18 نيسان 2020 | 16:14

أخبار لبنان

الفندق الشّاهد على حقبات عدّة من تاريخ لبنان يُقفل أبوابه

أقفل فندق البريستول العريق في بيروت أبوابه بعد نحو سبعة عقود من افتتاحه، في خطوة تأتي ‏على وقع انهيار اقتصادي حاد فاقمته إجراءات التصدي لفيروس "كورونا" المستجد‎.‎

وشكّل الفندق ذو النجوم الخمسة الذي تأسّس عام 1951، شاهداً على حقبات عدّة من تاريخ ‏لبنان. واستضاف شخصيات سياسية ونجوماً من أنحاء العالم في سنوات الازدهار التي عرفها ‏لبنان قبل الحرب الأهلية (1975-1990)، وبقيت أبوابه مشرعة خلال الحرب، وبعدها خلال ‏سنوات الألفين التي شهدت اغتيالات وأزمات متتالية وحربا مع إسرائيل، حين كان يستضيف ‏صحافيين أجانب‎.‎

وقال مدير الفندق اللبناني الفرنسي جوزف كوبات: "منذ شهر تشرين الأول ومع كورونا حالياً، ‏وعلى وقع المشاكل المالية التي نشهدها في البلد، انخفض معدل الإشغال إلى مستوى متدن جداً‎".‎

أضاف أنه بعد تريّث لستة أشهر، "قررت الشركة المالكة إغلاق الفندق في انتظار أيام أفضل، ‏وفي الوقت الراهن هذا الإغلاق دائم"، بعدما "بات الوضع الاقتصادي لا يُحتمل‎".‎

ومنذ تأسيسه، أقفل الفندق فقط في الفترة الممتدة بين عامي 2013 و2015 خلال أعمال إعادة ‏تأهيل كلفت ملايين الدولارات، وفق مديره‎.‎

وعرف أيضا بمطعمه الفاخر وصحنه اليومي ومحل الحلوى والشوكولا الذي كان يقصده ‏كثيرون‎.‎

احتضن الفندق في 2004 و2005 اجتماعات دورية لأركان المعارضة آنذاك الذين أطلقوا على ‏تجمعهم اسم "لقاء البريستول" تيمنا باسم الفندق، وكان ذلك أول تجمع كبير مناهض للوجود ‏السوري في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية. وشكل نواة "قوى 14 آذار" التي نشأت بعد اغتيال ‏رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ولعبت دورا أساسيا في قيادة الشارع المنتفض لإخراج ‏الجيش السوري من لبنان، الانسحاب الذي حصل في نيسان 2005‏‎.‎

في هذا الإطار، لفت كوبات الذي يعمل في المجال الفندقي منذ أربعين عاماً الى أنه لم يشهد مثيلاً ‏للوضع "الكارثي" الراهن في لبنان مع غياب تام للزبائن، مناشداً المسؤولين "التفكير بخطة ‏إنقاذ‎".‎

من جهتها، قالت المديرة المساعدة التنفيذية في الفندق باسكال سلوان لوكالة "فرانس برس" "إنه ‏اغلاق كامل لأسطورة البريستول"، موضحة أن مستحقات الموظفين ستُدفع الأسبوع المقبل‎.‎

وعلّقت فنادق فخمة عدة عملها مؤخراً في لبنان مع تراجع نسبة الإشغال إلى الصفر، نتيجة ‏تراجع الحركة السياحية منذ نهاية الصيف، على وقع انهيار اقتصادي غير مسبوق، ومن ثم إقفال ‏مطار بيروت قبل شهر في إطار خطة تعبئة عامة أعلنتها الحكومة لمواجهة فيروس كورونا ‏المستجد‎.‎

وتواجه البلاد صعوبات اقتصادية خطيرة وأزمة سيولة حادة تفاقمت بعد بدء احتجاجات غير ‏مسبوقة في تشرين الأول ضد الطبقة السياسية بأكملها المتهمة بالفساد وفشلها في إدارة الأزمات ‏المتلاحقة‎.‎

وخسر عشرات آلاف اللبنانيين وظائفهم أو جزءاً من رواتبهم جراء الأزمة خلال الأشهر الستة ‏الماضية. وأغلقت شركات عدة أبوابها بينها مجمع تجاري ضخم قرب بيروت كان يوفر فرص ‏عمل لـ500 شخص‎.‎

المركزية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

18 نيسان 2020 16:14