أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون السفير البريطاني في بيروت Hamish Cowell خلال استقباله له في قصر بعبدا، ان لبنان الذي يتمسك بوجود القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) يعلّق أهمية كبرى على دعم بريطانيا لموقفه الداعي الى تمديد مجلس الامن لهذه القوات حتى تنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته من جهة، واستكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود المعترف بها دوليا من جهة ثانية.
ولفت الرئيس عون الى الدور المميز الذي تقوم به "اليونيفيل" في الجنوب على مختلف الصعد الأمنية والإنسانية والاجتماعية بالتنسيق مع الجيش اللبناني.
وخلال اللقاء، قدم السفير البريطاني تعازيه الى الرئيس عون باستشهاد العسكريين الستة في الانفجار الذي وقع في وادي زبقين في قضاء صور، وعرض للدعم الذي تقدمه بريطانيا للجيش اللبناني لاسيما انشاء مراكز التدريب في الزهراني والبدء بإقامة مراكز عسكرية في الجنوب، واولها مركز قرب العديسة- كفركلا.
وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع الراهنة في الجنوب ودور "اليونيفيل" وزيارة الموفد الأميركي السفير توماس براك والملاحظات التي قدمها لبنان لتسهيل تنفيذ الاقتراح الأميركي. كما تطرق البحث الى الوضع في سوريا.
واستقبل الرئيس عون النائب مروان حمادة وعرض معه لاخر التطورات على الساحة السياسية، ولا سيما منها زيارة الموفد الأميركي توماس براك الأخيرة الى لبنان.
وبعد اللقاء، صرح النائب حمادة للصحافيين فقال:"زياراتي لهذا القصر كانت قليلة في العهود السابقة ولكني عدت اشعر ان هذا القصر عاد للبنانيين، اصبح قصر الرئيس طبعاً، ولكن قصر كل لبنان. جئت لاعبّر مجدداً لفخامة الرئيس عن الثقة والتأكيد عليها التي شعرت بها عندما وضعت ورقة الانتخاب وشاركت في الاستشارات الحكومية، وفي دعم هذه الحكومة ومسيرة الرئيس جوزاف عون بالنسبة للسيادة والاصلاح. لن ادخل في تفاصيل الصعوبات التي يلاقيها، فليس من السهل ان يواجه رئيس جمهورية لبنان أحلام نتنياهو وإسرائيل الكبرى التي تشمل جزءا من لبنان وسوريا والأردن ومصر، ولكنه مدماك أساسي في الوقوف في وجه هذا المشروع الجهنمي. في المقابل أيضا، ليس من السهل ان يعالج قضية مرّ عليها ثلاثون، اربعون عاماً وهي حصر السلاح في يد الجيش اللبناني".
أضاف: "ان هذا الجيش، وأقول ذلك لجميع أصدقائي واشقائي واهلي من كل الطوائف والشيعة أولا أصدقائي، هو جيش الجميع وهذا ما اكتشفناه جميعا الواحد تلو الاخر، عندما سلّمنا السلاح ودخلنا الى الدولة. انتم في الدولة وباقون فيها وحصتكم ليست محفوظة فحسب بل حصتكم و"حبة مسك". انتم لستم اغرابا عن البلد ولكن لا تغربوا عنه ولا تغرّدوا خارجه. تحية لجوزاف عون ولحكومته، ولهذا العهد الذي أتمنى ان يتاح لي خلاله ان ازور بعبدا اكثر من مرة، من الآن فصاعدا".
سئل: ما هو الرد الواقعي والناجع على الحملات التي تطال رئيسي الجمهورية والحكومة والبطريرك الراعي ووليد جنبلاط التي وصلت الى حد الاتهام بالعمالة؟
أجاب: "الهدوء ثم الهدوء، لان هذه الاتهامات بات الناس يضحكون عندما يسمعونها، فحرام لمن يطلقها. لقد اطلقوا من قبل اتهامات كثيرة من انقلابات واغتيالات وكل ذلك لم ينفع، هذا آخر المطاف. الامر يتطلب البال الطويل والاستيعاب، ولكن أيضا الإصرار على البقاء على سياسة استعادة السيادة عبر الجيش اللبناني فحسب، واستكمال الإصلاح لكي يعود لبنان الى مكانته. وهذا الامر الرئيس عون سائر به".
كذلك استقبل الرئيس عون تباعاً ثلاثة سفراء لبنانيين معتمدين في الخارج هم: السفير وليد حيدر المعتمد في بلجيكا والاتحاد الأوروبي، والسفير طارق منيمنة المعتمد في دولة الامارات العربية المتحدة، والسفيرة نسرين بو كرم المعتمدة في فنزويلا.
وشكر السفراء رئيس الجمهورية على الثقة التي اولاهم إياها ومجلس الوزراء، مؤكدين العمل لما فيه مصلحة لبنان وتعزيز حضوره في المحافل الدولية. وتمنى لهم الرئيس عون التوفيق في مسؤولياتهم الجديدة.