لم يترك الوزير السابق للسياحة فادي عبود، ولا الأحداث التي الأمنية التي فرضت ايقاعها على قطاع السياحة، أي تراكم ايجابيْ يمكن البناءُ عليهْ، فكل المؤشرات باتت تشيْ بأن مستوى النمو السلبي للسياحة، تحتاجُ الى جهدٍ جبّار لإقالة القطاع من عثراتِهِ، خصوصاً وأنَّ الحكومة الميقاتية لم تُقدم أي فرص أو بدائل، يمكن الاستفادة منها، بل يمكن القول أنَّ الأسوأ حصل، فالخطاب التهديدي ضد العرب الخليجيين دفعت هذه الدول الى اتخاذ قرار بحظر سفر رعاياها الى لبنان، وهذا بحد ذاتهِ كفيلٌ بأن يؤشِّر الى انّ الحكومة الميقاتية خسرت بسبب سجِّلها السلبي مع هذه الدول نحو 40 بالمئة من عدد السيّاح، والذين يشكلون بدورهم نحو 65 بالمئة من حجم المداخيل المالية من القطاع.
وإذا كانت حكومة المصلحة الوطنية قد حُدِّدَ عمرها سلفاً، بـ100 يوم، فليسَ بامكانها أن تصنع المعجزات، بقدر محاولاتها رتي أو معالجة ما يمكن إصلاحهُ سريعاً، ويأتيْ في مقدمة هذا، إرسالُ إشارة تطمين الى دول الخليج العربي، من أنَّ لبنان باتت لديهِ حكومة جامعة، وهي مستعدة لحماية الرعايا أو السيّاح الخليجيين، ومن هُنا كانت زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري الأسبوع الماضي الى دولة الكويت، الذي تمنى على أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي يرأس مجلس التعاون الخليجي في دورته الحالية والقمة العربية، العمل من أجل رفع حظر سفر الأخوة الخليجيين الى لبنان.
وزير السياحة الجديد ميشال فرعون، قال لـالمستقبل إنَّ تعثر القطاع السياحي، هو نتيجة الخطاب السياسي المتشنج، وهو سابق لموضوع الإرهاب الذي بات يطال لبنان، وهو ما جعل المؤسسات السياحية تنوء تحت ثِقَلْ هذا الخطاب، الذي تُرجِم سريعاً خسارةً وإفلاسات.
اضاف إنَّ المطلوب الآن، هو تصحيح الخلل في الأجواء السياسية أولاً، وهذه هي مهمة الحكومة تنقية الأجواء، والعمل على طي الصفحة الماضية في السنوات الثلاث الأخيرة، خصوصاً وأنَّ الحكومة الماضية كان لها خطاب أسس لهذا الخلل الذي تعانيه السياحة في لبنان اليوم، ومن هنا يمكن وضع زيارة الرئيس برّي الى الكويت بحكومة جديدة، لاستعادة الثقة بلبنان.
وأضاف أمّا المحور الثاني، الذي سنعمل عليهِ فهو العمل على دعم المؤسسات والأجهزة الأمنية لضبط حالة الفلتان الأمني، ولجم التدهور الحاصل، ووقف التوتر من خلال خطاب سياسي تهدوي.
وأوضح فرعون، أن العمل سيكون خلال المئة يوم، بعقد اجتماعات مكثّفة مع المؤسسات السياحية، لوضع خطط عملية إنقاذية، وعقد ورش عمل. وقال نحنُ لم نزل في أول الطريق.
جولة
حيثُ جلت ببصركِ في بيروت، يمكنك أن ترى المطاعم والمقاهي، بلا رواد ولا سيّاح، كما أنَّ إغراءات الحسوم في المحلات التجارية التي تصل الى 70 في المئة في بعضها، باتت غير مقنعة، لجذب الرواد أو المستهلكين، فأمس كان انفجارٌ في قرب المستشارية الثقافية الإيرانية، ولن يكون الأخير كما يقول من التقيتهم في شارع الحمراء أمس.
القلق باتَ هو السمة البارزة بعد عشرات الانفجارات والأحداث الأمنية فضلاً عن استمرار الأعمال القتالية في سوريا، وحرمان لبنان من السيّاح الذين كانوا يأتون لبنان عبر الأراضي السورية، الآن لا يأتي إلا النازحون، وهو ما يُفاقم أزمات لبنان الاقتصادية على كل الصعد، وبالطبع السياحة واحدة من هذه القطاعات المتضررة.
الاحصاءات
وانخفض عدد السياح في لبنان العام الماضي لأدنى مستوى له منذ ست سنوات، ليبلغ نحو 1.27 مليون سائح، وهذا التراجع يتزامن مع تحذير دول عدة لرعاياها بخطورة السفر إلى لبنان. وخسر القطاع السياحي 893 ألفاً و627 زائراً في العام 2013، مقارنة مع العام السياحي الأساس 2010، وما نسبته 41.219 في المئة. إذ بلغ عدد السياح الإجمالي آنذاك مليونين و167 ألفا و989 زائرا، مقابل مليون و274 ألفا و362 زائرا في 2013. وكانت الخسارة الفادحة في عدد السياح العرب والخليجيين، إذ بلغ عددهم الإجمالي 894 ألفا و724 زائرا في العام 2010، ليهبط إلى 402 ألفين و80 زائراً في العام الماضي، أي بنسبة تراجع 48.80 في المئة.
وخسارة 2013 ليست الأولى، فوفقاً لإحصاءات وزارة السياحة فعدد الوافدين بلغ في العام 2013 نحو 1,274,362 سائحا، بتراجع بلغ 23 بالمئة مع العام 2011 حيث بلغ عدد السياح آنذاك نحو 1,655,051سائحاً، وتراجع نحو 6,69 بالمئة بالمقارنة مع العام 2012 حيث بلغ عدد السياح آنذاك نحو 1,365,845 سائحاً.
وفي فنادق بيروت تراجعت نسبة التشغيل لتصل 51 بالمئة، لتحتل أواخر القائمة التي شملت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث جاء خلفها مصر بإشغال 42 بالمئة والبحرين 24 بالمئة، في حين تراجعت إيرادات الغرف الفندقية ببيروت 20.8 بالمئة لتبلغ 87 دولاراً كمعدل وسطي.
ولكن كرة الثلج السياحية، لم تتوقف بل استمرت انحداراً ولا سيما في الفصل الأول من العام الجاري، فقد بلغ عدد الوافدين في كانون الثاني الماضي نحو 74.019 بالمئة، مسجلاً تراجعاً مقداره 8,69 بالمقارنة مع الشهر المماثل من العام 2013، كما سجل تراجعاً في عدد الوافدين من الدول العربية بنسبة 16،81 بالمئة فبلغ 25,095 زائراً في كانون الثاني 2014 مقارنة مع 30,166 زائر في كانون الثاني 2013.
وفي التفصيل لكانون الثاني 2014، يأتي الوافدون العرب في المرتبة الأولى وعددهم 25,095 زائراً أي بنسبة 34 بالمئة من مجمل الزوار وهم بالتفصيل:
-أولاً العراقيون 9,108 زوار.
-ثانياً الأردنيون 4,920 زائراً.
-ثالثاً المصريون 4,618 زائراً.
ويأتي الوافدون من الدول الأوروبية في المرتبة الثانية وعددهم 23,887 زائراً أي بنسبة 32 في المئة من مجمل الزوار وهم بالتفصيل:
-أولاً الفرنسيون 6,171 زائراً.
-ثانياً الألمان 2,920 زائراً.
-ثالثاً البريطانيون 2,783 زائراً.
ويأتي الوافدون من قارة أميركا في المرتبة الثالثة وعددهم 11,672 زائراً أي بنسبة 16 بالمئة من مجمل الزوار وهم بالتفصيل:
-أولاً الولايات المتحدة الأميركية 5,954 زائراً.
-ثانياً الكنديون 3,732 زائراً.
-ثالثاً البرازيليون 816 زائراً.
يليهم في المرتبة الرابعة الوافدون من قارة آسيا وعددهم 7,302 زائران، لا سيما منهم الإيرانيون حيث بلغ عددهم 956 زائراً.
2013 تكاد تكون من السنواتِ العجاف التي عرفها قطاع السياحة على مدى عشر سنوات، وتكادُ تكونُ أصعبها، والسؤال الذي يحضر في ظلِّ الإرث الثقيل الذي خلّفهُ الوزير السابق للسياحة فادي عبود، هل يُصلِحْ الوزير ميشال فرعون ما أفسدتهُ الحكومة الميقاتية سياحياً؟؟؟
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.