25 آب 2020 | 17:14

تكنولوجيا

ما يجب أن نعرفه عن علاج مرضى كورونا بالبلازما

سمحت الولايات المتحدة، مؤخرا، بنقل بلازما الدم من أشخاص تعافوا من مرض "كوفيد-19" ‏إلى مرضى يعالجون منه المرض الفتاك في المستشفى‎.‎

وطرحت طريقة الولايات المتحدة عددا من الأسئلة، فهل هذا العلاج فعال وآمن؟ أم أن السماح به ‏يعود لأسباب سياسية؟

ما هو علاج البلازما؟

عندما يصاب أحد بمرض كوفيد-19، الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا الجديد، ينتج جسمه ‏أجساما مضادة لمحاربة الفيروس‎.‎

وتتركز الأجسام المضادة في البلازما، الجزء السائل من الدم، وفقا لما ذكرته وكالة فرانس ‏برس‎.‎

ويقوم العلاج الذي سمحت به الولايات المتحدة الأحد على أخذ أجسام مضادة من أشخاص ‏أصيبوا بالعدوى لكنهم تعافوا، مما يُسمى بـ"بلازما النقاهة"، وحقنها في المرضى‎.‎

وجُربت هذه الطريقة لأول مرة في عام 1892 لمكافحة الدفتيريا، ثم ضد الأنفلونزا الإسبانية في ‏عام 1918‏‎.‎

هل هو آمن؟

لا يوجد إجابة محددة حتى الآت على هذا السؤال، غير أن النتائج الأولية تبدو مشجعة، ففي يونيو ‏الماضي، تابعت شبكة مستشفيات مايو كلينيك الأميركية نقل البلازما لدى مجموعة من 20 ألف ‏مريض ولاحظت معدلا منخفضا للغاية من الآثار الجانبية المعروفة‎.‎

وقال الدكتور سكوت رايت، الذي أجرى الدراسة، لوكالة فرانس برس "خلصنا إلى أن استخدام ‏بلازما النقاهة آمن‎".‎

هل هو فعال؟

في ما يتعلق بمسألة فعاليته، يتفق جميع الخبراء على أن هناك حاجة إلى مزيد من التجارب ‏السريرية لمقارنة البلازما بطرق الرعاية القياسية المعروفة‎.‎

من جهتها، قالت الدكتورة سوميا سواميناثان، كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية: "في ‏بعض الحالات، تشير النتائج إلى تسجيل فوائد، لكنها لم تكن قاطعة‎".‎

واقترحت دراسة أخرى من مايو كلينيك أن البلازما ساعدت في تقليل معدل الوفيات لدى ‏المرضى عند ما حقنوا بها مبكرا وكانت مستويات الأجسام المضادة مرتفعة، لكن الدراسة، التي ‏لم تكن سريرية، لم تخضع بعد لمراجعة الأقران ولم تستخدم دواء وهميا‎.‎

ويجري باحثون في جامعة جونز هوبكنز دراسة موازية تستخدم فيها البلازما لمحاولة تحصين ‏المرضى ضد فيروس كورونا قبل أن يمرضوا. وقد قارنها الدكتور ديفيد سوليفان، المشرف ‏على التجربة، بما يشبه "اللقاح الفوري‎".‎

وقال لفرانس برس إنه إذا كانت النتائج قاطعة "يمكننا إبلاغ الأشخاص المعرضين لخطر كبير ‏بأنه يمكنهم الحصول على العلاج في وقت مبكر وبأن ليس عليهم أن يقلقوا بشأن الذهاب إلى ‏المستشفى‎".‎

ولكن هذا الخيار، إذا ثبت أنه فعال، لا يمكن استخدامه على نطاق واسع. ويعتقد بعض العلماء أنه ‏سيكون من الأهمية بمكان تطوير أجسام مضادة اصطناعية، تسمى الأجسام المضادة أحادية ‏النسيلة، والتي يسهل توزيعها على نطاق واسع‎.‎

هل سمح باستخدامه لأسباب سياسية؟

شكك المعلقون السياسيون في توقيت صدور الإذن عن إدارة الغذاء والدواء الأميركية باستخدام ‏هذا العلاج قبل شهرين فقط من الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفيما يتعرض دونالد ترامب ‏للانتقاد بسبب إدارته الأزمة الصحية ويبدو متخلفا عن منافسه الديموقراطي في استطلاعات ‏الرأي‎.‎

في نهاية آذار، كانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية قد أذنت بالفعل بصورة طارئة باستخدام ‏علاجي الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين، وهما علاجان دافع عنهما الرئيس الأميركي‎.‎

لكن الإذن سُحب بعد التحذيرات من آثارهما الجانبية على القلب، وبعد دراسات واسعة أظهرت ‏أنهما غير فعالين ضد كوفيد-19‏‎.‎

في الإعلان الأحد عن الإذن باستخدام علاج البلازما، قدم ترامب، وكذلك وكالة الأدوية، ‏إحصائية رئيسية بشكل محرّف، بقولهما إن البلازما خفضت معدل الوفيات بنسبة 35 في المئة‎.‎

وأوضحت متحدثة باسم إدارة الغذاء والدواء في وقت لاحق أن الرقم يشير في الواقع إلى ‏انخفاض خطر الوفاة لدى لأشخاص الذين تلقوا مستويات عالية من الأجسام المضادة في دراسة ‏مايو كلينك، مقارنة بأولئك الذين تلقوا مستويات منخفضة منها‎.‎

حتى أن مدير إدارة الغذاء والدواء الدكتور ستيفن هان اعتذر عن تحريف مدلول هذا الرقم‎.‎

وقال المسؤول في تغريدة على تويتر مساء الاثنين: "لقد تعرضتُ لانتقادات بسبب التصريحات ‏التي أدليتُ بها مساء الأحد حول فوائد بلازما النقاهة. النقد له ما يبرره تماما. ما كان يجب أن ‏أقوله هو أن البيانات تظهر انخفاضا نسبيا في المخاطر وليس انخفاضا مطلقا في المخاطر‎".‎

واستنكر الدكتور ماثيو هاينز الذي عمل في وزارة الصحة في ظل إدارة الرئيس السابق باراك ‏أوباما الأمر قائلا إن "هذا يقوض مصداقية الحكومة الأميركية بأكملها‎". ‎

لكن الدكتور دانيال هانلي الذي يرأس التجارب السريرية في جامعة جونز هوبكنز أكد أنه تم ‏بالفعل الوصول إلى مستوى النتائج اللازمة لإعطاء الإذن بصفة عاجلة‎.‎


سكاي نيوز عربية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 آب 2020 17:14