

كتب رئيس الحكومة نواف سلام عبر منصة "أكس" ما يلي:
"في زيارتي إلى القاهرة:
سعدت بالمشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، هذا الصرح الحضاري الذي يقف شاهدًا على عبقرية أبناء وادي النيل وإبداعهم منذ فجر التاريخ.
وفي اجتماع اللجنة العليا اللبنانية المصريّة ناقشنا مجالات تعاون متعددة تمسّ حياة المواطن في البلدين، ووقعنا خمسة عشر اتفاقية ومذكرة تفاهم، واكدت بعدها إنّ ما يجمع لبنان ومصر اعمق من اتفاقيات، فالعلاقات اللبنانية – المصرية ليست وليدة ظرفٍ سياسيٍ أو اقتصاديٍ عابر، بل هي علاقة وجدانٍ وتاريخٍ ومصيرٍ مشترك.
فمنذ بدايات النهضة العربية الحديثة، كان اللبنانيون والمصريون شركاء في الفكر والثقافة والفن والإعلام.
من بيروت إلى القاهرة، ومن الجامعة الأمريكية إلى الأزهر الشريف، ومن بطرس البستاني إلى طه حسين، ومن الرحابنة إلى أم كلثوم، نُسجت خيوط هذه العلاقة التي أضاءت سماء العروبة وأغنت وجدانها.
(النص الكامل لكلمتي بعد اجتماع اللجنة العليا المصرية اللبنانية المشتركة: url-shortener.me/8ML5)
ومن على منبر جامعة الدول العربيّة شدّدت على ان التحديات التي يشهد عالمنا العربي اليوم اؤكد أنّ الحاجة هي إلى إعادة بناء مفهوم الأمن القومي العربي على أسسٍ حديثة: أمنٍ لا يُختزل في البعد العسكري وحده، مهما كانت أهميته، بل يشمل البعدَ الاقتصاديَّ والتعليميَّ والتكنولوجيَّ والاجتماعيَّ فالأمن العسكري ركنٌ أساسيٌّ من أركان الأمن القومي، لكنه يبقى شرطًا غير كافٍ ما لم يُدعَم بالأمن الاقتصادي والاجتماعي والمعرفي، لأنّ البنادق لا تحمي وطنًا جائعًا، ولا مجتمعًا منقسمًا على ذاته، ولا دولةً عاجزةً عن إنتاج المعرفة، وفي قلب هذه التحديات تبقى فلسطين القضية التي تختصر في ظلمها معنى الغياب العربي، وفي صمودها معنى الأمل العربي.
وفهمنا للمصلحةُ المشتركة، في معناها الأعمق، انها ليست صفقةً آنية، بل نظامَ حياةٍ مشتركٍ يقوم على إدراكٍ متبادلٍ بأنّ ازدهارَ كلّ دولةٍ عربيةٍ هو ضمانةٌ لازدهارِ جاراتها، وأنّ الخسارةَ في أيّ ركنٍ من أركان الأمّة هي خسارةٌ للجميع.
لذلك، يجب أن نتعلّم كيف نُحوِّل المصلحةَ المشتركة إلى حاجةٍ، والحاجةَ إلى التزامٍ، والالتزامَ إلى فعلٍ دائم.
فحين تصبح الشراكةُ حاجةً، يتحرّر العملُ العربيّ من موسميةِ الخطاب إلى ديمومةِ المشروع، ويتحوّل التكاملُ من أُمنيةٍ إلى قاعدةٍ للعمل المشترك.
إنّ بناءَ المصلحة المشتركة لا يعني إلغاءَ الخصوصيات، بل تحويلَها إلى مصادرَ غِنى. فالتكامل لا يعني التماثل، بل التعاونَ في الاختلاف.
(النص الكامل لكلمتي في جامعة الدول العربية:
https://url-shortener.me/8MLB)
