ثقافة

الحبّ في قصيدة: لقاء في "السفير".. جميل معلّم شاعر يهيم حباً وعاشق يفيض شعرًا !

تم النشر في 21 تشرين الأول 2025 | 00:00


 

استضافت ثانوية السفير – الغازية الشاعر جميل معلّم في لقاء بعنوان " الحب في قصيدة" بحضور مدير الثانوية الدكتور سلطان ناصر الدين والهيئتين الإدارية والتعليمية للثانوية وجمع من الطلاب. وتخلل اللقاء تحية خاصة لأستاذ ثانوية السفير عدي علي أحمد في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده .

بدا جميل معلّم في قصائده المختارة خلال اللقاء شاعرًا يهيم عشقًا ، وعاشقًا يفيض شعرًا ، شاعرًا يتخذ الحب قضيته ، وربّانًا لقصيدة الحب يتقن الإبحار على متن إيقاع بحورها نثرًا ووزنًا ومعانيَ.. من حيث لا يدري ، يبوح لنا جميل معلّم بسر ذلك التماهي الأبدي بين الشعر والحب، ويجعل كلًّا منهما رافدًا ومدى للآخر.

فقيه

استهل اللقاء بالنشيد الوطني ونشيد السفير، وترحيب من الطالبة إيمان ياسين، وتقديم من الدكتورة رقية فقيه فاعتبرت أن " الحبّ اكتمال للرّوح ، واعتناق يصعب توصيفه في كلّ دروب المجاز". وقالت: "هو الصّوت النّابع من أعماق القلب ، ليصبح حروفًا في سفر الحنين . الحبّ هو شبّاك رؤى ينبت فيه الضّوء إلى أبعد مدى، فيشرق في الصّوت صدى لظلّ العاشقين. سلام على كلّ حبيب يعيد بناء أعمدة الرّوح فيعيد تشكيل اللّغات ، وتتحوّل الحروف أنغام حبّ في قصيدة" .

بعد ذلك ألقى مجموعة من الطلاب قصائد للشاعر الضيف جميل معلّم ، فأنشد على التوالي الطلاب ريان عطوي قصيدة  "لو أني جبل"، أمجد مغامس قصيدة "كأنكِ المحور الكوني" ، جون ناصر الدين قصيدة "عتب" ، وقدّمت ريان جابر " كلمة من القلب عن الحبّ" .

ناصر الدين

وبعد عرض فيديو عن الشاعر الضيف من إعداد الأستاذة ميسون علي أحمد، ألقى كلمة الثانوية مديرها الدكتور سلطان ناصر الدين فقال: " من الأفعال المنسوبة للعزّة الإلهيّة الفعل " يحبّ " . فاللّه يحبّ الطّيّبين والمجاهدين والمحسنين والصّابرين . الحبّ نعمة . الحبّ نور يشرق على حدائق الأمل ، فيورق العمر عطاءات . الحبّ هو النّبض الجميل الّذي يحمي القلب ويزيده حيويّة . الحبّ شعور قويّ أسرع من الكلمات وأمضى . في حضرة الحبّ يصبح الألم موسيقى ، والانتظار صلاة ، واللّقاء عيدًا . في حضرة الحبّ تحلو الحياة وتسمو".

معلم

وتحدث الشاعر جميل معلّم فشكر أسرة ثانوية السفير على استضافته في هذا اللقاء ، وقال :"الحبّ أنقى ما يُمكن أن نرتقي إليه. أن نُحِبَّ يعني أن نملأ نفوسَنا بالخير والجمال، وننفي عنّا كلَّ شرّ وكلّ قُبح".

بعد ذلك اصطحب الشاعر معلّم الحضور برحلة في رحاب قصائده في الحب وعنه منشدًا بعضًا منها . واستهلها بقصيدة بعنوان" كأنّ موتك كذبة " أهداها لروح صديقه وأستاذ ثانوية السفير عدي علي أحمد في الذكرى السّنويّة لاستشهاده ؛ يقول فيها : "عَجَبًا كأَنّكَ، مِنْ غِيابِكَ، تُشْرقُ/ ويَظَلُّ نورُكَ في مَدانا يَعبَقُ/ ويُطِلُّ صوتُكَ مِنْ بلادِ حَنينِنا/ ويُقيمُ في أعماقِنا يَتَرقرقُ/ وصباحُ وجْهِكَ، يا "عُديُّ"، مُؤَوَّلٌ/ في كُلِّ ما زرعَتْ يداكَ مُوَثَّقُ/ أَمشي وبَسْمتُكَ الدُّروبُ تَمرُّ بي / وكأنَّ مَوْتَكَ ، كِذْبةٌ ، أَأُصَدِّقُ؟! ".

وأنشد في قصيدة ثانية بعنوان " لِأنّكِ الغيْمُ" يقول : "لأنّكِ الغَيْمُ؛ لم أَسْلَمْ مِنَ المَطَرِ/ وهاكِ أَيلولَ يَتْلو سورةَ الشَّجرِ/ لأَنّكِ الوَحيُ ضاعتْ كلُّ أسئلتي/ أَلْقي مَجازَكِ كيْ يرتدَّ لي بَصري/ وسِرتُ فوقَ مياهِ الشَّكِّ يَحْملُني/ يَقينُ قلبي إلى عَيْنيكِ؛ يا قَدَري! / ما كنْتُ أعرفُ أنَّ الحُبَّ يَرْصُدُني/ حتّى تَمَكّنَ سَيْلُ الشَّوْقِ مِنْ أَثَري".

وفي قصيدة ثالثة يخاطب فيها "ستّ النّساء" فينشد :" لأنّكِ سِتُّ النّساءْ/ وأعظمُ رسالةِ حُبٍّ/ تَنَزَّلَ فيها وَحْيُ السّماءْ/ لِأنّكِ كلُّ احْتمالاتِ تَأويلِ قلبي/ وكلُّ فُصولِ المَجازِ / وما يحتويهِ سؤالُ الحقيقةِ/ حينَ يُضاءْ/ شطَبْتُ سِجلّاتِ صَبايا الخُرافةِ/ مِنْ قَيْدِ بالي... / وأَوْدَعْتُ إسْمَكِ أوّلَ سَطرٍ/ بِأوّلِ صَفْحةِ حُبٍّ وشِعْرٍ/ لأبدأَ فيكِ/ وأخْتمَ فيكِ طُقوسَ اكتفائي/ لأنّكِ صِرتِ جميعَ النّساءْ".

حوار

ثم جرى حوار بين الحضور والشاعر معلّم أدارته الطّالبة ريم الحاج علي أجاب خلاله على مجموعة من الأسئلة عن الحب بين العقل والقلب ، وعن نظرته للحب ، وعن تجربته الشعرية في هذا المجال وما الّذي يدفعه لكتابة قصائد الغزل: عِشقه للمرأة أم عِشقُه للشّعر بحدّ ذاته؟  والفرق بين حب نكتبه وحب نعيشه ، وهل يمكنُ للشّاعر أن يكتبَ عن الحبّ حتّى لو لم يكن عاشقًا ؟ ، وأيّهما يلهم الآخر الشّعر أم الحبّ ؟.

رأفت نعيم