اكدت مصادر في قطاع النفط اللبناني، ان سفناً أجنبية لم تسمها، لا تزال توّرد مادة المازوت لمصلحة النظام السوري. وأشارت المصادر في اتصالٍ مع المستقبل، الى أنّ السفن بدأت نقل مادة المازوت من الموانئ اللبنانية، الى موانئ لا تزال تقع تحت سيطرة قوات الأسد، مضيفةً أنّ تجاراً لبنانيين ينتمون الى حزبٍ سياسي فاعل على الأرض يقومون بتحميل هذه السفن.
وكانت معلومات تداولها موقع الكتروني، معارض لنظام بشار الأسد، أفادت الحصول على مستندات شحن ووثائق رسمية تثبت قيام شركة ناقلات بحرية إيطالية بتشغيل ناقلتي مشتقات نفطية على الأقل من اسطولها لتزويد النظام السوري بكميات كبيرة من مادة الديزل/المازوت/السولار التي يحتاجها لتشغيل آلاته العسكرية ومعدات القتل.
وتشير المعطيات المتوافرة الى وجود وثائق رسمية لا تقبل الشك تثبت نوع وكمية المازوت الذي يتم استيراده من لبنان ومن جورجيا، بالإضافة الى وثائق رسمية صادرة عن السلطات البحرية لكل من سوريا ولبنان وجورجيا تثبت تواجد تلك السفن في الاوقات المحددة.
ويدعو التقرير المنشور الحكومة الإيطالية الى محاسبة الشركة المسجلة في أراضيها التي تخرق عقوبات الاتحاد الأوروبي على النظام السوري المجرم، كما أن التقرير يثبت ان الحكومة اللبنانية لا تنأى بنفسها عن حرب التحرير في سوريا بل تشارك مشاركة مباشرة في صف النظام السوري ضد الشعب. ويدعو القوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي والتي تنتشر بشكل واسع في مياه البحر الأبيض المتوسط وفق منظومة الناتو ان تمنع الاحتيال الذي يمارس على العقوبات الأوروبية، فالسفينتان المذكورتان قامتا بنقل ما مجموعه 60 ألف طن من المازوت في شهر اذار لوحده، تقدر قيمتها السوقية بمبلغ 60 مليون دولار.
وقال رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النيابية النائب محمد قباني، إذا كانت هذه السفن ملأت خزاناتها من خارجِ لبنان، فالسؤال هو لماذا المرور عبر الموانئ اللبنانية، وكان بامكانها ألا تمر، إلا إذا كان المطلوب، تفريغ شحناتها وارسالها براً عبر الصهاريج الى سوريا. أما إذا كانت تملأ شحناتها من الموانئ اللبنانية، فيجب التأكد من نوعية المازوت المصدر الى سوريا، فإذا كان من مادة المازوت الأحمر، فهو بلا شك سيكون من حصة الشعب اللبناني، لأن هذه المادة محصورة فقط بالدولة ، واما إذا كان من مادة المازوت الاخضر المرتفع الثمن، فالسؤال هل سيستعمل في سوريا للأغراض المنزلية؟.
اضاف بكلتا الحالتين يجب على وزارة الطاقة والمياه أن تتحرى عن صحةِ هذه المعلومات، وإلا فإنها تكون مشاركة ومتورطة في هذا العمل غير القانوني.
من جهته، خبير في القانون الدولي، رفض ذكر اسمهِ، قال في اتصالٍ مع المستقبل، إنّ كلاً من تركيا وسوريا لم توقعا حتّى الآن، على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، والتي دخلت حيّز التنفيذ في 16/11/1994، في حين أن لبنان وايطاليا وجورجيا وقعت وصدقت الاتفاقية. واوضح ان المادة 92 من القانون المذكور، والتي تنص على الوضع القانوني للسفن، تشير الى أنّه تبحر السفينة تحت علم دولةٍ واحدة فقط، وتكون خاضعة لولايتها الخالصة في أعالي البحار.
وأشار الى أنّ المادة 94 (واجبات دولة العلم)، تشير الى أنه:
1-تمارس كل دولة ممارسةً فعلية ولايتها ورقابتها في الشؤون الادارية والتقنية والاجتماعية على السفن، التي ترفعُ علمها.
2-يجوز لدولةٍ لديها أسباب واضحة للاعتقاد بأنّ الولاية والرقابة الصحيحتين، لم تمارسا في ما يتعلق بسفينةٍ ما، أن تقدم تقريراً بهذه الوقائع الى دولةِ العلم. وتتولى دولةُ العلم عند استلام هذا التقرير والتحقيق في المسألة، وتتخذ إذا رأت ذلك مناسباً أي إجراء ضروري لمعالجةِ الحالةِ.
وأشار الخبير الدولي الى أنّه رغم أن قرارات الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة لا تلزما إلا دول الاتحاد والدول التابعة للولايات المتحدة، إلا أنّ الخوف هو في أن تضع أميركا وأوروبا الحظر نفسه على لبنان (لبنان يستورد من أوروبا وأميركا)، من الناحية السياسية أو ضمن اطار المحاسبة السياسية. وقال سواء يتم شحن المازوت من الموانئ أو من الشبكات الخاصة، فمن المؤكد أنّ المحروقات تذهب الى النظام السوري، وهو ما يعرض لبنان الى عقوبات أميركية وأوروبية قاسية لا يمكنه تحملها.
ولفت الى ان وزير الطاقة والمياه في حكومة نجيب ميقاتي المستقيلة، اتخذ قرار بيع المازوت الى الخارج من مصفاتي طرابلس والزهراني، وهذا القرار مخالفٌ للقانون، لأن تلك المصافي كون مهمتها محصورةٌ فقط بالبيع الى السوق الداخلية المحلية، فالدولة ليست تاجراً حتى تشتري وتبيع الى حكومات أو دول أخرى، لذلك يجب محاسبة باسيل على هذا القرار.
سرد الحقائق
وفي التقرير الذي نشره موقع المعارضة السورية التالي:
الناقلة سفيفا SVEVA
ترفع العلم الإيطالي حمولتها الكلية 15200 طن، يمكن تفاصيلها الكاملة، ترددت هذه الناقلة على مصب بانياس النفطي أربع مرات خلال الشهر الماضي وكانت محملة بكميات تراوح بين 12 و15 ألف طن من المازوت في كل مرة وذلك في التواريخ التالية:
قدمت من ميناء مجهول بتاريخ 19/02/2013، وقدمت من بيروت بتاريخ 23/02/2013، وقدمت من جورجيا بتاريخ 27/03/2013، وقدمت للمرة الأخيرة من بيروت بتاريخ 01/04/2013 حيث تمت متابعتها على نظام AIS بعدة طرق وسجل مسار رحلتها الى بانياس.
الناقلة كوزمو Cosmo
ترفع العلم الإيطالي حمولتها الكلية 6540 طنا، ترددت هذه الناقلة على مصب بانياس مرتين على الأقل اخر الشهر الماضي وكانت محملة بكمية من المازوت تقارب 6000 طن في كل مرة وذلك وفق التواريخ التالية:
قدمت من ميناء مجهول بتاريخ 29/03/2013، وغادرت الى صيدا في اليوم التالي، وقدمت من صيدا بتاريخ 31/03/2013.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.