4 نيسان 2020 | 08:19

منوعات

هل تؤثر الرطوبة على انتشار "كوفيد-19"؟

هل تؤثر الرطوبة على انتشار

فيما ننتقل من الطقس البارد إلى الطقس الدافئ، قد تتوقف تداعيات وباء "كوفيد - 19" على مستويات الرطوبة، في الداخل والخارج. إنه الاستنتاج الذي توصّل إليه بحث جديد عن دور الرطوبة في تناقل الفيروسات.

جرى البحث تحت إشراف أكيكو إيواساكي، خبيرة في علم المناعة في جامعة "يال"، "نيوهافن"، ونُشرت نتائجه في مجلة "المراجعة السنويــة لعلم الفيروسات".

تذكر إيواساكي وزملاؤها أن الدورات الموسمية معروفة بتأثيرها الكبير على تناقل الأمراض الفيروسية التنفسية. تصل حالات الزكام العادي والإنفلونزا إلى مستويات وبائية خلال فصل الشتاء، وقد انتشرت فيروسات "سارس" و"كوفيد - 19" في الشتاء أيضاً.

تمحورت أبحاث كثيرة حول الرابط بين تفشي الفيروسات ومواسم السنة. يعتبر المشرفون على المراجعة الجديدة أن العاملَين الأساسيَين اللذين يفسران هذا الرابط هما السلوك البشري وتغيّر المعايير البيئية.

تؤثر تقلبات الحرارة والرطوبة تحديداً على استقرار الفيروسات وقدرتها على نقل العدوى. تكشف بيانات راجعتها الدراسة الجديدة مثلاً أن الهواء البارد والجاف وغير المنعش قد يزيد احتمـــال تناقل الإنفلونزا في الشتاء. توضح إيواساكي: "يمضي معظم الناس في العالم المعاصر حياتهم اليومية في أماكن مغلقة وعلى مسافة قريبة من بعضهم البعض. لكن لم يتطرق الكثيرون إلى الرابط بين الحرارة والرطوبة في الهواء الداخلي والخارجي وقدرة الفيروس على الانتقال في الجو".

يفسّر الباحثون في تقريرهم طريقة تأثير الهواء البارد والجاف خلال الشتاء على تناقل فيروس كورونا الجديد.

أولاً، حين يدخل الهواء البارد والجاف إلى المساحات الداخلية ويسخن، تتراجع الرطوبة النسبية في الداخل بنسبة 20% تقريباً. هذا التراجع في مستوى الرطوبة يُسهّل تحرّك الجزيئات الفيروسية المنقولة بالهواء.

ثانياً، لا تعمل العضيات الرفيعة التي تحدّ المسالك الهوائية خارج الخلايا بالمستوى نفسه في الظروف الجافــة، فتعجز عن طرد الجزيئات الفيروسية مثلما تفعــــل في الحالات العادية.

تذكر المراجعة الجديدة نتائج دراسة مفادها أن الفئران في بيئة يبلغ فيها مستوى الرطوبة 10% عجزت عن التخلص من فيروس الإنفلونزا، مقارنةً بالفئران الموجودة في بيئة تصل فيها الرطوبة النسبية إلى 50%. كذلك، أثبتت الدراسات أن تعرّض الفئران للهواء الجاف يعيق قدرتها على إصلاح الخلايا الطلائية في الرئة بعد التقاط عدوى فيروس الإنفلونزا.

أخيراً، يذكر الباحثون استنتاجات دراسات عدة مفادها أن الاستجابة المناعية للفيروسات تصبح أقل فعالية في أكثر البيئات جفافاً. في إحدى الدراسات، تبيّن مثلاً أن القوارض في البيئات التي يتراوح فيها مستوى الرطوبة بين 10 و20% وقعت ضحية فيروس الإنفلونزا بسرعة أكبر من تلك التي تقيم في بيئة تصل فيها الرطوبة إلى 50%.

الـــرطـــوبـــة الـــمـــثـــالـــيـــة: بـــيـــن 40 و60%

على صعيد آخر، يظن الباحثون أن فائض الرطوبة في المساحات الخارجية قد يزيد انتشار الفيروسات. في المناطق الاستوائية مثلاً، تسقط الإفرازات التي تشمل الفيروس ويحملها الهواء على الأسطح الداخلية، حيث يصمد الفيروس لفترات أطول.

تضيف إيواساكي: "تفتقر منازل ومبانٍ كثيرة في هذه المناطق إلى التهوئة، وغالباً ما يقيم الناس على مسافات قريبة من بعضهم. في هذه الحالات، تتراجع منافع الرطوبة العالية". يشدد الباحثون أيضاً على احتمال أن ينقل الناس الفيروس في أي وقت من السنة عن طريق الاحتكاك ببعضهم وبالأسطح الملوثة. لكن تنطبق النتائج الجديدة على الفيروسات المنقولة بالهواء حصراً.

تقول إيواساكي محذّرة: "لا داعي كي تقيم في سنغافورة أو الهند أو القطب الشمالي كي تحرص على غسل يديك بانتظام وتطبّق تدابير التباعد الاجتماعي". لكن تستنتج المراجعة في النهاية أن الرطوبة النسبية المثالية لاحتواء الفيروس تتراوح بين 40 و60% وفق نتائج الدراسات على الفئران. لذا توصي إيواساكي باستعمال أجهزة ترطيب الجو خلال الشتاء في المباني.

اكتشفت دراسات أخرى على الفئران أيضاً أن البيئة التي تصل فيها الرطوبة النسبية إلى 50% تسمح بالتخلص من الفيروسات وبتقوية الاستجابة المناعية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

4 نيسان 2020 08:19