قام سفير فرنسا في لبنان السيد هيرفيه ماغرو بزيارة للمركز الصحي التنموي الإجتماعي الجديد لمؤسسة عامل العالمية في مدينة صيدا متفقداً أقسامه ومطلعاً على برامجه ولا سيما التي تنفذ بالشراكة مع السفارة الفرنسية، حيث اقام رئيس المؤسسة ومنسق عام تجمع الهيئات التطوعية في لبنان الدكتور كامل مهنا حفل استقبال بالمناسبة شارك فيه جمع من فاعليات المدينة فحضر النائب الدكتور أسامة سعد وممثل السيدة بهية الحريري الدكتور ناصر حمود، ورؤساء بلديات ومخاتير وامانة سر تجمع المؤسسات في صيدا السيد ماجد حمتو وفضل الله حسونة والسفير عبد المولى الصلح وسليم ضاهر وبهية الزين والدكتور أحمد عبود و د. زينة مهنا عن الهيئة الادارية و محمد الزايد وملاك الخيامي وكان في استقبالهم الى جانب الدكتور مهنا مديرة مركز صيدا السيدة سلمى السعودي وفريق عمل المركز.
د.مهنا
وألقى الدكتور مهنا كلمة ترحيب بالسفير ماغرو توقف فيها عند أهمية اللقاء في صيدا بالنسبة اليه ولمؤسسة عامل فقال: صيدا هي نبض إنساني ومقاوم، مرآة لتاريخ لبنان، وجسر بين جراحه وآماله. كانت دومًا على موعد مع الصمود في وجه الغزاة، في وجه التهميش، وفي وجه النسيان. وفي قلب هذا الصمود، كان الإنسان، وكان الفعل الشعبي، وكان النضال الوطني والإنساني معًا.. أما بالنسبة إلى "عامل"، فإن لصيدا مكانة خاصة، لا تشبه سواها. منها انطلقت فرقنا الأولى، ومنها وُلدت حكاية أولى المراكز التي احتضنت آمالنا الصغيرة وأحلامنا الكبيرة. في أحيائها، وفي شوارعها، في أسواقها ومدارسها ومخيماتها، رسمنا بدايات رسالتنا. صيدا لم تكن فقط موقعًا، بل كانت رفيق درب، وجزءًا أصيلًا من كينونة "عامل".
وأضاف: واليوم، نعود إلى هذه المدينة التي أحبّت "عامل" كما أحببناها، عدنا من أشهر في ظلّ حربٍ شرسة تُلقي بظلالها على حياة الناس، لتقول "عامل" من جديد: نحن هنا. هنا لنُعيد بناء الثقة، لا فقط الأبنية. هنا لنحمل مع أهل هذه المدينة مشعل الأمل، كما حملناه سويًا منذ أكثر من أربعة عقود.
وأشار مهنا الى أن المركز الجديد للمؤسسة في صيدا ليس مجرد مساحة تنموية ، بل هو تعبير عن التزام، وعن إصرار على الوقوف إلى جانب الناس في أحلك الظروف، تمامًا كما فعلنا في كل مرحلة من تاريخ هذه المؤسسة. وقال: هذا المركز، الصحي – التنموي – الاجتماعي، انطلق مؤخرًا في ظل اشتداد الحرب، لكنه بدأ يشعّ كواحة في قلب العاصفة. لأنه حين تتراكم الأزمات، تزداد الحاجة إلى المَنصّات التي تعيد للإنسان ثقته بكرامته، وبحقه في الرعاية، في الأمان، وفي الأمل، بمساندة شركائنا الذين نلتقي وإياهم على مبادئ العدالة والمساواة والتضامن، وفي مقدمتهم فرنسا، ممثلة بالسفارة الفرنسية في بيروت ومركز الأزمات.
ولفت الى أن المركز يقود فريقاً من العاملين المتفانين، المدربين على العمل الإنساني، ينفذون برامج صحية واجتماعية، داخل المركز، ومن خلال العيادات النقالة، من دون تمييز أو شروط أو اصطفاف. لأن الإنسان، كل إنسان، هو أولويتنا. وقال: لقد تحوّل هذا المركز، منذ لحظة انطلاقه، إلى خلية نحل إنسانية بكل ما للكلمة من معنى. فخلال الحرب التي طالت المدينة والناس وأثقلت كاهلهم، لم يكن هذا المكان مجرد مركز صحي تنموي، بل أصبح نقطة ارتكاز لفرق "عامل" القادمة من مناطق متعددة، من صور وبيروت وجبيل ومرجعيون وغيرها، الذين وحّدوا جهودهم للعمل من هنا، من قلب صيدا، لمساندة الآلاف من أهالي المدينة والنازحين إليها. ليلاً ونهارًا، كان المركز يعجّ بالحركة: فرق طبية، عيادات نقالة، حملات دعم نفسي، توزيع مساعدات طارئة، وتنسيق دائم مع الشركاء والبلدية والمجتمع المحلي، كل ذلك من أجل هدف واحد: أن لا يشعر أي إنسان في صيدا، مهما كانت هويته أو ظروفه، أنه وحده في مواجهة المحنة. لقد جسّد هذا المكان فلسفة "عامل" بأبهى صورها: التضامن العملي، الفعل الجماعي، والاستجابة السريعة التي تنبع من الإيمان العميق بأن الواجب الإنساني لا ينتظر، وأن الحرب، مهما اشتدّت، لا يجب أن تُخمد صوت الحياة.
واضاف: نحن نؤمن أن "الحق في الصحة" ليس امتيازًا، بل ضرورة لبقاء الإنسان بكرامته. ولذا أطلقت "عامل" مبادرة "الحق في الصحة"، التي تشمل برامج متكاملة من الرعاية الأولية، وصحة الأم والطفل، والتوعية، والوقاية، والخدمات المتخصصة، وصولًا إلى الدعم النفسي الاجتماعي. وهي مبادرة تُنفّذ بالشراكة مع وكالات ومنظمات صديقة، من بينها فرنسا التي لطالما كانت شريكًا وفيًا لنا في هذا المسار.
وتابع : نفتتح هذا المركز في وقت يعاني فيه اللبنانيون – والفلسطينيون والسوريون والمجتمعات كافة – من أزمات مركبة: سياسية، اقتصادية، ومعيشية. وفي ظلّ حرب لا تفرّق بين مدني ومقاتل، وبين مدينة وقرية. لكننا، كما في كل المراحل، نختار أن نكون حيث يجب أن نكون، لا حيث يسهل أن نكون. نختار أن نفتح أبواب الأمل، حين تُغلق النوافذ.
وختم الدكتور مهنا بتوجيه الشكر الجزيل إلى شركاء عامل في خلية الازمات والتضامن الفرنسي، الذين يدركون معنى أن العدالة لا تتجزأ، وأن دعم المجتمعات يجب أن يتم عبر مؤسسات محلية صادقة وفاعلة، كما قدم الشكر لأهالي صيدا على احتضانهم الدائم، ولكل فرد في فريق "عامل" لم يتوقف يومًا عن أداء رسالته.
بعد ذلك قام السفير ماغرو برفقة الدكتور مهنا الحضور بجولة على اقسام المركز مطلعاً على برامجها الصحية والتنموية والإجتماعية ومستمعاً من المشرفين الى المهام والخدمات التي تؤديها هذه الأقسام ضمن استراتيجية عمل المؤسسة في خدمة الإنسان. حيث هنأ السفير ماغرو " عامل" بافتتاح المركز معرباً عن اعجابه الشديد بما تقدمه من برامج وخدمات. وأثنى ماغرو على قيادة الدكتور مهنا لمؤسسة عامل وعلى جهود فريق العمل .
النائب سعد
وعلى هامش الجولة ، كانت كلمة للنائب سعد رحب فيها بالسفير الفرنسي في" زيارته المهمة والمميزة لمدينة صيدا عاصمة الجنوب ، ولهذا المركز بالذات مؤسسة عامل العالمية العريقة في لبنان والتي تقدم خدمات من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال الى البقاع الى العاصمة الى الجبل ، مؤسسة مهمة جدا في لنبان . وقال: نحن هنا في صيدا اكيد سنكون الى جانب هذه المؤسسة وما تقدمه من خدمات مهمة وعظيمة لأهلنا في الجنوب واكرر شكري للسفير لزيارته الى صيدا وهو مرحب به في كل الأوقات هنا في صيدا في عاصمة جنوب لبنان".
مركز صيدا
إشارة الى المركز الصحي التنموي الاجتماعي لمؤسسة عامل في صيدا ( ومقره حي الحاج حافظ في وسط المدينة) معتمد من قبل وزارة الصحة، وهو يقدم مختلف برامج الرعاية الصحية الأولية، ويستقبل شهرياً 800 مريض، وخلال سنة واحدة اصبح يتابع ملفات صحية لـ2500 عائلة . وكانت السفارة الفرنسية من أول الداعمين لإفتتاح المركز وبرامجه التي يعمل على تطويرها وتعزيزها ببرامج إضافية ومنها مجالات" حماية الطفولة والتعليم وسبل العيش ودعم المسنين وتمكين النساء.