تشهد أوروبا موجة حر شديدة تسببت في اندلاع حرائق غابات واسعة طالت إسبانيا واليونان وألبانيا وتركيا، وخلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وقد دفعت هذه الحرائق عدداً من الدول إلى تفعيل آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي لطلب المساعدة، حيث أرسلت دول أعضاء طائرات إطفاء وفرق دعم لمواجهة النيران التي تلتهم مساحات شاسعة من الأراضي.
وقد قرر الاتحاد الأوروبي إرسال طائرتين لمساعدة إسبانيا في مواجهة حرائق الغابات، وذلك بعد أن فعّلت مدريد للمرة الأولى آلية المساعدة في الكوارث التابعة للاتحاد الخاصة بمكافحة الحرائق.
وتأتي هذه المساعدة بينما أعلنت السلطات عن مقتل شخص ثالث أثناء مكافحة حريق غابات في منطقة ليون شمال غربي البلاد.
وحذرت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية من أن موجة الحر الحالية ستستمر حتى يوم الاثنين، مع توقع تجاوز درجات الحرارة 44 درجة مئوية في بعض المناطق، ما يثير القلق من احتمال امتداد الحرائق وانتشارها على نطاق أوسع.
وقد أجبرت الحرائق آلاف السكان على مغادرة منازلهم، فيما تم إجلاء نحو 700 شخص إضافي من مدينة كاسيريس غرب البلاد يوم الأربعاء، بحسب الحرس المدني الإسباني.
وفي اليوم نفسه، لقي مدني ورجل إطفاء متطوع مصرعهما في ليون، لترتفع حصيلة ضحايا الحرائق الحالية إلى ثلاثة قتلى.
وإلى جانب إسبانيا، فعلت كل من اليونان وبلغاريا والجبل الأسود وألبانيا آلية الحماية المدنية الأوروبية بسبب الحرائق، وهي الآلية التي تتيح لأي دولة، داخل أوروبا أو خارجها، طلب المساعدة الطارئة في حالات الكوارث.
وحتى يوم الخميس، كانت دول الاتحاد ترسل طائرات إلى الدول التي طلبت المساعدة، إضافة إلى فرق إطفاء متمركزة مسبقاً وتعمل بالفعل في اليونان.
وفي اليونان، تستعر الحرائق لليوم الثالث على التوالي، حيث تتركز أخطر الجبهات في جزيرة خيوس ومنطقة أخايا في إقليم بيلوبونيز.
وقد أسفرت الحرائق عن إصابة 95 شخصا، بينهم رجال إطفاء. وتُظهر بيانات الأقمار الصناعية الصادرة عن خدمة إدارة الطوارئ التابعة للاتحاد الأوروبي احتراق أكثر من 10 آلاف هكتار منذ صباح الثلاثاء.
كما أصدرت السلطات اليونانية إنذارا أحمر ليوم الخميس، محذرة من مخاطر حرائق عالية جداً في أتيكا ووسط اليونان الشرقي وإيفيا وشمال شرق بيلوبونيز وتراقيا.
وفي خيوس، امتد خط النار لعشرات الكيلومترات، ومع محدودية الإمكانات، اضطرت السلطات إلى إجلاء العديد من السكان عبر البحر باستخدام سفن خفر السواحل والقوارب الخاصة.
وامتدت الحرائق أيضا إلى ألبانيا وتركيا، حيث أصيب عدد من رجال الإطفاء أثناء مكافحتها.
ووفق بيانات الاتحاد الأوروبي، فقد احترق نحو 439 ألف هكتار من الأراضي منذ بداية العام بسبب حرائق الغابات، مقارنة بـ 187,643 هكتاراً العام الماضي، فيما تم تسجيل 1,628 حريقاً منذ يناير.