1 حزيران 2020 | 16:35

تكنولوجيا

في سباق لاختبار لقاحاتهم .. العلماء يتعقّبون بؤر كورونا

في سباق لاختبار لقاحاتهم .. العلماء يتعقّبون بؤر كورونا

ربما كانت الموجة الأولى من جائحة كوفيد-19 في طريقها للانحسار. لكن هذا قد يخلق مشكلة ‏للعلماء العاكفين على تطوير لقاح للقضاء على فيروس كورونا.‏

وذكر علماء في أوروبا والولايات المتحدة أن النجاح النسبي الذي حققته إجراءات العزل العام ‏المشددة والتباعد الاجتماعي في بعض المناطق والدول يعني أن معدلات انتقال الفيروس قد تبلغ ‏مستويات منخفضة لدرجة يقل معها انتشار المرض عن المستوى الكافي لإجراء اختبارات فعالة ‏على اللقاحات المحتملة.‏

وربما يضطر العلماء للبحث في مناطق أبعد عن بؤر ساخنة لانتشار الوباء في إفريقيا وأميركا ‏اللاتينية للحصول على نتائج مقنعة.‏

وقال فرانسيس كولينز، مدير المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة: "من المفارقات أننا ‏إذا نجحنا حقا في استخدام وسائل الصحة العامة للقضاء على بؤر العدوى الفيروسية فستزيد ‏صعوبة اختبار اللقاح".‏

ويعد اللقاح ضروريا للقضاء على الجائحة التي تسببت في وفاة ما يقرب من 370 ألف شخص ‏وإصابة أكثر من 6 ملايين في العالم حتى الآن.‏

غير أن العلماء يقولون إن إجراء تجارب إكلينيكية موسعة على اللقاحات المحتملة لمرض جديد ‏تماما وبسرعة عملية معقدة. كذلك فإن إظهار الفاعلية في تلك التجارب خلال جائحة تتقلب فيها ‏الأحوال يزيد من الصعوبة، بل تتضاعف الصعوبة عند السعي لإنجاز تلك المهمة أثناء انحسار ‏الوباء.‏

وأوضح أيفر علي، الخبير في تعديل استخدامات الأدوية بكلية وورويك لإدارة الأعمال في ‏بريطانيا أنه "لكي ينجح ذلك يجب أن يواجه الناس خطر الإصابة بالعدوى في المجتمع. وإذا تم ‏مؤقتا القضاء على الفيروس فستكون المحاولة غير مجدية".‏

وتابع: "الحل هو الانتقال إلى مناطق يكون فيها انتشار العدوى واسع النطاق في المجتمع وسيكون ‏ذلك في دول مثل البرازيل والمكسيك في الوقت الحالي".‏

ويتم في تجارب اللقاحات تقسيم الناس عشوائيا إلى مجموعة العلاج ومجموعة مرجعية وتتلقى ‏المجموعة الأولى اللقاح التجريبي والمجموعة الثانية دواء وهميا.‏

ويختلط جميع أفراد المجموعتين بالمجتمع الذي ينتشر فيه المرض ويتم بعد ذلك مقارنة معدلات ‏الإصابة بالعدوى. ويأمل العلماء أن يكون معدل العدوى في المجموعة المرجعية أعلى منه في ‏مجموعة العلاج بما يبين أن اللقاح التجريبي حمى أفراد مجموعة العلاج.‏

ومع تراجع الوباء في بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة أصبح من المهام الرئيسية للعلماء ‏البحث عن مناطق انتشار المرض وعن متطوعين في قطاعات سكانية أو في دول لا يزال فيها ‏المرض واسع الانتشار.‏

وقد ظهرت مشكلة مماثلة عندما حاول العلماء إجراء تجربة على لقاحات جديدة للإيبولا خلال ‏انتشاره الواسع في غرب إفريقيا عام 2014. واضطرت شركات الأدوية حينذاك لتقليص ‏خططها بشكل كبير لأن اللقاحات لم تصبح جاهزة للاختبار إلا في فترة متأخرة من انتشار الوباء ‏كانت أعداد الحالات تتراجع فيها.‏

التطلع إلى الخارج

ومن بين أوائل لقاحات كوفيد-19 التي تدخل المرحلة الثانية أو الوسطى لقاح لشركة "مودرنا" ‏الأميركية ولقاح آخر يطوره العلماء في جامعة أكسفورد بدعم من شركة "أسترا زينيكا". وتعتزم ‏الولايات المتحدة أن تبدأ في يوليو تجارب واسعة للكشف عن فعالية اللقاح يشارك فيها ما بين ‏‏20 ألفا و30 ألفا من المتطوعين لكل لقاح.‏

وقال كولينز إن مسؤولي الصحة الأميركيين سيسعون للاستفادة من شبكات التجارب الإكلينيكية ‏في القطاعين الحكومي والخاص في الولايات المتحدة أولا واستخدام عمليات المسح لرصد ‏الأماكن التي يكون الفيروس أنشط فيها من غيرها.‏

وللحكومة الأميركية خبرة في إفريقيا في اختبار اللقاحات لأمراض نقص المناعة المكتسب ‏والملاريا والسل.‏

وفي الشهر الماضي، بدأ إدريان هيل، مدير معهد جينر بجامعة أكسفورد البريطانية بالاشتراك ‏مع شركة "أسترا زينيكا" تجارب المرحلة المتوسطة وقال إنه يأمل تجنيد حوالي 10 آلاف ‏متطوع في بريطانيا.‏

وقال لـ"رويترز" إنه في ضوء انخفاض معدلات العدوى بكوفيد-19 في بريطانيا فمن المحتمل ‏وقف التجربة.‏

أضاف: "سيكون ذلك مخيبا للآمال وهو أمر مستبعد في الوقت الحالي لكنه احتمال قائم بالتأكيد"‏

وفيما يؤكد مستوى القلق في أوساط الصناعة، قال باسكال سوريوت الرئيس التنفيذي لـ"أسترا ‏زينيكا" إن باحثيه يفكرون في إجراء ما يطلق عليه تجارب "التحدي" التي يتم فيها إعطاء ‏المشاركين اللقاح التجريبي ثم إصابتهم عمدا بالمرض لمعرفة ما إذا كان اللقاح سيفلح في ‏مقاومته.‏

وهذا النوع من التجارب نادر، ومن الصعب أن يحظى بالقبول من الناحية الأخلاقية.‏



العربية.نت ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

1 حزيران 2020 16:35