فقدت مدينة صيدا ومركز لبيب الطبي والدفاع المدني اللبناني إبناً ورائد مهام إنسانية نذر حياته في الخدمة العامة وفي تلبية نداء الواجب من كل موقع شغله وحتى أيامه الأخيرة ، فاستحق محبة وتقدير كل من عرفه وحتى من لم يعرفه بشخصه لكن عرفه بأعماله الإنسانية وشغفه بمساعدة الآخرين .. حسان عز الدين حبلي الذي غيبه الموت بعد مسيرة عطاء ومواقف مشرفة في مواجهة المراحل والمحطات الصعبة والأحداث والمهمات المحفوفة بالمخاطر من أجل انقاذ وحماية الأرواح .
عرفت حسان حبلي كقائد ناشط ونشيط في الدفاع المدني ، ترافقنا وزملاء معه اثناء تأديته للعديد من مهام الإطفاء والإنقاذ سواء ابان الإعتداءات الإسرائيلية أو خلال الإستجابة لتداعيات كوارث طبيعية او حوادث مرور وغرق وغيرها .. وكان في كل مرة يتقدم فرق الدفاع المدني مبادراً ومقتحماً لمكامن الخطر غير آبه منها على حياته وسلامته ، غايته دائماً انقاذ الآخرين وانجاز المهمة على أكمل وجه ، تلك اللحظات التي كان يجد فيها سعادته رغم ما كان يعانيه متطوعو الدفاع المدني من اوضاع وظروف صعبة .. لكن ذلك لم يثنه عن القيام بما كان يعتبره واجباً والتزاماً أخلاقياً وانسانياً ..
حيثما كنت تلتقيه ، يستقبلك بابتسامة لا تفارق وجهه حتى في اوقات الضغط والشدة ، وحين تطلب مساعدته في أمر يقع ضمن اختصاصه لا يتردد في المبادرة ومد يد العون . أحب صيدا وبقي فيها في اصعب الأوقات ، مستنفراً نهاراً وساهراً ليلاً لتلبية أي نداء استغاثة بكل اندفاع وإقدام .
واليوم الثلاثاء ، كانت مهمة مركز صيدا في الدفاع المدني استثنائية ، الكل بكامل جهوزيته عديداً وآليات ، ليس لتنفيذ مهمة اطفاء او انقاذ او اخلاء ، وانما لوداع القائد حسان ومواكبته في رحلته الأخيرة ، حيث شيّعته مدينة صيدا وعائلتا حبلي وبلطجي والدفاع المدني، بموكب مهيب، انطلق من أمام مركز صيدا الإقليمي، بمشاركة واسعة من فرق وآليات وسيارات الإسعاف التابعة للجمعيات الإسعافية والإنقاذية في المدينة، يتقدمها موكب من دراجات قوى الأمن الداخلي، وصولًا إلى مقبرة صيدا الجديدة.
وشارك في التشييع مدير المركز الاقليمي للدفاع المدني في صيدا محمد ارقدان ومسؤولون حاليون وسابقون في الدفاع المدني من بيروت وصيدا والزهراني وجزين وإقليم الخروب، إلى جانب وفد من الجيش اللبناني، وممثلين عن الأحزاب اللبنانية، وعدد من المخاتير، إضافة إلى أقارب الفقيد وأهله ومحبيه.
وبعد أن أمّ صلاة الظهر إمام مسجد الغفران الشيخ حسام العيلاني، أم صلاة الجنازة رئيس جمعية الألفة الشيخ صهيب حبلي، الذي استذكر في كلمته مناقب الراحل، مشيدًا بعمله الدؤوب وتفانيه في أداء واجبه الإنساني، وبمسيرته التي اتسمت بالإخلاص والتضحية في سبيل خدمة الناس، تاركًا خلفه سيرة طيبة وذكرى لا تغيب.
بعد ذلك تقبلت العائلة ومسؤولو الدفاع المدني التعازي من المشاركين على ان تقبل التعازي للرجال في اليومين الثاني والثالث في جامع الزعتري من صلاة العصر حتى صلاة المغرب، وللنساء في منزل والده كريم في بلدة عين الدلب - بناية البرزي طابق أول من الساعة 10 صباحاً حتى الواحدة ظهرا، ومن صلاة العصر حتى المغرب.
مركز لبيب الطبي
ونعت إدارة وأطباء وموظفو مركز لبيب الطبي في صيدا أحد أفراد أسرته "الموظف المثالي" حسان حبلي ، "الذي أمضى 24 عاماً في خدمة المركز ، كان خلالها نموذجاً للموظف المثالي، متفانياً في تأدية عمله ومحافظاً على أفضل العلاقات مع زملائه،متميزاً بإنسانيته واندفاعه لمساعدة الآخرين، سواء داخل المركز او خارجه، كما خلال مسيرته الطويلة بالخدمة العامة في الدفاع المدني اللبناني . وتقدمت إدارة وأطباء وموظفو المركز من عائلة الراحل بأسمى آيات التعزية مشاركين إياهم في مصابهم الأليم وسائلين الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه ويلهمهم الصبر والسلوان .
حازم بديع
ونعى الرئيس السابق لبلدية صيدا الدكتور حازم خضر بديع صديقه ورفيق دربه "البطل الصيداوي في الدفاع المدني المرحوم حسان حبلي وقال في بيان: على مدى 24 عاما تعاملت مع الصديق حسان من خلال عملي كمدير طبي في مركز لبيب الطبي ومن خلال التعاون الوثيق بين الدفاع المدني وبلدية صيدا. لقد كان رحمه الله انسانا وفيا لعمله في المستشفى وفي تطوعه بالدفاع المدني فكانت حياته محفوفه بالمخاطر إلا ان ذلك لم ينل من عزيمته وإرادته لمساعدة الغير بالرغم من مرضه. رحمك الله ايها الزميل العزيز، واسكنك فسيح جناته ، وانا لله وانا اليه راجعون.
رأفت نعيم









