أخبار لبنان

أسباب الضغوط البيعية على الذهب والفضة... وهل استئناف مسار الصعود وارد؟

تم النشر في 22 تشرين الأول 2025 | 00:00

النهار"- دانييلا هاثورن

– كبيرة المحللين في Capital.com

شهد الذهب والفضة اهتماماً كبيراً في الأسابيع الأخيرة بعد موجة صعود قوية دفعت المعادن الثمينة إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة. هذا الزخم جاء نتيجة عدة عوامل، منها الطلب على الملاذات الآمنة بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية والضغوط المالية، وتوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وتحسن في الأساسيات الاقتصادية.

لكن هذا الاتجاه الصاعد فقد زخمه هذا الأسبوع، حيث تراجعت الفضة بنحو 5% والذهب بنسبة 2% حتى وقت كتابة التقرير. السوق كان مزدحماً جداً، والأسعار وصلت إلى مستويات مرتفعة، لذا فإن التراجع لم يكن مفاجئاً تماماً. العامل الرئيسي وراء هذا التراجع هو شعور الأسواق بانفراج في التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، بعد تصريح ترامب بأنه يتوقع التوصل إلى اتفاق تجاري عقب لقائه بالرئيس الصيني شي جين بينغ خلال قمة دول المحيط الهادئ في كوريا الجنوبية لاحقاً هذا الشهر.

قبل عشرة أيام، فاجأ ترامب الأسواق بإعلانه فرض رسوم جمركية بنسبة 100% بعد أن أعلنت الصين نيتها تقليص صادراتها من المعادن النادرة. ومع مرور الأيام، بدأت الأسواق تتوقع تهدئة في التصعيد قبل دخول الرسوم حيز التنفيذ نهاية الشهر، لكن الذهب والفضة استمرا في الارتفاع كخيار احتياطي.

تأكيد وجود نية لحل الخلافات كان كافيًا لتقليص بعض علاوة المخاطر في الأسواق – على الأقل في الوقت الحالي. وكما ذُكر سابقاً، كانت أسعار الذهب والفضة مهيأة لتصحيح، لذا من المرجح أن يكون هناك عمليات جني أرباح ساهمت في تعميق التراجع. الأساسيات لم تتغير، والدعم طويل الأجل لا يزال قائماً، لكن قوة الصعود في الشهر الماضي كانت مبالغاً فيها، ما يجعل التراجع الحالي مبرراً في ظل الأخبار الإيجابية حول التجارة.

بالنسبة للفضة، من المتوقع أن يستمر نقص المعروض في التأثير على الأسعار خلال الـ12 إلى 18 شهرًا المقبلة، خاصة مع زيادة الطلب من قطاع الطاقة المتجددة. كما أن أي خفض إضافي في أسعار الفائدة من الفيدرالي سيعزز الاتجاه الصاعد، لكن هناك احتمال أن تكون وتيرة الخفض أبطأ مما تتوقعه الأسواق، ما قد يمنح البائعين فرصة جديدة للضغط.

في الوقت الحالي، يبدو أن الفضة وجدت دعماً عند مستوى 49 دولارا، مع تراجع مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى أدنى مستوياته منذ منتصف آب/ أغسطس بعد فترة طويلة من التشبع الشرائي. لا يزال هناك احتمال لمزيد من التراجع نحو مستوى 48.45 دولاراً، لكن أيضاً هناك فرصة للشراء عند الانخفاض، خاصة مع تركيز المتداولين على النظرة طويلة الأجل.