#مازن_عبّود
تجاوز نقد Joseph Stiglitz وLinda Bilmes في The Three Trillion Dollar War (2008)، للحرب التكاليف المباشرة، مؤكدَين أن التكلفة الحقيقية لأي حرب تمتد لعقودٍ بعد انتهائها، وتتضمن الديون الطويلة الأجل، والرعاية الصحية للمصابين، وخسائر رأس المال البشري، وإهدار فرص التنمية.
إعلان السلام في شرم الشيخ ميزان للنيات. فهل ستدخل غزة مرحلة سلام غير مؤقت، ام انّ الصور البشعة المخزنة ستبقى تتولّد عنفا وتطرفا الى المنتهى، مرورا بلبنان وصولا الى افغانستان؟
غزة، كم طفلاً استشهد، وكم مشروعًا دُفن تحت الركام؟ كل دولارٍ حرب انتُزع من فم فقير، ومن مقعد دراسة، ومن سرير مستشفى.
نأمل أن يشكل سلام غزة سلاما دائما، لا سلام الهزيمة. غزة التي دُمّرت درس للجميع. درس لإسرائيل التي فقدت جاذبيتها ومشروعيتها الأخلاقية. درس للعالم للتمسك بالقوانين الدولبة. درس لنا لبنانيا فلا ننزلق في مجاهلها ونتعامل بواقعية مع المستجدات. غزة تدعونا الى التبدل.
حروب المنطقة الأخيرة كشفت طبيعة السلطة الحقيقية، واعادت رسم موازين القوى. الحروب هزّت ركود مجتمعاتنا، ونامل ان تدفعنا الى التطورHegel(1821) . ثمة حاجة الى مصالحة لا مرارة. وهذا يتطلب التخلص من انطولوجية الاشباح التي تلاحقنا.
الماضي للتخيّل، والعثور على اتجاه ومعنى لا لإيقاد لحظات مشحونة! يتوجب الانتقال من السلام السلبي الذي ينتج دماء الى الإيجابي الذي ينتج تنمية ونموا. مما يتطلب تحويل البُنى التي تنتج حربا إلى أسسٍ للعدالة والمصالحة، كما كتب Galtung (1969) والا.بحار دماء في اشكال مختلفة لن تنتهي!
آمل ان يصير إعلان شرم الشيخ لحظةٍ "هيغلية" يتحوّل فيها الألم إلى وعي، والدمار إلى فرصة لتصحيح المسار التاريخي. فالمأساة بلغت ذروتها. فهل تصير غزة وفق Kant، "القابلة التي تُنجب السلام"؟ والسلام لا يولد من النصر، بل من وعيٍ جماعي بأنّ استمرار الحروب انتحار.
آمل ان نكون على أعتاب لحظةٍ إنسانيةٍ. فنعيد جميعا اكتشاف ذاتنا، وندرك أنّ السلام الحقيقي ليس خيارًا أخلاقيًا فحسب، بل الخيار العقلاني الوحيد لبقائنا وصنع التاريخ. آمل ان يولد الألم الوعي، فنقصي الاشباح فهل الجميع مستعدون؟