15 نيسان 2020 | 10:39

أخبار لبنان

برّي "عمل السبعة وذمتها".. لتكون هناك حكومة برئاسة دياب

برّي

كتبت غادة حلاوي في "نداء الوطن": ‏‎ ‎


في زمن "كورونا" كما في غيره من الأزمان يبدو رئيس مجلس النواب نبيه بري عصياً على ‏التعب. لمّاح موهوب باتت السياسة ذاك الفن الذي يتقنه عن ظهر قلب. من قال ان العمر قلب ‏صفحاته من صوبه أو ان السنين مرت إلا كي تزيد من حنكته ودهائه السياسي. بلحظة يمكن ان ‏ينقل محدثه بلهجته الجنوبية المحببة من السياسة الى الاقتصاد، من دون ان تفوته الاستعانة بتلك ‏الامثال الشعبية حيث تدعو الحاجة‎.‎

بطلب قراءة الفاتحة على "الهيركات" والترحم عليه، يستقبل بري زواره ليعلن بالفم الملآن ان ‏مصير الهيركات مشابه لمصير "الكابيتال كونترول" وقد لاقى الاثنان حتفهما ولا تجوز عليهما ‏الا الرحمة. لا يوافق القائلين بأن الانهيار وقع، وإذا سارت الامور بالاتجاه الصحيح فالانقاذ ‏ممكن "لا أقول انه سهل وليس صعباً ولكنه ليس مستحيلاً أبداً‎".‎

له في الحديث عن الاصلاح رأي يقول إن العلة "في أننا ما زلنا حتى الآن نعالج النتائج ولا ‏نلتفت الى الاسباب التي يفترض معالجتها، لا سيما على المستويين المالي والاقتصادي وموضوع ‏الكهرباء والنفايات والتهويز"، وليس على طريقة "ان نضع بالحنفية من فوق والبالوعة الاكبر ‏من تحت‎".‎

الاصلاحات مطلوبة ولكن شرطها وفق ما ينقل الزوار عن الرئيس بري "تطبيق القوانين"، وهذا ‏أمر واجب ومن شأنه ان يكافح الفساد ويحد من الهدر، ولكن في الوقت نفسه مطلوب اعداد خطة ‏إنقاذية لا تطال اموال المودعين التي يعد المس بها قدس الاقداس، أي وضعها بمثابة "الايمان ‏والدين" لكن "والحمد لله خلصنا منها اليوم‎".‎

‎"‎ليس للفساد طائفة معينة كي يحتمي بها وبسببه وصلنا الى ما وصلنا اليه"، ويسأل: "من هنا ‏كيف يمكن تغطية الفجوة المالية التي تقدر بنحو 59 مليار دولار؟ هل تغطى من أموال المودعين ‏ممن كانت لديهم الثقة بلبنان؟‎".‎

‎"‎ليس بالهيركات يكون الحل"، بل هناك لدى الرئيس بري "أمور عدة يمكن اللجوء اليها مع وقف ‏الهدر والاصلاحات، فبالامكان وضع خطة مالية ونقدية لا يمكن لصندوق النقد ان يرفضها، ‏يكون من ضمنها الحسم من الفوائد وضخ سيولة جديدة بعد دمج المصارف. وهذه بالتالي تعيد ‏الثقة وتجعل الخارج ينظر الينا نظرة مختلفة‎".‎

يرى ان الضجة التي اثيرت أخيراً حول التعيينات التي حصلت "محقة" وسببها "عدم تطبيق ‏القانون"، فالتلكؤ في تطبيق القانون "يعطل الاصلاحات والا لماذا هناك 54 قانوناً لم تطبق حتى ‏الآن"، مطلقاً دعوة أن "طبقوا القانون ولا تحصل اي ضجة على الاطلاق‎".‎

ليس لمجلس النواب خطة اقتصادية "وهذا أمر لا يدخل ضمن مهامه لكنه يوافق على أي خطة ‏يجدها مقنعة تعيد تحريك عجلة الاقتصاد وهيكلة الدين العام. المطلوب في النهاية ايجاد حل ‏واضاءة شمعة‎".‎

لا يأخذ الرئيس بري بالعبارات الكبيرة التي تطلق احياناً كالحديث عن نظام ريعي او غير ريعي، ‏ما يهمه هو الوقائع التي يبنى عليها، مستعيناً بالمثل الشعبي القائل: "جدي كان يعدل المايلي. كان ‏يعدلها قبل ما تميل"، فالمسألة ليست في كون الاقتصاد ريعياً او غير ريعي، بل في تحريك ‏العجلة الاقتصادية وإلا لا يمكن ترك البلد على حاله لا سيما مع مجيء "كورونا" وتوقف مصالح ‏الناس حتى قطاع البناء من بينها، وبالتالي لا بد من هيكلة الدين العام". يرفض بري الحديث عن ‏كون وزير المال غازي وزني محسوباً عليه: "كان خبيراً اقتصادياً تمت تسميته في حكومة ‏اختصاصيين وليس هو من قدم الخطة الاقتصادية ولم يذكر الهيركات في كل اقتراحاته‎".‎

وعما اذا كان لبنان موعوداً فعلاً بمساعدات خارجية، نقل الزوار عنه قوله "المطلوب ان نخطو ‏على المستوى الداخلي خطوات تقنع الخارج والا ستكون المساعدات على ابواب الله‎".‎

يطالب الرئيس بري الحكومة بتحسين ادائها لا سيما وانها "أكثر حكومة تعقد اجتماعات". ومن ‏يتهمه على انه يرتاح للتعامل مع الرئيس السابق سعد الحريري أكثر من حسان دياب لا يعرف ‏حقيقة علاقته مع رئيس الحكومة الحالي، "كان صديقي منذ كان وزيراً للتربية، علاقتي معه أكثر ‏من جيدة، وحين استشرنا في أمر الحكومة عملت السبعة وذمتها كي تكون هناك حكومة برئاسة ‏دياب لكن ماذا نفعل بهذا البلد؟ يقولون اني اتصلت بسمير جعجع مهنئاً ولم أتصل برئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون وهذا ليس صحيحاً‎".‎

لا يبدي الرئيس بري انزعاجاً من القول انه شريك في المسؤولية عن السياسات المالية وتبريره ‏لذلك يقول: "ان السلطة التشريعية ليست سلطة حكم بل سلطة رقابة والمحاسبة في مجلس النواب ‏في لبنان تأخذ الطابع السريع ويتوقف الامر"، وهو لذلك يكرر قوله: "ان تطبيق القوانين هو ‏الاساس ولو طبقت لما وصلنا الى ما وصلنا اليه، وهو السبيل الوحيد لاستعادة الاموال المنهوبة ‏والمهربة قبل 17 تشرين او بعده يجب ان تعاد"، مشيراً الى "وجود قانون لمكافحة الفساد سبق ‏ورده الرئيس عون وقد تمت تسويته ليطرح على جدول اعمال الجلسة‎".‎

يؤيد الرئيس بري موقف مجلس القضاء الاعلى في ما يتعلق بالتشكيلات القضائية "لا يوجد في ‏الموضوع القضائي ثقة او نصف ثقة، عيب كبير ألا تصدر التشكيلات"، مكرراً "ما كنت اقوله ‏عندما كنت وزيراً للعدل اعطوني قاضياً مستقلاً وخذوا دولة‎".‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

15 نيسان 2020 10:39