ثقافة

ميلاد قسطنطين يوقّع "كنيسة وقديس" في عين الدلب: يوثق الماضي ويحافظ عليه ككنز ثمين

تم النشر في 4 تشرين الثاني 2025 | 00:00


ببركة المطرانين ايلي حداد ومارون العمار وبرعاية بلدية عين الدلب وبدعوة منها ، وقّع الأستاذ ميلاد الياس قسطنطين كتابه الأول " كنيسة وقديس " وذلك في صالون كنيسة القديس باسيليوس في عين الدلب – قضاء صيدا .

ويتناول الكتاب بحسب مؤلفه " التاريخ الوجودي لعين الدلب وتسميتها وكيفية استيطانها بسكان مسيحيين من الموارنة ومن الروم الملكيين الكاثوليك ، والتطور السكاني فيها . ويتطرق لكيفية بناء كنيستي مار مارون ومار باسيليوس وطريقة بنائهما وموقعهما وتمويلهما والعمال رجالاُ ونساءً وحتى مواد البناء المستخدمة ومصدرها . كما يتضمن تسلسلاً زمنياً بأسماء مطارنة الموارنة والروم الكاثوليك ما بين أبرشيتي صيدا وصور، وأسماء الكهنة من الكنيستين الذين خدموا في عين الدلب ".

لقاء في الكنيسة

وسبق التوقيع  لقاء في قاعة الكنيسة حضره : النائبان " الدكتور ميشال موسى والدكتور عبد الرجمن البزري" ، ممثل رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري الدكتور أسامة الأرناؤوط، المطران ايلي حداد ، ممثل المطران مارون العمار الأب فادي منصور ولفيف من الآباء وكاهن رعية البلدة الأب فادي جبور، ورئيس بلدية عين الدلب الأستاذ داني جبور وأعضاء المجلس البلدي ومختار البلدة الأستاذ أنطوان منصور، وممثلون عن قوى سياسية وشخصيات أكاديمية وتربوية  واجتماعية وجمع من أبناء البلدة والجوار وعائلة الكاتب قسطنطين .

برنا نهرا

افتتح اللقاء بترانيم كنسية، وكلمة ترحيب من عضو المجلس البلدي السيدة برنا نهرا اعتبرت فيها أن هذا اللقاء اليوم "ليس سياسياً ولا انتخابياً ولا حزبياً وليس مهرجاناً بل هو احتفال بولادة ، ولكن ليست ولادة بشرية، وانما ولادة ثقافية ، ولادة كتاب تاريخي كنسي". وقالت: كم جميل في تاريخ عين الدلب أن يتم توقيع كتاب عنها فيها . هذا الكتاب يوثق كل تاريخ البلدة ، تاريخ آبائنا وأجدادنا الإجتماعي والديني ومنجزاتهم في شتى المجالات الزراعية والصناعية والعمرانية وخاصة بناء الكنائس ، وأهم شيء فيها زراعة القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية . فاليوم بهذا العمل صار لنا سجل عام لهذه البلدة المتواضعة. فالكتاب هو السجل التاريخي الكلي لعين الدلب، تاريخ تأسيسها وتاريخ بنائها وبالتأكيد تاريخ الإنسان الدلباوي فيها حتى الآن.

المطران حداد

وفي كلمة له بالمناسبة توجه المطران حداد بداية بالشكر للكاتب قسطنطين لوضعه " هذا الكتاب حول كنائس عين الدلب ولأنه أحيا التاريخ ليبقى للتاريخ ". معتبراً أنه " عمل رائع ومفيد للأجيال التي عايشت أحداث تأسيس الكنائس، ثم للأجيال اللاحقة ومن جيل الى جيل " وأن "من كتب جعل التاريخ حاضراً وساهم بعدم زوال الذاكرة ومحوها ". وقال: أخي ميلاد ، لقد لمسنا نجاحك ليس في صفحات كتابك فحسب، بل وفي طينة أعمالك في الرعية ، خاصة يوم كنت وكيلاً للوقف . ومن يدري ستعود يوماً الى هذه الخدمة .

واستعرض حداد تاريخ تأسيس كنيستي عين الدلب منذ زمن القديسين مارون وباسيليوس  شفيعي البلدة، ومن سعى لبنائهما رعاة الأبرشية آنذاك والمحسنين في كلا الرعيتين . ورأى أن الكاتب قسطنطين في كتابه " سرد نقاط الفرح، لكن والألم فيها ولم يبتعد عن الموضوعية في نقل الوقائع ". وقال: اليوم يدخل اسم ميلاد قسطنطين ليس فقط في مسيرة عين الدلب الروحية والإجتماعية، بل وفي مسيرة الأبرشيتين المارونية والكاثوليكية معاً، بين عداد كتاب الإيمان والتاريخ والبناء. فهنيئاً لك هذا المولود الأول. والشكر لبلدية عين الدلب بشخص رئيسها داني جبور الذي بادر لدعوتنا الى هذا الإحتفال المميز. هذا يزيد عين الدلب وحدة وقداسة ومحبة. لكن يرتب علينا مسؤولية أكبر ، لأن الوعي في عين الدلب هو أكبر . تلك المسؤولية في العيش بمحبة لا متناهية بقدر محبة المسيح لنا جميعا بالتساوي .

قسطنطين

وتحدث الكاتب الأستاذ ميلاد قسطنطين فقال: عندما فكرت في أن أكتب كتاباً خاصاً بعين الدلب ولقديسيها "مار باسيليوس ومار مارون" ، شعرت بإحساس داخلي قوي يدفعني للكتابة في موضوع تاريخي، ديني، حرصاً مني على عدم ضياع مكنونات هذا الكيان الذهبي والمقدس، وخوفاً من النسيان والإنحلال أو الذوبان في مسيرة التاريخ .

وأضاف: هذا الكتاب هو حالة توثيق للتاريخ من أجل تسجيل الأحداث والوقائع، السياسية، الإجتماعية والدينية، التي وقعت في فترة زمنية من التاريخ . والتوثيق هنا بمعناه العلمي كتابة المعلومات والأحداث الأليمة القاسية، أو الأحداث الحلوة والفرحة، كتابة واقعية مأخوذة من مستندات ومن وثائق واقعية وليست خيالية .

وأشار قسطنطين الى أنه " في هذا الكتاب بحث علمي منهجي يستند الى وقائع وأحداث حدثت في الماضي البعيد ، مستنداً الى وثائق ومستدات ملموسة ". وقال: كما انني استمعت في توثيق هذه الأحداث لأحاديث وأقوال كبار السن والموثوق بهم والذين عايشوا الحدث . وقارنت بين الأقوال والنتائج واقتنعت بما سمعت.

ورأى أن "هذا الكتاب يوثق الماضي خوفاً من الفقدان ويحافظ عليه ككنز ثمين "، وأن "قراءة هذا الكتاب تعطينا إيجابيات الأحداث والأفكار الحسنة، وتعلمنا من أخطاء الماضي لبناء المستقبل" . وقال: ان توقيع هذا الكتاب فرصة مناسبة لنشر الوعي التاريخي والوصول الى التفاصيل الدقيقة لكنائس وقديسي عين الدلب .

وشكر قسطنطين المطرانين حداد والعمار على تشجيعهما له على المثابرة في الكتابة، كما شكر زوجته وأولاده على دعمهم ومؤازرتهم له ، وكل الأصدقاء الذين ساندوه في إنجاز الكتاب ، وكل من ساهم بالمستندات والوثائق والصور والشهادات الحية. وخص بالشكر رئيس البلدية والأعضاء والقيمين على كنيسة مار باسيليوس وكل من ساهم في إنجاح حفل التوقيع .

بعد ذلك أقيم حفل استقبال بالمناسبة في صالون الكنيسة ، وقّع خلاله الكاتب قسطنطين كتابه للحضور.

رأفت نعيم