النهار
كيف"هبط" أديب على أرض التسوية "المخيبة"؟
الجمهورية
التكليف: مخاوف من تكرار الفشل.. وأديب أمام المهمة الصعبة
اللواء
تفاؤل فيروزي يرافق وسام ماكرون.. و"المهمة الصعبة" لأديب
بعد جلاء ليل التكليف استشارات التأليف غداً.. واستنكار الإعتداء على الحريات الإعلامية
نداء الوطن
مصادر الإليزيه لـ"نداء الوطن": نريد الحصول على "التزام واضح"
حكومة ماكرون... لتقطيع "القطوع"!
الأخبار
حكومة قصر الصنوبر
الشرق الأوسط
أديب أمام تحدي تشكيل حكومة إصلاحية سريعاً
الشرق
ماكرون: فرنسا ملتزمة دعم لبنان
الديار
ماكرون و"الرؤساء السنّة" وبري الرابحون باختيار أديب...أما المسيحيون فتفرّقوا
الرئيس الفرنسي بدأ زيارته.. وعقوبات فرنسية ـ أميركية على الشخصيات المعرقلة للإصلاح
الرئيس مصطفى اديب متزوج من فرنسية ويحمل جنسيتها...معتدل وغير طائفي
-----------------
ماكرون في لبنان للمرة الثانية خلال شهر...وأول لقاءاته السياسية مع الحريري
أضاءت الصحف على وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعيد التاسعة ليل امس الى مطار رفيق الحريري الدولي في زيارته الثانية للبنان في اقل من شهر .
ولفتت الصحف إلى أن ماكرون غرد عبر "تويتر" فور وصوله فكتب باللغة العربية " أقول للبنانيين أنكم كأخوة للفرنسيين وكما وعدتكم انا اعود الى بيروت لاستعراض المستجدات في شأن المساعدات الطارئة وللعمل سويا على تهيئة الظروف اللازمة لاعادة الاعمار والاستقرار ".
وأشارت الصحف إلى أن الرئيس الفرنسي صرح لاحقا معلنا ترحيبه بتكليف رئيس للحكومة الجديدة وقال انه "يقصد لبنان اليوم في ذكرى مئوية لبنان الكبير ولإجراء جردة للوضع العام ورأيت ان العملية بدأت بتكليف رئيس للحكومة وأرحب بتكليف رئيس حكومة لا ينتمي الى أي طرف سياسي " ودعا الى "الإسراع في تشكيل حكومة بمهمة محددة ". وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في استقبال ماكرون في المطار قبل ان يبدأ الرئيس الفرنسي برنامج زيارته التي تستمر يومين بالتوجه الى الرابية لزيارة السيدة فيروز.
ولفتت "الأخبار" إلى أن ماكرون يحمل ما يشبه "بياناً وزارياً"، يتضمّن "خطوات إصلاحية" في أربعة بنود: القطاع المصرفي، الكهرباء، مناقصات الدولة، وقانون مكافحة الفساد. وبحسب مصادر سياسية رفيعة المستوى، من المنتظر أن يشدّد ماكرون على هذه البنود في لقائه ممثلي الكتل السياسية الثمانية (المستقبل، التيار الوطني الحر، حركة أمل، الاشتراكي، المردة، حزب الله، القوات، الكتائب) في قصر الصنوبر اليوم. وحتى يوم أمس، كانت مختلف القوى السياسية الرئيسية تعد بتسهيل المهمة أمام الفرنسيين، وبتقديم ضمانات لرئيس الحكومة المكلّف، وطمأنته لجهة أسماء الوزراء وتوزيع الكتل الوزارية.
ونقلت "نداء الوطن"عن مصادر الرئاسة الفرنسية تأكيدها أنّ الرئيس الفرنسي على اطلاع بما يجري في لبنان من مشاورات على الصعيد السياسي "ومتطلباته تشكيل "حكومة مهمة" تكون فعالة ونزيهة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات التي تمكّن لبنان من الحصول على دعم قوي"، مضيفةً: "الرئيس ماكرون ليس ذاهباً إلى بيروت للتوصل إلى اتفاق بين الأحزاب بل للحصول على التزام واضح وفعّال في إطار العقد الجديد الذي عرضه خلال زيارته السابقة، وهو سيكون حريصاً على أن تأخذ الالتزامات التي ستنفذ بعين الاعتبار متطلبات الشعب اللبناني". وختمت مصادر الرئاسة الفرنسية: "رئيس الحكومة السابق سعد الحريري سمى شخصية لا تنتمي إلى حزب سياسي ما يعني أنه أدى دوره من هذا العقد، وبعد ذلك سنرى. الوضع (اللبناني) بالغ الصعوبة والرئيس الفرنسي لن يكتفي بتعيين رئيس للوزراء إنما ينتظر تشكيل حكومة فاعلة تنفّذ الاصلاحات".
واختار الرئيس الفرنسي أن يبدأ زيارته إلى لبنان بالاجتماع مع السيدة فيروز، والتي تمثل صورة وحدة لبنان، حيث أدرج قصر الإليزيه اسم السيدة فيروز في صدارة برنامج الرئيس الفرنسي. وكتب ماكرون في برنامجه عبارة "موعد على فنجان قهوة مع فيروز في انطلياس مساء الاثنين".
وعن اللقاء، قال ماكرون: اللقاء مع السيدة فيروز كان استثنائياً ولا استطيع البوح بما قالته لي وفيروز رمزكم في لبنان واغنيتي المفضلة هي "لبيروت". اضاف: فيروز تعطينا الأمل وتعطي صورة حالمة عن لبنان وأنا اعدكم ان يعود لبنان أفضل.
ولاحظت "النهار" ان المحطات التلفزيونية والاذاعية، كما المواقع، اعادت امس بث اغنيات وتحقيقات عن فيروز والرحابنة، علها تمحو بعضا من كآبة السياسة والسياسيين.
وغادر الرئيس الفرنسي قبيل منتصف الليل منزل فيروز، وقدم خلالها ارفع وسام فرنسي هو وسام جوقة الشرف، وتحدث إلى المتظاهرين، قبل المغادرة إلى قصر الصنوبر، حيث بدأ أوّل لقاءاته السياسية، مع الرئيس سعد الحريري، وتناولا "آخر المستجدات السياسية والاوضاع العامة في لبنان والعلاقات الثنائية بين البلدين".
"النهار": بين جنرالين
كتب راشد فايد في "النهار": بين جنرالين
لا يستطيع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان يتكئ على خطاب الجنرال غورو يوم الأول من أيلول 1920، وما فيه من آمال وتوصيفات ايجابية لحال لبنان تلك الأيام. فلا ملامح لقدرة كامنة، لدى لبنان اليوم، على "تطبيق تنميته الخاصة"، ولا مدنه نالت قبسا من آمال تلك الأيام. برغم ذلك، استيقظ خليفته الجنرال الرئيس الأحد، على أهمية احلال "دولة مدنية" في لبنان، على نقيض مواقفه وأدبيات تياره السياسي، وكأن ذاكرة اللبنانيين تفرّغ بطي ورقة ورميها خلف ظهر الأيام، أو بتجاهل قانون انتخابات فرض بترهيب شق البلاد، كما كان الحال مع انتخابه رئيسا على رؤوس حراب حليفه "حزب الله"، بوصفه "المسيحي القوي"، لا اللبناني القوي. المسافة الزمنية بين الجنرالين حافلة بالخيبات، والمئة سنة بين اعلان دولة لبنان الكبير واليوم، لم تكفِ لقيام حياة سياسية سليمة، فلا هذه بلا إعلاء المواطنة على الهويات الطائفية، ولا تنتظم من دون حياة حزبية تعلو على الطوائف، ولا تعيش إلا في إطار دولة تحتكر السلاح، والقرار الوطني. فكيف نحقق للرئيس الجنرال رؤياه الآتية بعد 4 سنوات من السلطة، وكأنه يقر بعبثية ما مضى ولا جدواه، ويقدم لنا طبقا لا يؤكل، بعدما عبر "فرن" الثنائي الشيعي، ولفيفه. ما تريده باريس هو الحفاظ على الكيان، ولو على حساب طرف لمصلحة آخر، وزاد من إلحاحها تخوفها من "زوال لبنان". وزوال أي دولة يمر بحروب داخلية، أو بإحتلال خارجي، فأيهما يحدق بلبنان اليوم؟ الوضع الداخلي لا يوحي بـ"استلطاف" حرب أهلية، والطرف المسلح الأكبر لا يواجه ندا فعليا، فيما تمنحه اسرائيل سلما مضمرا، يترتب على سقوطه ظروف مغايرة. وطهران ايضا لا تريد حربا في لبنان، فهي تحتاج حسن سلوك يشجع فرنسا على المضي قدما في مراعاتها ومعاندة واشنطن، كما في تطويقها قرار تمديد حظر السلاح على إيران. ولكن، ماذا لو كانت التسريبات عن تغلغل "داعش" أبعد من مزاعم؟ في ظل ذلك، يبدأ الانتداب الفرنسي الجديد، ويلعب ماكرون دور المفوض السامي بشروط، فيأخذ من الضعيف ليعطي القوي، في حدود ما لا يهدد توازنا وطنيا هشا وحتى كاذبا. إنها هدنة داخلية جديدة، والتشكيل امتحانها الأول.
"الشرق الاوسط": تحديات ماكرون الأربعة في زيارته الثانية للبنان
كتب ميشال أبو نجم في "الشرق الاوسط": تحديات ماكرون الأربعة في زيارته الثانية للبنان
وفق مصادر واسعة الاطلاع في باريس، فإن الرئيس ماكرون أمضى كثيراً من وقته طيلة نهاية الأسبوع المنصرم في التواصل مع بيروت للدفع باتجاه أوسع تأييد لمصطفى أديب الذي خرج من قبعة تجمع رؤساء الحكومة السابقين، وبتزكية من الرئيس سعد الحريري شخصياً، ما يشكل فارقاً أساسياً مع حكومة حسان دياب التي وصفت بحكومة اللون الواحد، بينما الحكومة القادمة يفترض أن تحظى بـأوسع دعم، وعلى رأسه دعم قادة الطائفة السنية، وهو ما سعت إليه باريس منذ البداية. بيد أن ما حقّقه ماكرون حتى اليوم، رغم أهميته، ليس سوى نصف نجاح إذ ما زالت تواجه مساعيه، بحسب مصادر سياسية واسعة الاطلاع في باريس، 4 تحديات رئيسية، أولها تشكيل حكومة أديب. ماكرون يريد حكومة تحظى بأوسع مروحة من الدعم، وهذا الأمر تحقق من خلال التسمية. إلا أن طبيعتها( تكنوقراطية، مستقلة عن الأحزاب، مستعدة للسير بالإصلاحات...)، وطريقة تشكيلها ستوفران مؤشرات على مدى استعداد الطبقة السياسية في لبنان للتخلي عن مبدأ المحاصصة والتمسك بالحقائبالدسمة؛ خصوصاً ترك الطريق مفتوحة أمامها للقيام بالإصلاحات التي يراها المجتمع الدولي، وعلى رأسه فرنسا، ضرورية لمساعدة لبنان للنهوض. يكمن التحدي الثاني بالنسبة للرئيس الفرنسي في توفير عناصر النجاح للحكومة الجديدة التي تريد باريس تشكيلها بأسرع وقت، لوضع حد للفراغ المؤسساتي. ولا يقتصر هذا التحدي على الداخل اللبناني الذي لكل طرف فيه حساباته المحلية والخارجية، بل له بعدان إقليمي ودولي متلازمان. وليس سراً أن ماكرون تواصل مع واشنطن وموسكو وبرلين وبروكسل والرياض وأبوظبي وطهران والدوحة... لتوفير ما يمكن تسميته شبكة أمان للبنان، وهو يحظى في تحركه بدعم أوروبي وتفهم أميركي، من باب تأكيده على أن لبنان ليس ورقة خاسرة وإن تركه لمصيره سيكون بمثابة تقديمه هدية لـحزب الله وإيران. القبول المبدئي للوساطة الفرنسية ولغرض إنقاذ لبنان يفترض ترجمة الوعود إلى وقائع وأفعال، وعنوانها توفير الدعم للبنان سياسياً ومالياً واقتصادياً. بيد أن كل هذا الحراك رغم أهميته، يبقى ناقصاً إن لم يتجاوب الشارع اللبناني مع الحكومة ورئيسها، وهو ما يشكل التحدي الثالث. من هنا، حاجة ماكرون لـتسويقها لدى الرأي العام اللبناني الذي اكتوى بالوعود التي لا تنفذ.. يبقى أن التحدي الأخير لـماكرون عنوانه تفصيل ما اقترحه من أنه يريد للبنان ميثاقاً سياسياً جديداً وتجديداً للطاقم السياسي الذي يعيد استنساخ نفسه. لكن دون هذا المشروع عقبات وانقسامات لا بد أن تظهر سريعاً عندما يبدأ البحث الجدي به إذا ما حدث ذلك يوماً.
"النهار": ماكرون عند "ناطورة المفاتيح"!
كتب راجح الخوري في "النهار": ماكرون عند "ناطورة المفاتيح"!
يا سيدي الرئيس إيمانويل ماكرون، ها نحن ننحدر الى الجحيم، وربما يختفي لبنان من الوجود كما حذَّر وزير خارجيتكم جان - ايف لودريان، ولهذا عندما تذهب الى انطلياس تستطيع بعبدا ان تنتظر، وان تبتلع ريقها ايضاً، ليس لأن الرئيس ميشال عون الذي يسمّونه "بيّ الكل"، لم يرافقك الى الجميزة والمرفأ في المرة الماضية، بل لأن فيروز التي تطل يومياً وفي كل فجر من نوافذنا جميعاً، وهي تغني: "صبّحكم بالخير يا جيران"، لطالما كانت دولتنا الطرشاء الصمّاء لا تتذكرها ولا تسأل عنها، أو تذهب إليها لقليل من عدوى حلم الجمهورية الجميلة التي غنّتها دائماً. وها أنت تأتينا من باريس وأعرف انك تتقصد ان تذهب الى انطلياس قبل بعبدا، لأنك تعرف جيداً اين يسكن الحلم، وأين تتنامى الخيبة، ولست أدري اذا كنت يا سيدي ماكرون، قد اطّلعت على مغناة الرحابنة وفيروز المسمّاة "ناطورة المفاتيح"، ذلك ان فيروز هي ناطورة مفاتيح كل هذه البيوت، التي يعلكها البؤس لشهيد غاب هنا امس او قبل امس، ولهذا الصف الكثيف من الناس المتراكمين مثل الحقائب في المطارات والموانىء، هرباً من هذا الجحيم، الذي كان يمكن ان يكون جمهورية رحبانية لو كان لنا رؤساء يتذكرون جروح شعبهم ويعرفون أحلامه. كان نابوليون يقول " je fais mes plans avec Les reves de me soldats endormis ، وها أنت تبرمج زيارتك الينا مع أحلامنا بجمهورية غنّتها فيروز وحلمنا بها طويلاً، لكن صدقني أنها مع هذه المنظومة السياسية الفاسدة كلها “يعني كلها” نازلة سريعاً الى الجحيم وبئس المصير ... لكن ذراعيك ستظلان تعبطاننا دائماً، وستظل زائراً نبيلاً في بيوتنا والقلوب!
"الاخبار": لوفيغارو: ماكرون هدّد بالعقوبات
ذكرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لوّح في زيارته السابقة لبيروت، «بفرض عقوبات على القادة السياسيين الرافضين للإصلاحات ولإرساء عقد سياسي جديد كما يتمنى». وبحسب الصحيفة، أضاف ماكرون أن هناك تفكيراً جدياً بهذه العقوبات، لكن يفترض تنسيقها مع الأميركيين حتى تكون فعالة». وسألت الصحيفة عمّا إذا كان هذا السيف المصلت سيحفّز عرّابو النظام المنهك والفاسد على أن يتحركوا؟ وتحدثت نقلاً عما يدور داخل أروقة الاليزيه من كلام حول حكومة إنقاذ نظيفة وفعالة وقادرة على تنفيذ الاصلاحات، خصوصاً في قطاعَي الكهرباء والاتصالات، اللذين وصفتهما بمضخة مالية لتمويل بعض الأحزاب. كذلك تصرّ باريس على التحقيق الجنائي في مصرف لبنان، الذي يعد بمثابة الصندوق الأسود الخاص بالفساد، وإعادة إطلاق المفاوضات مع صندوق النقد. وخلافاً لما يجري تداوله ليس ماكرون من أشار إلى الصحيفة بوضع لائحة بالأسماء المتورطة في الفساد والتي يفترض فرض العقوبات عليها وهي ثلاثة: نبيه بري وسعد الحريري وجبران باسيل، بل أحد الخبراء الاقتصاديين. وتحدث أحد الضالعين بالملف لـ"لو فيغارو" أنه يجب أن تتضمن اللائحة الأولى أسماء من مختلف الأحزاب والطوائف حتى تحظى بمصداقية، الأمر الذي اعتبره الخبير الاقتصادي الذي يتابع الشؤون اللبنانية سهلاً جداً: يجب القول لباسيل وبري والحريري إنهم وفي حال أصرّوا على عدم العمل فلن يتمكنوا من التنقل في أي دولة من دول منظمة التعاون الاقتصادي، وإن كل ممتلكاتهم في الخارج ستجمّد، عندها سيتحركون نتيجة المسّ بجيوبهم. ويرى أنه «جب عدم فرض عقوبات على ميشال عون شخصياً، بل على حاشيته، ابنتيه ميراي وكلودين، وباسيل ومستشاره سليم جريصاتي، وبالأخص بنك سيدرس، المصرف الخاص بالتيار الوطني الحر. هناك تودع كل حسابات عائلة عون. اللافت هنا أن المدير العام السابق لوزارة المال آلان بيفاني صرّح للصحيفة بأن «إشهار سلاح العقوبات جعل كثراً يرتجفون، وهناك نوع من الصدمة لدى السياسيين. وعمّا إذا كان ماكرون سيتمكن من تسويق أفكاره وإصلاحاته لدى الديناصورات اللبنانية، أجاب بيفاني: لطالما منعت الأحزاب اللبنانية ذلك. ولكن مع التهديدات بضربهم على أصابعهم، قد ينجح الأمر هذه المرة.
"الشرق": بعد 100 عام… عادت فرنسا
كتب عوني الكعكي في "الشرق": بعد 100 عام… عادت فرنسا
لقد رافقت زيارة الرئيس الفرنسي عملية تكليف مصطفى أديب الذي كان سفيرنا في ألمانيا بتشكيل حكومة جديدة. هنا لا بد من التوقف عند الأمور التالية: أولاً: هذه الحكومة جاءت بمبادرة شخصية من الرئيس الفرنسي ماكرون وبمباركة أميركية. إذ لولا الموافقة الاميركية على التكليف، ما كان يمكن للعملية أن تنتهي بخير، وبالصورة التي انتهت بها. ثانياً: الرئيس المكلف متزوّج من فرنسية، ووالد زوجته على علاقة مميزة بالرئيس الفرنسي ماكرون، وبقصر الإليزيه عموماً. ثالثاً: الرئيس المكلف مقرّب جداً، وعلى علاقة وطيدة بالرئيس الالماني… وهذه نقطة في غاية الأهمية، خاصة وأنّ الوضع الاقتصادي والمالي لألمانيا قوي جداً، وتستطيع مساعدة لبنان في موضوع الكهرباء وبالأخص عبر شركة سيمنس، التي رفضها الصهر العظيم، فأفشل من خلال رفضه هذا مشاريع الكهرباء… التي ازدادت سوءًا في لبنان مدة عشر سنوات متتالية. رابعاً: يبدو أنّ هناك اتفاقاً بين فرنسا وبين إيران، وبمباركة أميركية… ولا أحد يعلم حقيقة أو تفاصيل هذا الاتفاق… لكن نتائجه الملموسة قد تكون ظهرت في قضية التكليف. خامساً: الرئيس المكلف مصطفى أديب، وبسبب علاقته المميزة بفرنسا، قادر على إعادة مشروع سيدر الى الوجود، الذي حصل عليه الرئيس سعد الدين الحريري منذ ثلاث سنوات… لكنه وبسبب مواقف الصهر العظيم جرى تعطيله… فكل ما يؤدي الى تسهيل موضوع الكهرباء يعرقله الصهر، ما تسبّب بتأخير مشروع إعادة التيار الكهربائي أو تحسينه عشر سنوات، إذ لم يتم تعيين مجلس إدارة للكهرباء، ولا هيئة ناظمة لها. حتى ان التعيينات في مصرف لبنان من نواب للحاكم الى مراكز أخرى شاغرة؛ كرئيس هيئة الرقابة والأعضاء عطلها الصهر العظيم أيام الرئيس سعد الدين الحريري، وبسحر ساحر، مرّرها خلال حكومة الرئيس حسان دياب، والأسباب معروفة لا تخفى على أحد. سادساً: نقول للدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، الذي نحترمه ونسأله: لماذا اتخذت مثل هذا الموقف ضد تكليف أديب وتشكيل حكومة جديدة بشكل ونمط جديدين؟ فالأسباب التي أشار إليها نائب رئيس القوات النائب جورج عدوان غير كافية وغير مقنعة.وهنا نذكّر الدكتور جعجع، انه هو الذي أوصل الجنرال عون الى سدّة الرئاسة بعد اتفاق معراب. قد يكون الدكتور جعجع مصدوماً من كيفية انتهاء الاتفاق… لكننا تعرف تماماً، أنّ جعجع اكتشف أخيراً أنّ لا وسيلة للاتفاق مع جبران. فباسيل لا يمكن أن يعطي شيئاً، ولا أن يضحي بشي.
"الشرق": ماكرون وفيروز… والرهان على لبنان آخر
كتب خيرالله خيرالله في "الشرق": ماكرون وفيروز… والرهان على لبنان آخر
يعود ماكرون الى بيروت في مناسبة الذكرى المئوية لاعلان لبنان الكبير في الأول من أيلول 1920 من قصر الصنوبر في بيروت. سيأتي ليقول انّ بلدا مثل لبنان، انجب فيروز، لا يستأهل الموت والزوال عن خريطة المنطقة والعالم. هذا ما حذّر منه وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان قبل ايّام. من خلال قراءة النقاط التي ضمنها كبار المسؤولين الفرنسيين المهتمين بلبنان ورقة مفاهيم من اجل تشكيل حكومة لبنانية، يتبيّن غياب أي ثقة بالحكم القائم. تدعو ورقة المفاهيم الى التشكيل السريع لحكومة من اجل تفادي فراغ في السلطة تجعل لبنان يغرق اكثر في الازمة التي يعاني منها. تدعو أيضا الى تشكيل حكومة قادرة على معالجة الازمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية التي يمر فيها لبنان. هناك نقاط عدّة وردت في ورقة المفاهيم الفرنسية التي تخلص الى القول انّ فرنسا ستنظم في اقرب وقت ممكن مؤتمرا دوليا لاعادة التأسيس يسمح بإعادة تمويل البلد وتحقيق سيادته الكاملة. من يتمعّن بكل ما تمثله امرأة ثمانينية مثل فيروز، وفي معنى ذهاب الرئيس الفرنسي الى بيتها، يكتشف انّ لبنان ما زال لديه ما يقدمه للعالم وللمنطقة وان رهان فرنسا على انتصار ثقافة الحياة على ثقافة الموت لا يزال قائما. صحيح ان تفجير ميناء بيروت كشف الفراغ السياسي الكبير في لبنان، لكنّ الصحيح أيضا ان ثمّة حاجة الى ملء هذا الفراغ بطريقة او باخرى. من سيملأ الفراغ؟ الخيار الفرنسي واضح كلّ الوضوح. إنّه يقوم على فكرة تشكيل حكومة جديدة قادرة على منع سقوط البلد، حكومة من نوع مختلف تضمّ شخصيات تتمتع بكل الصفات التي تؤهلها للعب دور ذي طابع انقاذي. معنى ذلك حكومة لا علاقة لها من قريب او بعيد بنوع الوزراء الذين جاء بهم «التيّار الوطني الحر» وغيره الى الحكومة، أي وزراء يتمتعون قبل كلّ شيء بصفة الشفافية بدل الفساد والتزلّف والانتهازية والسطحية والتعصّب الطائفي التي تميّز انصاف المتعلّمين والمثقفين. الاهمّ من ذلك كلّه، ان تكون هناك حكومة تطالب بلجنة تحقيق دولية في تفجير ميناء بيروت. يحتاج لبنان الى وزراء صادقين اوّلا يفهمون معنى الشفافية ومعنى ان تعود الكهرباء الى البلد في اسرع وقت بدل ان تكون مصدر صفقات تخدم الأغراض السياسية لهذا الفريق او ذاك.
في "الديار": تدخّل رئاسي فرنسي وتقاطع مصالح داخلي أفرجا عن التكليف تفاصيل التشكيل
كتب ناجي البستاني في "الديار": تدخّل رئاسي فرنسي وتقاطع مصالح داخلي أفرجا عن التكليف تفاصيل التشكيل... تُهدّد التوافق الداخلي على تجنّب الإنهيار
بحسب أوساط سياسيّة مُطلعة إنّ تكليف سفير لبنان في ألمانيا الدُكتور مُصطفى أديب بأغلبيّة عدديّة كبيرة بلغت 90 صوتًا، جاء نتيجة تقاطع بين الداخل والخارج من جهة، علماً أنّ تحديد موعد الإستشارات النيابية على عجل، والإفراج عن إسم السفير أديب أيضًا بعد طول تردّد وأخذ وردّ، نجما من إصرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على عدم تأجيل موعد زيارته الثانية الى لبنان، وكذلك إصراره على أن تكون الأمور مُنجزة على خطّ التكليف عند عودته. وأوضحت الاوساط أنّ الرئيس الفرنسي قاد شخصيًا سلسلة إتصالات مُباشرة بمسؤولين لبنانيّين رسميّين وحزبيّين، لتأمين أوسع إجماع على تكليف الدُكتور أديب، بعد أن كانت قد سقطت تباعاً سلسلة من الأسماء المُقترحة قبل ذلك. ولفتت الأوساط نفسها الى أنّ المسَعى الرئاسي الفرنسي المُباشر، والذي يُمثّل ضُغوطاً أوروبيّة مُتكاملة بقيادة فرنسا، تلاقى مع تقاطع مصالح داخلي بضرورة عدم تأخير محطّة التكليف أكثر من ذلك، بعد أن باتت الأمور واضحة للجميع. وأضافت أنّ الكلّ في لبنان فهم أن لا مُساعدات مالية، ولا تحريك لأموال مؤتمر سيدر أو لأيّ أموال أخرى، ولا تسهيل للمُفاوضات مع صُندوق النقد الدَولي، من دون تنفيذ الإصلاحات التي طالب بها المُجتمع الدَولي، والتي ظهّرها الرئيس الفرنسي باتصالاته وبلقاءاته الأخيرة. وأوضحت الأوساط السياسيّة المُطلعة أنّ رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، وبعدما تأكّد من انعدام فرص عودته الى رئاسة الحُكومة وفق الشروط التي يضعها، وكذلك من انعدام فرص وُصول شخصيّة مَرفوضة من قبل قوى 8 آذار، على غرار السفير السابق نوّاف سلام، على سبيل المثال لا الحصر، وافق على أن يُؤمّن الغطاء السياسي والمَعنوي لرئيس الحُكومة الجديدة، بعكس ما فعل عشيّة تشكيل الحكومة المُستقيلة برئاسة الدُكتور حسّان دياب، لأنّه بات على قناعة أنّ إفشال الحكومة الجديدة يعني عمليًا إنهيار الهيكل على رؤوس الجميع، وعدم بقاء أيّ نواة لأيّ دولة يُمكن أن يُشارك بحكمها في المُستقبل. وأضافت أنّ مصالح قوى 8 آذار تقاطعت مع مصالح «تيّار المُستقبل» في هذا السياق، علماً، أنّ هذه القوى تريد أصلاً سحب «تيّار المُستقبل» من موقع المُعارضة، الى موقع المُشارك في تحمّل مسؤوليّة الأوضاع، بحيث سارت بسيناريو أن تخرج تسمية الرئيس المُكلّف من جانب «التيّار الأزرق» عملياً، ولو أنها جاءت ظاهرياً من رؤساء الحكومة السابقين، ليجري بعد ذلك تبنّيها من أغلبيّة القوى، بدعم دَولي كبير.
"الديار": الاختبار الاول لجدية مسعى ماكرون خلال مُشاورات بعبدا اليوم
كتب علي ضاحي في "الديار": الاختبار الاول لجدية مسعى ماكرون خلال مُشاورات بعبدا اليوم الحريري شريك مُضارب في التشكيل ... وتزكية فرنسية لمصطفى اديب!
تؤكد معلومات خاصة لـ الديار ان زوجة اديب فرنسية الجنسية، وبالتالي، فإن تزكية اديب اتت من الفرنسيين ايضاً بتقاطع مع الحريري. في المقابل، تؤكد اوساط واسعة الاطلاع في تحالف 8 آذار لـ الديار ان جزءاً من المفاوضات التي جرت في الساعات الـ72 الماضية ، كان التركيز كله منصباً على ان يُسمّي الحريري الاسم الذي سيكون محل توافق للجميع باستثناء القوات اللبنانية التي تغرّد خارج السرب، وفي مُحاولة للتمايز الداخلي والمسيحي، وتضيف الاوساط : كون هذه الحكومة ستكون لفترة انتقالية ولن تكون طويلة، مع استبعاد ان تكون مُقاطعة القوات لمشاورات بعبدا النيابية الملزمة اليوم، رسالة اعتراض سعودية او رفض اميركي للمسعى الذي يقوده ماكرون. وتقول الاوساط ان معيار الحريري في البحث عن الرئيس العتيد تركز على ان لا يكون من الجنوب وصيدا، كون الحريري يعتبر ان صيدا هي مسقط رأس والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري وملعبه السياسي الاساسي بالاضافة الى الحاضنة السنية في بيروت. وبتسمية الحريري حصراً الرئيس العتيد وقبوله من معظم الافرقاء، لفتة فرنسية اضافية تجاه الحريري ليكون حاضراً وجزءاً من المعادلة السياسية الجديدة وليس بعيداً منها، وهو لم يعتذر الا لكون السعودية لم تعد ترى فيه الشخصية التي تعتمد عليها ولا سيما بعد حادثة الاستقالة من الرياض وسجنه لفترة. وان يُسمّي الحريري الرئيس المكلف هو ان يكون شريكاً مُضارباً في التكليف مع حصة سنية وازنة له، ومع ضمان الحفاظ على الشخصيات المحسوبة عليه في التعيينات، ومنع اي كيدية سياسية كان يُروّج لها الحريري والمستقبل خلال حكومة حسان دياب. وتقول الاوساط، ان ماكرون يعد الحكومة الجديدة اذا ما تمّ التوافق على شكلها ووظيفتها ودورها والمشاركين فيها سريعاً، سيضخ لها جرعات اوكسيجين خارجية ومالية، ولكن بما يضمن منع الانهيار والتقليعة المدروسة المترافقة بإصلاحات جذرية وسريعة وخطوات يفترض ان تحاكي تطلعات الشارع وانتفاضة 17 تشرين الاول وجماهير الاحزاب العريضة التي تلهث كغيرها ايضاً وراء لقمة العيش الكريم.
الحريري: البلد لا يحتاج إلى مناورات بل إلى حلول
أضاءت الصحف على موقف الرئيس سعد الحريري بعد تسميته مصطفى أديب لرئاسة الحكومة العتيدة، فقال "يجب ان يكون هدفنا جميعا إعادة اعمار بيروت وتحقيق الإصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد الدولي لنكسب دعم المجتمع الدولي ونسيطر على الانهيار".
وشدد على "تشكيل حكومة من أشخاص معروفين بالكفاءة والنزاهة والاختصاص ويجب ان تتشكل بسرعة " لافتا الى ان كل الكتل النيابية أعلنت تعاونها مع الحكومة لتحقيق الهدف المنشود .
وعما إذا كان يريد حكومة سياسيين، أجاب: "بالنسبة إلي، هذه الحكومة يجب أن تكون مشكلة من الاختصاصيين، وهذا لا يعني أن يكون الاختصاصيون من تيار المستقبل أو من حزب فلان أو فلان. الاختصاصيون هم أشخاص عملوا ونجحوا في مجال العمل أو الطب أو الهندسة أو الزراعة أو الاقتصاد أو المالية أو غيرها".
وردا على سؤال عما ستختلف هذه الحكومة عن سابقتها، علما أنه كان مطروحا بقوة، أجاب: "جميعنا يعرف الظروف التي أوصلت إلى هذا الموقف بالنسبة إلينا، وكل الكتل النيابية كان معروف ما اعتراضها على سعد الحريري، وأنا ارتأيت أن البلد اليوم لا يحتاج إلى مناورات، بل إلى حلول وإلى النهوض والالتقاء مع مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مكان ما".
وقال: "ليس هناك فريق سياسي أكبر من مطالب الشعب، وليس هناك فريق سياسي أكبر من حاجة الشعب إلى الحلول، ولا يستطيع أي فريق سياسي أن يترك البلد ويقول، إما أن نصلح كل شيء ونقوم بكل شيء وإما أن نبقى في البيت. لا أظن أن هذه هي الحلول، بل هناك خلافات أساسية في البلد مع أفرقاء سياسيين عدة، والحل هو أن نقول موقفنا السياسي بوضوح ونواجه. أخيرا، سيكون لي حديث خلال الأيام المقبلة لكي أشرح كل هذه المرحلة المقبلة".
كيف"هبط" أديب على أرض التسوية؟
رأت "النهار" أن ما جرى في استيلاد واختيار نادي رؤساء الحكومات السابقين وتحديدا الرئيس سعد الحريري اسم مصطفى أديب مرشح النخبة السياسية السنية واصطفاف غالبية وافرة من القوى السياسية بدءا بمعسكر تحالف العهد والثنائي الشيعي ومعظم قوى 8 آذار والقوى الوسطية مثل الحزب التقدمي الاشتراكي وراء هذا الخيار، أدى في واقع الامر الى حل سريع لاستحقاق التكليف، ولكن أيضا الى تعويم تسوية ضمنية بين بيت الوسط الذي كان العراب الداخلي لتكليف أديب، والعهد وحلفائه ولو "من بعيد لبعيد".
وأفادت "الأخبار" بأن خيار أديب يخدم رئيس تيار المستقبل الذي لم يرد تسمية شخصية محسوبة عليه حتى لا يلقى، وحيداً، مسؤولية أي فشل محتمل. وهنا تتعدد الروايات بين أن اقتراح اسم رئيس الحكومة المكلف جاء من باريس، وبين أنه مسمّى من الحريري وسُوّق له فرنسياً. الأكيد أن السعودية غير راضية عن هذا الخيار والتزمت الموقف نفسه من حكومة حسان دياب، من دون أن يكون لها اسم بديل أو مشروع بديل باستثناء الفيتو على الحريري.
ولاحظت "النهار" ان احد الأسباب الوجيهة والكبيرة والمبررة للخيبة التي سرت لدى فئات واسعة مؤيدة لـ"تيار المستقبل" او لقوى 14 آذار سابقا هو ان الرئيس الحريري الذي اثبت التزام صدقية تعهده عدم العودة الى رئاسة الحكومة حاليا، ذهب الى حرمان أي من أعضاء كتلته النيابية او أي اسم لصيق به مباشرة خيار التكليف ليبقى حرا من تبعات التعامل مع العهد والافرقاء الاخرين الذين اشترطوا عليه شروطا لا يقبلها للعودة. ولكنه في المقابل بتحوله العراب السياسي الأول والاكبر لخيار رؤساء الحكومات السابقين تزكية مصطفى أديب صار تلقائيا في موقع الدافع أيضا نحو تسوية متجددة مع الثنائي الشيعي والحلفاء وضمنا مع العهد.
وأشارت "النهار" إلى ان هذه التسوية "تميزت" هذه المرة بقلة معارضيها من القوى والكتل الكبيرة اذ تبدو "القوات اللبنانية" وحدها ككتلة كبيرة بعد استقالة نواب الكتائب الطرف النيابي والسياسي المعارض للتسوية من داخل المجلس النيابي وهي التي اختارت مرشحا لرئاسة الحكومة السفير نواف سلام.
واذا كان هذا يشكل الظاهر الداخلي المباشر لواقع التسوية التي اثارت غباراً كثيفا من الخيبة لا يمكن تجاهله وإنكاره مهما كانت بلاغة المبررات التي طرحت لهذا الخيار ولهذه التسوية، فانه من غير المنطقي حتما، بحسب "النهار"، تجاهل الوساطة الفرنسية التي اضطلعت بدور الرافعة القوية وبشكل مباشر ويومي ترجمته الاتصالات غير المسبوقة في كثافتها التي كان يجريها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالافرقاء السياسيين قبيل عودته مساء امس الى بيروت في زيارته الثانية للبنان في اقل من شهر للمشاركة أيضا في احياء الذكرى المئوية الأولى لاعلان لبنان الكبير. وإذا كان بعض المعطيات "حلق" في رسم سيناريوات من مثل ان اسم أديب جرت بلورته بين مسؤولين ديبلوماسيين ومخابراتيين فرنسيين وسياسيين لبنانيين، فان ذلك لا يحجب ان مناخ الرعاية الفرنسية النشطة والدافعة بقوة نحو حل سياسي داخلي لعب دورا محوريا في استعجال التسوية. ولم يكن امرا عابرا ان يجري اختيار أديب بين الكثير من ألاسماء الذين اخضعوا للغربلة في الاجتماعات المفتوحة لرؤساء الحكومة السابقين بما يعني ان ثمة مجريات في الكواليس يملكها خصوصا الرئيس الحريري كان لها الأثر المباشر في حمل مصطفى أديب الى نادي رؤساء الحكومات. واما وقد جرى تكليف أديب رسميا تأليف الحكومة الجديدة، فان مدى اتساع التسوية الداخلية "لتحميلات" خارجية وما يمكن ان تكون فرنسا قد تولته من اتصالات مع الدول المؤثرة لتسهيل ولادة حكومة اختصاصيين مصغرة كما يجري تداول الامر فهنا تماما يمكن الاختبار التالي.
أسئلة!؟
ولكن في الطريق الى هذا التأليف، ومع الواقع اللبناني المعقد سياسياً، والمنكوب بأزمة اقتصادية وماليّة، وبالآثار الكارثية التي تأتّت عن انفجار مرفأ بيروت وتدمير ربع العاصمة، رأت "الجمهورية" أن الأسئلة تزدحم:
أولاً، حول كيفية نبش اسم مصطفى أديب، وإدخاله في نادي رؤساء الحكومات من دون سابق إشارة إليه لا من قريب او من بعيد؟
ثانياً، حول من أوحى بتسميته، وجمع رؤساء الحكومات السابقين عليه، وأمّن بالتالي الحضانة السنية له سياسياً ودينياً؟
ثالثاً، حول ما اذا كان هناك غطاء خارجياً لاسم مصطفى اديب، وتحديداً فرنسي، وحول ما إذا كان هناك ضوء أخضر أميركي، وكذلك سعودي شجّع على هذا الخيار؟
رابعاً، حول كيفية تعاطي القوى التي سمّته، مع استحقاق التأليف، وحول حقيقة ما يقال انّ توافقاً ضمنياً حصل بين هذه القوى على ان يكون تأليف حكومة أديب هو الأسرع في تاريخ تأليف الحكومات، وضمن مهلة لا تتجاوز أسبوعين الى 3 اسابيع على الاكثر؟
خامساً، حول الغاية من تجنّب رؤساء الحكومات تسمية شخصية لها ثقلها السياسي والسني، ومبادرتهم الى اختيار شخصية غير معروفة ولم تكن في حسبان أحد، ولا تملك قوة التمثيل، ولا عناصر القوة التي تخوّلها مواجهة التحديات الهائلة التي تواجه البلد، وخصوصاً على الصعد الإقتصادية والنقدية والمالية والإجتماعية؟
سادساً، حول ما اذا كان صحيحاً ما يتردّد في بعض المجالس والصالونات السياسية من اختيار اديب، هدفه تقطيع الوقت لا اكثر، وانه حتى ولو سار التكليف بشكل سلس، فإنه لن يتجاوز عتبة التكليف، ولن يبلغ التأليف بالنظر الى التعقيدات والمطبّات التي ستبرز في طريقه، وخصوصاً حيال توزيع الوزارات الحيوية والفيتوات المتوقعة حول إسنادها لهذا الطرف او ذاك. وكذلك حول حجم المشاركة السياسية ونوعيتها وما اذا كانت حزبية مباشرة او حزبية غير مباشرة، وحجم شراكة "حزب الله" في الحكومة، ما يدفعه امام هذا الانسداد الى الاعتذار عن تأليف الحكومة، ليعود بعد ذلك الدوران في دوامة التكليف من جديد؟
"الاخبار": مصطفى أديب... المتخرّج في المدرسة الميقاتية
كتبت ليا القزي في "الاخبار": مصطفى أديب... المتخرّج في المدرسة الميقاتية
في المدرسة الميقاتية، تخرّج مصطفى أديب.. وبحسب المعلومات، فإنّ فريق عمله سيكون من العزميين. تأثّر بـالحاج إلى درجة أنّ واحداً من أولاده الخمسة، اسمه نجيب. وربّما يكون أحد أبرز الدروس التي اكتسبها من هذه المدرسة، شخصيته التسووية التي تعرف كيف تُدوّر الزوايا بطريقة تترك الجميع راضين. بعد سبع سنوات من العمل الدبلوماسي، يؤخذ على أديب أنّه لم ينجح في إدارة السفارة، ما عزّز الزبائنية السياسية فيها ودور الأحزاب، وباتت تُصنّف من الأدنى رتبة دبلوماسياً. شكاوى الجالية بحقّه عديدة، عن غياب التواصل وتأخّر في بتّ المعاملات وفوضى داخلية. وكان يتخطّى المرور بوزارة الخارجية والمغتربين، مثل كلّ الدبلوماسيين من خارج الملاك ويتواصل مُباشرةً مع رؤساء الحكومات، بحسب مسؤول في الوزارة. قصّر أديب في عمله، ولم يترك بصمة في السفارة، فهو كان ناجحاً حصراً في اللياقات واللباقات، ويُفتش دائماً عن التسوية. ومع أنّ بعض الدبلوماسيين يؤكّد أنّ أديب لا يملك شبكة علاقات خارجية يُعتدّ بها، يقول مُطلعون على عمله العكس: حافظ على العلاقات التي نسجها أيام كان مُديراً لمكتب ميقاتي، ونسج علاقات مع الفرنسيين (زوجته فرنسية، تحمل أيضاً الجنسية الإيطالية) والسويسريين، ووطّد صلاته بمؤسسات أوروبية عاملة في حقل الوساطات والنزاعات. وتعيينه عميداً للسلك الدبلوماسي العربي في برلين، فتح له مجالات جديدة، كعلاقته الوطيدة برئيس الديوان الأميري القطري. قبل أن يصدر قرار تصنيف حزب الله إرهابياً، قام أديب بواجبه الوطني، متواصلاً مع المسؤولين الألمان بأنّ الحزب هو مُكوّن لبناني. مصطفى أديب شخصية مُعتدلة غير صدامية، لكن في سجلّه نقطة سوداء، هي راتبه. فبعد تعيينه سفيراً، رفع دعوى على الدولة اللبنانية أمام مجلس شورى الدولة مُطالباً بضمّ خدمات مع مفعول رجعي وزيادة معاشه، لأنّه مُتفرّغ في الجامعة اللبنانية. ربح أديب الدعوى، وبات يقبض أعلى راتب دبلوماسي: 33 ألف دولار شهرياً!
"النهار": أجراس النضجِ الجَماعي تقرع
كتب جهاد الزين في "النهار": أجراس النضجِ الجَماعي تقرع
لا أظن أن حركة البطريرك الماروني بشارة الراعي في تجديد الدعوة لحياد لبنان، وهي دعوة كل الكنيسة، ومعها دعم هائل من كل نخب المجتمع اللبناني، والكتلة الوازنة، ولو غير المُعبَّر عنها سياسيا، من النخب الشيعية، ستكون دعوة عابرة التأثير في مستقبل لبنان أي في تاريخه الآتي. انتهى الزمن في الشرق الأوسط الذي تصبح المطالبة فيه بالاستقرار، خيانة. خيانة من لمن؟ يسأل نضجُ المائة عام. لا تقدم من دون استقرار، وارتباط المسألتين، التقدم والاستقرار، بات محسوما بالنسبة لمجتمعات أنهكتها الهجرة والحروب والحكومات الفاسدة والديكتاتورية. دعوة البطريركية المارونية للحياد، حياد لبنان عن ميكيافيلية الاستخدامات الإقليمية لنقاط ضعفه ستعطي هذا البلد الغني ثقافيا وتعليميا ودياسبورياً فرصة خدمة الشعب الفلسطيني المقهور بطريقة فعّالة لا نظير لها تساهم سلماً في إنقاذ ما تبقّى من قضيته. النضج الجَماعي يقول أن العالمَين العربي والمسلم يغادران حقبة الإسلام الأصولي السنية والشيعية، الحقبة التي حملت نظام قيم سياسية عنيفة وعنفية وتعنيفية وساهمت في وصول المنطقة إلى القاع المتدهور الذي هي فيه. فشلت هذه الحقبة في تحقيق سلم عادل للفلسطينيين فازدادت إسرائيل قوة وتقدما وكما قلنا سابقا وعنصرية رغم وجود أصوات مثقفين شجعان فيها يشهدون على تحولها نحو نظام تمييز عنصري. لكن المرحلة رغم الضياع العربي الظاهر هي على الأرجح في طوْر بلورة بديل سياسي وثقافي لمقاومة الانهيار. ربما لن يكون باستطاعة هذا الجيل أن يواكب ولادة البديل الكاملة لكن نزوع لبنان الحيادي هو أحد الإرهاصات الأكيدة على التحول.
"النهار": العقول الوازنة
كتب ايلي الفرزلي في "النهار": العقول الوازنة
بمناسبة المئوية الأولى لإنشاء دولة لبنان الكبير، التي جاء انفجار مرفأ بيروت فيها وكأنه خطٌّ فاصل بين لبنانين، أريد أن أذكِّر اللبنانيين بالمفكر والمستشرق الفرنسي المتميِّز إرنست رينان، الذي كان لبنان قطعة من فلك عقله الوازن، وعاش فيه فترة من الزمن على ساحل جبيل في أواخر القرن التاسع عشر. فقد تم أخيراً جمع معظم كتاباته السياسية في كتاب واحد أعطي عنوان محاضرة ألقاها في جامعة السوربون في شهر أيلول من عام 1882 بعنوان "ما هي الأمة؟" جادل فيها بأن التاريخ شهد الكثير من الكيانات الاجتماعية التي ليست أمماً، كالقبائل، والعشائر، والطوائف، والشعوب، والإمبراطوريات، والإقطاعات وما الى ذلك، منها من تحوَّل الى أمَّة تامة بفعل صدف أو حوادث تاريخية لكونها حازت على شيء ميَّزها عن غيرها من التجمُّعات الاجتماعية المعروفة.ويمكن القول بأنَّ جوابه عن سؤاله "ما هي الأمة؟" هو "التوافق المستمر"، حيث قال إن وجود الأمة هو "استفتاء يومي" (وفق ترجمة المؤرخ الماركسي البريطاني الراحل إريك هوبسبوم) un plébiscite de tous les jours ، تماماً كوجود الإنسان الفرد من حيث التأكيد الدائم والمتواصل لبقائه على قيد الحياة.
بل إن في مطالعة رينان عن ماهية الأمة ما يؤكد انطباقها على لبنان ونفي انطباقها على الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وتأكيد انطباقها على الشعب الفلسطيني ولو مجرَّدا من أرضه، حيث قال: "إن الأمة ليس لها مصلحة حقيقية في اغتصاب أو احتلال بلدان الآخرين ضد إرادتهم. ما تريده الأمة في النهاية معيارٌ شرعيٌ وحيد يُرجع اليه دائماً وفي كل حين". إن ما نحن عليه اليوم في لبنان لا تقوم به سوى العقول الوازنة التي كان مقلعها ومنبتها على الدوام، فلم تقوَ عليه الاحتلالات، ولم تنخه الحروب الأهلية، ولم يستطع أحد أن يمحو مركزيته في العالم. لكنني أرى أنَّ العقول الوازنة خجولة في هذه الأيام العصيبة التي تعصف بها غوغاء السياسة من جهة وغوغاء الشارع من جهة أخرى. فلنبحث عن المعيار الشرعي الوحيد الذي نلجأ اليه جميعاً في عيشنا المشترك، لكي نبقى، أو نصبح، أمَّة تامَّة ومشعَّة كما تصوَّرتها العقول الوازنة ذات يوم.
"اللواء": استكمال تشكيل الحكومة العتيدة متواصل تحت غطاء التفاهم الداخلي والدعم الفرنسي
كتب معروف الداعوق في "اللواء": استكمال تشكيل الحكومة العتيدة متواصل تحت غطاء التفاهم الداخلي والدعم الفرنسي
يشكل تزامن تسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة مع عودة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى لبنان وفاءً للوعد الذي قطعه للبنانيين عشية زيارته السابقة لتأكيد الاحاطة الفرنسية الرسمية والتضامن معهم بعد كارثة التفجير المدمر الذي وقع في مرفأ بيروت في الرابع من شهر آب المنصرم، دليلاً إضافياً على تنفيذ متطلبات ولادة الحكومة الجديدة التي أوصى بها الرئيس الفرنسي لدى لقائه بالقيادات السياسية في قصر الصنوبر مؤخراً، وترجمة عملية لبدء تحقيق الانفراج السياسي بالداخل والمباشرة بوضع الحلول للأزمات المتراكمة، بعد ان عجزت الحكومة المستقيلة عن القيام بهذه المهمات طوال مُـدّة توليها المسؤولية. ولا شك ان تواصل الاهتمام الفرنسي بالوضع الداخلي ومتابعة مسار تشكيل الحكومة العتيدة على هذا النحو، سيوفر عوامل انطلاق سلسة للحكومة الجديدة ويساهم بفاعلية في إزالة التحفظات والعقبات التي اعترضت مسيرة الحكومة المستقيلة، إن كان في الداخل أو الخارج على حدٍ سواء، ولا سيما على صعيد إزالة العقبات وتخفيف الشروط المفروضة من قبل المجتمع والصناديق والمؤسسات المالية الدولية لمساعدة لبنان لحل الأزمة المالية والاقتصادية التي يتخبّط بها منذ سنة تقريباً. لا يمكن تشبيه الحكومة الجديدة بالحكومة المستقيلة أو التنبؤ بمصيرها كما يحلو للبعض التبشير بذلك، لأن الرئيس المكلف من خارج نادي رؤساء الحكومات السابقين أو ليس من ضمن الطاقم السياسي التقليدي، بل هناك اختلافات وتمايز ملحوظ، بين رئيسي الحكومة المستقيلة والرئيس المكلف وتركيبة كل منها، ويبقى انتظار الاداءالسياسي والحكومي في المرحلة المقبلة لإعطاء التقييم الطبيعي بخصوصها قبل أي استنتاج استباقي آخر على أي صعيد كان، في حين لا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار ان ما تتميّز عنه الحكومة العتيدة من مزايا التفاهم والدعم الداخلي الملحوظ والاحاطة المتواصلة من الدعم الفرنسي وغيره، يُشكّل عامل دفع مؤاتٍ ويساهم في تذليل الكثير من الصعوبات والعوائق التي تعترض عمل الحكومة للقيام بالمهمات الملقاة على عاتقها في المرحلة المقبلة.
"اللواء": تكليف أديب بعيون الحراك: المواجهة باتت حرب وجود
كتب عمار نعمه في "اللواء": تكليف أديب بعيون الحراك: المواجهة باتت حرب وجود
هي حكومات متشابهة لمنظومة سياسية واحدة تُجدد لنفسها على الدوام. هذا هو لسان حال مجموعات وشخصيات الانتفاضة الشعبية حيال عملية الاستشارات النيابية في بعبدا والتي أسفرت عن تكليف السفير مصطفى أديب برئاسة الحكومة اللبنانية المقبلة. الحقيقة أننا لا نعرف من هو السفير مصطفى أديب لكن الجهة التي سمته ليست موثوقة عندي وقد إختبرناها ورأينا ما حصل على أيديها. بهذه العبارات يلخص العميد المتقاعد جورج نادر موقفه من إجراءات التكليف أمس. والواقع أنهم قد استعجلوا في الاستشارات نتيجة إلحاح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي طالبهم بعمل شيء قبل الاول من أيلول، وإلا فإنهم لن يحصلوا على مساعدات مادية، حسب نادر الذي يتساءل: وإلا فلماذا انتظروا الى هذا الوقت ليقيموا الاستشارات، علما أنه بناء على الدستور، يجب تعيين الموعد للاستشارات بعد قليل من إستقالة الحكومة، بينما لجأنا الى التأليف قبل التكليف، إذ لا أهمية للدستور بالنسبة إليهم كما حصل سابقاً مع حكومة دياب. ينطلق نادر إذا من المبدأ نفسه مع زملائه في الحراك. على أنه يدعو في هذا الاطار الى الانتظار لمعرفة شكل الحكومة التي سيؤلفها أديب، ويسأل: هل ستكون على شاكلة حكومة (الرئيس) حسان دياب؟ هذا سيعني أننا لسنا أمام أمر جديد. أما إذا شكل حكومة مستقلين فعليا وليس في شكل مقنع كما كانت الحال في الحكومة الماضية، فسيكون لنا كلام آخر. في وجه سلطة تلجأ الى فائض القوة في وجه شعبها، حسب الحراكيين، تبدو المواجهة مفتوحة مع المنظومة السلطوية وباتت حرب وجود بالنسبة الى كثيرين، وسيقاربها الحراك بأساليب جديدة وأكثر تشاركية وعمقاً، لكن بتكتم بعد ما حصل الاحد الماضي ولكي لا يكشف المنتفضون أوراقهم أمام السلطة.
"نداء الوطن": "المئوية"... ومشروع نهاية "الجلجلة"
كتب بشارة شربل في "نداء الوطن": "المئوية"... ومشروع نهاية "الجلجلة"
هل نحتاج الى عقد سياسي جديد؟ سؤال مشروع بعد مئة عام على قيام "لبنان الكبير" وجلجلة عذابات توَّجها يوم 4 آب الذي سيدخل في التاريخ الأسود لمنظومة الجريمة والفساد. ليس "الطائف" نصاً مُنزلاً. ويحتاج تطويراً جدياً واغلاقاً لكثير من الثغرات. لكنه "المسطرة" التي شاءتها أكثرية اللبنانيين فاصلاً بين زمني الحروب والسلام. وللحقيقة، لم يطرح حتى الآن مشروع أفضل من حيث الحفاظ على "العيش المشترك" والمناصفة في المناصب والمسؤوليات والواجبات، ومن حيث الواقعية في مقاربة حساسيات الطوائف والمذاهب وموقع لبنان. بعد مئة عام على ولادة "لبنان الكبير" يحتاج البلد الصغير الى تجديد فرح تلك الولادة ولو من بين المآسي والركام، ليس عبر مشاريع انقلاب وابتزاز، ولا عبر نزعات الانكفاء، ولا عبر ألاعيب قوانين الانتخاب التي تضمر التهديد بالهيمنة العددية تحت ستار "الدولة المدنية". يحتاج لبنان الى تغيير إنقاذي بعدما انهار نظامه الاقتصادي والمالي، وثبت ان الفساد والزبائنية والتواطؤ ضد سيادة الدولة دمرت البشر والحجر. لهذا التغيير عنوان عريض واحد، هو قيام لبنان الحيادي. وهو صعب وبسيط. صعب لأنه مشروع نضال مرير لتأمين التقاء ارادة اللبنانيين مع الإرادة الدولية لتشكيل رافعة تضعه على طريق النجاح. وبسيط اذا اقتنع من يجب عليه الاقتناع بأن تجربة خطف لبنان على مذبح الصراع الاقليمي وأطماع المحاور وصلت الى خاتمتها السيئة. وليس الحياد نقضاً لـ "الطائف" لكنه تطوير ذو بعد وطني تاريخي تقتضيه تناقضات "هوياتنا" التي تُغْني وتدمِّر منذ مئة عام وتوجبُه التجارب المرة التي نمر بها منذ ثلاثة عقود وكوارث ما بعد الانقلاب التام على الدستور بعد العام 2005. إذا كان هناك من دعوات جدية لـ"عقد سياسي جديد" فليكن مشروع "الحياد" أول العناوين، وليأخذ الصراع السياسي مداه لتحقيق مطلب لبنانيين كثيرين يقولون: نلنا نصيبنا الكافي، وعلينا ما على الآخرين. فلبنان "الطائف" يُستكمل بـ"الحياد" كخيار استراتيجي. أما ما تبقى فيقع ضمن الممارسة السياسية اليومية ولا يحتاج أي مؤتمرات ونصوص، وسيتحقق الكثير لو يرحل المسؤولون وأذيالهم وأدواتهم، فكلّهم مرتكبون بالتغاضي أو التواطؤ أو الاهمال أو الاجرام المشهود.
"الانوار": ابعدُ من تسميةِ مصطفى أديب حكومةٌ نسخةٌ طبقُ الأصلِ عن "التي سبقتها"؟
كتبت الهام فريحة في"الانوار": ابعدُ من تسميةِ مصطفى أديب حكومةٌ نسخةٌ طبقُ الأصلِ عن "التي سبقتها"؟
كان على الطبقةِ السياسية اللبنانية أن تُسمي رئيساً للحكومة قبل وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ... حتى ظهر الاحد ، أي قبل 24 ساعة على وصول رئيس فرنسا. تسميةُ السفير مصطفى أديب طرحت جملةً من التساؤلات : مصادر مطلعةٌ موثوقةٌ تقولُ هل لأن زوجته فرنسية ؟ وهل لان والد زوجتهِ موظفٌ كبيرٌ في الاليزيه كما تردّد؟ وهل من يدٍ لآل ميقاتي نتيجةُ العلاقةِ الوطيدة التي تربطُ بينهما حين كان مديراً لمكتب الرئيس نجيب ميقاتي . وهل من موافقةٍ مسبقةٍ لحركة امل في هذه التسمية ؟ خصوصاً ان مناصري الحركة من الجالية اللبنانية في برلين يُشيدون به . بالاضافةِ لجملةِ إستفساراتٍ: من حضّر، وجهّز، وبرمج اطلالتهُ الاعلاميةَ الاولى للرئيس المكلف مع ان سيرتهُ توحي او تتماشى تماماً كسيرةِ الاكاديمي الرئيس دياب قبلهُ.
لكن الأهمَّ من كل ذلك ، هل بإمكانِ استاذٍ جامعيٍ ، مع الإحترامِ الكلي لأساتذةِ الجامعات، أن ينهضَ بهذا الحِملِ الهائل الذي كان فوقَ طاقةِ أي استاذٍ جامعيٍ في العالم، في بلدٍ مفلسْ، متفلّت، لا قانون فيه، ولا من يُحاسب، بلدٌ منهوبٌ، مسروقٌ، بالاضافةِ الى الاهمالِ المستشري المدمّر بالمرفأ الذي ادى الى محو المرفأ والعاصمة بيروت ولغايةِ اليوم لم يظهر شيءٌ من التحقيقات. هل نحنُ امام فصلٍ جديدٍ من ابوابِ الانهيار؟ ام الدولةُ الفرنسيةُ سترفعُ قمةَ جهوزيتها لبضعِ سنواتٍ افضل. والأهم من كل ذلك ، هناك وزاراتٌ " مفاتيحُ " إذا صحّ التعبير ، ومعرفةُ مَن سيتولاها ، يُحدد مَن يتحكم بالحكومة الجديدة ، واستطراداً : مَن سيكونُ وزيرَ الطاقةِ المقبل؟ الجوابُ عن هذا السؤالِ يُحددُ كل القصةِ في الحكومةِ الجديدةِ !
"الشرق الاوسط": الديمقراطية اللبنانية
كتب سمير عطا الله في "الشرق الاوسط": الديمقراطية اللبنانية
سوف يُغرقون الرئيس الجديد للحكومة مصطفى اديب بالأسماء. وليس من عادة أهل السلطة في لبنان أن يوصوا بأصحاب الكفاءات إلا بغير قصد. وسوف يكون محرجاً في تسمية وزير الخارجية بعدما كان هو موظفاً. ومن أي نوع سوف تكون حكومته في هذه الأزمة الثقيلة. وهل يستطيع إخراج لبنان من العزلة العربية والدولية التي رماه فيها جبران باسيل خلال سنواته في الوزارة. لا يستطيع الدكتور أديب تجاهل القوى السياسية في عملية الاختيار ولو انتقى وزراءه من غير السياسيين. وبعكس دياب الذي جاءت به جهة واحدة، يحمل أديب أيضاً بركة السنّة. ويبدو أن لا معارضة أمامه سوى «القوات اللبنانية» التي ترى في الدكتور نواف سلام رجل المرحلة والتحديات السياسية. إذ بالإضافة إلى سيرته العلمية والدبلوماسية، فقد كان دائماً جزءاً من الحياة السياسية والوطنية. غير أن سلام قوبل برفض من «حزب الله»، وبالتالي، استطراداً من قبل حليفه رئيس الجمهورية. هل اللبنانيون متفائلون؟ اللبنانيون يتمنون أن يتفاءلوا. كل شيء يتوقف على الحكومة التي سوف يقدمها لهم الرجل. هل يكرر النسخة الأخيرة؟ أم ينتقي أهل اختصاص وقرار وضمير؟ هل بعد كل هذه الكوارث يأتي للبنان رجال دولة وسيدات من طراز ريا الحسن؟ ما علينا سوى الانتظار، وآمل ألا يكون طويلاً وسخيفاً كالعادة. لا شيء في لبنان يحتمل الانتظار. ولا وضع يحتمل مزاجيات ومصالح السياسيين. وما عاد أحد يحتمل الوجوه التي لا ترى سوى نفسها.
"الشرق الاوسط": أسبوع لاختبار نيات القوى السياسية اللبنانية في تشكيل الحكومة الجديدة
كتب محمد شقير في"الشرق الاوسط": أسبوع لاختبار نيات القوى السياسية اللبنانية في تشكيل الحكومة الجديدة
قالت مصادر سياسية لبنانية واسعة الاطلاع، إنه من السابق لأوانه إصدار الأحكام المسبقة أكانت سلبية أو إيجابية، على تكليف الدكتور مصطفى أديب تشكيل الحكومة الجديدة، وإن هناك ضرورة للتريّث إلى حين تشكيلها، ومن ثم التأكّد من ردود الفعل العربية والدولية للوقوف على مدى استعدادها لتوفير الدعم لها وما إذا كانت تسميته مشغولة من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أشرف شخصيا وقبل أيام من وصوله ليل أمس إلى بيروت على تأمين التأييد له، خصوصا أن تكليفه يسبق مجيء مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر غدا الأربعاء في زيارة هي الثانية له للبنان. ولفتت المصادر السياسية لـ"الشرق الأوسط" إلى أن حصول أديب على ما يشبه الإجماع في تسميته من النواب يفترض الانتظار للتأكد ما إذا كانت ولادة الحكومة ستتم بسرعة، وفي غضون نحو أسبوع أم أنها ستخضع إلى ابتزاز مرده إلى الخلاف على توزيع الحقائب، مع أن التوجّه لدى معظم الذين رشّحوه لتولي رئاسة الحكومة يضغط باتجاه تشكيل حكومة من اختصاصيين تكون على قياس التحدّيات التي ترمي بثقلها على كاهل البلد وأبرزها إعادة إعمار بيروت ووقف الانهيار المالي والاقتصادي. ورأت أن النواب سيخضعون لاختبار للنيّات فور فتح ملف تشكيل الحكومة للتأكد مما إذا كان ترشيحهم لأديب ينمّ عن قناعة، أم أنهم رأوا بأن هناك ضرورة للاستجابة لرغبة ماكرون، وبالتالي لا مفر أمامهم سوى القيام بواجباتهم مراعاة له. واعتبرت أن التزامن بين زيارة ماكرون لبيروت ومجيء شينكر سيكون بمثابة مؤشر لاختبار مدى التطابق بين باريس وواشنطن لوضع حد لكل ما تردد بأن الأخيرة أعطت لماكرون نصف ضوء أخضر لاختبار مدى قدرته على وقف تدحرج لبنان إلى الهاوية، خصوصا أنه يتعامل مع عامل الوقت على أنه هدر للفرص سيؤدي إلى زوال لبنان. ورأت هذه المصادر أن تسمية أديب بدعم من رؤساء الحكومات السابقين وبتدخّل مباشر من ماكرون سيضع هؤلاء الرؤساء أمام مسؤوليتهم في توفير الدعم لها ولم يعد في مقدورهم كما في السابق التذرّع بأن تسمية رئيس الحكومة من صلاحية حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر. ومجرد تعثّره سيرتدّ سلبا عليهم. لذلك، فإن أديب لن يكون - كما يقول أحد رؤساء الحكومات السابقين لـ"الشرق الأوسط" - حسان دياب آخر وهو يرفض تشكيل حكومة تكنوقراط تؤتي بوزراء يكونون بمثابة نسخة طبق الأصل عن أسلافهم بل سيتم اختيارهم من أهل الاختصاص ولديهم خبرة في الحقلين العام والخاص. وعلمت الشرق الأوسط أن السرعة مطلوبة للعبور بالتشكيلة الوزارية وفي غضون أسبوع أو ما يزيد إلى بر الأمان وهذا يعني أنه لا مجال لابتزاز الرئيس المكلّف أو إقحامه في بازار التوزير وسيكون له الرد المناسب في حال أنه اكتشف بالملموس بأن هناك من يعيق ولادة الحكومة.
"النهار": جهود ماكرون في عاصفة مسايرة ايران
كتبت روزانا بو منصف في "النهار": جهود ماكرون في عاصفة مسايرة ايران
تلقت مصادر قريبة من بيت الوسط الى ان اسم السفير اديب لم يسقط فرنسيا بل ان رؤساء الحكومات السابقين هم من اوجدوا الحل وكان خلاصة جوجلة حتمها امران احدهما هو رفض الرئيس سعد الحريري ترشيح نفسه وكذلك الامر بالنسبة الى رؤساء الحكومات السابقين في ظل اقتناع بان شيئا جديا قد لا يتغير في مقاربات رئيس الجمهورية وفريقه للوضع وكذلك مقاربة " حزب الله" . وكان الحريري مصرا على الاخذ في الاعتبار رأي المجتمع المدني في هذا الاطار جنبا الى جنب مع رفضه ترشيح شخصية من كتلته يتحمل مسؤوليتها المباشرة. ثمة جوجلة تمت وفق هذه المصادر لكل من الشخصيات السنية في كل من القضاء والقطاع المصرفي وصولا الى السلك الديبلوماسي الذي يضم اربعة سفراء اساسيين في كل من المملكة السعودية والامارات العربية المتحدة والجامعة العربية والمانيا. تم ترجيح السفير مصطفى اديب على قاعدة علاقاته الاوروبية وانفتاحه على الجميع فيما ان السؤال يستدرج جوابا على الانتقادات لجهة عدم المجيء بشخصية سنية اكثر ثقلا ما يضعف الطائفة السنية في مواجهة الوجود الاكثر ثقلا للطائفة الشيعية في السلطة كما كان الوضع بالنسبة الى الفريق المسيحي قبل ان يتراجع بقوة منذ انتفاضة 17 تشرين الاول. مصادر رؤساء الحكومات من جهة اخرى لا تنفي ان هناك ضغطا كبيرا على الحريري الذي يريد ان يخفف الاحراج الذي يمكن ان يواجهه مع الرئيس الفرنسي فيما لم يرغب بتسمية احد من فريقه لعدم رغبته في توريطهم بحيث يجبر على الانخراط مباشرة من اجل انجاح اي منهم في ظل احتمالات الخربطة المعهودة من العهد وفريقه. ولو لم يكن هناك الرئيس الفرنسي على خط السعي لايجاد حل للازمة الراهنة لربما كانت مواجهة " حزب الله" وخياراته احد الاحتمالات لو ان هناك ظهيرا اقليميا ايضا كما لدى الاخرين في ما قد يعتبر ردا مباشرا على الانتقادات العلنية من شخصيات سنية التي سيقت على خيار تسمية اديب . والعنصر المهم في الحكومة العتيدة قد يكون اخراج رئاسة الحكومة من مجلس وصاية العهد والحزب كما كان الوضع مع حسان دياب الى مجلس وصاية من رؤساء الحكومات السابقين علما انهم علقوا نجاح مرشحهم على طبيعة الحكومة من جهة وتوزيع الحقائب وذلك فيما اخذ الجانب الفرنسي على عاتقه تأليف حكومة فاعلة. تعتقد غالبية السياسيين ان تجربة الحكومة الجديدة قد تؤدي بدعم فرنسي الى تجميد تسارع الانهيار فيما يبقى التقدم الى حل انقاذي رهنا بامور اخرى كثيرة.
"الاخبار": السعودية: أديب نسخة منقّحة عن دياب!
كتبت ميسم رزق في "الاخبار": السعودية: أديب نسخة منقّحة عن دياب!
تؤكد المعلومات أن سير الرئيس سعد الحريري بالتسوية الحكومية غير مرضى عنه سعودياً. تعتبر المملكة أن أديب هو نسخة منقحة عن حسان دياب، وهو استمرار لسيطرة حزب الله والرئيس ميشال عون على مفاصل الحكم في لبنان، بما لا يتناسب مع سياستها. حتى إن بعض المعلومات تشير إلى أن السفير السعودي في بيروت وليد البخاري أبلغ الحريري منذ أيام، وخلال التداول باسم أديب، أن طريقة التكليف لا تتوافق مع الموقف السعودي، وأنهم يفضّلون نواف سلام. رأي الرياض بشأن سلام عبّرت عنه القوات اللبنانية في الاستشارات النيابية، إذ باتَ معلوماً أن معراب هي المُترجم الرسمي للسياسة السعودية في لبنان، والأقرب إليها. لكن ماذا عن موقف الرئيس فؤاد السنيورة وهو خير معبّر عن رأي المملكة؟ لماذا قبل بتشارك المسؤولية مع الحريري والرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام في تسمية أديب؟ السنيورة هو عضو في نادي الرؤساء وقد خضع لإجماعهم حول هذا الأمر، ليسَ إلا تجيب مصادر قريبة من السنيورة والسفارة السعودية. لا شك في أن تسمية أديب هي نتاج تسوية داخلية رعتها فرنسا، وهي تسوية تعتبر الرياض أن الحريري أضاع من خلالها فرصة استعادة زمام المبادرة، وتعويم نفسه سياسياً، لكنه مصرّ على الخسارة. فالمنتظر من رئيس تيار المستقبل، بالنسبة اليها، هو خوض معركة داخلية مع حزب الله والعهد، وقد كانت كل الأسلحة في يديه من حكم المحكمة الدولية، وصولاً إلى انفجار المرفأ، لكنه لم يفعل. وصل الأمر ببعض المسؤولين السعوديين إلى حدّ اتهام الحريري بأنه أفضل حليف لحزب الله، بحسب مصادر قريبة من السعودية. وتشير المصادر إلى أن المملكة ستتعامل مع حكومة أديب كما تعاملت مع حكومة دياب. صحيح أن أديب أتى برعاية فرنسية، لكن الرياض ليست معنية بالسياسة الفرنسية في لبنان، ولا حتى السياسة الأميركية، وتعتبر أنه لا يُمكن إعادة إنتاج التسوية مع الرئيس ميشال عون وحزب الله بأشكال عديدة، لأن هذه التسوية أثبتت فشلها. كما أن المملكة منذ البداية كانت ترفضها، لكنها غضّت الطرف نتيجة لوعود تقدم بها الحريري أن بإمكانه إبعاد عون عن حزب الله، فتبيّن أن الحريري هو الذي صارَ قريباً من الحزب. وتعتبر المصادر أن على الأطراف الذين قرروا السير بالتسوية مجدداً مع عون وحزب الله أن يتحمّلوا مسؤولية خياراتها، مشيرة إلى احتمال صدور بيان قريب شديد اللهجة.
"النهار": أُحـذِّر وأَتَّهــِم، فإحكم يا تاريخ
كتب بطرس حرب في "النهار": أُحـذِّر وأَتَّهــِم، فإحكم يا تاريخ
لا أذيع سراً إذا قلت، أننا نحن، الذين آمنّا بصيغة لبنان الموحّد، وناضلنا من أجلها طيلة حياتنا، وتعرّضنا للمخاطر والاغتيالات في سبيلها، نقف عزّلاً عاجزين عن مواجهة هذه الظاهرة الداعية إلى إعادة النظر في الصيغة الوفاقية، ما يدفعني إلى دقّ ناقوس الخطر محذّراً من مغبة دفع لبنانيين خُلّص، مؤمنين بنهائية الوطن ولبنان الرسالة والمحبة، إلى طلب إعادة النظر بالعقد الوطني والسياسي الذي قامت عليه الأمة اللبنانية ودولة لبنان الموحّدة. إنّ مخاطر سقوط الوطن، تدفعني إلى التوجه إلى قيادة حزب الله، محذّراً من زوال الصيغة والرسالة، مناشداً إياها التحلّي بالشجاعة والاستقامة الوطنية والواقعية والإقرار بأن استمرار الحزب في سلوكه هذا سيدمّر لبنان، وسيقدّم أثمن هدية لإسرائيل ، العاملة على تقسيم لبنان، منذ نشأتها، إلى دويلات طائفية لتبرر قيام الكيان العرقي الصهيوني، وبذلك تكون دماء شهداء الحزب ودماء كل الأحرار قد هُدرت هباءً. والمطلوب أن ينخرط الحزب في النظام، ويتحول حزباً سياسياً، ويسلّم سلاحه للجيش الشرعي، الذي يعود له، وله وحده، صلاحية الدفاع عن لبنان بإشراف السلطة السياسية مجتمعة وبتوجيهاتها مدعوماً من الشعب اللبناني. أمّا إلى فخامة الرئيس، فأتوجه بالقول، بأنه، بعد ثبوت فشلكم الذريع في حكم البلاد، وعدم قدرتكم على التمييز بين الحق والباطل، عندما تكون مصالح حاشيتكم ومصالح حلفائكم على المحك، وأنكم لا زلتم حتى البارحة، وبالرغم من كل ما أصاب لبنان من مآسٍ وويلات، وبالرغم من استشراء الفساد والإختلاسات والصفقات المشبوهة فيه، لا تزالون مقتنعين، كما صرحتم لمجلة " باري ماتش " وغيرها، بأن لا فساد في محيطكم وعائلتكم، وأن حليفكم، حزب الله، يطبق القانون اللبناني!!! ولم يستعمل سلاحه إلاّ للدفاع عن لبنان!!! والعالم بأجمعه يشهد تورط الحزب في الحروب الدائرة في سوريا والعراق واليمن، وأن حزب الله ليس الوحيد الذي شارك في الحرب في سوريا، لأن دولا عديدة شاركت فيها، وكأنكم تعتبرون حزب الله دولة قائمة في ذاتها !!! بعد كل ذلك، ألم يحن الوقت، وقد حققتم طموحكم ببلوغ موقع الرئاسة الذي كلّف لبنان واللبنانيين أكثر الأثمان، ولم تحققوا أياً من شعاراتكم البرّاقة، أن تعودوا إلى ضميركم، وتستقيلوا فوراً، حفاظاً على كرامتكم الشخصية وعلى موقع الرئاسة، واحتراماً لمشاعر الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، لإفساح المجال أمام إنتخاب بديل.
"نداء الوطن": بين المصطفى العراقي والمصطفى اللبناني!
كتب طوني أبي نجم في "نداء الوطن": بين المصطفى العراقي والمصطفى اللبناني!
اضطرّت إيران في العراق مُرغمة على القبول بمصطفى الكاظمي، مدير الإستخبارات السابق الأميركي الهوى والذي اتّخذ مجموعة من القرارات والإجراءات الجريئة في مواجهة الميليشيات الإيرانية وبالإنفتاح على السعودية ووقف التعامل الإقتصادي مع إيران. أمّا في لبنان، فاضطرّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يستجيب للمواصفات الإيرانية بتسمية رئيس حكومة مكلّف من دون لون أو طعم أو رائحة، وعاجز بطبيعة الحال عن خوض أي مواجهة سياسية مع "حزب الله". لا بل على العكس من ذلك، من المرجّح أن يكون مطواعاً لإرادة "الحزب"، ما يريح إيران في لبنان في انتظار المفاوضات الحقيقية مع الولايات المتّحدة بعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية في 3 تشرين الثاني المقبل. لا يمكن للرئيس المكلّف في لبنان مصطفى أديب أن يكون "المصطفى المختار" لقيادة عملية الإنقاذ المطلوبة، الإنقاذ المالي والاقتصادي كما الإنقاذ من الهيمنة الإيرانية، ولن يكون له شرف المحاولة على طريقة مصطفى الكاظمي العراقي، لأنّ الدعم الذي يحظى به "المصطفى اللبناني" لا يتخطّى عتبة تمرير الوقت في المرحلة الضائعة حتى الإنتخابات الأميركية. فلا الإصلاح ممكن لأي حكومة بمعزل عن قرار "حزب الله" الذي يعاني من ضائقة مالية كبرى تحتّم عليه عدم السماح بأي مسّ بمصادر تمويله الخارجة عن الشرعية، ولا الإنقاذ المالي ممكن في ظلّ القرار الأميركي - العربي بحجب الأموال عن لبنان الواقع تحت هيمنة "حزب الله". المؤسف في ما جرى أن تكون التسوية الفرنسية - الإيرانية على الساحة اللبنانية حصلت بمباركة سنيّة داخلية على طريقة تقديم المزيد من التنازلات أمام "حزب الله" من دون أي مقابل، لا بل إنّ هذه التنازلات ستنعكس سلباً وبقوّة على الساحة السنّية اللبنانية الناقمة على الأداء المتخاذل لقياداتها. إنّها العودة المتجدّدة إلى منطق "ربط النزاع" مع "حزب الله" في حين أنّه لم يعد ثمّة ما يمكن ربطه بعدما أحكم "الحزب" سيطرته على كلّ مفاصل البلد ومؤسساته!
"نداء الوطن": الأقوياء.. والمصطفى
كتبت سناء الجاك في "نداء الوطن": الأقوياء.. والمصطفى
الواضح، كما أبلغنا أقوى الأقوياء، أن لا تساهل في المعايير التي يُمكن أن تصدّع إطباق مِحور إيران وتوابعه على لبنان. وحدّد حصراً معيار وسيلة التظاهر للإحتجاج، فوضع خريطة طريق لهذه الوسيلة، رفع السقف. ففي حين يستطيع بفتوى شرعية إنزال عشرات الآلاف الى الشارع، على الرافضين هذه المنظومة والسلاح غير الشرعي والوصاية الإيرانية على لبنان، أن يحشدوا أكثر من مليون. حينها فقط يمكن لأقوى الأقوياء أن يلاحظهم، أقلّ لا ينفع. ولا ينفع كذلك، إجتراح العهد القويّ مهزلة الدولة المدنية، بالتزامن مع بضع درّاجات نارية يقودها حاملو هتافات "شيعة.. شيعة" ليقوضوا أي نية للتعبير عن رفض المنظومة. أي دولة مدنية هذه التي يعِد بها من لم يوقّع مرسوم حرّاس الأحراش لأنهم من طائفة غير طائفته؟؟ أيّ دولة مدنية هذه مع القمع المتصاعد للإعلام ووسائله، من العهد القويّ ومن أقوى الأقوياء؟؟ فهذه الوقائع تدفعنا الى الاستنتاج أنّ من يحتقر القوانين والدستور سيواصل الإلتفاف على أي مطلب لهؤلاء الذين لا تنطبق عليهم المعايير، العدّة جاهزة مع ارتفاع وتيرة الحروب الصغيرة والافتعال الإرهابي ومزيد من التجويع مع الأزمات الإقتصادية المرتقبة، والتلويح برفع الدعم عن سلع أساسية. بالتالي، لن يقدّم أو يؤخّر في انهيار لبنان تشكيل حكومة جديدة، وتحديداً مع تسمية ضعيفة، بمعزل عن "المصطفى" لها، فالهدف من هذه التسمية هو إبراز قوة الأقوياء، في اعتبار أنّ الضدّ يظهر حسنه الضدّ...
"الجمهورية": هل ستنجح تجربة الوسطيّة من بغداد الى بيروت؟!
جورج شاهين في "الجمهورية": هل ستنجح تجربة الوسطيّة من بغداد الى بيروت؟!
لمَن يُجري جردة مقارنة بين تكليف الدكتور حسان دياب في 19 كانون الاول 2019 وتكليف اديب في الأمس، تبدو الفوارق كبيرة جداً في الشكل والمضمون، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: في الشكل توقف المراقبون أمام ما برزَ عند إعطاء العصمة لـبيت الوسط في تسمية من يشكّل الحكومة، وهو ما لم يتحقق من قبل، طالما انّ سيد البيت لا يريد العودة الى السرايا الحكومية، وعبره الى رؤساء الحكومات السابقين المتضامنين في المواجهة المفتوحة منذ فترة مع قصر بعبدا، وهو ما افتقده الرئيس حسان دياب الذي لم يحظَ بمثل هذه التسمية. وإن غابت دار الفتوى عن المشاورات التي سبقت التكليف، فقد ظهرت بصماتها في التفويض المُسبق الذي أعطاه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان للحريري ومعه رؤساء الحكومات السابقين، وهو ما افتقده دياب الذي لم ينجح على مدى الاشهر السبعة التي أمضاها في السرايا الحكومية من ان يحصل على رعايتها وموافقتها. امّا في المضمون فقد تبدو الفوراق بين التجربتين واسعة ومتعددة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: يصل أديب الى السرايا الحكومية بموجب مبادرة فرنسية عقب انفجار المرفأ والنكبة التي حلّت باللبنانيين. وراعت قبَيل إطلاقها نتائج وحصيلة مشاورات واسعة أجرتها باريس مع مجموعة العواصم المؤثرة في الحياة اللبنانية من واشنطن الى طهران والرياض، من دون تجاهل الدور الذي لعبته القاهرة في هذه الطبخة الديبلوماسية المتعددة الجنسيات التي قادت الى اكتشاف أديب صاحب الهوية الفرنسية المزدوجة الى جانب هويته الاصلية اللبنانية من دون تجاهل كون عقيلته فرنسية ايضاً. تجدر الإشارة الى انه وفي حال استمرار الرعاية الدولية لحكومة المهمة التي سيشكّلها اديب لربما تكون قادرة على إدارة المرحلة فتشكّل جسر عبور الى مرحلة فكفكة الحصار المضروب على لبنان. وهو أمر لا يتوقف على أداء الرئيس المكلف بل هي مهمة الفريق بأطرافه التي شاركت في التسوية التي قادتها باريس، وهو امر لا يمكن الحسم به من اليوم. فعلى أداء اهل السلطة، ومن بينهم اديب وداعميه، واجب التمعّن في طريقة إدارة الازمة للتثبت من قدرة لبنان على تجاوز المحنة من باب الوسطية التي جاءت بأديب الى السرايا كما جاءت بـمصطفى عراقي آخر الى بغداد قبل فترة. وفي حال الفشل ستسقط كل هذه الملاحظات، ولن يبقى منها سوى ما كان حلماً بعيد المنال.
نداء الوطن": بعد دياب "العاشق" وأديب "المشتاق"... ماذا يحلّ باللبنانيين؟!
كتب علي الأمين في "نداء الوطن": بعد دياب "العاشق" وأديب "المشتاق"... ماذا يحلّ باللبنانيين؟!
اذا كان رئيس الحكومة المستقيلة حسّان دياب، اختياراً صافياً لـ"حزب الله"، فإنّ مصطفى أديب، كما تشير المعلومات، هو اختيار فرنسي بالدرجة الأولى، اختيار لا يُزعج "حزب الله" طالما أنّ التسمية ترافقت مع اتصالات فرنسية مع ايران، وساهمت الدولة الألمانية في إنضاج القبول الإيراني ليس بتسمية أديب، بل بالدخول في مرحلة جديدة في لبنان، تقوم على إنضاج حكومة تضع مساراً إصلاحياً يقوم في الدرجة الأولى على المباشرة بإصلاح قطاع الكهرباء، والدفع بمسار التحقيقات المالية في مصرف لبنان، والإنخراط في مسار تعاون سريع مع صندوق النقد الدولي. مصادر متابعة للقاء رؤساء الحكومات السابقين، تشير الى أنّ جوهر المبادرة الفرنسية لا يتوقّف عند تسمية رئيس الحكومة، بل يتعدّاها نحو خطوات عملية تتّصل بتشكيل الحكومة، لعلّ أبرزها الإتيان بحكومة تكنوقراط، يعيّن وزراءها الشيعة الرئيس نبيه بري، وليس هناك من وجود مباشر فيها لـ"حزب الله"، ويتراجع فيها نفوذ جبران باسيل، ولا سيّما في وزارتي الطاقة والاتصالات، اللتين يُعتقد انّهما ستكونان في عهدة وزيرين من خارج الإنقسام السياسي الذي كان وبالاً عليهما. في المقابل، فإنّ الثابت في وسط هذه المبادرة الفرنسية، غياب أي حضور عربي يعكس وجود دور فاعل في عملية تخريج المشهد الحكومي الجديد، من دون أن نغيّب الدور المصري الذي بدا مشجعاً على دعم المبادرة الفرنسية، فيما غاب عن المشهد أي دور سعودي في هذه المبادرة، وهو ما يؤشّر الى انكفاء، أو عدم اقتناع بالمبادرة الفرنسية التي لا تلبّي السياسة السعودية تجاه لبنان، والتي لا ترى مجالاً للحلول من دون الذهاب الى صلب موقع لبنان في المعادلة الإقليمية. ويبقى لبنان حقل تجارب إقليمية لاختبار "فأرة التوافق" المزمنة، التي أضيف اليها المكوّن الدولي لإنجاحها ولو بالترهيب والترغيب، بالرغم من تلوّع اللبنانيين من هذا التوافق الذي يأتي على حسابهم أولاً وأخيراً.. وعلى قاعدة ربما: "إسأل مجرّب ولا تسأل حكيم"!
"الشرق": تسمية هزيلة لوطن يموت
كتبت ميرفت سيوفي في "الشرق": تسمية هزيلة لوطن يموت
يوم مضحكٌ مبكٍ، يوم هزيل لتسمية هزيلة لن تأتي بأكثر من حكومة هزيلة، للمرّة الثانية نشاهد نفس سيناريو الحكومة السابقة التي أطاح بها تفجير نووي على قياس بيروت المرفأ الذي دمّر نصف بيروت، الله يسترنا من الحكومة العتيدة فأيّ تفجير سيطيح بالبلاد من جديد خلال الوقت الذي ستضعيه حكومة الاختصاصيين كما وصفها السفير المجهول مصطفى أديب المتفاجىء أكثر من الشعب اللبناني باختياره لمنصب رئاسة حكومة أقنعة مستشارين أو مستشارين المستشارين وقد يكون هنا تعبير إختصاصيين مجافٍ للحقيقة، إخصائيين أو مخصيين سيكون تعبيراً أدقّ عن عجزهم عن اتخاذ قرار أو القيام بمسؤوليّة من دون الرجوع لرؤوس الأفاعي التي تقف خلف تعيينهم في منصب وزير! بعيداً عن المحنة الحكوميّة المتوقعة للبنان في اليوم الأول بعد المئة من عمره، وألعن من مسرحيّة تسمية رئيس حكومة على عيون الرئيسي الفرنسي أيمانويل ماكرون ليست صدفة أن يتكرّر الحديث ورغبة الجميع بـدولة مدنيّة، فجأة كلّهم أصبحوا يريدون قيام دولة مدنيّة فيما عزف اليوم الرئيس نبيه برّي على كمنجة إلغاء الطائفيّة ـ وضمناً المقصد هنا الطائفيّة السياسية ـ كلّنا نريد دولة مدنيّة، ولكن قبل الوصول إلى هذا المطلب انبحّ قلب اللبنانيين وهم يطالبون بإيجاد حلّ لسلاح حزب الله الذي لا يستطيع لبناني واحد أن يقول أنّه يثق به بسبب وعوده الكاذبة ـ مع أنّه يدّعي أنّ وعده صادق ـ سبق ووعد بصيف هادىء عام 2006 فدمّر لبنان في حرب تموز، وسبق ووعد في العام 2009 باستراتيجيّة ثم لم يخجل نائبة محمد رعد من القول بأّنّ الأمور لم تكن في صالحهم وكانوا مضطرين للموافقة عليها في اتفاق بعبدا، فأيّ حمار سيصدّق بعد حزب الله في وعوده المصيرية الكاذبة، خصوصاً أنّنا نعيش هذه الأيام بوضع شديد حالة اختطاف لبنان الوطن والشعب على ذمّة تحسين الشروط الإيرانيّة في انتظار مرور الانتخابات الأميركيّة علّها تحمل جو بايدن الشيطان الديمقراطي ليتحالف معه نائب المهدي المنتظر الإيراني!!
"الجمهورية": حزب الله يتنفّس: شكراً ماكرون!
كتب طوني عيسى في "الجمهورية": حزب الله يتنفّس: شكراً ماكرون!
ثمة مَن يقول إنّ إيران لا يمكن أن تُسلِّم بتراجع نفوذ حزب الله في لبنان إلّا عندما يصبح مكرَّساً في الدستور والمؤسسات، وعندما يدخل بكل قوته إلى الدولة. وفي رأي المتابعين أنّ حزب الله، في هذه الحالة، يسلِّم سلاحه بنفسه لنفسه، لأنه يصبح هو الدولة عملياً.إذاً، ثمة مَن يتوقع أن تكون حكومة أديب بالنسبة إلى حزب الله شبيهة بحكومة دياب. فكلتاهما وُجِدتا لـتقطيع الوقت. واستطراداً، يمكن أن تنتهي الثانية كما انتهت الأولى. كيف؟ إذا كان مصطفى أديب قد جاء ضمن تدبير فرنسي، فبرنامج حكومته يفترض أن يكون خريطة الطريق التي أرسلتها باريس إلى المسؤولين اللبنانيين الأسبوع الفائت. لكنّ العارفين يُبدون شكوكاً جدّية في هذا المجال، لأنّ قوى السلطة التي تمادت في الاستفادة من مغانم الفساد ورفضت دعوات الإصلاح الفرنسية قبل سيدر وبعده، واستهلكت حكومة دياب في المناورات، لم تُظهر أنها أوقفت نهج المخادعة.ولذلك، سيتم تركيب الحكومة العتيدة على طريقة تركيب حكومة دياب. ومجدداً، سيكون هناك وزراء - وكلاء لقوى السلطة، لا أكثر. وهؤلاء سيصطدمون مجدداً بالشقّ المالي - الاقتصادي - الإداري. المتابعون يقولون: الأرجح أنّ الفرنسيين يعرفون أن لا فرصة للإصلاح الحقيقي، وأنّ الطاقم السياسي سيجد الوسائل ليدافع عن نفسه ويستمر. ولذلك، يريدون إمرار مبادرتهم بالحدّ الأدنى من كل شيء، وخصوصاً الإصلاح و»النأي بالنفس». المهمّ أن تنجح المبادرة ويحافظوا على وضعيتهم المميزة تاريخياً في لبنان. ولكن، هل هكذا ينظر الأميركيون إلى الصورة؟ أولى المؤشرات إلى الموقف الأميركي ربما تكون في الموقف السعودي الرافض التطبيع الذي يعمل له الفرنسيون. وأمّا واشنطن فتبدو مهتمة بالبرنامج لا بالأشخاص. وعلى هذا الأساس أعطت الفرصة لحكومة دياب. البرنامج المطلوب من الحكومة أميركياً ليست فيه التباسات، وهي تختصر بالإصلاحات بمعناها السياسي في الدرجة الأولى، أي قدرة الحكومة على تحرير قرارها من سيطرة إيران وتأثيراتها على الخيارات الاستراتيجية للدولة اللبنانية، في مرحلة يتم فيها رسم مستقبل الشرق الأوسط. هل يمكن أن تكون حكومة أديب هي الحكومة - المعجزة التي ترضي الأميركيين والعرب والفرنسيين والإيرانيين في آن معاً؟ لقد سبق لحكومة دياب أن حاولت توزيع أرجُلِها في كل اتجاه، لعلها ترسو في مكان مريح… لكنها انفسخت!
"النهار": تكليف هدية لـ"حزب الله" برعاية فرنسية
كتب علي حماده في "النهار": تكليف هدية لـ"حزب الله" برعاية فرنسية
اختيار السفير مصطفى أديب لتكليفه تشكيل حكومة جديدة، هو انعكاس لتسوية فرنسية – إيرانية قبل بها معظم شركاء التركيبة اللبنانية المهيمنة على مجلس النواب، وعلى الحياة السياسية في لبنان. هو انعكاس لتسوية ترضي "حزب الله" باستبعاد اختيار أي شخصية من شأنها ان تمثل تحدياً لمشروع الحزب في السيطرة على ما تبقَّى من مؤسسات الدولة اللبنانية. فشخص مصطفى أديب ليس مهماً، الأهم ان القوى السياسية، ولا سيما رؤساء الحكومات السابقين، انصاعوا لمقتضيات تسوية فرنسية – إيرانية ستبقي القديم على قِدَمه، وتستبعد كل من يمكن ان يقف ويقول للحزب، ولتوابعه مثل الرئيس ميشال عون وبطانته، كلمة لا. إنها المفارقة الكبرى في ذكرى المئوية الأولى لانشاء الكيان اللبناني برعاية الرئيس ايمانويل ماكرون الذي يحضر الى لبنان بحزمة أفكار لن تصبّ في النتيجة إلا في مصلحة "ستاتيكو" يفيد إبقاء قبضة "حزب الله" القوية على مجمل القرار اللبناني السيادي، وعلى ماكينة الدولة بكل فروعها، ولا سيما الأمنية. كما ان التسوية التي خاطها الرئيس الفرنسي تشكل "خشبة خلاص"، وإنْ موقتة للعهد المهترىء والغارق في القعر. وسؤالنا هنا: هل تشكل التسوية واختراع اسم لا لون له لا طعم، ولا أفكار معروفة بالشأن العام، ليكون رئيس حكومة انقاذ اقتصادي ومالي كما يسوِّق الفرنسيون؟ ربما، ولكن نقطة الضعف الأساسية للمبادرة الفرنسية هي في اختيار السفير أديب، من خلال الفصل بين ما هو اقتصادي - مالي، وما هو سياسي عميق على صلة ببقاء الكيان، والنظام، والتوازنات الدقيقة في الداخل اللبناني. فماذا عن المسائل الجوهرية التي يجب ان تُطرح في المئوية الأولى لولادة لبنان؟ ماذا عن سلاح "حزب الله"؟ وماذاعن تنفيذ القرارات الدولية بدءاً من القرار الأهم 1559؟ وماذا عن سيطرة الحزب على مقدرات الدولة ومؤسساتها؟ وماذا عن بدعة ثلاثية "الجيش الشعب والمقاومة"؟ أو بدعة "الشعب المقاوم" تبريراً لبقاء السلاح غير الشرعي؟ وماذا عن الإصلاحات التي تبدأ بعد فاجعة الرابع من آب الفائت من تحميل جميع المسؤولين عنها بدءاً برئيس الجمهورية، أكانوا ضالعين بجلب شحنة نيترات الامونيوم، او تخزينها، اوحمايتها، او تجاهل التحذيرات حول خطورتها؟ أين التغيير العميق مع استمرار مجلس النواب بما في ذلك رئاسته كما هو؟ او مع بقاء أسوأ رئيس جمهورية عرفه لبنان بعدما التصق اسمه بالكوارث وسوء التدبير والإداء؟
رؤساء الحكومات السابقون تداولوا في الأسماء الجمعة
أشارت معلومات "الجمهورية" الى أنّ الرؤساء السابقين للحكومات إلتقوا في بيت الوسط يوم الجمعة الماضي، من دون ان يصدر عنهم أيّ موقف، فيما كانت أجواء هذا اللقاء تؤكد أنّ الرؤساء، وأمام «إصرار الثنائي» الذي أُبلغ به الحريري على رئيس حكومة بالتوافق، باتوا متيقنّين بأنّ الكرة في ملعبهم، علماً أنّ أحد رؤساء الحكومات كان يشد في اتجاه إبقاء الكرة في ملعب الآخرين. فيما غلب الرأي في هذا اللقاء بمواجهة الإيجابية التي عبّر عنها رئيس مجلس النواب بمبادرته فور استقالة حكومة حسان دياب الى تسمية الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة، وظل مصرّاً على هذه التسمية ورفض السير بأيّ حكومة لا يكون الحريري شريكاً فيها، بإيجابية مثلها، الّا انّ الحريري كان واضحاً في تأكيده انه لن يسمّي احداً من تيار المستقبل او من المقرّبين منه.
وقالت المعلومات إنّ ما انتهى اليه لقاء رؤساء الحكومات وموافقة الحريري على تسمية شخصية لرئاسة الحكومة، بلغَ عين التينة، ولم يطل الوقت حتى بادَر الرئيس سعد الحريري الى إبلاغ النائب علي حسن خليل باختيار مصطفى اديب، الذي أبلغ الرئيس بري بذلك، وتم بعده التواصل مع «حزب الله» و»التيار الوطني الحر»، والحلفاء، وتم الاتفاق على تسمية أديب ربطاً برغبة رؤساء الحكومات السابقين، وتحديداً الرئيس سعد الحريري. وزاد منسوب الايجابية مع إعلان الرئيس فؤاد السنيورة بعد ذلك اللقاء أنّ رؤساء الحكومات سيتفقون على اسم قبل الاثنين.
وأضافت المعلومات أنّ رؤساء الحكومات، وفي لقائهم الجمعة، تداولوا في ما بينهم بعدة أسماء من خارج تيار المستقبل، من بينهم السفير مصطفى اديب ومدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات ورئيس مجلس إدارة الميدل ايست محمد الحوت، وتردّد انّ من بين الأسماء ايضاً وليد الداعوق ورشيد درباس، وقيل انّ احد رؤساء الحكومات كان متحمّساً لطرح اسم السفير نواف سلام، لكنه كان وحيداً في هذا الامر، خصوصاً انّ تبنّي اسم نواف سلام سيعتبره الثنائي الشيعي تحديداً خطوة تصعيدية.
وأشارت المعلومات الى انّ اسم اديب، كان على بساط التداول والاقرب الى القبول به من البداية، ولوحظت المقاربة الايجابية من قبل الرئيس الحريري لاسم أديب، والرئيس نجيب ميقاتي لم يكن بعيداً عن هذا الأمر، خصوصاً انّ اديب يتمتع بمواصفات مقبولة لدى مختلف الأطراف، فضلاً عن انه شغل مدير مكتب ميقاتي زمن تولّيه رئاسة الحكومة قبل ان يعيّن سفيراً للبنان في المانيا.
ولفتت "الجمهورية" إلى انّ الساعات الاربع والعشرين التالية للقاء رؤساء الحكومات الجمعة، شهدت حركة اتصالات على اكثر من خط، وكشفت مصادر متابعة لهذه الاتصالات أنّ باريس لم تكن بعيدة عنها، الا انّ المصادر نفسها لم تستطع ان تؤكد او تنفي ما قيل في بعض المجالس السياسية الضيقة بأنّ باريس دخلت على خط التكليف بكل قوة في الايام الاخيرة، وانّ خيارها وقع على السفير اديب بالنظر الى العلاقة الوثيقة التي تربطه مع الفرنسيين، وانّ اديب قد فوتِح منذ ايام قليلة من قبل الفرنسيين باحتمال تسميته لرئاسة الحكومة في لبنان، وانّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصياً، وربطاً بحركة اتصالات دولية كان قد أجراها، هو الذي زكّى الدكتور أديب لدى القيادات اللبنانية.
"النهار": هل قدَّم رؤساء الحكومة السابقون تنازلاً جديداً للعهد وحليفه؟
كتب ايراهيم حيدر في" النهار": هل قدَّم رؤساء الحكومة السابقون تنازلاً جديداً للعهد وحليفه؟
بعد ما دعا الحريري الى سحب إسمه من التداول حول تسميته لرئاسة الحكومة، قدم مع رؤساء الحكومة السابقين أسماء للتكليف غير مستفزة لـ"الثنائي الشيعي" ولرئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر، ما يعني أنهم التزموا بشروط تحالف الممانعة وسلكوا طريقاً يشبه ما جرى قبل تشكيل حكومة حسان دياب بعد استقالة الحريري نفسه، وبذلك قدموا، وفق سياسي لبناني متابع، تنازلاً جديداً لـ"حزب الله" بالطريق التي كانت تتم فيها التنازلات في السابق حين كان الحريري رئيساً للحكومة في هذا العهد. كان يمكن للحريري مثلاً بالتنسيق مع رؤساء الحكومات، أن يطرح وفق السياسي إسماً من خارج التركيبة كلها إذا كان يريد أن تسير الأمور نحو حكومة انقاذ تستطيع إخراج البلد من دائرة التجاذبات والاصطفافات، وهو الذي أعلن أنه لن يؤلف حكومة وان الامور لن تكون كما كانت قبل 17 تشرين الأول 2019 وأيضاً قبل 4 آب 2020، لكنه سلك مسار اللعبة السابقة وفق حسابات سياسية تتماهى مع التدخل الدولي خصوصاً الفرنسي الذي يريد تشكيل حكومة في وقت سريع والالتزام بالاصلاحات لتدفق المساعدات إلى لبنان. السنية السياسية عادت بعد مخاض ممانع إلى اللعبة السابقة، انما بشروط عون و"حزب الله"، فلا الحريري يعود الى ترؤس الحكومة ولا الشخصية المسماة لديها شروط مختلفة عما جاء به حسان دياب عند تكليفه، فإذا ما سمي مصطفى أديب أو أي من الأسماء المطروحة من "المستقبل"، يعني أن رئيس الحكومة المقبل يمثل تقاطعات عدة ويمثل تسوية بين أطراف الحكم بعيداً من اي استقلالية تسمح بإعادة ترتيب الوضع اللبناني ووقف الإنهيار. إذا سارت الامور نحو حسم إسم رئيس الحكومة بالشكل الذي تجري فيه المفاوضات، يكون رئيس الجمهورية ميشال عون و"حزب الله" قد فرضا بعض شروطهما، وكأننا أمام استنساخ تجربة حسان دياب بتغطية السنية السياسية، علماً أن الامين العام لـ"الحزب" السيد حسن نصرالله كان واضحاً في كلامه في العاشر من محرم ان الشعب اللبناني لا يريد حكومة مستقلة أو حكومة حياديين، وهو منفتح على عقد سياسي جديد. فهل بدأ هذا العقد بإنهاء اتفاق الطائف؟
"النهار": حالة استياء لدى القواعد السنية من "الهدية" للحكم وحليفه
كتب رضوان عقيل في "النهار": حالة استياء لدى القواعد السنية من "الهدية" للحكم وحليفه
لم يتلق جمهور لابأس به من الطائفة السنية وفاعلياتها السياسية والدينية ومن بينهم من أهل البيت في "تيار المستقبل" او من يدور في فلكه بارتياح تسمية السفير مصطفى أديب رئيسا للحكومة، حيث يتم الاعتراض لدى القواعد واعضاء في المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى في دار الفتوى على رؤساء الحكومات السابقين ولو من دون احداث ضجيج اعلامي حيال حصيلة المشاورات الى أدت الى تكليف أديب وحلوله في رئاسة الحكومة ليس انتقاصاً من شخصه بل لأنهم رأوا ان الحصيلة التي توصل اليها الرئيس سعد الحريري لم تكن على مستوى الطموحات. وثمة جهات في هذا المكون وخارجها قد رأت ان ما تم العمل به هو هروب من المسؤولية والمواجهة. ويزيد البعض ان الرئيس ميشال عون وفريقه السياسي وحلفائه تلقوا هدايا مجانية قدمت له على طبق فرنسي. وظهر للعيان ان الرئيس سعد الحريري تجنب حمل جمر نار رئاسة الحكومة لدرجة انه لم يسر بمقربين منه من النائبين بهية الحريري وسمير الجسر او الوزيرين السابقين رشيد درباس وريا الحسن حتى لا يسجل على نفسه انه يتحمل مسؤولية هذا الخيار ظناً منه ان تأييد كتلته لأديب سيكون أقل وطأة عليه في حال فشل حكومته وكأنه يرى ان البلد يذهب نحو المزيد من الانهيارات الاقتصادية والمالية ولا يريد ان يكون في واجهة السلطة. ويرفض ان يسير بطبعة جديدة من التسوية الرئاسية مع عون التي عمل علة محيها من قاموسه. وكان من المفارقات ان الحريري كان اول من طرح اسم أديب ولم يتلقفه الرئيس نجيب ميقاتي في البداية ليعمل في ما بعد على تبنيه وكان اول الرابحين في هذه الجولة عندما يأتي بمدير مكتبه رئيسا للحكومة. كذلك لم يتم الحفاظ على المعايير والمواصفات التي كانت تتم في غربلة الاسماء المرشحة للرئاسة الثالثة . وان ما جرى اليوم لم يحصل في سنوات ما قبل الطائف في زمن تحكم رئيس الجمهورية انذاك في اختيار رئيس الحكومة حيث كان اقطاب كبار من وزن الرؤساء رشيد كرامي وصائب سلام وعبدالله اليافي وتقي الدين الصلح ورشيد الصلح يواجهون الرئاسة الاولى علما ان صلاحياتهم لم تكن تخدمهم. ولم يأت الرئيس رفيق الحريري من قماشة هذا النادي بل من طينة رجال الاعمال ونجح في الدخول الى قلوب ابناء طائفته.
"الاخبار": الأقوى في طائفته يختار الأضعف
كتب نقولا ناصيف في "الاخبار": الأقوى في طائفته يختار الأضعف
إذا صحّ ما نُسب إلى الرئيس سعد الحريري قوله في اجتماع رؤساء الحكومات السابقين، إن حكومة أديب عمرها أربعة إلى ستة أشهر فقط كي تأتي بالمال إلى البلاد، من ثم "الشغل علينا"، فذلك يعني أنه سيكمل ما كان بدأه سلفه الرئيس حسان دياب وأخفق. اللهم إلا إذا أنزل الفرنسيون الخشبة. تكليف أديب اتّسم بأكثر من ظاهرة لافتة: أولى، كسر قاعدة الأقوى في طائفته، فجيء بالموظف لا بالزعيم ولا بصاحب الغالبية السنّية في البرلمان والشارع. بالتأكيد لم يكن دياب الأقوى في طائفته، ولا أظهر أنه مشروع زعيم سياسي محتمل، وطُبِعَ بصفة رئيس حكومة 8 آذار من غير أن يُوزَّر أحد من أحزابها، إلّا أن هذه هي التي أدارتها، وإحداها هي التي أرغمتها على الاستقالة عندما دعاها الرئيس نبيه برّي إلى المثول أمام مجلس النواب. هذه المرة الأضعف في طائفته يترأس حكومة تحظى برضى الأقوياء فيها.. ثانية، مع أن الحريري - المفوَّض إليه في الظاهر أن يسمّي الرئيس المكلف - هو الأكثر تمثيلاً في طائفته، من غير أن يكون الوحيد، إلا أن الإصرار على انبثاق اسم أديب الأحد من اجتماع الرؤساء السابقين للحكومة، أحال تجمّع هؤلاء إلى المرجعية الشرعية للسنّية السياسية الحالية أو الجديدة. لم يعد الحريري يتقدّم ميقاتي والسنيورة وسلام سوى بالرصيد المتبقي الذي خلفه له والده، أكثر حاجة إلى وقوفهم إلى جانبه بعدما أضحوا فعلياً حلفاءه الوحيدين، منكفئاً إلى الساحة السنّية وحدها بعد تخلّي وليد جنبلاط وسمير جعجع عنه، ودخوله في مواجهة ضارية مع رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل. لا يسعه أن يحسب نفسه الأفضل بين شركائه السنّة الثلاثة الآخرين في حكوماته: اثنتان من حكوماته الثلاث إما سقطت بالثلث+1 أو بالشارع، فيما غادرت حكومات ميقاتي والسنيورة وسلام السرايا في استحقاقاتها الدستورية. لم يعد هو أكثرهم ثراء كي يتداخل المال لديه بالسلطة على غرار ما فعل والده. لم يعد الابن المدلل في السعودية التي طوت، على ما يبدو، صفحة هذه العائلة النافذة منذ الحريري الأب نهائياً. في الأيام الأولى لتكليفه قال دياب بثقة مبالغ بها إنه سيؤلف حكومة اختصاصيين حيادية، فألفوا له حكومته. قال أديب أمس كلاماً مطابقاً من غير أن يتغيّر مِن حوله الضباع.
"نداء الوطن": عملية "التكليف"... إبحثوا عن الألمان والفرنسيين
كتبت غادة حلاوي في "نداء الوطن": عملية "التكليف"... إبحثوا عن الألمان والفرنسيين
خرج الحريري من الاستشارات يقول انا من يسمي رئيس الحكومة لا رئيس الجمهورية ولا المسيحيين ولا الشيعة. ضمن لائحته اسم رئيس الحكومة المكلف، منهم من يقول ان ذلك تم بتعاون مع الرئيس نجيب ميقاتي بناء على نصيحة شقيقه طه ميقاتي، لكن آخرين يجزمون ان التسمية أتت من الخارج ليتبناها الحريري ويسوق لها مع اسمين اضافيين. وتقول رواية هؤلاء، بعد أن فهم الحريري انه لن يكون رئيساً للحكومة لأسباب خارجية وداخلية أعلن عزوفه عن قبول التكليف، وامتنع عن اختيار اي شخصية من داخل تياره السياسي او من المقربين مباشرة اليه لوجود فيتو سعودي يشمله واياهم. لم يكن المسار الداخلي تصادمياً واعتبر الجميع ان للحريري حيثيته السياسية والطائفية التي تخوله تسمية المرشح للرئاسة الثالثة، فمُنح فرصة اضافية لإختيار من ينوب عنه. وإذا كان سلام سفيراً لدى الامم المتحدة فالرئيس المكلف كان سفيراً لدى كبرى الدول الاوروبية وصاحبة الديبلوماسية السرية في التعاطي مع الملفات. وفي ضوء ترشيح نواف سلام انطلاقاً من كونه سفيراً له صلات مع الغرب، انطلقت عملية بحث هادئة عن شخصية سنية تربطها أيضاً علاقات مع الغرب، وجدها الفرنسيون في سفير لبنان لدى المانيا التي زكّت اسمه. ساعده فرنسياً زواجه من سيدة فرنسية والدها ديبلوماسي فرنسي سابق. يؤكد مشاركون في الاتصالات التي افضت الى ترجيح كفة أديب ان طبخة ترشيحه كانت خارجية تمّ الباسها لبوساً محلياً. إختلفت الآراء هنا حول حسابات الحريري، فبينما كان ينظر اليه فريق على كونه الخاسر الأول شخصياً لخروجه من سدة الرئاسة، وخسارة السنة الذين تركوا في لبنان فصارت الرئاسة الثالثة مكسر عصا ورئيسها الاكثر عرضة للتغيير، يرى الثنائي الشيعي ان الحريري خرج الرابح الاكبر. حصر تسمية الرئيس السني به شخصياً وليس بيد رئيس الجمهورية او الشيعة ولا المسيحيين، وان كل اجتماعات الثنائي الشيعي مع الفريق المسيحي لم تتمكن من الاتفاق على مرشح. الفارق بين دياب وأديب ان الاخير ليس محسوباً على "حزب الله" ويحظى بغطاء سني مصدره رؤساء الحكومات السابقون وضمنهم زعيم السنة سعد الحريري، وهو كلف بمساعدة فرنسية ستفتح امامه ابواب المجتمع الدولي وصندوق النقد للمساعدة. ومعنى تكليف مرشح الحريري تشكيل حكومة ليست من لون واحد بل بمشاركة "المستقبل" معنوياً، وسيكون الحريري معنياً بالمسؤولية عن انتاجيتها وبالتالي باتت الازمة الاقتصادية منقسمة على ثلاثة اطراف هي "8 و14" آذار والفرنسيون ما يساعد في بلورة الحلول والإصلاحات مطلوبة.
الإستشارات: 90 نائباً يسمون أديب
لفتت الصحف إلى أن الاستشارات النيابية الملزمة التي أجريت امس في قصر بعبدا افضت الى تكليف مصطفى أديب بأكثرية 90 نائبا فيما نال السفير نواف سلام 16 صوتا ونال كل من الفضل شلق وريا الحسن صوتا واحدا وامتنع 9 نواب عن التسمية .
وفي اول تصريح له بعد تكليفه رسميا اعرب أديب عن "ثقته باننا سنوفق بهذه المهمة لاختيار فريق عمل من اختصاصيين للانطلاق بالعمل بسرعة والذي من شأنه ان يضع البلد على الطريق الصحيح ". وقال "في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا لا وقت للكلام والوعود والتمنيات الوقت للعمل من اجل تعافي وطننا".
وتقرر ان يجري الرئيس المكلف استشاراته النيابية غير الملزمة مع الكتل النيابية والنواب غدا الأربعاء في مقر رئيس مجلس النواب في عين التينة وعزي السبب الى الأضرار التي اصابت مبنى المجلس في ساحة النجمة جراء انفجار مرفأ بيروت .
"نداء الوطن": مصطفى يا مصطفى
كتب عماد موسى في "نداء الوطن": مصطفى يا مصطفى
الإستشارات النيابية معلّبة اعتدنا عليها معلّبة. ودائماً يُحسم اسم الرئيس المكلّف قبل مواعيد إجرائها. مرة واحدة بدت الإستشارات حرة ونزيهة وديموقراطية وغير محسومة، عندما نافس عبد الرحيم مراد في العام 2005 طويل العمر والقامة نجيب ميقاتي، وكادت اللقمة تصل إلى حلق القطب التشاوري وسحبها نجيب بعزم. معظم ما يصدر عن مجلس النواب يصل إلى التصويت معلباً ويحمل ماركة كونسروة أبي مصطفى، من عين التينة إلى المستهلك اللبناني ومن دون أي مواد حافظة. حتى مصطفى جاء أمس معلّباً. وأذكر أيام كنت أقف على رؤوس أصابعي لألعب فليبرز و"أطق الفيش" الواحدة تلو الأخرى في محل "ابوغنّوم"، أو أيام كنت اتعلق بمسكات الـ"بيبي فوت" لإثبات علو كعبي في هذه اللعبة، ان ألفيتني مرة أمام علبة موسيقى وكان علي أن أختار الإستماع إلى أغنية من عشرات بعشرة قروش وجدتها على أرض فندق على الروشة، أدخلت القطعة النقدية في فتحة العلبة ورحت أصغي إلى صوت شابة تغني Chérie je t'aime, chérie je t'adore, como la salsa del pomodoro ويعادلها بالعربية "مصطفى يا مصطفى أنا بحبك يا مصطفى".
"نداء الوطن": حكومة المعجزة أو الانتحار... آخر حكومات "الجمهورية الثانية"؟
كتبت كلير شكر في "نداء الوطن": حكومة المعجزة أو الانتحار... آخر حكومات "الجمهورية الثانية"؟
أبرز ما تغيّر منذ تاريخ تسمية دياب، هو انعدام ترف الوقت. مصرف لبنان يكاد يشهر "افلاسه" بعد تأكيد حاكمه عدم المس بالاحتياطي الإلزامي. ما يعني أنّ المهلة المتاحة للمحاولة الأخيرة، لا تتعدى الأسابيع القليلة. وبالتالي لا تملك القوى السياسية ترف المناورة والتلاعب والتذاكي. إما تنصاع للأجندة الفرنسية، وإما ستواجه الانفجار الكبير الذي لن يعفي أحداً. أكثر من ذلك، هل من فريق يجرؤ بعد الآن على التعطيل؟
من المتغيرات أيضاً، شخصية "دولته". اشتكى كثر من عناد حسان دياب ورفضه مسايرة الجالسين الى طاولته، فيما يبدو أنّ ما تسرب عمن يعرفون رئيس الحكومة الجديد أن الأخير يتسم بالكثير من الديبلوماسية، وقلة الرغبة بالمشاكسة. ما يطرح السؤال حول قدرته على فرض جدول أعماله على "صنّاعه". هكذا، يقول هؤلاء إنّ مسار التأليف سيكون بمثابة مؤشر واضح على المنحى الذي ستسلكه الحكومة. المهلة محدودة جداً. وتذهب المعلومات المتداولة إلى حدّ الجزم أنّ رئيس الحكومة المكلف لن يرضى بإغراقه في مستنقع المحاصصة وسيسارع اذا ما حصلت، إلى رمي ورقة اعتذاره بوجه القوى السياسية، كي لا يُجرّ إلى حيث جُرّ سلفه حسان دياب. يؤكد المطلعون أنّ الأخير لم يتردد حين عرض عليه التكليف في وضع شرط أساسي وهو عدم تدخل القوى السياسية في طبخة التأليف، وإذ بالمناكفات والشروط والشروط المضادة تكبّل مهمته.
ولهذا، يصير وجه الشبه بين دياب وأديب هو أنّ كليهما قُدّما بمثابة "كبش محرقة" حيث يخشى الآخرون. الأول فشل في تنفيذ المهمة كون العراقيل كانت من ذوي القربى قبل الخصوم، فيما الأخير يتحضر لخوض الأمتار الأخيرة من "سباق الموت". هكذا، فإنّ السيناريو الانتحاري لكامل الطبقة السياسية، قائم اذا ما وضعت العصي في دواليب آخر حكومات "الجمهورية الثانية"!
"نداء الوطن": مصطفى أديب... العقل العربي والغربي في "مزرعة" الفُرس
كتب ألان سركيس في "نداء الوطن": مصطفى أديب... العقل العربي والغربي في "مزرعة" الفُرس
يطمح أديب إلى أن يُعيد لبنان إلى الحضن العربي وأن يطوّره ليعود مثلما كان وقريباً من النموذج الأوروبي، لكن الفرس وحلفاءهم سيكونون في المرصاد، وبالتالي فإن أديب قادم على مهمة سياسية صعبة، والأصعب هو الوضع الإقتصادي. وبات واضحاً أن أديب يحظى بمباركة أوروبية رفيعة، وهو يفضّل النموذج الأوروبي التطوري على الأميركي ويتمسّك بالقيم اللبنانية حتى النهاية، وهو قالها مرّة غاضباً: "إذا صادفْنا رجلاً مسنّاً في لبنان نأتي إليه ونقبّل يديه إحتراماً وإجلالاً لعمره وكل نضالاته، أما في أميركا فالقيم ليست مهمّة، إذ يتخلّون عن المسنّ ويضعونه في مأوى العجزة". وفي السياق، فإن الأنظار تتّجه إلى كيفية تعامل السعودية والخليج وواشنطن مع تكليف أديب، وهل يستطيع أن يفتح الأبواب المقفلة، أم أن سياسة العزلة ستبقى مستمرة طالما أن العماد ميشال عون موجود في بعبدا و"حزب الله" يسيطر على القرار السياسي والأمني، في حين يواجه أديب مهمة التخلّص من سطوة القوى التي سمّته رئيساً للحكومة؟! ويبقى الأهم أن لا يُخيّب أديب آمال كل من عرفه وأن يعلم أن هناك ثورة فاعلة تراقب وتحاسب ولا تغرّه الكرسي ويطبّق كل ما كان ينادي به، لا أن يتحوّل مثل كل مسؤول يصل إلى الحكم، فالمطلوب واحد وهو أن يطبّق ما كان يؤمن به على رغم المعرفة بصعوبة الأوضاع وأنه يتسلّم بلداً منهاراً وهو الذي كان يحذّر الطلاّب دائماً قائلاً: "إننا سنصل إلى الهاوية إذا ما استمر الصراع الدولي على أرض لبنان واستمرت الإدارة السيئة للدولة اللبنانية".
"الشرق": لبنان الكبير بين الميلاد والموت
وليد الحسيني في "الشرق": لبنان الكبير بين الميلاد والموت
وعدٌ من فخامته بتسليم لبنان أحسن مما تسلمه. وها هي العاصمة بلا مرفأ، وبلا أشرفيه، وبلا الرميل، وبلا مارمخايل، وبلا كارنتينا، وبلا جميزة. وعدٌ بالقضاء على الفساد… فأُفسد القضاء بقضاة يقضون بما يقتضيه تفاهم مار مخايل ومفاهيم جبران باسيل. وعدٌ بالإزدهار… فازدهر الإفلاس، وعمت البطالة، فتحول الشارع إلى أكبر أرباب العمل. وعدٌ بإعادة النازحين السوريين… فانضم إليهم نازحون يشكلون أكثر من ثلث سكان بيروت يبحثون عن مأوى في خيمة… وعن وجبة في كرتونة. وعدٌ بالإصلاح… فلم يصلح سوى حال التيار الوطني الحر… سياسياً بقانون للإنتخابات مدّه بالنواب، وإقتصادياً ببواخر مدته بالطاقة. وعدٌ بالسيادة… فسادت الدويلة على الدولة. وسط كل هذا سنجامل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونحتفل بميلاد لبنان الكبير. سنخفي مراسم الدفن… والأصح إننا سنؤجلها قليلاً. فمن آداب اللياقة سنقدم له الإستشارات النيابية، والرئيس المكلف، لنمنحه بذلك دليلاً هشاً على نجاحاته الديبلوماسية. عندما تنتهي زيارة ماكرون، لن ينتهي لبنان، كما تنبأ وزير خارجيته. الذي سينتهي هو لبنان الكبير… ليقوم بعد دفنه أكثر من لبنان صغير. متابعة: في اليوم التالي لاغتيال بيروت، كتبنا أن الفاعل سيكونالسنكري. كان الاتهام من باب التهكم والسخرية… لا من باب التنبؤ… حتى ليلى عبد اللطيف لا تقبل لسمعتها التورط بمثل هذا الإتهام السخيف. لكن، والتحقيقات في لبنان تتجه دائماً إلى تبرئة من في الأعالي، حتى لو كان يعلم، علم اليقين، بوجود آلاف الأطنان من أمونيا الدمار الشامل، فمن طبيعة العدالة اللبنانية أن يحظى العالِم بعنبر الموت بالبراءة، وأن يُدان الجاهل بالعنبر وبما فيه. سنكري؟؟!!. نرجوكم ارفعوا قليلاً من سمعة عدالتكم علّكم تجدون من يصدقكم.
"الشرق": لبنان: حكومة ماتت قبل أن تولد!
كتب عماد الدين أديب في "الشرق": لبنان: حكومة ماتت قبل أن تولد!
رئيس الحكومة المقبل كائناً من كان سواء كان مرشح أمل وحزب الله السفير مصطفى أديب، أو كان مرشح المتظاهرين والمجتمع المدني السفير نواف سلام، ففي نهاية الامر فإنّ هذه الحكومة قد توفت سياسياً قبل أن تولد!لماذا هذه الصورة القاتمة السواد؟ أي رئيس حكومة في لبنان، تاريخياً، يجب أن يحظى بموافقة الكتلة الأغلب من الطائفة السنية. اي رئيس للحكومة يجب أن يكون معروفاً له رصيد شعبي في العاصمة بيروت من شرقها الى غربها الى جنوبها. وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ثاني زيارة خلال شهر كي يطمئن على حال لبنان، لكنه سوف يفاجأ بحكومة غير التي يتخيّلها لا تعبر عن أحلام الشارع ورغبات القوى الإقليمية والرعاة الدوليين. وسوف يتأكد ماكرون -هذه المرة- ان لوردات السياسة وميليشيات السلطة، ومافيات الفساد هم صناع القرار في لبنان! أي رئيس حكومة سنّي، إذا أراد أن يجذب استثمارات ومساعدات وسياح من دول الخليج يجب أن يحظى أساساً بمباركة سياسته من الرياض. أي رئيس حكومة سنّي يجب أن يكون له رضى دولي من باريس (راعية المساعدات الاقتصادية) وواشطن (داعمة الجيش اللبناني مالياً وتسليحياً). كل ذلك يعني أن رئيس وزراء لبنان المقبل عليه أن يواجه تحديات الاصلاح، والفساد، واستقلالية الحياد، وإعمار بيروت، ومواجهة الكورونا، وإعادة تعويض وناهيك ضحايا الانفجار، وإنقاذ الليرة اللبنانية، وكشف الحقائق عن انفجار مرفأ بيروت، وإنجاز المطلب الاميركي بترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. مطلوب من رئيس الحكومة المقبل أو المكلف ان ينجز هذا كله، وهو يعلم سلفاً: 1- انه غير حائز على الرضاء السني. 2- غير حائز على موافقة كل التيارات السياسية (تيار القوات -تيار المستقبل -الحزب التقدمي الاشتراكي -بعض المستقلين -الكتائب). 3- غير حائز على رضاء دول الخليج العربي. 4- غير حائز على مباركة واشنطن وباريس. كيف يمكن أن تموت حكومة قبل أن تتشكل؟ وكيف يمكن أن ينتهي عهد رئاسي قبل أن يتم مدته؟ وكيف يمكن أن تصاب حفنة من الساسة بـالزهايمر في الضمير وغيبوبة في فهم الواقع؟
" الشرق": قبل التأليف
كتب خليل الخوري في" الشرق": قبل التأليف
بعد تكليف الدكتور مصطفى أديب تشكيل الحكومة تَطرح بضع ملاحظات ذاتها: أولاً- وصَل الدكتور أديب إلى رئاسة الحكومة نتيجة إجماع سنّي تمثّل في صاحب الحيثية الأكبر الرئيس سعد الحريري وكتلته وهي الأكثر وزناً سنيّاً بمن تضمّ من النواب. وأيضاً بتسميته من رؤساء الحكومة السابقين. وكذلك بدعم واضح من دار الفتوى. ثانياً- من حقّ النواب أفراداً وكتلاً إتّخاذ المواقف التي تناسبهم في التسمية. إلا أنّ الذين لم يؤيّدوا أديب لكلّ منهم أسبابه. ولكنّ هذا الموقف يخرج على الروح الميثاقية التي يُنادون بها ساعةً ويتناسونها ساعات وفق مصالحهم. ثالثاً- الذين ذهبوا إلى تسمية آخرين إنما يُمارسون حقّهم الدستوري المطلق غير القابل للجدال. وما ليس مفهوماً تسمية السفير نواف سلام، ليس لأي سبب في الكفاءة والشخصية… فالرجل مشهودٌ له بالمزايا العديدة، لكنه أعلنَ مباشرةً وفي كلام واضح وصريح أنّه غير مرشّح، فعلى أي أساس جرت تسميته؟!. رابعاً- وعلى أي أساس بُنيَت المواقف المسبقة من الرئيس المكلّف في حين أنّ أضعف الإيمان يقتضي إنتظار مساره في التأليف ثمّ في ممارسة المسؤولية؟ خامساً- بادرةٌ طيّبة للرئيس المكلّف تمثّلَت في أوّل حراك له من خلال زيارته المرفأ وجواره من المناطق المتضرّرة مُعلناً تضامنه مع المنكوبين وحرصه على معالجة آثار المأساة قضائياً وحقوقياً. سادساً- أما البضعة أنفار الذين اعترضوا سبيله في المرفأ فهم إما من المُضلَّلين أو هم، في أحسن الحالات، سيّئو النية. ماذا بدا لكم من الدكتور مصطفى أديب ولم يعجبكم؟ سابعاً- لا نعرف الرجل على صعيد شخصي إنما نعرف عنه الكثير منه أنه إختصاصي في السياسة الدولية وديبلوماسي خلوق وإداري خبير وعلى علاقات طيّبة مع معظم الأطراف اللبنانية وله علاقات دولية لافتة. … أخيراً، يبقى ألا يُعرقله الذين سمّوه، لا في مرحلة التأليف، وهي الأصعب، ولا في ما بعدَها.
"الديار": تكليف أديب أسرّ ماكرون .. لكن لن يضع يديه في المياه الباردة قبل التأليف وإنجاز الإصلاحات
كتبت صونيا رزق في "الديار": تكليف أديب أسرّ ماكرون .. لكن لن يضع يديه في المياه الباردة قبل التأليف وإنجاز الإصلاحات
صحيح بأنّ الرئيس ماكرون يبدو مسروراً اليوم، لأنّ المسؤولين اللبنانيين قد توافقوا وأسرعوا في تكليف رئيس جديد للحكومة، لكنه يودّ أنّ يتمكّن هذا الأخير من تأليف الحكومة في أسرع وقت مُمكن (في غضون شهر أو أقلّ إذا أمكن)، على أن تكون حكومة مهمّة إنقاذية تقوم بالإصلاحات المطلوبة منها من الدول المانحة من جهة، وتلبّي احتياجات الشعب اللبناني من جهة ثانية. فالوقت أصبح ضيّقاً، ولم يعد للترف ولتشكيل الحكومات واستقالتها بعد أشهر عدّة من دون أن تقوم بالإنجازات التي تدفع بالأمور التي تُراوح مكانها الى الأمام. ويرى مصدر سياسي بأنّ كتلة الجمهورية القويّة والنوّاب المستقلّين الذين لم يُسمّوا أديب، يميلون الى عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، وقد أعلن بعضهم عن موقفه في هذا السياق، فضلاً عن تيّار المستقبل الذي سمّى أديب لتسهيل التشكيل، لكنّه يُصرّ على البقاء خارجها. الأمر الذي لن يجعل المكوّنات السياسية كافة تُشارك في الحكومة، في الوقت الذي كان طرح الرئيس ماكرون في الورقة الفرنسية يأمل اتفاق الجميع ومشاركتهم في الحكومة بهدف إنقاذ البلاد وتطبيق الإصلاحات ومحاربة الفساد والعمل على حلّ الأزمات المتراكمة وإعادة إعمار بيروت بشكل سريع. وعن شكل الحكومة ونوعها، أكّد المصدر، أنّ الأمور تتجه الى تشكيل حكومة متجانسة من أصحاب الكفاءة والإختصاص، على ما أعلن الرئيس المكلّف أديب في كلمته في قصر بعبدا التي تلت مرسوم التكليف، مختصراً نوع حكومته وبيانها الوزاري إذ قال إنّه سيعمل على «اختيار فريق عمل وزاري متجانس من أصحاب الكفاءة والإختصاص لإجراء الإصلاحات الأساسية وبسرعة من أجل وضع البلد على طريق التعافي الصحيح ووقف النزف المالي والإقتصادي والإجتماعي الخطير. كما أكّد أن لا وقت للكلام والوعود والتمنيات بل للعمل بتعاون الجميع.
"الجمهورية": عن رحلة أديب من السفارة الى السرايا
كتب عماد مرمل في "الجمهورية": عن رحلة أديب من السفارة الى السرايا
يعتبر احد الذين تربطهم صداقة بالرئيس المكلّف مصطفى اديب ، انّ الرجل سيواجه اختبارات صعبة جداً، وانّ الصفات الايجابية التي يتحلّى بها قد تكون نقطة قوة او نقطة ضعف له، تبعاً للخيارات التي سيعتمدها وللطريقة التي سيتصرف بها لاحقاً. ولا تخفي الشخصية الصديقة لأديب، خوفها من أن يتمّ استنزافه في اللعبة الداخلية ودهاليزها المظلمة، لافتة إلى أنّه سيكون محاطاً بمجموعة من الذئاب والثعالب السياسية التي تجيد المناورات، وسيجد نفسه أمام امتحانات فورية لا تتحمّل إنصاف الحلول والعلاجات، من قبيل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والتحقيق الجنائي المالي والـ»كابيتال كونترول»، وكلها ملفات حيوية ومفصلية تقع على فالق سياسي متحرّك. من هنا، تلفت تلك الشخصية، الى انّه اذا لم تبدّل القوى الداخلية نهجها القديم ولم تتجاوب مع شروط الإنقاذ، فإنّ أديب سيكون مكبّلاً ومحاصراً، ولن يستطيع إحداث الفارق المنتظر وكسب الثقة الداخلية والخارجية. ولعلّ أديب سيرتكز بالدرجة الأولى على كاسحة الألغام الفرنسية التي يقودها الرئيس إيمانويل ماكرون، لعبور الطرق المفخخة بأقل الخسائر الممكنة، ولدفع رعاة التكليف الى تقديم التنازلات الضرورية، التي من شأنها تسهيل مهمة الرئيس المكلّف. ولكن هناك من ينصح أديب بأن لا يكتفي بمحاولة استجرار الدعم الخارجي، على أهميته، إذ انّ المطلوب منه أيضاً، وفق رأي أصحاب هذا الطرح، ان يغادر عقلية الموظف وان يمتلك زمام المبادرة، «وإلّا فإنّه سيكون أقرب إلى رئيس الهيئة العليا للإغاثة منه الى رئيس الحكومة.
بري: لحكومة قوية جامعة للكفاءات تمتلك برنامجا انقاذيا
بعد اقل من ساعتين من تكليف مصطفى أديب لرئاسة الحكومة، أشارت الصحف إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري اطل في كلمته لمناسبة الذكرى ال42 لإخفاء الامام موسى الصدر ليعلن ان "الوطن لم يعد يمتلك فائضا كافيا من الوقت لاستهلاكه وإضاعته وصرفه على المماحكات والمناورات وتصفية الحسابات ". واعتبر ان " الخوف والقلق على لبنان هذه المرة ليس من الخارج إنما من الداخل " ودعا الى وقف الحملات الإعلامية والتراشق الكلامي مشددا على "ضرورة تشكيل حكومة قوية جامعة للكفاءات تمتلك برنامجا انقاذيا محددا بفترة زمنية توازن بين إعادة اعمار ما تهدم في بيروت والقيام بالإصلاحات الضرورية " . كما دعا كل المكونات السياسية الى الحوار تحت سقف المؤسسات حول مفهوم الدولة المدنية .
"القوات اللبنانية": لن نقبل تسويات داخلية وخارجية على حساب لبنان
وفي ما يتعلق بموقف "القوات اللبنانية" ككتلة لم تنخرط في تسمية مرشح الأكثرية وسمت السفير نواف سلام فأوضحت الصحف أن النائب جورج عدوان عزا ذلك الى "اننا اخترنا نواف سلام لان لا تجارب مجهولة معه وموقفه السيادي معروف وان الأوان لنأخذ نحن قرارتنا ونحن كقوات لبنانية لا نشبههم ولا هم يشبهوننا وسنصنع التغيير من قلب المؤسسات ولن نقبل تسويات داخلية وخارجية على حساب لبنان ".
"الديار": معراب تعاند باريس: جعجع يخوض معركتي الرئاسة والنيابة
كتبت بولا مراد في "الديار": معراب تعاند باريس: جعجع يخوض معركتي الرئاسة والنيابة
تقول مصادر في قوى 8 آذار لـ"الديار" ان بتمرّد القوات رسالة سعودية ـ اميركية للداخل اللبناني وحتى لباريس. فكما بات معروفاً، الرياض لا تعتبر نفسها معنيّة على الاطلاق بتشكيل اي حكومة لبنانية، ما دامت الكلمة الاساسية فيها لحزب الله، كما ان واشنطن المنهمكة حالياً بالانتخابات الرئاسية الاميركية، هي ايضاً غير مُتحمّسة لتسوية تعوّم حزب الله مجدداً، وهما عاملان يُفسّران الموقف القواتي.وترى المصادر، ان تلبية وليد جنبلاط الرغبة الفرنسية ولو عن غير قناعة، تندرج بإطار سعيه الدائم لـحماية رأسه، فلا هو يُريد خوض الانقلاب الكامل كما تفعل القوات، ولا هو يسعى لدخول مباشر واساسي في حكومة يُدرك انها ستتخبّط في بركان قد يبتلعها في ايّ لحظة، منبهة الى محاولة تقديم الحكومة الجديدة كسابقتها، اي كحكومة لون واحد يتحكم بمصيرها حزب الله، لأن في ذلك اعلان نهايتها ومعها نهاية البلد والكيان اللبناني لأن الوقت لم يعد يُسعفنا ونحن نسير بخطوات سريعة الى المنحدر. مضيفة: تركنا حرية اختيار الاسم لرؤساء الحكومات السابقين، وبالتالي، سيناريو حكومة حسان دياب غير مُتوافر هنا، وبالتالي، اي محاولة لتصوير الامور بما هي ليست عليه، مجرّد محاولة كذب ونفاق.وتعتبر المصادر ان الموقف القواتي الحالي ليس الا جزءاً من سلسلة مواقف وخطوات يقوم بها جعجع باطار حملتيه الرئاسية النيابية. فكما بات معلوماً هو زيّت ماكيناته الانتخابية باكراً اقتناعاً منه بأنه ستكون هناك انتخابات نيابية. اما طموحه الرئاسي، فيظلّل كل حركته، فهو يقوم بالمستحيل لخلافة الرئيس ميشال عون، ويعتقد ان بخوضه المواجهة مع كل القوى السياسية قد ينجح في ذلك، وكأن من سيُسميه شخصيات ستأتي من كوكب آخر لا النواب في المجلس النيابي الحالي!. تقول مصادر القوات: امام شكوكنا الكبرى في أن يتمكن ايّ رئيس مكلف من القيام بمهامه ما دام فريق 8 آذار قابضاً على السلطة، ارتأينا الا نسير بالطبخة مع تقديرنا وشكرنا الكبيرين للدور الفرنسي وتأكيدنا على ان موقفنا هذا ليس موجهاً ضدّ الرئيس المكلف، فالمرحلة برأينا تستدعي مقاربة مختلفة لم نلمسها في كل الحراك الحاصل.
باسيل سيقدم "مبادرة متكاملة" لانتشال لبنان من الهاوية
كشفت مصادر بارزة في التيار الوطني الحر لـ"الأخبار" أن رئيس التيار جبران باسيل سيقدّم ، في اجتماع قصر الصنوبر اليوم، "مبادرة متكاملة" من نحو 20 بنداً، تتضمن شقاً سياسياً - دستورياً حول الدولة المدنية والمواضيع الخلافية مثل الاستراتيجية الدفاعية وحياد لبنان، وشقاً اقتصادياً - مالياً يتضمن حزمة من الاصلاحات والقوانين المالية يمكن ان تشكل خطة عمل تلتزمها الحكومة وتلتزم تنفيذها ضمن جدول زمني محدد». وأوضحت المصادر أن التيار «يريد أن يلاقي زيارة ماكرون بهذه «الورقة» التي تم التشاور في شأنها مسبقاً مع كل من حزب الله وحركة أمل والرئيس سعد الحريري، على ان تشكّل التزاماً لبنانياً يلتقي مع الالتزام الفرنسي، وعبره الالتزام الدولي، لانتشال لبنان من الهاوية".
الراعي: "المثالثة" موت للبنان
أضاءت "نداء الوطن" على إطلالة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عبر محطة "أم تي في"، وقالت: "على نقيض الرئيس ميشال عون الذي أقفل أبواب قصر بعبدا أمام المحطة فتح البطريرك الراعي "قلبه" للقناة معبّراً في مقابلة خاصة معها عن هواجس "المثالثة" وآمال "الحياد".
وأشارت الصحف إلى أن الراعي الذي رأى أن لبنان يمر بمخاض "ولادة جديدة"، تساءل "ما هو العقد السياسي الجديد" الذي يُحكى عنه؟ إذا كان المقصود به "المثالثة ويُعمل عليها تحت الطاولة، فسنرفضها فوق الطاولة وسنقوم بحرب معنوية ضدها لأن هذا موت للبنان"، مشدّداً في مقابل الدعوات إلى قيامة الدولة المدنية على أنّ "لبنان هو دولة مدنية حيث نحن نفصل الدين عن الدولة ولكن هم حوّلوها إلى دولة الطوائف".
وكشف الراعي أنّ "العلاقة مقطوعة مع حزب الله" منذ يوم زيارته القدس لاستقبال البابا، لافتاً إلى أنه كان ينتظر جواباً وتوضيحاً من الحزب حيال مسألة الحياد "بدلاً من اتهامي بالعمالة"، وختم بالإشارة إلى أنه حين يلتقي الرئيس الفرنسي سيعبّر له "عن شكرنا وتقديرنا للزيارتين الأخيرتين له، وسنتحدث بالهموم المشتركة وبأننا لا نستطيع الاستمرار بالوضع كما هو، وسأثير معه موضوع الحياد وما نسمعه أخيراً عن المثالثة".
"الاخبار": فرصة الذهاب نحو نظام جديد
كتب ابراهيم الامين في "الاخبار": فرصة الذهاب نحو نظام جديد
إذا كانت انتفاضة 17 تشرين قد أسقطت الهيبة والفعالية عن السلطة السياسية، وجاء انفجار المرفأ ليسقط الهيبة والفعالية عن الإدارة اللبنانية، فإن ما يجري اليوم هو محاولة لإسقاط فكرة الدولة نهائياً. وما الانتشار الفطري والمشبوه لكل ما يسمى جمعيات أهلية ومنظمات غير حكومية في الشوارع، سوى عمل عصابات تستهدف القضاء على فكرة الدولة. كل الذين أرادوا إسقاط السلطة من دون بديل، هم أنفسهم الذين أرادوا ثورة من دون قيادة، وهم أنفسهم الذين يرفضون تولي الادارة العامة للدولة ملف الأضرار في بيروت، وهم أنفسهم الذين بدأوا يرفضون التعامل مع جميع مؤسسات الدولة، وهؤلاء هم المرتزقة المنتشرون باسم المنظمات غير الحكومية والجمعيات الأهلية. وهؤلاء، برفضهم لفكرة الدولة، يبررون لأنفسهم كل أعمال السرقة التي يقومون بها، من تلقّي الأموال من دون رقيب، الى إنفاقها من دون حسيب، الى رفض التصريح عنها للجهات الرسمية، الى عدم التنسيق وترك الأمور فالتة، وكأننا في زمن الفوضى الشاملة. هؤلاء هم المجرمون الجدد الذين يعملون عند خارج يهتم فقط بتدمير الدولة لا بإسقاط السلطة السياسية. وهذا الخارج فعل الأمر نفسه في مصر وسوريا والعراق واليمن وليبيا وفلسطين، وهو يريد ذلك في لبنان، لأنه يتوهم أنه في هذه الحالة يمكنه احتلال مساحة من ناس لبنان وأرضه لتصفية حسابه الوحيد مع المقاومة... ليس أمام العاقلين سوى التمسك برفضهم لهذه السلطة، لكن الأساس في عملهم هو الذهاب سريعاً نحو اقتراح نظام سياسي واقتصادي واجتماعي ومالي جديد. وغير ذلك، لن ينتح سوى مزيد من هذه الحكومات.
"النهار": "حزب الله" يجاهر بانضوائه تحت عباءة الدعوة الفرنسية لـ"تغيير العقد السياسي"
كتب ابراهيم بيرم في"النهار": "حزب الله" يجاهر بانضوائه تحت عباءة الدعوة الفرنسية لـ"تغيير العقد السياسي" فهل سيجد من سيلاقيه؟
ثمة في "حزب الله" من استبعث في نفسه مسرة كبرى من جراء أن الدعوة الى تجديد العقد السياسي اللبناني، او استيداعه بآخر مختلف، قد أتت من رئيس الدولة الكبيرة ( ماكرون) التي رعت انشاء الكيان، وأدت الى عهد ليس ببعيد دور "الأم الحنون"وتولت تقديم الرعاية في عمليات وأزمات ذات المحطات الاستعصائية. واقترن ولا شك ذلك الشعور بنوع من الاستغراب لهذا الصمت الذي قابل به أركان في النخبة السياسية الحاكمة الدعوة الفرنسية، وإيثارهم عدم التعليق عليها سلبا أو إيجابا، وهو خلاف ما حصل قبيل أعوام عندما تحدث السيد نصرالله ذات إطلالة عن "ضرورة المضي" نحو مؤتمر تأسيسي من شأنه أن يفتح باب الخروج من تأزم سياسي كان عالي الوتيرة يومذاك، اذ قامت ضجة كبرى شهرت بما أسمته "الرغبة الشيعية" في القبض على زمام الوضع ومقاليد الأمور مما اضطر السيد في حينها، الى طي ذلك العرض. بل ثمة في الحزب أيضا من يستذكر ردة الفعل الغاضبة على نص أطلقه قبيل فترة قصيرة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان انتقد فيه تشرنق النظام السياسي في لبنان ودعا الى ضروة العمل على استبداله بنظام أكثر انفتاحا ومرونة. ولا ريب أيضا ان ثمة من يستذكر ايضا "لامبالاة" بعض القوى من دعوة الرئيس نبيه بري الى نظام سياسي ينهض على اساس نظام دولة مدنية، تنبذ الدولة الطائفية، ذات الهوية القاتلة باعتراف الجميع. وبناء عليه كان طبيعيا ان يتوقف نصرالله في إطلالته الأخيرة عند هذا الموقف الفرنسي المستجد ويبني عليه، ويعرب عن استعداده للتجاوب المطلق مع هذا الطرح المتقدم والمضي به قدما الى النهايات القصوى مشترطا: 1- أن لا تكون المسألة فرضا، بل بناء على حوار عميق بين كل المكونات. 2- أن يحظى الذهاب الى هذا الهدف بإجماع وطني وضمن تدرج علمي وعملي يفضي فعلا الى تحقيق المنشود، ولا يلقى مصائر التسويات السابقة. 3هل أن الحزب وسيده مقتنع بأن دعوة التطوير والتغيير الفرنسية ستلقى آذانا صاغية عند المستفيدين من بقاء الصيغة الحالية، ولن يبادروا الى محاربتها؟ الأمر هذه المرة مختلف، وثمة من فاضل بين نظام موشك على الزوال وبين الذهاب الى عقد سياسي جديد، يستوعب التطورات، وعلى الكل ان يجيب لا أن يغيب عن السمع.
"الجمهورية": هل التسوية الحكومية تمهِّد لتسوية دستورية؟
كتب شارل جبور في "الجمهورية": هل التسوية الحكومية تمهِّد لتسوية دستورية؟
يدرك الأمين العام لـحزب الله أيضاً، انّ الاتفاق على عقد سياسي جديد يعني إعادة المساواة بين جميع اللبنانيين، فلا توجد فئة بريمو تمتلك حق الدفاع عن لبنان، وفئة تيرسو وظيفتها الاهتمام بشؤونها الحياتية. ولا شك في انّ كلامه المتكرّر عن عقد سياسي جديد يؤشر في وضوح الى انّ لديه تصوراً متكاملاً حيال التعديلات التي يرغب في إدخالها على الدستور، ولكنه يفضِّل عدم الإعلان عن تفاصيلها، بل مجرد الاكتفاء بالعنوان الكبير المتصل بالرغبة والاستعداد للبحث في العقد الجديد، فيما الشائع على هذا المستوى يتصل باستبدال المناصفة بالمثالثة، على قاعدة انّ المكون الشيعي اختلف حجمه ودوره عمّا كان عليه في ميثاق العام 1943 ووثيقة الوفاق الوطني في العام 1989، وانّ النظام السياسي الذي ارتكز على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين لم يعد يمثِّل تطلعات الشيعية السياسية التي ترى نفسها كحالة قائمة في حدّ ذاتها، لا تُختصر ضمن حالة إسلامية أخرى. وبما أنّ أي تعديل دستوري يمكن ان يطاول الحصّة المسيحية في الدولة، فإنّ المسيحيين لا يمكن ان يقبلوا أي مسّ بحصتهم التي عُدلّت في اتفاق الطائف سوى مقابل تعديلات تؤدي إلى ضمان وجودهم ودورهم واستمراريتهم، فلا تعديل إلاّ على أساس تعديل مقابل، وهذه المرة بما يضمن مئوية جديدة قائمة على دستور يكون له صفة الثبات والديمومة في جوهره المتصل بطبيعة التركيبة اللبنانية التعددية. ومن الثابت انّ حزب الله لن يتخلّى عن سلاحه سوى في حال اضطر إلى ذلك بفعل طلب إيراني، نتيجة تسوية مع أميركا حول دور طهران في المنطقة. وكلامه الأخير عن عقد سياسي جديد يدخل في إطار الرسائل الموجّهة إلى باريس، من انّه على استعداد للبحث في مستقبل سلاحه مقابل مزيد من الصلاحيات التي لم يحدّدها، ولكن هذه الصلاحيات لا يمكن ان تأخذ هذه المرة من فريق لحساب آخر، إنما اي تفكير بتجاوز الدستور وعدم العودة إلى مندرجاته التي تشكّل ضماناً للجميع، يعني إيجاد الخلطة التي تحقق المساواة والعدالة، وتضمن مئوية جديدة من دون نكسات وهزات وحروب.
"النهار": هل قرأ نصرالله ما قاله الصدّر قبل تغييبه؟
كتب احمد عياش في "النهار": هل قرأ نصرالله ما قاله الصدّر قبل تغييبه؟
لم يفت مصادر شيعية في المعارضة والتي تابعت كلمة الامين العام ل"حزب الله" الاخيرة لمناسبة العاشر من محرم، ان تقول ل"النهار" ان نصرالله الذي خصّ الامام الصدر بالتحية واصفا أياه ب"إمام المقاومة"، بدا وكأنه في الموقع الذي دفع الصدر الى القيام بآخر المحاولات التي أدت الى تغييبه، أي محاولة تحييد جنوب لبنان عن حريق المنطقة. وتساءلت المصادر" ما معنى ان يضع نصرالله لبنان في حالة انتظار لهذا الحريق بذريعة مقتل احد عناصره في سوريا؟" ربما لم يقرأ نصرالله الذي كان شابا في ال 18 عاما وعضوا في حركة "أمل" عندما سافر الامام الى ليبيا ولم يعد، ما صرّح به الامام قبل تغييبه بأشهر قليلة. ومن المفيد ان يعاد نشر هذا النص: في المقابلة التي نشرها موقع الامام الصدر الالكتروني والتي أجرتها مجلة LE NOUVEL OBSERVATEYUR الفرنسية مع الامام الصدر في الرابع من آذار 1978 وصف جنوب لبنان بأنه "النقطة الاكثر تفجرا في المنطقة بصفتها الجبهة الشمالية لإسرائيل". وقال انه "لم يعد هناك من وجود للادارات المدنية أو العسكرية اللبنانية، كما أن السلطة المركزية مفقودة منذ بداية الاحداث عام 1975. وهكذا نرى كيف أن الفلسطينيين بصفتهم المسلحين الوحيدين، بدوا الضمانة الوحيدة لحفظ الامن ضد إسرائيل. ولكن سريعا جدا وبعد الاحتكاك بهم، إرتكب بعض الفدائيين تجاوزات كبيرة بحق المواطنين".وسألت المجلة الامام:"هل تخشى من عدم القدرة على تهدئة الشعب فترة أطول؟" فأجاب:"نحن، بصفتنا مسلمين شيعة، لنا إرتباطات وثيقة مع الفلسطينيين, ويعود هذا بدون شك الى أننا عشنا سوية فترة طويلة في جنوب لبنان وفي ضواحي بيروت، ولإننا أيضا,الفئات الاكثر حرمانا في لبنان. ومنذ عام 1948 أبدى اللبنانيون في الجنوب مواقف بطولية، فرفضوا دائما إجراء أي تعاون إقتصادي مع الاسرائيليين برغم إهمال الحكومة اللبنانية لهم إهمالا تاما.ومنذ عام 1965 وحّدوا قواهم مع الفلسطينيين، وأغلب الاحيان كانوا يدفعون دمهم ثمنا لذلك.لكن اليوم، هناك اليأس والاستياء عند الجميع وأحاول جاهداً جعلهم يتحلّون بالصبر، ونجحت في عدم تركهم يحملون السلاح ضد اخوانهم الفلسطينيين، السلاح الذي يعطى لهم بكثرة ومن جميع الجهات. منها اسرائيل بالطبع، وكذلك ايران. وفي محاولة لجعل المسلمين يشهرون السلاح في وجه الفلسطيني يستخدم شاه ايران منطق السياسة الأميركية نفسها في المنطقة." بالطبع، هناك الكثير الذي تغيّر منذ ان ادلى الامام الصدر بحديثه الى المجلة الفرنسية. لكن الامر الرئيسي الذي تغيّر شكلا وبقي مضمونا فهو حلول "حزب الله" مكان المقاومة القلسطينية. وإذا كانت الاخيرة التي وصفها الامام في حديثه الى المجلة الفرنسية بأنها" في أرض غريبة"، فإن "حزب الله" يتألف من لبنانيين لكنه بأمرة إيرانية، على حد ما يقول نصرالله بأنه "جندي في جيش ولاية الفقيه".
"الديار": هل نحن أمام التحضير لمعركة عسكرية بين المقاومة والعدو الإسرائيلي تستمرّ لبضعة أيام؟
كتب محمد علوش في "الديار": هل نحن أمام التحضير لمعركة عسكرية بين المقاومة والعدو الإسرائيلي تستمرّ لبضعة أيام؟
تشير مصادر مطّلعة، الى أن المقاومة لن تتراجع عن ردّها الذي يُحضر، والذي سيكون قاسياً، وفيه ردّ على الدم، وردّ على الأذى الذي وقع إثر العدوان الاسرائيلي الاخير على القوى الحدودية. وتكشف المصادر أن التحضيرات توحي وكأننا سنكون أمام اشتباك محدود، يستمرّ لعدة أيام، ولكنه سيبقى تحت سقف عدم الوصول الى الحرب الشاملة، مُشدّدة في الوقت نفسه على أن هذا السقف سيكون هشّا للغاية، لأن انزلاق الأمور نحو الحرب الشاملة سيكون سهلاً كثيراً في ظروف مُشابهة لما يُمكن أن يحصل، ولكن المقاومة في لبنان جاهزة لكل الاحتمالات. وتكشف المصادر، أن المقاومة كانت تراقب ما جرى خلال العدوان «الاسرائيلي» الاخير على لبنان ويدها على الزناد، مشددة على أن القصف الذي حصل كان يُمكن أن يُشعل المعركة لو أنه تسبّب بخسائر بشرية، لأن حياة اللبنانيين على الحدود خطّ أحمر بالنسبة للمقاومة وقيادتها. وعزز الجيش الاسرائيلي تواجده على الحدود، فاستبدل الفرق في القطاع الحدودي مع لبنان، وتحديداً الفرقة 13 التي استبدلها بقوات النخبة، كما جهّز فرق المدرّعات، واخلى مواقعه على الحدود، وأبلغ المستوطنين بضرورة البقاء قرب منازلهم لأن التوجّه للملاجىء قد يجري في أي لحظة، وتشير المصادر الى أن عدداً من المستوطنين ترك منازله في المستوطنات الحدودية. بالنسبة الى المقاومة في لبنان، فإن جهوزيتها لطالما كانت موجودة، ولكنها في ظل هذه الظروف، رفعت مستوى التأهّب، وجنودها على الحدود ليل نهار، بانتظار الهدف المناسب، وتؤكد المصادر، أن المقاومة لم تُعلن حالة طوارىء علنية، ولكنها جاهزة بنسبة 100 بالمئة، لتذكير العدو بأن زمن السكوت قد ولى.
مجموعة الدعم
توقفت "الجمهورية" عند دعوة مجموعة الدعم الدولية للبنان إلى "تشكيل حكومة على وجه السرعة، تكون فعّالة وذات مصداقية وقادرة على تلبية التطلعات المشروعة والاحتياجات التي عبّر عنها الشعب اللبناني، ومواجهة التحديات الأساسية التي تواجه لبنان حالياً، خاصة إعادة إعمار بيروت، وتطبيق إصلاحات عاجلة وجادة تعدّ ضرورية للغاية لتخطّي التحديات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية والأمنية الحادة وغير المسبوقة والتعافي منها، فضلاً عن تخطّي تداعيات جائحة كورونا".
وحثّت "جميع القوى والقيادات السياسية في لبنان، على التحلّي بروح المسؤولية إزاء الوضع الراهن وإعلاء المصلحة الوطنية لصالح الشعب والوطن".
وأكدت مجموعة الدعم انّ "على الحكومة الجديدة أن تركز على الاستجابة لتحديات لبنان العاجلة"، خاصة في 3 مجالات أساسية:
الاول، تنفيذ إصلاحات تهدف لاستعادة الاستقرار الاقتصادي ومصداقية القطاع المالي، بالإضافة إلى إصلاحات في قطاع الكهرباء وغيره من القطاعات الأساسية الأخرى، وإصلاحات في المشاريع المملوكة للدولة وفي قوانين المشتريات الحكومية.
الثاني، إطلاق عملية إعادة إعمار بيروت وتأمين توزيع المساعدات بطريقة فعالة، وبشفافية على المتضررين.
الثالث، مواجهة جائحة كورونا والوضع الإنساني في كل أنحاء البلاد.
وشدّدت ايضاً انّ على "الحكومة الجديدة وجميع الفرقاء اللبنانيين الالتزام بسياسة لبنان الطويلة الأمد في النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية"، مؤكدة في الوقت ذاته على "الحاجة إلى استقرار داخلي، وحماية الحق في الاحتجاج السلمي".
"الأخبار": هل تضمن المبادرة الفرنسية "خروجاً آمناً" لرياض سلامة؟
أشارت "الأخبار" إلى أن خرقاً يبرز في ما خص حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ثمة حديث جدّي عن إقالته أو دفعه الى الاستقالة قبيل نهاية العام. الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نفسه لا يريد سلامة في موقعه، والأخير ليس معارضاً للفكرة، لكنه لا يريد تقديمها لجهات لبنانية. يريد حاكم المصرف المركزي ضمانة شخصية من ماكرون بعدم ملاحقته قضائياً بعد الاستقالة، على أن يترك لبنان ليعيش في الخارج ويسلّم مهامه الى من تختاره فرنسا. يسعى لنيل هذه الضمانة لاعتباره أن هناك من يريد جعله كبش فداء عن السياسيين. وقد أبلغ فرنسا استعداده للعمل على الإصلاحات في القطاع المالي مع مصرف فرنسا المركزي وليس مع أي جهة أخرى.
"النهار": قطع أثرية معروضة في قصور سياسيين وحدائق زوجاتهم
غسان حجار في "النهار": قطع أثرية معروضة في قصور سياسيين وحدائق زوجاتهم وغطاء أهل السلطة لسماسرة بشعار "مطوّرين عقاريين"
حادثتان حصلتا أخيراً. الأكثر حداثة بينهما تحرّك مافيات مطوّري العقارات للافادة، أو بالأحرى لاستغلال الفقر والعوز والاحباط وفقدان الأمل، لدى أهالي الجميزة ومار مخايل والأشرفية، الذين خرّب انفجار مرفأ بيروت منازلهم ومحالهم، وخصوصاً حياتهم وهناء عيشهم. أصحاب الأموال، المشبوهة غالباً، الذين يتغطّون بأهل السلطة وزوجاتهم وأصهرتهم تحت عنوان "المطوّرين العقاريين"، تهافتوا على المواطنين عارضين شراء المنازل الأثرية في الأحياء التراثية، ينزعون عنها خصوصيتها، وروحها. ليس حباً بالتراث، بل لهدم تلك التحف، ورفع ناطحات سحاب محلها، تبدّل وجه المدينة على كل الصعد، الديموغرافي، والتراثي، والحياتي، وتحقق لهم ارباحا تعتبر غير مشروعة اذا نتجت من بؤس الناس المتضررين والذين تحكم الحاجة تصرفاتهم. من حق هؤلاء أن يمارسوا التجارة والتطوير العقاري، لكنهم يستفيدون غالباً من ضعف الدولة وترهّل مؤسساتها، بل أيضاً من تواطؤ القيّمين عليها، إذ إن وزراء الثقافة الذين تعاقبوا على المسؤولية، بل لنقل أكثرهم لأن التعميم ظالم، ساهموا في تشجيع هؤلاء، إما نزولاً عند رغبة النافذين من الممسكين بقرار البلد، وإما لأنهم حققوا فوائد شخصية من خلال تغيير التصنيفات العقارية، واعتبار الأبنية القديمة غير تراثية بما يسمح بهدمها وتحقيق أرباح خيالية يوزعون منها على المحيطين، ويموّلون نشاطات السياسيين، ولوائحهم الانتخابية، ومهرجاناتهم الحزبية. الحادثة الثانية، هي الحملة التي استهدفت السيد جواد عدرا وزوجته نائبة رئيس الوزراء في الحكومة المستقيلة زينة عدرا، اللذين يملكان "متحف نابو" في الهري بشمال لبنان، واتهامهما بسرقة الآثار بدل شكرهما على المبادرة الحضارية الثقافية التراثية في آن واحد. وهذا الملف الشائك لا يجرؤ أحد على المضي به لأن زوجات السياسيين أيضاً وضعن اليد على القصور والقلاع لاقامة مهرجانات الصيف على حساب الدولة والمصارف والشركات، وأفدن من السلطة لتخريب تلك الآثار، ونقل بعضها الى القصور والحدائق الخاصة. هل من الممكن بعد إنقاذ بعضٍ مما تبقّى؟ الأمر ليس محسوماً، لان السلطة التي تستبيح أرواح الناس وتخزّن المواد المتفجرة داخل المرفأ، والسلطة التي تقتل الناس بالمواد السامّة، وبالتلوث في المياه والهواء والانهر والبحار، لا يمكن الركون إليها في المحافظة على الآثار والتراث. أما الورش والبعثات الكثيرة التي تبحث في الآثار فهي غالباً مرتبطة بمشاريع مموّلة من الخارج، وغالباً ما تواجه صعوبات جمة وتحديات واغراءات لإخفاء معالم تراثية غنية.
أسرار وكواليس
لوحظ ان مساعي انخاء ذيول حادثة خلدة تركزت على الحزب الاشتراكي حيث غالبية العشائر العربية تواليه الى النائب أرسلان ب " حكم الجيرة " .
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوات لاحتفالات للثنائي الشيعي حصلت في السفارة اللبنانية في ألمانيا بمشاركة السفير مصطفى أديب .
يسجل تهافت على مادة المازوت قبل رفع الدعم وارتفاع الأسعار في ظل احتكار المادة واخفائها من قبل تجار وأصحاب محطات المحروقات .
يسود نفور بين مسؤول كبير وشخصية سياسية يتهمها المسؤول بلعب دور تحريضي على السلطة التشريعية.
قال مسؤول كبير: العالم كله يعتبر أن له مصلحة في لبنان، خلافًا لكثير من اللبنانيين الذين يعتبرون أن مصلحتهم خارج لبنان!
شكلت أكثر من سفارة أجنبية فريق عمل متخصصًا لمتابعة الإتصالات الجارية من أجل مراقبة الإستشارات النيابية وما رافقها بالنظر الى حجم الإتصالات الخارجية التي واكبتها.
حسم الموقف من الإسم المرشح، الذي ثبت لاحقاً، لتأليف الحكومة ليل السبت- الأحد.
يعتبر وزير سابق أنه خضع لعملية تضليل على مستوى المعلومات، جعلته يشطح خارج ما يجري، الأمر الذي أغضبه لاحقاً.
يعتبر خبير اقتصادي أن الوضع، إذا لم يشهد تقدماً، فإنه على الأقل، لن يتراجع أكثر مما وصل إليه!
تؤكد مصادر خارجية ان العراب الفعلي لإختيار مصطفى أديب كان طه ميقاتي، شقيق الرئيس ميقاتي. وعمل طه ميقاتي الموجود في فرنسا على تسويق الإسم لدى الإليزيه، ورتب لقاءات بين أديب ومسؤولين فرنسيين خلال الأيام الماضية في برلين.
يعتبر حزب أساسي في فريق الممانعة أنّ حكومة أديب ستكون حكومة انتقالية هدفها التحضير للانتخابات النيابية المقبلة.
تتساءل أوساط سياسية عما إذا كانت علاقة هنري شاوول المتينة مع الفرنسيين ستؤهله للمشاركة في الحكومة الجديدة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.