اللحظة، وعدم إهدار الفرصة السانحة لإخراج لبنان من النفق المُظلم الذي دخل فيه وسيزداد ظلماً وقساوةً، ما لم يتمّ التحرّك الجدّي والرسمي قبل فوات الأوان. لا يُمكن صرف النظر عن الجهود المستمرّة لتغيير وجه لبنان ولا يُمكن إشاحة النظر عن التحقيق في إنفجار مرفأ بيروت، أو التراجع عن الإصرار على ضرورة وصوله إلى خواتيمه، لتتكشّف أمام اللبنانيين كلّ التفاصيل المرتبطة بهذه الكارثة التي حلّت بالبلاد وضاعفت مشاكله المتراكمة، فضلاً عن المأساة التي خلّفتها لدى أُسَر لبنانية وغير لبنانية، فقدت أفراداً منها في ظروف تراجيدية ما كانت لتحصل لو تحمّل المعنيون مسؤولياتهم ولم يتقاذفوها بين بعضهم البعض، بدءاً برئيس الجمهورية وصولاً إلى أسفل الهرم. بالمناسبة، من قال إنّ رئيس الجمهورية فوق المحاسبة والقوانين والدستور؟ ألا يماثل الإهمال في قضية المرفأ الخيانة العظمى؟ ثمّ أليس رئيس الجمهورية جزءاً من السلطة التنفيذيّة بحيث يترأس مجلس الوزراء متى يشاء ويوجّه نقاشاته وقراراته؟ ثمّ إذا كان الرئيس قويّاً ولم يستطع منع وقوع الإنفجار، ألا يعني ذلك بشكل أو بآخر سقوط مقولة الرئيس القويّ وبروز الحاجة لإعادة تعريفها بما يتلاءم مع طبيعة التركيبة اللبنانية المعقّدة؟ في الختام، ملاحظة على الهامش، التغيير المنشود ليس مرتبطاً بانتخابات نيابية أو سواها من الخطوات الدستورية المطلوبة والضرورية؛ إنّما من خلال تسوية إقليمية تعيد خلط الأوراق الداخلية وتوزيعها وِفق إعتبارات جديدة ترتكز إلى ضرورة تعزيز مفهوم الدولة والمؤسسات في لبنان. وكل ما هو عدا ذلك، لا يعدو كونه خطوات غير مكتملة المفاعيل... لا أكثر ولا أقلّ!
"نداء الوطن": مصطفى أديب واستعادة التوازن
كتب وليد شقير في "نداء الوطن": مصطفى أديب واستعادة التوازن
قد يكون على الحكومة الجديدة ورئيسها، أن تثبت قدرتها على استعادة شيء من التوازن الذي استمرّ اختلاله في الحكم منذ التسوية الرئاسية التي أنجبت رئاسة العماد ميشال عون، ومكّنت "حزب الله" من إدارة الدفّة بغطاء مسيحي وتسويات ظرفية. والثمن لكل ذلك كان التغطية على الفساد وإتقان توزيع المسؤولية عنه (مصدر شعار "كلّن يعني كلّن")، باسم الخيارات الإقليمية التي ورّطت لبنان في خصومات عربية زادت من عزلته. قد يقال إنّ استعادة التوازن تتطلّب انتخابات نيابية مبكرة، تقترح الأفكار التي نقلت عن الجانب الفرنسي أن تتمّ في أيار 2021، ودونها التوافق على قانون انتخاب جديد. وإنجاز ذلك لا يُعقل أن يكون على كاهل مصطفى أديب. ومع صحّة الحاجة إلى توافق بين الفرقاء الرئيسيين على الإنتخابات، قد يُقال أيضاً من أين لرئيس الحكومة الجديد الآتي من موقع غير سياسي أن يستعيد هذا التوازن الذي اختلّ في ظلّ رئاسة الزعيم السنّي الأقوى سعد الحريري لحكومتين ثم مع دياب؟ إخلال تحالف عون – "حزب الله" بالتوازن أصيب بنكسات منذ بدء الإنهيار الإقتصادي المالي المُتعدّد الأسباب، باندلاع ثورة 17 تشرين والنقمة الشعبية على الطبقة السياسية، وهما في طليعتها، وبتآكل شعبية الأول ومبادرة الكنيسة إلى طروحات مناقضة لالتزاماته، وتراجع هيبة القوة المسلّحة عند الثاني تدريجاً منذ حينها وتحوّلها مشكلة يومية، وصولاً إلى تصاعد النقمة على كلّ منهما بعد كارثة انفجار المرفأ الزلزالية في 4 آب، وعدم قدرتهما على حماية حكومة دياب واضطرارها للرحيل، مروراً بحكم المحكمة الدولية إدانة مسؤول في "حزب الله" بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، انتهاءً بالإندفاعة الدولية نحو لبنان، ولا سيّما الفرنسية لاحتضان مأساته... يُضاف إلى هذه العوامل أنّ أديب حظي بقوة دعم طائفته الناقمة منذ سنوات على استسهال استضعافها، بعد اختياره من رؤساء الحكومات السابقين... في شكل يؤهّله أن يؤلّف حكومة لا تشبه الحكومات السابقة، لا بعودة قواها الشرهة على التسلّط والإنتفاع، ولا باستتباع قرارها لإيران. أمام أديب فرصة، أن يواكب "الرهان المحفوف بالمخاطر" الذي أخذه إيمانويل ماكرون على نفسه.
"اللواء": المدى الزمني للانهيار يُقاس بأسابيع.. والمطلوب توليفة حكومية محصنة سياسياً للانقاذ
كتب حسين زلغوط في "اللواء": المدى الزمني للانهيار يُقاس بأسابيع.. والمطلوب توليفة حكومية محصنة سياسياً للانقاذ
تعرب مصادر سياسية عليمة عن مخاوفها من محاولة البعض حشر الحكومة قبل انطلاقها من خلال الإعلان المسبق عن عدم المشاركة أو فرض شروط تعجيزية وكأنهم بذلك يحاولون الذهاب بالأمور باتجاه تأليف حكومة اللون الواحد على غرار ما حصل مع الرئيس حسان دياب وبذلك تفقد الحكومة المقبلة الغطاء الدولي ويحجب عنها أي دعم من أي نوع. وفي رأي المصادر انه طالما ان لبنان محاصر بمجموعة أزمات وكوارث وينتقل من جورة إلى جورة فإنه من الضروري ان تكون هناك حكومة في وقت قريب لأن المدى الزمني للبنان يقاس بأسابيع إن لم نقل بأيام ليصبح في حكم البلد المنهار على كل المستويات وخصوصاً على المستوى الاقتصادي، فتشكيل الحكومة يمكن ان يضع أول خطوة على طريق الخروج من هذه الأزمات، لكن ليس تشكيل حكومة كيف ما كان، فالازمة الراهنة تتطلب نوعية حكومة ليس بمعنى حكومة اختصاصيين بل حكومة تقنية بحيث يكون لها ثقل في النوعية والكفاءة والتركيبة وأن تكون ايضا محصنة سياسيا من خلال وزراء سياسيين وكذلك وزراء دولة. في مقابل ذلك، يكشف مصدر وزاري سابق ان الإدارة الأميركية لم تعطِ فرنسا التفويض الكامل لكي تقوم بما تشاء في لبنان، وأن هناك مهلة معطاة للرئيس الفرنسي بإيجاد الحلول في لبنان وتأليف حكومة قوية هي حتى الخامس عشر من أيلول الحالي، متوقفة عند الطرح الفرنسي المتعلق بالعقد السياسي الجديد والذي لا ترى له أي بارقة أمل لتحقيقه في لبنان سيما ان المملكة العربية السعودية وقوى داخلية كثيرة ترفض مثل هذا الطرح الذي سارع السيّد حسن نصر الله إلى تأييده والبناء عليه. ويؤكد هذا المصدر ان مهمة الرئيس المكلف لن تكون مسهّلة كما يعتقد البعض رغم ما يحاول البعض الايحاء به عن وجود دعم وغطاء دولي لهذه الحكومة، معربة عن خوفها من ان يرتكب الأخطاء ذاتها التي ارتكبها سلفه الرئيس دياب خصوصا في ما يتعلق بالاصلاحات وعدم التجاوب مع الرعية الدولية بضرورة الشروع بهذه الإصلاحات لإعطاء إشارات مشجعة على تقديم المساعدات. وينفي المصدرالوزاري ما يقال عن وجود فيتو سعودي على تولي الرئيس سعد الحريري رئاسة أي حكومة، لكن الموقف السعودي نابع عن حرص المملكة على عدم التورط مجدداً بتسوية سياسية غير واضحة في هذه المرحلة، وهذا الموقف بالمطلق ليس ضد الرئيس الحريري كما يظن البعض أو يحاول اشاعته، وعندما ترى السعودية ان الظروف ملائمة لعودة الرئيس الحريري إلى السراي لن تتوانى في دعمه وتقديم يد المساعدة إليه.
الراعي ومئوية لبنان
أضاءت الصحف على تشديد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في احتفال بمناسبة ذكرى مئوية لبنان الكبير في الديمان، على أنّ "أهمية لبنان بتعدديته ورسالته يجب ان يحافظ عليها، ولبنان وطن للجميع ولقد تمّكن من ان يكون سويسرا الشرق بفضل حياده وصداقاته وانفتاحه على الشرق والغرب". ولاحظ أنّ "لبنان تألم آلاماً كبيرة، وكان البطريرك الحويك خلاص الآلام الكبير، وهذا الوطن بقي صامداً وقوياً بشعبه". وقال: "هذا المخاض الذي نعيشه اليوم سيولد منه لبنان الجديد، لا تخافوا، الانسان الذي لا يختبر الصعوبة يبقى صغيراً ولا ينضج، ولننضج أكثر بولائنا للبنان وثقتنا ببعضنا البعض".
واعتبر أنّ "البطاركة لم يطلبوا يوماً شيئاً لأنفسهم انما طلبوا كل شيء للبنان، لم يناضلوا من اجل الموارنة إنما أرادوا الموارنة لأجل لبنان".
ورحّب بزيارة ماكرون للبنان، مشدداً على أنّ "علاقة فرنسا مع لبنان كانت علاقة فرنسا مع الموارنة، والموارنة حولوها لتصبح مع لبنان".
"الانوار": في مئويةِ لبنانَ الكبيرِ كلامٌ كبيرٌ للبطريرك الراعي والطبقةُ السياسيةُ تتلهى بالصغائرِ
كتبت الهام فريحة في "الانوار": في مئويةِ لبنانَ الكبيرِ كلامٌ كبيرٌ للبطريرك الراعي والطبقةُ السياسيةُ تتلهى بالصغائرِ
في الذكرى المئوية الأولى، عاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان ليقول للبنانيين إن لبنان يجب ان يبقى . ومن البطريرك الياس الحويك إلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ... يحدد البطريرك الراعي النظامَ المطلوب ، ولكن بالتوافق ، فيقول :"الحيادُ هو المطلوب.فلبنانُ هو حاجةٌ لكل العالم العربي وهذه حقيقةٌ يُدركها الجميع ولا يُمكن لأحدٍ تفصيلهُ على قياسهِ ومشروعنا لإحياءِ الحياد اللبناني لا ضوءَ أخضرَ عليه لا من الفاتيكان ولا من أي دولةٍ أخرى، إنه كياننا ومشروعنا،وليس مشروعاً مستورداً. " البطريرك الراعي يقول هذا الكلام لأنه مؤتمنٌ، فهذا هو خطُ بكركي من البطريرك الحويك وصولاً إلى اليوم .وغبطتهُ يُحاكي نبض الشارع ، ويعرفُ ان لا خلاصَ إلا بشبابِ الإنتفاضةِ الذين رغم كل شيء مازالوا صامدين ومستمرين ، لذا فإنه يعتبرُ ان من تسللوا إلى ثورةِ الخط الوطني الصريح والواضح هم دخلاء... أما جوهرُ ثورة تشرين الحضارية فهي لخيرِ كل لبنان.. حين تحرّك الشعبُ استهابه الحكّام وخافوا.. لكنهم إلى الآن لم يسمعوهُ للأسف لكننا نسمعه ونعمل معه. أنا مع ثورةِ الشعبِ وداعمٌ لها وقد أثبتتْ وجودها. نريدها دوماً حضاريةً موجّهة ونحن نعملُ على لقاءاتٍ موسعةٍ مع شبابنا وشاباتنا لجمعهم من أجل لبنانَ الجديد. ... " هكذا ، قال البطريرك الراعي كلمتهُ لكنه لم يمشِ ، بل هو هاهنا يعتبرُ نفسه " الراعي الصالح .. مصطفى اديب ، إبن طرابلس ، اراد من خلاله الرئيس نجيب ميقاتي أن يعزز صورتهُ في عاصمة الشمال ... الاستاذ الجامعي ، وكما يروي وزراءٌ من تلك الحقبة ، كانت اقصى امنياتهِ ان يُعيَّن سفيراً علماً ان السفراء من داخل المَلاك كانوا كثراً ... فتم تعيينهُ سفيرا في برلين من خارج الملاك، وبذلك تحققت امنيتهُ خصوصاً انه ينتمي إلى تيارِ العزم الذي يترأسه الرئيس ميقاتي . السؤالُ هنا : كيف يقول الرئيس ميقاتي انه لا يترأسُ حكومةً في عهدِ العماد ميشال عون ويدفعُ بأحد مناصريه وكوادر تياره ليكون رئيساً للحكومة ؟ إلى متى التذاكي ؟
"الشرق": الفراغ الكامل في لبنان
كتب خيرالله خيرالله في "الشرق": الفراغ الكامل في لبنان
لا توجد خدمة يستطيع ميشال عون تقديمها الى لبنان سوى خدمة الاستقالة من موقع رئيس الجمهورية قبل انتهاء ولايته في آخر تشرين الاوّل – أكتوبر 2022. يفترض به ان يفعل ذلك احتراما للبنان واللبنانيين ولعقولهم، خصوصا بعد كارثة الرابع من آب الماضي التي يتحمّل مسؤوليتها كاملة. اقلّ ما يستطيع عمله رئيس الجمهورية، أي رئيس للجمهورية، بعد كارثة من هذا النوع هو الاستقالة بعدما دمر تفجير ميناء بيروت نصف العاصمة اللبنانية وشرّد ثلاثمئة الف مواطن. بعد قرن على قيام لبنان الكبير، هناك من لا يزال يعتقد انّ في استطاعته الضحك على اللبنانيين. هناك رئيس للجمهورية عاجز عن استيعاب معنى ان يكون اسيرا لدى حزب الله الذي اوصله الى قصر بعبدا. ان يكون رئيس الجمهورية اللبنانية رهينة لدى حزب الله يشكّل دليلا على ان البلد انتهى. ما يؤكد ذلك الإصرار على تغيير طبيعة النظام بما يتلاءم مع رغبات حزب الله. هل يمكن القول بعد مئة عام على تأسيس الكيان اللبناني الحالي انّ حزب الله، الذي ليس سوى لواء في الحرس الثوري الإيراني خرج منتصرا على لبنان؟ نعم، يمكن قول ذلك، خصوصا اذا سارت الأمور في اتجاه تعديل اتفاق الطائف في ظلّ تفادي أي طرح للمشكلة الأساسية التي يعاني مها لبنان، أي سلاح حزب الله، تخلّى رئيس الجمهورية اللبنانية عن واجباته تجاه لبنان واللبنانيين. تخلّى عن حماية لبنان واللبنانيين. الانهيار الاقتصادي بالنسبة اليه، حدث عابر ليس الّا. لا استيعاب لمعنى احتجاز المصارف أموال اللبنانيين والعرب والأجانب. كم من سنوات سيحتاج لبنان كي يعود مصرف العرب وكي يستعيد ثقة العرب واللبنانيين بمصارفه ونظامه المصرفي؟
مخيف ان ليس في قمة الهرم اللبناني من يستوعب معنى الكارثة ومعنى ان الخيار الوحيد المتاح هو خيار الحياد الذي ينادي به البطريرك الماروني بشارة الراعي. متى عرف ذلك، لا يعود مجال لاي سؤال من أي نوع عن الكارثة التي حلّت بلبنان… كارثة الفراغ الكامل على اعلى المستويات.
"اللواء": الانحياز الى الحياد
كتب محمد السماك في "اللواء": الانحياز الى الحياد
لقد أثبتت الوقائع خلال العقود الأخيرة ان حياد لبنان ليس حاجة لبنانية فقط، بل انه حاجة عربية ايضاً. فالصراع في لبنان هو في جوهره صراع على لبنان. ومع الحياد يستطيع لبنان أن يؤدي دوره في الأسرة العربية أيام السلم وحتى أيام الحرب.. ولكن على العكس من ذلك جرى تحويل لبنان الى الجبهة العربية الوحيدة المفتوحة عسكرياً مع اسرائيل. تكريس حياد لبنان، إن لم يوقف الصراع فيه، فانه قادر على ان يضعه في اطار الصراع عليه . وبذلك يبقى الصراع خارجياً وبين الخارج ، وفي الخارج، وتُطوى صفحة تحويل لبنان الى مسرح دامٍ ومدمر لصراعات الآخرين، وتتوقف عملية استنزاف الدم اللبناني لإرواء عطش المتصارعين. إن الإلتزام بالحياد داخلياً وخارجياً ، يمكن ان يحوّل لبنان من مسرح للتقاتل التدميري، الى ملاذ آمن لرؤوس الأموال ولأصحابها – كما سويسرا. لقد أثبتت التجارب العديدة التي مرّ بها لبنان منذ استقلاله، ان انحيازه الى أي من المعسكرات المتصارعة في المنطقة كان بطاقة دخول الى جهنم . إذ سرعان ما يتحول لبنان ذاته الى مسرح لهذا الصراع . في الاساس لا حياد بين الحق الفلسطيني والباطل الاسرائيلي. ولكن الحياد يكون بين من يحتكر الصواب والحق ويتنكر لحقوق ومصالح الآخرين في أن يكونوا آخرين وأصحاب وجهات نظر أخرى ، وبين من يعتبر رأيه قدساً مقدساً لا يحتمل أي شكل من اشكال المراجعة أو إعادة النظر، وكأنه تنزيل من عند ربّ العالمين. كلٌ يقاتل و يتقاتل بإسم الله والله من ذلك براء . فلماذا لا نكون نحن على الحياد بين المتقاتلين؟.
شنكر في بيروت
أشارت الصحف إلى أن مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد شنكر يزور اليوم لبنان، حيث من المقرر، بحسب "اللواء"، ان يقابل العديد من ممثلي المجتمع المدني والاطراف المنتفضين في الشارع ضد الأداء السياسي المتردي للسلطة ويعرض معهم مطالبهم وتطلعاتهم. وفي حين لم يكشف النقاب عن مواعيد محددة للمسؤول الاميركي مع أي من المسؤولين والزعماء السياسيين اللبنانيين في اشارة الى ان زيارة شنكر ليست للالتفاف أو الاعتراض على تحرك الرئيس الفرنسي ماكرون لمساعدة لبنان ليتمكن من حل ازمته،وانما تدعم هذا التحرك وترغب بنجاحه.الا أن ذلك لايعني، بحسب "اللواء"، بان شنكر قد يلتقي بعض المسؤولين لمناقشة موضوع ترسيم الحدود البحرية والبرية في حال كان يحمل معه.
إلا أن معلومات "الجمهورية" أكدت انّ شينكر خصّص يوم غد للقاء المسؤولين الرسميين، وبعد غد للمسؤولين الحزبيين الذين سيجول عليهم في منازلهم ومقارهم الحزبية. وعلى المستوى الرسمي سيستهلّ شينكر جولته بزيارة صباحية لعون غداً، ثم يزور بري، ولم يعرف ما اذا كان برنامجه يشمل رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب او الرئيس المكلف اديب الذي يكون قد أنهى استشاراته النيابية اليوم في عين التينة، لتعذّر استخدام اي من صالونات مجلس النواب المتضررة في ساحة النجمة.
"الشرق الاوسط": ديفيد شنكر: أميركا تعمل على تأمين حياد لبنان... و"حزب الله" لا يهمه الإصلاح بل الدفاع عن إيران
كتبت هدى الحسيني في "الشرق الاوسط": ديفيد شنكر: أميركا تعمل على تأمين حياد لبنان... و"حزب الله" لا يهمه الإصلاح بل الدفاع عن إيران
رأى ديفيد شنكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، أن كارثة مرفأ بيروت هي نتاج عقود من إهمال الحكومات اللبنانية مصالح الشعب اللبناني، وأنها بمثابة صرخة يقظة تتطلب تغييراً جدياً. وقال إن على الحكومة اللبنانية أن تؤمن بالإصلاح، هناك حاجة لحكومة تهتم بشعبها وطلباتهم، حكومة مسؤولة وشفافة وتقوم بإصلاحات اقتصادية وسياسية. لن يكون بعد اليوم عمل كالمعتاد. ويتوجه شنكر إلى لبنان للقاء مجموعات من المجتمع المدني، ليستمع إلى تفاصيل أكثر عن طلباتهم وأفكارهم وما يتوقعون من الحكومة، لأن على الحكومة اللبنانية كما يقول أن تصغي إلى شعبها ولأن الحكومة الأميركية تريد أن تتأكد ماذا يريد الشعب اللبناني. وعن التحقيق الدولي بشحنة نترات الأمونيوم قال شنكر إنهم متمسكون بالتحقيق، وهناك فرق أميركية تعمل: لو تحدثنا عن محكمة دولية لاحتاج التحقيق إلى وقت طويل، وقد لا يُرضي الأطراف، لكن نتوقع من حكومة لبنان أن تكون شفافة هي الأخرى مع وجود عدد من المجموعات الدولية التي تساعد في التحقيق. ونأمل في الوصول إلى نتيجة لإعلانها كي يتحمل المسؤولون جريمة ما جرى، خصوصاً أن كثيرين كانوا يعلمون بوجود هذه المادة منذ وقت طويل. وعن الدور الفرنسي يقول شنكر: «إننا على اتصال دائم مع الفرنسيين حول لبنان. إن الولايات المتحدة وفرنسا يهمهما لبنان جداً. وعما إذا كان سمع باسم مصطفى أديب رئيس الوزراء المكلف، قال شنكر: لا تهمنا الشخصية، تهمنا المبادئ والشفافية والمحاسبة. وهذه الحكومة يجب أن تطبّق الإصلاحات، حكومة دياب لم تفعل أي إصلاح، ربما بسبب معارضة سياسيين أساسيين فاعلين، لكنّ هذا يجب أن يتغير. وعما إذا كان سيلتقي نبيه بري رئيس مجلس النواب، فيما يتعلق بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل يقول شنكر: إذا كان هناك أي تطور من الجانب اللبناني سأفعل، عدا ذلك لا أنوي لقاء أي سياسي.. وحول تصريح ديفيد هيل بأن الولايات المتحدة لا تعترض على مشاركة حزب الله في الحكومة، يقول شنكر: لقد شارك (حزب الله) في حكومات عديدة، وهو مثل الكثير من القوى السياسية في لبنان ليس مهتماً بالإصلاح. إنه يفضل الوضع الراهن ويهتم بالاستمرار في الدفاع عن الإيرانيين، ومهتم بالاستمرار في عدم دفع تكلفة الجمارك التي توفر عائدات للدولة، إنه جزء كبير من المشكلة، لذلك يقف في وجه الإصلاح. لكن مرة جديدة أقول: إن المبادئ هي التي تهمنا في تشكيل الحكومات. وعما إذا كان فرض عقوبات على الشخصيات اللبنانية المتعاونة مع حزب الله لا يزال في الأجندة الأميركية، كما ذكرت صحيفة لو فيغارو الفرنسية يوم الاثنين الماضي، بأن الفرنسيين والأميركيين يفكرون بوضع عقوبات من هذا النوع، فهل نحن متوجهون في هذا الطريق؟ يجيب شنكر: نعم إننا نعمل على هذا. ستكون هناك تحقيقات للوصول إلى فرض العقوبات على بعض الشخصيات. وماذا عن تطبيق القرار 1559 الصادر في ظل البند السابع؟ يقول شنكر إنه يجب تطبيق كل قرارات مجلس الأمن، لكن نحترم الحكومة اللبنانية لفعل ما تستطيع لتطبيق ذلك، كما عليها تسليم سليم عياش المتهم بقتل رفيق الحريري من أجل إحقاق العدالة.
النهار": ترقُّب لما يحمله شنكر إلى بيروت و"ميني تمايُز" أميركي - سعودي عن باريس
كتب وجدي العريضي في "النهار": ترقُّب لما يحمله شنكر إلى بيروت و"ميني تمايُز" أميركي - سعودي عن باريس
علمت لـ"النهار"، إنّ ماكرون وعبر اتصالاته قبل وصوله إلى بيروت مع بعض الرؤساء والقيادات السياسية، هدّدهم بوضع اليد على البلد من قِبل المجتمع الدولي وبعقوبات بالغة الأهمية على المعنيين والممسكين بزمام الأمور في لبنان، وكان حاسماً في كلامه الذي وجّهه الى الرؤساء في هذا الإطار. وربطاً بذلك جاء التكليف سريعاً من دون أي عقبات أو مطبات، وسيسلك التأليف الطريق عينه، إذ يُنقل عن ماكرون انه خلال لقائه الرئيس سعد الحريري، تمنى أن يكون التأليف على مستوى التعاطي الإيجابي والمسهَّل منه بعدما رفض العودة إلى السرايا، فأكّد الحريري للرئيس الفرنسي أنّه سيسمي شخصية مستقلة وسيعمل على كل ما يعود على لبنان بالخير، وهذا ما انسحب على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي خلال زيارته الأخيرة لـ "بيت الوسط" قال للحريري ما معناه "ما دمتَ أكدت أنّك لن تقبل برئاسة الحكومة، فسمِّ مَن تريد ليسميه اللقاء الديموقراطي في بعبدا، على رغم صداقتي مع السفير نواف سلام وتسميتي له في المرة السابقة". وعلى خط موازٍ، كثرت التساؤلات في الساعات الأخيرة: هل مردّ تجاوب السياسيين اللبنانيين مع جهود ماكرون ومبادرته هو وجود تسوية دولية؟ بمعنى أنّ فرنسا لا يمكن أن تقدم على مبادرة كهذه إلا من خلال دعم أميركي ودولي وعربي. وفي السياق، تقول مصادر سياسية عليمة لـ"النهار" إنّ هذه الأمور ستتوضح خلال زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر إلى بيروت، وسيتضح من خلال مواقفه وما يحمله معه مدى دعم الإدارة الأميركية للرئيس المكلّف وللحكومة الجديدة، وللدور الفرنسي المتقدّم أيضا، مع الإشارة إلى أنّ المعلومات تحدثت عن قيام المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بجهود كبيرة بفعل تواصلها مع ماكرون الذي بدوره تمنى عليها أن تدعم مبادرته تجاه لبنان من خلال اتصالاتها مع زعماء العالم، قائلاً لها إنّ هذا البلد منهار ومفلس وبيروت مدمّرة ويجب مساعدته وإنقاذه. إلا أنّ التباين بين باريس وواشنطن أمر واضح إزاء مسألة تكاد تشكل مقاربة بين الأميركيين والمملكة العربية السعودية، والمتمثلة بنظرة واشنطن والرياض إلى "حزب الله" وتصنيفه إرهابياً، ويُنقل عن مصدر ديبلوماسي سعودي بارز لـ"النهار"، أنّه يجب الفصل كلياً بين هذا الموقف والعلاقة التاريخية التي تربط المملكة بلبنان، كذلك إنّ الجسر الجوي بين الرياض وبيروت بعد انفجار المرفأ هو تأكيد قاطع على أنّ السعودية لم ولن تتخلى عن لبنان وستبقى إلى جانبه، بمعزل عن دور "حزب الله" وبعض الذين يسيئون الى المملكة.
موفد فاتيكاني إلى بيروت
الى ذلك أفادت معلومات لـ"النهار" امس ان امين سر الدولة في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين سيزور يوم الجمعة المقبل بيروت وهو ارفع مسؤول في الكرسي الرسولي بعد البابا ومن المتوقع ان يلتقي عددا من كبار المسؤولين الرسميين والروحيين.
"النهار": "فيتو" القمصان السود!
كتب نبيل بو منصف في "النهار": "فيتو" القمصان السود!
لم يكن الامر في "فيتو" على نواف سلام متصلاً بمذهبه ولا بالفئات التي نادت به بعدما ثبت انه المرشح الأوسع استقطاباً للشارع المنتفض منذ تشرين الأول الماضي فحسب، بل ان الامر يتصل بمسألة التوازنات والخلل المكرس في نمط سقطت معه كل التجارب المرنة والمتساهلة والمتوسلة التسويات، فيما لا يترك كل ذلك أي أثر يُذكر في تصويب المسار السلطوي او الدستوري او السياسي. يجب ان يسجَّل للرئيس سعد الحريري انه الزعيم الأسرع استجابة للانتفاضة بحيث استقال مع حكومته بعد أسبوعين فقط من انطلاقها. كما انه الزعيم الأكثر تمثيلاً لطائفته الذي قبل وبادر الى اختيار شخصية مغمورة من خارج النادي السياسي لرئاسة الحكومة، الامر الذي لا يمكن تصوره مع زعماء الطوائف الآخرين بما يمنع التجديد السياسي من دواخل الطوائف. ولكن ذلك لا يحجب ما كان كثيرون يتطلعون اليه على الأقل لتثبيت مبدأ رفض التسليم بـ "الفيتو" الذي يبيح "حزب الله" لنفسه المضي فيه كوسيلة هي اقرب الى "القمصان السود" السياسية فيما يتجنب أنداده اللعب مثله على حافة الهاوية. لقد استحدث هذا المحور "الممانع" مع حلفائه ظواهر الفراغ الدستوري والتعطيل واستقطابها، ولن يبدل الدخول الفرنسي ولا أي شيء آخر من أنماطه ما دام الخلل بهذه الفداحة.
"النهار": حان وقت معرفة حقيقة "حزب الله"...
كتبت ميشيل تويني في "النهار": حان وقت معرفة حقيقة "حزب الله"...
هل من الطبيعي ان يكون شخص مدان باغتيال رئيس حكومة لبنان، اسمه سليم عياش، ولا أحد يجرؤ على طلب تسليمه؟ الحزب خارج المحاسبة والعدالة. وهنا نسأل: كيف يمكن العيش مع حزب اذا قرر قتلنا ولا يمكن أحداً ان يحاسبه؟ كيف سنعيش مع حزب قرر ان يرسل المازوت الى سوريا عبر معابر غير شرعية على حساب ما تبقّى من دولاراتنا ولا يمكن احدا ان يوقفه؟ كيف سنعيش مع حزب قرر في 7 أيار 2008 ان يدخل منازلنا ويوجه السلاح الى اهل بيروت والجبل، ولا قدرة لأحد على ردعه؟ كيف يمكن الاستمرار مع حزب اذا قرر ادخال البلاد في حرب يقرر بمفرده ساعة يشاء؟ كيف يمكن الاستمرار مع حزب قرر تعطيل انتخابات الرئاسة والمؤسسات حتى اختار هو الرئيس الذي يريده؟ بعد الخطاب الاخير للامين العام، يمكن القول: لكم لبنانكم ولنا لبناننا... كفانا موتا، وخسارة، ودفن مَن نحب ... نظرتنا مختلفة تماما. أنتم تعتبرون تدخّل ايران كتدخل فرنسا. ونحن نعتبر فرنسا دولة تساعد وتطور، اما ايران فتعيدنا الى الوراء وتستعملنا ورقة لمصالحها. لبناننا رئيس جمهورية مثل بشير الجميل، الرئيس القوي. اما لبنانكم فرئيس جمهورية يصرخ لكم لبيكم. لبناننا قضاء حقيقي يحاسبكم ويجرؤ على التحقيق في اغتيالات من دون ان يلاقي المحقق قدر وسام عيد. اليوم اكتب رسالة مفتوحة لأقول: شبعنا ملّ حكم الطغيان والظلم ... حان الوقت لنقول لهذا الحزب ولكل من تحالف معه من اجل الكرسي، انهم دمروا البلاد ودمرونا. حان الوقت لنقول اننا تحت احتلال، وحتى الانتخابات اذا اجريت تحت السلاح ومع الفساد كما كانت تُجرى من قبل، فلن يتغير شيء. يجب البدء بإعلان الحقيقة، وهي انه ما دام "حزب الله" يحكم لبنان، فمهما فعلنا لن يتغير شيء.
سلامة: قرارات لاستقرار تسعير الصرف
أضاءت الصحف على مقابلة حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة مع محطة "سكاي نيوز" عربية، فأكد أن قرارات جديدة متعلقة بمتطلبات للبنوك ستساهم في استقرار سعر صرف الليرة، وتابع أن احتياطيات لبنان تبلغ 19.5 مليار دولار علاوة على احتياطيات الذهب، وأنه يجب إعادة 30 بالمئة من الأموال التي خرجت من بنوك لبنان مضيفا أنه ليس منطقيا ألا يحتفظ أصحاب البنوك بأموالهم في البنوك المملوكة لهم.
وذكر أن البنوك التي لن تمتثل لأحدث توجيهات بشأن معدلات رأس المال سيتعين عليها الخروج من السوق بعد شباط.
التدقيق الجنائي
أضاءت الصحف على توقيع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني وفقا لقرار مجلس الوزراء بتاريخ 28/7/2020، ثلاثة عقود تتعلق بالتدقيق الجنائي مع شركة Alvarez &Marsal والتدقيق المالي والحسابي مع شركتي Oliver Wyman وKPMG ولاحقاً، غرد رئيس الجمهورية على حسابه عبر "تويتر" قائلاً: "تم اليوم توقيع عقد التدقيق المالي الجنائي، الخطوة المفصلية المنتظرة على طريق الإصلاح ومكافحة الفساد. وكما سبق وتعهدت بمتابعتي له حتى يأخذ مجراه إلى التوقيع، اجدد التعهد الآن بمتابعتي له حتى يأخذ مجراه في التنفيذ".
"النهار": غابة التربية وتنفيعاتها وفسادها!
كتب ابراهيم حيدر في "النهار": غابة التربية وتنفيعاتها وفسادها!
لو سئل وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب قبل نحو شهر، اي قبل استقالة الحكومة عما إذا كان لديه مشروع لإعادة هيكلة وزارة التربية، لكان أجاب أنه يشق طريق الإصلاح في التربية وأن الامور تسير على ما يرام، فإذا به اليوم يرفع السقف في مواجهة ما يسميه سيطرة الأحزاب والطوائف على مكاتب الوزارة، وهو في وضع لا يستطيع أن يحاسب موظفا صغيرا، فكيف يمكنه التصدي للفاسدين والرؤوس الكبيرة التي تعبث بالتربية وتحولها مكانا للتنفيعات، بل تنشر التضليل للتمكن من تمرير ما تريد من ملفات بعلم الوزير وتغاضيه حتى في الفترة التي كان يتخذ فيها قرارات صبت في معظمها لمصلحة المتنفذين في التربية.
اكتشف أخيرا وزيرنا أن الفساد يعم المركز التربوي، فقرر الغاء تكليف رئيسته التي استمرت في إدارة المركز 5 سنوات، وذلك من دون أن يحدد ما إذا كانت متورطة في ملفات معينة تحوم حولها شبهات، باستثناء ما قاله عن توجهها السياسي، فيما السؤال الذي يدعو إلى الحيرة والتشكيك يكمن في تكليف أستاذة رياضيات رئيسة قسم في الجامعة اللبنانية برئاسة المركز، وهي غير متخصصة في المجال التربوي. فإذا أراد الوزير فتح الأقفال والأبواب المغلقة، كان عليه أن يكشف عن كل المشاريع التي أدارها المركز، والتي يحمل بعضها فسادا وحسابات وتنفيعات ومصالح، حتى قبل الرئيسة المقالة في المركز، ولا يستثني مشاريع طبع الكتاب المدرسي ولا تأليف اللجان في المناهج التي لم تشتغل شيئاً يفتح الطريق نحو تعديل جدي وتغيير في مناهجنا التربوية. قد لا يستطيع وزير التربية التدخل في شؤون الجامعة لاسباب تتعلق باستقلاليتها، لكنه لم يكن نصيراً لدورها ووظيفتها. ووزيرنا عندما يتحدث اليوم عن التربية يتحرك في الوقت الميت وهو الذي ساهم بلا دراية في تحويلها غابة للوحوش...
أسرار وكواليس
لفت وزير سابق الى قول البطريرك الماروني ان العلاقة مع "حزب الله" شبه مقطوعة منذ زيارته الاراضي المقدسة معتبرا ان ردة الفعل على الراعي تظهر الرغبة لدى الحزب في فرض وصايته على البلد والضغط على الشخصيات السياسية والدينية لاسلوب عيش ومواقف تناسب سياسته.
لوحظ توالي الاستقالات من أندية وجمعيات رياضية واجتماعية وثقافية بسبب الانهيار المالي وعدم القدرة على متابعة العمل في هذه الظروف الاستثنائية وصعوبة التفتيش عن متمولين وانكفاء البعض عن التزاماتهم دعم هذه الجمعيات.
سجل ارتباك وضياع لدى معظم النواب في تبريرهم لتزكية السفير مصطفى اديب اذ ان معظمهم لا يعرفونه ووقع اسمه مفاجئا عليهم ما دفعهم الى تجنب التصريح في الامر.
تستعد هيئة دولية لإصدار بيان يتناول مستجدات التكليف والتأليف الحكومي وما زالت تدرس بعض المعطيات للبت بحجم الدعم المطلوب.
يُعرب مسؤولون في حزب بارز عن تذمّر الحزب من ممارسة حليفيه وضلوعهما في مسائل معينة لكنه لا يمكنه القول ذلك علنا.
لاحظت أوساط سياسية أن حزبا بارزاً قرّر المعارضة والمواجهة وبدت رسائله واضحة خلال زيارة الرئيس الفرنسي.
تتحدث الصالونات السياسية والدبلوماسية عن دور لشخصية فرنسية مخضرمة في نزع ألغام الأسماء والاتجاهات لتأليف الحكومة..
بات بحكم المستبعد إجراء انتخابات فرعية، بعد استقالة الحكومة. واعتبار الأولوية للحكومة العتيدة، وقانون الانتخاب..
السؤال الخطير الذي لا يحضر على الطاولة اليومية: متى يرفع الحصار المالي عن لبنان؟
يتردد أنّ رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب ينوي الانتقال للإقامة خارج لبنان بعد التجربة السيئة التي واجهها في سدة المسؤولية.
يُنقل أنّ رياض سلامة خلال الاجتماعات الحكومية السابقة كان يلوذ بالصمت مكتفياً بالقول لدى سؤاله: "جايي إتعلم منكم".
يتهم بعض العونيين فريقاً سياسياً خصماً بأنه يتعمد تضليل الفرنسيين في ملف الإصلاحات بهدف تحريض باريس على "التيار الوطني" والعهد.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.