في إطار الحملة العالمية من أجل غزة التي تطلقها منظمة أطباء بلا حدود (MSF)، تحت شعار: "لا يستطيع الأطباء إيقاف الإبادة – قادة العالم يستطيعون"، وبالتعاون مع مؤسسة عامل الدولية والهلال الأحمر الفلسطيني، نفذت في ساحة الشهداء في بيروت، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني لحثّ قادة العالم، قبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر، على وقف الإبادة الجماعية في غزة، وللتعبير عن التضامن مع الفرق الطبية والصحية العاملة تحت النار.
مهنا
وصدر خلال الوقفة بيان مشترك القاها رئيس مؤسسة "عامل" الدولية الدكتور كامل مهنا جاء فيه: نجتمع اليوم، لنرفع صوتنا عاليًا تضامنًا مع شعب غزة، ومع زملائنا الذين يقفون في الخطوط الأمامية تحت النار ليقدموا الرعاية الطبية والإنسانية، ونؤكد أن صمت العالم لم يعد مقبولًا، وأن الوقت قد حان للتحرك الفوري لوضع حد للإبادة الجماعية في غزة. ان ما يجري في غزة ليس كارثة إنسانية فحسب، بل تدمير منهجي لشعب بالكامل. إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة. تحوّلت غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يساعدهم.أكثر من 64,000 شخصاً قتلوا، بينهم 20,000 طفل. آلاف الجثث ما زالت تحت الركام، فيما لا مكان آمناً في غزة. المستشفيات التي يحميها القانون الدولي تحولت إلى ساحات قصف واقتحام. لا مستشفى يعمل بكامل طاقته، والقليل المتبقي ينهار تحت ثقل الأعداد الهائلة من المرضى ونقص الأدوية والمعدات الطبية.
وأضاف: إسرائيل تفرض حصاراً خانقاً يحرم الناس من الوقود، والغذاء، والماء، والدواء. المجاعة لم تعد احتمالاً، بل واقعاً. قد تم بالفعل تأكيد حدوث مجاعة في محافظة غزة، حيث يموت الناس جوعاً. وقد تم استخدام المساعدات الغذائية القليلة التي تسمح بها السلطات الإسرائيلية كسلاح قاسٍ في حرب الإبادة.وفي ظل غياب أي مأمن في غزة، تعاني الاستجابة الإنسانية بشدة تحت وطأة انعدام الأمن والنقص الحاد في الإمدادات، ما يترك للناس خيارات قليلة، إن وُجدت، للحصول على الرعاية الطبية أو الخدمات الأساسية. وقد تم استبدال نظام الاستجابة الإنسانية الفعال بما يسمّى بمؤسسة غزة الإنسانية (GHF) التي تديرها إسرائيل وتمولها الولايات المتحدة، وهي المسؤولية عن مقتل 1,400 شخص وإصابة 4,000 آخرين من طالبي المساعدات
وقال: في الوقت نفسه يواجه الفلسطينيين في الضفة الغربية تهجيرًا جماعيًا قسريًا على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين، ما يزيد بشكل كبير من خطر التطهير العرقي في الأراضي المحتلة. هذه ليست جريمة إسرائيل وحدها. تتواطأ حكومات العالم في هذه الإبادة الجماعية من خلال دعمها لإسرائيل بشكل سياسي أو عسكري أو مادي. وعليها التزام أخلاقي وقانوني بالرّد: عبر الضغط السياسي الحقيقي، لا الكلمات الجوفاء، وبكل الأدوات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية لوقف هذه الفظائع.لا تبرير للصمت ولا عذر للتأخير.
وختم البيان : نطالب العالم، من هنا، من بيروت، بالتحرك فوراً من أجل: وقف الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة، وقف التطهير العرقي والتهجير القسري، تأمين وقف إطلاق نار فوري ودائم في غزة، رفع الحصار والسماح بتسليم مساعدات إنسانية مستقلة واسعة النطاق على الفور ودون عوائق، وقف الهجمات على المرافق الطبية والعاملين في مجال الصحة، تفكيك مؤسسة غزة الإنسانية، السماح بالإجلاء الطبي لمن يحتاجون إلى رعاية عاجلة، وقف نقل الأسلحة التي تقتل وتشوه مرضانا، إنهاء الاحتلال في الضفة الغربية وتأمين الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. من بيروت، من ساحة الشهداء، نقول بصوت واحد:"لا يستطيع الأطباء إيقاف الإبادة … قادة العالم يستطيعون. فليفعلوا ذلك".
وشاركت الطبيبة العامة في منظمة "أطباء بلا حدود" الدكتورة عايدة حسونة شهادة عن "معاناة زملائها العاملين في غزة".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.