أعربت مصادر مقربة من وزارة السياحة، عن تفاؤلها بامكان حدوث نقلة سياحية مع انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. إلا أنَّها قالت لـالمستقبل إن وزارة السياحة لا تزال تراقب بحذر سير ملء الفراغ في كافة المؤسسات والادارات، خصوصاً لجهة تشكيل حكومة وكيفية إعادة انتاج العلاقات مع الدول العربية ولا سيما الدول الخليجية منها، المنكفئة سياحياً عن لبنان، خصوصاً وأن لبنان كثيراً ما يعول على السائح الخليجي ويعتبرها مقياساً لتحسن الوضع السياحي.
ويمكن للمشهد في وسط بيروت، أن يترجم حال الواقع السياحي، خصوصاً وانَ بقعة الضوء السياحية التي كانت تزدان بالسياح العرب ولا سيما الخليجيين، تحولت الى بقعة كبيرة يسكنها الفراغ والغبار، مع تحول ساحة المجلس النيابي تحديدا الى ما يشبه ثكنة عسكرية، وتحول الساحات الموازية لها والمتجاورة منها الى ساحات للتظاهرات، لا سيما تلك التي كانت تنادي بانهاء الشغور الرئاسي الذي امتد على مساحة 28 شهراً. فهذه المنطقة، كغيرها من المناطق اللبنانية، شهدت عصرا ذهبيا إبان توافد الخليجيين حتى عام 2010. لكن الأوضاع انقلبت رأسا على عقب بعد الأزمة السورية ووسط مطالبة دول الخليج رعاياها بشكل مستمر بالامتناع عن زيارة لبنان.
المصادر عينها لفتت الى أنَّ الحذر نابع من التحذيرات الكندية لرعاياها في لبنان، وسواء كانت هذه التحذيرات مصدرها السفارة أو غيرها، إلا أنَّ اللافت أن وزارة الخارجية اللبنانية أو السفارة الكندية في لبنان، لم تؤكد ولم تنفي التحذيرات التي انتشرت بسرعة الهشيم بين اللبنانيين ولا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يضع علامة استفهام جدية حول الأمر.
مكاتب السياحة والسفر التي تراجعت نحو 14 في المئة، والاشغال الفندقي الذي لم يتخطَ الـ40 في المئة كمعدل وسطي منذ بداية العام الجاري، ردهما نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود الى الحالة التي يشهدها لبنان. وهو قال لـالمستقبل، إن مكاتب حجز التذاكر تراجعت بفعل انكفاء السوريين قبل فترة نحو القاهرة ومن ثم الى الاردن، وهذا ما افقد لبنان الكثير، خصوصاً وان أسواقنا اتكلت على على السوريين خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية.
وقال عبود إن القطاع السياحي يعول كثيراً على عودة الحياة السياسية والاستقرار، سيما وأن انتخاب الرئيس مهم جداً لاعطاء زخم للسياحة. بيد أنه لن يكون كافياً، ما لم تتشكل حكومة تعيد وصل ما انقطع مع دول الخليج العربية وفي طليعتها السعودية، فالسائح الخليجي من أهم السياح بالنسبة الى لبنان.
ومن المعلوم أنَّ السائح الخليجي، يعطي قيمة مضافة للوضع التجاري من خلال مشترياته، لأن القدرة الشرائية للخليجي أكبر من قدرة اللبناني على الإنفاق. وفي ظل غياب السائحين من دول الخليج، شهدت الأسواق تراجعا بنسبة تفوق 50 في المئة، فيما استمر انحدار الاشغال الفندقي.
فالقطاع السياحي في لبنان لا يشكل سوى 8 في المئة من الناتج المحلي، وهذه النسبة انخفضت إلى أكثر من النصف بعد الغياب الخليجي، وهو ما أثر على مردود الانفاق المالي للسياح الى نسبة كبيرة قد تكون بمليارات الدولارات. علما ان إنفاق السياح الخليجيين بلغ نحو 80 في المئة من إجمالي الإنفاق السياحي في لبنان، وبسبب مقاطعة الدول الخليجية للسياحة الى لبنان، تراجع عدد السياح الخليجيين وخسر لبنان سياحه وانفاقهم.
وبالمقارنة مع العام 2011، تراجع عدد السياح من المملكة العربية السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة على التوالي بنسبة 38 في المئة و41 في المئة و64 في المئة، في النصف الاول من العام 2016.
احصاءات
ووفقاً لاحصاءات وزارة السياحة، زادت نسبة عدد السياح في ايلول الماضي 21 في المئة، مع بلوغ مجموع الوافدين إلى لبنان (باستثناء الوافدين اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين) 164605 مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2015 حيث بلغ عدد الوافدين الإجمالي 136050 سائحا.
كذلك بلغ مجموع الوافدين الى لبنان خلال الاشهر التسعة الاولى من العام الجاري 1302655 سائحا بزيادة نسبتها 10,22 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2015 حيث بلغ عدد الوافدين الإجمالي 1181787 سائحا، ما يعني أن هذه السنة ستسجل أكبر عدد من السياح مقارنة بالسنوات الست الماضية، إذ يتوقع تجاوز العدد مليوناً و500 ألف وافد بعدما تخطى عام 2010 المليوني سائح.
وبحسب مصلحة الأبحاث والدراسات والتوثيق في وزارة السياحة حول عدد الوافدين إلى لبنان في أيلول 2016، بلغ عدد الوافدين العرب 58631 سائحا في مقابل 44911 خلال الفترة نفسها من العام 2015 (ارتفاع بنسبة 31 في المئة). وبلغ عدد الوافدين الأوروبيين 49229 سائحا خلال شهر أيلول من العام 2016 في مقابل 42176 سائحا خلال الفترة نفسها من العام 2015 (ارتفاع بنسبة 17 في المئة). وبلغ عدد الوافدين من قارة أميركا 26275 سائحا خلال أيلول من العام 2016 في مقابل 23224 خلال الفترة نفسها من العام 2015 (ارتفاع بنسبة 13 في المئة). أما من قارة آسيا فبلغ مجموع الوافدين 10979 سائحا في مقابل 11009 سياح خلال الفترة نفسها من العام 2015.
وشكّل الوافدون العرب 36 في المئة من إجمالي الوافدين الى لبنان خلال أيلول من العام 2016.
أما في ما يتعلق بالاشغال الفندقي، فإن فنادق الـ5 نجوم لم تتعد نسبة اشغالها الـ25 في المئة كمعدل وسطي، ومثلها فنادق 4 نجوم التي لم تتخط الـ53 في المئة.
أما بالنسبة الى السياح وجنسياتهم، فتظهر احصاءات وزارة السياحة، أن الوافدين من دولة الامارات العربية خلال الأشهر التسعة الاولى من العام الجاري كانت نحو صفر في المئة (1717)، ومن السعودية نحو 7 في المئة (27840)، ومن الكويت نحو 5 في المئة (18687)، ومن الاردن نحو 17 في المئة (66919) ومن مصر نحو 16 في المئة (63633)، ومن العراق 46 في المئة (181729)، ومن الجنسيات العربية الأخرى نحو 9 في المئة(35112).
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.