صرح مسؤولون استخباراتيون غربيون لصحيفة "جيروزاليم بوست"، أن "حزب الله" سرّع مؤخراً وتيرة جهوده لإعادة بناء إمكانياته العسكرية، في الوقت الذي اتخذت فيه الحكومة اللبنانية قراراً بنزع سلاحه.
ووفقاً لهؤلاء المسؤولين، فقد نجح حزب الله في إعادة تسليح نفسه، بما في ذلك بالصواريخ، بالإضافة إلى تجنيد مقاتلين جدد في صفوفه، واستعادة مواقع وقواعد تابعة له.
وأشارت الصحيفة إلى أن معظم جهود إعادة تسليح حزب الله لنفسه تجري شمال نهر الليطاني، وليس في المنطقة الواقعة جنوب النهر حتى الحدود الإسرائيلية، وهي منطقة يُفترض، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل نحو عام، أن تكون خالية من عناصر الحزب وأسلحته.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن المسؤولين أن الطريق إلى "النزع الكامل لسلاح حزب الله لا يزال طويلاً".
وكانت مصادر مطلعة، قد ذكرت مطلع هذا الشهر، أن الولايات المتحدة وافقت على تقديم 230 مليون دولار لقوات الأمن اللبنانية، في إطار سعيها لنزع سلاح حزب الله.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر لبناني مطلع على القرار قوله، إن التمويل يشمل 190 مليون دولار للجيش اللبناني و40 مليون دولار لقوات الأمن الداخلي.
وفي وقت سابق، نشر المبعوث الأميركي توم برّاك تحليلاً عبر حسابه في منصة "إكس" في ما وصفه بـ"وجهة نظر شخصية"، بعنوان: "سوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان في سلام المشرق".
وتوقّف برّاك عند اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي رعته إدارة بايدن عام 2024، بوساطة أميركية وأممية، معتبراً أنّه "سعى إلى تهدئة التصعيد لكنه فشل في النهاية، فلم يتم التوصل إلى اتفاق مباشر بين إسرائيل وحزب الله بسبب أن لبنان لا يزال يعتبر التعامل مع إسرائيل جريمة، وبالتالي لا توجد آلية حقيقية للتنفيذ. إيران تواصل تمويل ميليشيا حزب الله رغم العقوبات، ومجلس الوزراء اللبناني المنقسم يرسل رسائل متضاربة للجيش اللبناني، الذي يفتقر للتمويل والصلاحيات... والنتيجة: هدوء هشّ من دون سلام، وجيش بلا سلطة، وحكومة بلا سيطرة".
وتابع برّاك مقاله قائلاً: "تحتلّ إسرائيل اليوم خمسة مواقع تكتيكية على طول "الخط الأزرق"، وتحتفظ بقدرة الإنذار المبكر وتشنّ غارات يومية على مستودعات حزب الله. وفي الوقت ذاته، لا تزال مبدأ "جيش واحد في دولة واحدة" لدى الحكومة اللبنانية مجرد أمنية، مُقيدة بهيمنة حزب الله السياسية والخوف من الفتنة الداخلية".