المصدر - الشرق
سجل سعر الذهب أكبر تراجع يومي له منذ 12 عاماً، بعد أسابيع من المكاسب السريعة التي دفعت سعر المعدن النفيس إلى تسجيل مستويات قياسية متتالية.
انخفض سعر أونصة الذهب بنسبة 6.3%، بعد أن بلغ ذروة جديدة عند 4381 دولار للأونصة يوم الإثنين. تسببت مجموعة من العوامل في تراجع سعر المعدن النفيس، بما في ذلك المحادثات التجارية الإيجابية بين الصين والولايات المتحدة، وقوة الدولار، وبلوغ المؤشرات الفنية مستويات تشير إلى إجهاد القوى الشرائية، وعدم اليقين بشأن المراكز الاستثمارية بسبب إغلاق الحكومة ونهاية موجة الشراء الموسمية في الهند.
الطلب على الملاذات الآمنة انخفض نسبياً مع استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ لعقد اجتماع الأسبوع المقبل لتسوية الخلافات التجارية بين البلدين، إلى جانب انتهاء موسم الشراء الموسمي في الهند. وتشير المؤشرات الفنية، بما في ذلك مؤشر القوة النسبية، إلى أن موجة الصعود القوية التي بدأت في أغسطس ربما بلغت مستويات تشبع شرائي مرتفعة. كما أدى صعود الدولار منذ بداية الأسبوع إلى ارتفاع تكلفة المعادن النفيسة بالنسبة لمعظم المشترين.
موجة صعود الذهب أمام اختبار الصمود
قال أولي هانسن، استراتيجي السلع في "ساكسو بنك" (Saxo Bank)، إن "المتداولين بدأوا خلال الجلسات القليلة الماضية بتخبطون، مع تصاعد المخاوف من حدوث تصحيح أو مرحلة من التحرك العرضي"، مضيفاً: "في فترات التصحيح يتضح مدى قوة السوق الحقيقية، وهذه المرة لن تكون مختلفة، إذ يُرجّح أن يؤدي الطلب الكامن إلى الحد من أي تراجع كبير".
استثمار وسط غياب البيانات
في ظل استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، حُرم متداولو السلع من أحد أهم أدواتهم، وهو التقرير الأسبوعي الصادر عن هيئة تداول السلع الآجلة الأميركية (CFTC)، الذي يوضح مراكز صناديق التحوط ومديري الأموال في عقود الذهب والفضة الآجلة. ومع غياب هذه البيانات، قد يكون المضاربون أكثر ميلاً إلى بناء مراكز مفرطة في اتجاه واحد أو آخر.
وأضاف هانسن أن "غياب بيانات المراكز يأتي في وقت حرج، مع احتمال تراكم المراكز الشرائية المضاربية في كلا المعدنين، ما يجعلهما أكثر عرضة للتصحيح".
ارتفعت التقلبات في أسعار المعادن النفيسة بحدة خلال الأيام الأخيرة، إذ يسعى المتداولون إلى التحوّط ضد أي هبوط محتمل في قطاعات أخرى من محافظهم الاستثمارية، أو لتحقيق أرباح من تراجع الأسعار. وتجاوز عدد عقود الخيارات المتداولة المرتبطة بصندوق المؤشرات المتداول المدعوم بالذهب الأكبر في العالم حاجز مليوني عقد يومي الخميس والجمعة الماضيين، متخطياً الرقم القياسي السابق.
رأي خبراء "بلومبرغ إيكونوميكس":
"حيازات صناديق المؤشرات من الذهب لم تصل بعد إلى الذرى التي سُجلت في فترات سابقة، وغالباً ما تمتد موجات الصعود لفترات أطول. لكن التاريخ يُظهر أن الزخم يتلاشى في نهاية المطاف، ويتحوّل الشراء إلى بيع. وإذا كشفت البيانات المتأخرة عن اقتصاد أميركي أقوى من المتوقع، قد يسجل الذهب انخفاضاً أكبر".
الفضة تتراجع بعد صعود تاريخي
انخفض سعر الفضة أيضاً بعد أن ارتفع بنحو 80% منذ بداية العام، مدفوعاً بعوامل اقتصادية كلية مشابهة لتلك التي دعمت الذهب، إضافة إلى نقص تاريخي في بورصة لندن. وتفوقت الأسعار المرجعية على عقود نيويورك الآجلة، ما دفع المتداولين إلى شحن المعدن إلى العاصمة البريطانية لتخفيف شح المعروض. كما شهدت مخازن الفضة المرتبطة ببورصة شنغهاي للعقود الآجلة أكبر تدفق يومي للخارج منذ فبراير، في حين تراجعت المخزونات في نيويورك أيضاً.
هبط سعر الذهب بنسبة 5.2% إلى 4,129.37 دولار للأونصة بحلول الساعة 11:02 صباحاً في نيويورك، بينما تراجعت الفضة بنسبة 7.8% إلى 48.38 دولار للأونصة.