إقتصاد

لبعا تطلق الأربعاء مشروعها النموذجي لفرز النفايات من المصدر بتمويل فرنسي

تم النشر في 3 تشرين الثاني 2025 | 00:00


بلدة لبعا ومنطقة جزين على موعد الأربعاء مع حدث بيئي تنموي هو الأول من نوعه في هذه المنطقة، ويتمثل بافتتاح " مركز فرز النفايات الصلبة من المصدر" في "بيت رومانوس" ، والذي تم إنجازه من قبل بلدية لبعا وبالشراكة مع جمعية التنمية للإنسان والبيئة، ضمن مشروع " شبكة 2 " الذي يتم دعمه من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية AFD ومركز الأزمات والدعم CDCS ويتم تنفيذه من قبل " Expertise France " ، في اطار الجهود المبذولة لتعزيز الإدارة المستدامة للنفايات والحفاظ على البيئة.

 ويهدف المشروع لنشر ثقافة الفرز من المصدر وتشجيع المشاركة المجتمعية في حماية البيئة وتحسين نوعية الحياة، ويشكل خطوة جديدة نحو بيئة أنظف ومستقبل أكثر استدامة . وسيتيح هذا المشروع في مرحلته الأولى التخفيف مما نسبته بين 30 الى 35% من النفايات من البيوت والمؤسسات في لبعا وبعض البلدات المجاورة .

وعلى بعد يومين من افتتاحه ، كان لـ " مستقبل ويب " جولة في موقع المشروع في " بيت رومانوس" في لبعا ، حيث عاينا عن قرب آلية تشغيل المعمل ومراحل الفرز للنفايات الصلبة من المصدر ، والتي تبدأ من فرز البلاستيك والكرتون والزجاج في البيوت والمؤسسات، بالإضافة الى مخلفات تشحيل الأشجار من الحقول، وتقوم بنقلها الى المعمل كل أسبوع أو عند الطلب عربات " توك توك " الى جانب شاحنة البلدية وتنقلها، أو يقوم المواطنون أنفسهم بإحضارها اليه . يتم بعدها وزن هذه المواد وفرزها مرة ثانية داخل المعمل وتنقيتها من الشوائب وكبسها وفرمها، وارسالها وبيعها لشركات أو معامل تعيد تصنيعها. بينما تفرم مخلفات الأشجار لتستخدم كسماد في الحقول ، أو لصنع مواد حارقة يمكن استخدامها بالتدفئة .

رومانوس

يقول رئيس بلدية لبعا( رئيس اتحاد بلديات جزين) الدكتور بسام رومانوس لـ"مستقبل ويب" : هو مشروع بيئي بامتياز، بدأت فكرته مع البلدية السابقة وبادر رئيسها السابق الأستاذ فادي رومانوس لتأمين مكان مناسب للمشروع في بيته ، وساعدتنا في انجازه جمعية التنمية للإنسان والبيئة والوكالة الفرنسية للتنمية AFD ومركز الأزمات والدعم CDCS ويتم تنفيذه من قبل " Expertise France " ..

ويضيف : هذا المشروع مصمم ليستوعب كميات كبيرة من النفايات ، وان شاء الله الفكرة ستعمم على المنطقة من خلال اتحاد بلديات جزين لأن ذلك من شأنه أن يخفف من نسبة النفايات ويكون هناك مردود اقتصادي من بيعها ومردود بيئي بتخفيف أثرها السلبي على البيئة. وهو مشروع محفز للمواطنين ليأتوا بنفاياتهم الصلبة مقابل حوافز تشجيعية ومن ناحية ثانية نخفف فاتورة النفايات على لبعا . كما أن المعمل سيتمكن من تمويل عملية تشغيله من عمله وبالتالي سينتج ويؤمن العديد من فرص العمل لأبناء المنطقة.

ويلفت رومانوس الى أن المشروع يؤمن حلاً ولو جزئياً لمشكلة النفايات بالتخفيف من حجمها وكمياتها ، فقد نصل الى نسبة فرز 50% من النفايات. وسيتيح فرز وتجهيز النفايات الصلبة مثل البلاستيك والكرتون والزجاج لإعادة التدوير والتصنيع، وربما مع الوقت سنصل الى نسبة مائة بالمائة اعادة تدوير، فضلاً عن أن قسماً من النفايات ستحول لسماد عضوي .

ويقول : يراعي المشروع كل المواصفات البيئية والصحية ، فالمعمل يقوم في مكان نظيف ولا تنبعث منه أية روائح كريهة، وهو مجهز بطاقة نظيفة ( شمسية) ، ويتضمن أيضاً إقامة حديقة عامة وكيوسك لتقديم الطعام .

ويشدد رومانوس على أهمية التوعية على الفرز من المصدر في المدارس والأندية والبلديات للتشجيع عليه ويقول " هذا ما بدأنا نعمل عليه ونعول عليه كثيراً".

فرنسيس

ويقول المشرف على المشروع الأب جهاد فرنسيس لـ" مستقبل ويب": انطلقت الفكرة من أزمة النفايات بشكل عام في لبنان ، حيث رأينا أن الأزمة ككل ربما لا يمكن أن تحل دفعة واحدة ، أو أقله أن الدولة لم توجد بعد حلاً جذرياً لها. فحاولنا كمجتمع مدني تجزئة المشكلة وحل ولو جزء منها علّنا بذلك نضيء شمعة في العتمة.

ويضيف: أول تجربة قمنا بها في لبعا بالتواصل مع الأهالي، وعقدت عدة اجتماعات في البلدية لشرح هذه الخطوة ، وعندما أصبح المعمل جاهزاً ، تم توزيع حاويات خاصة للفرز على البيوت والمؤسسات والمدارس من حولنا .

ويشير فرنسيس الى أنه "بناء لتقييم أولي لتجربة الفرز ، وجدنا أننا في لبعا مثلاً نستطيع في نهار واحد جمع كل "البضاعة" الموجودة في البيوت. مثلاً يتجمع لدينا بلاستيك في الأسبوع بحدود الطن الواحد . ويقول : يتم جمع البضاعة المفروزة من قبل فريق من المعمل بواسطة 3 "توك توك"، ونسعى لتأمين شاحنة لتتولى ايضاً نقلها الى جانب شاحنة للبلدية تجول على البيوت والمطاعم في البلدة والمحيط . وبنتيجة هذا التقييم، وجدنا أن ما يقارب 70% من الناس يفرزون نفاياتهم الصلبة. كما خصصنا لهذه الغاية خط تواصل هانفياً لتلقي أي طلب بتسليم نفايات صلبة. ويتم تسعير البضاعة واعطاء حوافز تشجيعية للمواطنين .

لكن هل تكفي هذه الكميات لتشغيل معمل بهذا الحجم ؟ . يجيب فرنسيس : المشروع انطلق من لبعا لكن اكيد يمكن أن يستوعب نفايات منطقة واسعة تشمل جزين وجزءاً من الزهراني وصيدا. وبدأنا بالتواصل مع بعض البلديات وعرضنا استقبال نفاياتهم الصلبة في المعمل، وتلقفوا الأمر بكثير من الجدية لأنهم أيضا يريدون حلولاً. وكان توافق مع بعض البلديات ووصلنا الى طنبوريت وحارة صيدا ..

وعن نسبة ما يمكن أن يعالجه المعمل من النفايات الصلبة يقول فرنسيس : وجدنا أن العوادم الصالحة لإعادة التدوير هي بين 35 و40% ، وأن الفرز من المصدر يمكن أن يساهم بتخفيف ما نسبته 30 الى 35% من النفايات من البيوت.

ويضيف فرنسيس ان تكاليف تشغيل المعمل ستغطى من انتاجه واذا اشتغل بكامل طاقته يمكن أن يصبح منتجاً أكثر ويخلق المزيد من فرص العمل .

وفي الشق التقني والتوعوي، يشير فرنسيس الى أن المشروع يتضمن قسماً مخصصاً لعملية التدريب على الفرز . وقمنا بتوزيع "بروشيرات" توعية تتضمن توجيهات بضرورة أن يكون البلاستيك والكرتون نظيفاً . وخصصت داخل المعمل قاعة للمؤتمرات لتستقبل طلاب المدارس والجامعات للتوعية ، واتفقنا مع إدارات بعضها على تنظيم زيارات لطلابها الى المعمل، وعلى أن يقوم فريق من المعمل بزيارة المدارس وشرح عملية الفرز للطلاب .

رأفت نعيم