عرب وعالم

بعد يومين من التظاهرات في إيران... بزشكيان يدعو للاستماع إلى "المطالب المشروعة" للمحتجين

تم النشر في 30 كانون الأول 2025 | 00:00

دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى الاستماع إلى "المطالب المشروعة" للمتظاهرين، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية اليوم الثلاثاء، وذلك بعد يومين من احتجاجات التجار في طهران على ارتفاع تكلفة المعيشة والتضخّم.

وقال بزشكيان على منصة "إكس"، إنّه طلب "من وزير الداخلية الاستماع إلى مطالب المحتجين المشروعة من خلال الحوار مع ممثليهم، حتى تتمكن الحكومة من التصرف بمسؤولية وبكل ما أوتيت من قوة لحل المشاكل والاستجابة لها" بحسب وكالة "إرنا".

وأغلق أصحاب المتاجر في طهران محالهم مجدّداً الإثنين، احتجاجاً على تدهور الوضع الاقتصادي في إيران الذي تفاقم بسبب العقوبات الغربية والانخفاض السريع في قيمة العملة الوطنية.

وبدأ هذا التحرّك الأحد، في أكبر أسواق الهواتف المحمولة في طهران، قبل أن يتسع نطاقه ويكتسب زخماً الإثنين.

وأغلق التجّار الغاضبون من انخفاض جديد في قيمة العملة الوطنية، متاجرهم كما نظموا احتجاجات في وسط العاصمة الذي يضم العديد من المحال.

وسجّل الريال مستوى قياسيّاً جديداً مقابل الدولار الأحد، وفقا لسعر السوق السوداء غير الرسمي، حيث بلغ سعر الدولار الواحد أكثر من 1,4 مليون ريال (مقارنة بـ820 ألف ريال قبل عام). وارتفعت قيمة العملة الإيرانية بشكل طفيف الإثنين.

غير أنّ الانخفاض المستمر في قيمة العملة يؤدي إلى تضخّم مفرط وتقلّبات عالية في الأسعار، حيث ترتفع بعض الأسعار بشكل حاد من يوم لآخر.

وتتسبّب تقلّبات الأسعار في شل مبيعات بعض السلع المستوردة، مع تفضيل البائعين والمشترين تأجيل أي تبادلات حتى تتضح الأمور، بحسب ما لاحظت وكالة "فرانس برس".

عقوبات وتضخّم

والإثنين، أفادت وكالة "إرنا" للأنباء بأنّ "العديد من التجار فضلوا تعليق أعمالهم لتجنّب خسائر محتملة"، مضيفة أنّ المتظاهرين "رددوا شعارات"، فيما تعاني إيران من التضخّم المفرط منذ سنوات.

ووفقاً لمركز الإحصاء الرسمي، بلغت نسبة التضخّم في كانون الأول/ديسمبر 52 في المئة على مستوى سنوي.

غير أنّ هذا الرقم لا يعكس بدقة الزيادات الملحوظة في أسعار المواد الأساسية بشكل خاص.

ويواجه الاقتصاد الإيراني صعوبات جراء عقود من العقوبات الغربية. وبات أكثر هشاشة منذ أعادت الأمم المتحدة فرض العقوبات الدولية على طهران في نهاية أيلول/سبتمبر، بعدما كانت قد رُفعت قبل سنوات في إطار الاتفاق النووي الذي أُبرم بين إيران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا).

وأظهرت صور نشرتها وكالة "أنباء فارس" الإثنين، حشداً من المتظاهرين يتظاهرون في شارع رئيسي في وسط طهران.

وأشارت الوكالة إلى أنّه "تم الإبلاغ عن اشتباكات طفيفة... بين بعض المتظاهرين وقوات الأمن"، محذرة من خطر استغلال هذه التجمّعات لزعزعة الاستقرار.

ويبدو أنّ هذا التحرّك انتهى بحلول مساء الإثنين، وفقا لصور بثّها التلفزيون الرسمي تُظهر مواقع خالية من المتظاهرين.

في الأثناء، أعلنت الحكومة استبدال حاكم البنك المركزي.

وقال مسؤول الإعلام في الرئاسة الإيرانية مهدي طبطبائي في منشور على منصة "إكس": "بقرار من الرئيس، سيتم تعيين عبد الناصر همّتي حاكماً للبنك المركزي".

وبذلك، يعود همّتي إلى الواجهة بعدما عزله البرلمان في آذار/مارس من منصبه كوزير للاقتصاد، لفشله في معالجة المشاكل الاقتصادية في ظل الانخفاض الحاد في قيمة الريال.