*صدر عن المكتب التربوي في "تيار المستقبل" البيان الآتي:*
من موقعه النقابي المسؤول، يعلن المكتب التربوي في "تيار المستقبل" عزوفه عن المشاركة في انتخابات رابطة التعليم الثانوي في مرحلتها الحالية ترشّحاً، تاركاً لمندوبيه حرية المشاركة والاختيار، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن العمل النقابي الحقيقي لا يُختزل في استحقاق انتخابي ظرفي، بل يقوم على الشراكة الواسعة، والتمثيل الجامع، قولاً وفعلاً، لكافة مكونات الجسم التعليمي.
إن هذا القرار ليس تراجعاً أو ضعفاً من جهة تتمتع بتمثيل واسع داخل الهيئة العامة، بل هو تعبير عن مسؤولية وطنية وتربوية في لحظة مفصلية تتطلب تضافر الجهود، وتقديم المصلحة النقابية العليا فوق أي اعتبار فئوي أو مناطقي أو حزبي، من أجل المضي قدماً وبقوة في معركة تصحيح الرواتب.
لقد كان المكتب التربوي في "تيار المستقبل"، ولا يزال، من أشدّ المؤمنين بضرورة قيام هيئة إدارية نقابية حقيقية، تمثّل جميع الأطراف، وتعمل بحرفية وتجرد على تحقيق المطالب المشروعة للأساتذة، وإعادة الاعتبار إلى دورهم وموقعهم الوظيفي. ونحن نؤمن، اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن وحدة الأساتذة، بمختلف انتماءاتهم، هي المدخل الوحيد لإحداث خرق فعلي في جدار الأزمة، لأننا نؤمن أن "في الاتحاد قوة".
لكن، وفي ظل استمرار بعض الأطراف في استخدام اللغة الخشبية والتقوقعات الضيقة التي أثبتت عجزها في المرحلة السابقة، نتمسك بخطاب جامع، واقعي، ومتجدد، ملتزم بالقضايا المحقة، بعيداً عن المحاصصة والاصطفافات العقيمة.
ونؤكد في الختام أن عزوفنا لا يعني انسحاباً من الميدان النقابي، بل هو التزام متجدد بمواكبة قضايا الأساتذة والدفاع عن حقوقهم، ومواصلة العمل لتحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية، بكل الوسائل المتاحة، وبما يليق برسالتهم وكرامتهم.
وندعو الهيئة الإدارية التي ستُنتخب إلى عدم التفرد بالقرار، ومدّ اليد للجميع، والعودة إلى الجمعيات العمومية وفق أحكام النظام الداخلي، لنبقى جسماً واحداً يشدّ بعضُه بعضاً.