أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، المستشار الأول لدى وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الادميرال ادوارد الغرين خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور السفير البريطاني هايمش كاول، أن "لبنان يعتبر ان التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب الـ"يونيفيل" عامل أساسي لحفظ الاستقرار والأمان على الحدود اللبنانية الجنوبية. لذا يعلق آمالا كبيرة على دعم الدول الأعضاء في مجلس الامن الدولي ومنها بريطانيا، كي يتم التمديد في موعده من دون أي عراقيل".
واكد الرئيس عون ان "وجود الـ"يونيفيل" في منطقة جنوب الليطاني يساعد كثيرا في تطبيق القرار 1701، خصوصا ان التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية قائم على التنسيق الدائم وفق مندرجات القرارات الدولية ذات الصلة".
وأشار الى ان "استمرار إسرائيل في احتلالها التلال الخمس ومحيطها، لا يزال يعرقل استكمال انتشار الجيش حتى الحدود، علما انه حيثما حل الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني تم تطبيق قرار الدولة اللبنانية بحصرية السلاح في ايدي القوات الأمنية النظامية وحدها، مع إزالة كل المظاهر المسلحة".
وشدد الرئيس عون على ان "إستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على البلدات الجنوبية وامتدادها أحيانا الى مناطق لبنانية أخرى في الجبل والضاحية الجنوبية من بيروت، يبقي التوتر قائما ويحول دون تطبيق ما تم الاتفاق عليه في تشرين الثاني الماضي من إجراءات تحفظ سيادة لبنان وامنه واستقراره".
وأجرى الرئيس عون مع المسؤول البريطاني جولة افق، تناولت "التطورات الإقليمية الراهنة ومرحلة ما بعد وقف إطلاق النار بين الجمهورية الإسلامية في إيران وإسرائيل. إضافة الى الأوضاع في الجنوب اللبناني وعلى الحدود اللبنانية – السورية".
النائب كرامي
الى ذلك، كانت للرئيس عون لقاءات نيابية واقتصادية. وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون رئيس تيار "الكرامة" النائب فيصل كرامي، يرافقه نائب رئيس التيار عثمان مجذوب، وتم تقويم الأوضاع العامة في لبنان، لا سيما في ضوء التطورات الأخيرة في المنطقة واهمية الدور الكبير والحساس الذي يقوم به رئيس الجمهورية في هذه المرحلة.
كما تم التطرق الى العديد من العناوين الاساسية السياسية والاجتماعية، حيث اثنى النائب كرامي على "الجدية الواضحة بتفعيل عمل مؤسسات الدولة وضرورة استكمالها على كل المستويات الدستورية والقانونية والرقابية والاجتماعية والانسانية واستكمال التعيينات. إضافة الى امور تتعلق بمدينة طرابلس".
كذلك تم الحديث عن تطبيق القرار ١٧٠١، حيث اثنى كرامي على "الدور الوطني للجيش اللبناني الذي يقوم به في هذا الاطار".
النائب عبد المسيح
واستقبل رئيس الجمهورية النائب اديب عبد المسيح الذي بحث معه في مواضيع وطنية عدة، لا سيما بعد التطورات الأخيرة في المنطقة.
وفي هذا الإطار، شدد النائب عبد المسيح على "ضرورة اعتماد سياسة الحياد"، معتبرا ان "الموقف الذي اعتمدته الدولة اللبنانية حيال الصراع الإسرائيلي - الإيراني الأخير، قد جنب لبنان تداعيات كثيرة لم يعد قادرا على تحملها".
وأوضح ان "البحث تناول أيضا الوضع في الجنوب واهمية التمديد لقوات الـ"يونيفيل".
وأشار الى انه اثار مع الرئيس عون "حاجات منطقة الشمال عموما والكورة خصوصا من النواحي الإنمائية والاقتصادية والاجتماعية، ولمست لدى الرئيس عون اهتماما بتحقيق الانماء المتوازن في البلاد".
اكاديمية القيادة للشرق الأوسط
واستقبل الرئيس عون، رئيسة جمعية "اكاديمية القيادة للشرق الأوسط في لبنان" هبة عسيران على رأس وفد، حيث أوضحت ان الجمعية "تأسست قبل 15 عاما في اطار جمعية رجال الاعمال الدولية التي نشأت في اميركا، وتمتد شبكتها الى 64 دولة في العالم، وتضم زهاء 2000 عضو تنفيذي يخضعون لصفوف ماجستير مركزة مع اهم قادة في العالم وذلك بهدف إعطاء صورة افضل للأجيال المقبلة".
واعتبرت عسيران، ان "لبنان يشكل المكان الأفضل لتطبيق مفهوم القيادة في الاطار الذي تعمل عليه الجمعية والذي نأمل ان تكون باشرافكم وقيادتكم الحكيمة"، معربة عن استعداد الجمعية لـ"تقديم مساهماتها في لبنان والتعاون في مجال استشارات الاعمال والقطاع المصرفي والذكاء الاصطناعي والتعليم وغيرها من المجالات".
الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مثمنا ما تقوم به الجمعية "في اطار تمكين القيادة في العالم"، وشدد على "أهمية وجود الطاقات اللبنانية، لا سيما في بلاد الانتشار التي تترك بصمتها أينما حلت، وهي موضع تقدير في مختلف دول العالم"، وقال: "لقد بدأنا وضع لبنان على السكة الصحيحة وهو بقي صامدا منذ العام 2019 رغم الظروف الصعبة التي مر بها، وذلك بفضل امثالكم وامثال سائر اللبنانيين الفاعلين الذين حافظوا على ايمانهم وثقتهم ببلدهم".
وأعاد رئيس الجمهورية تأكيد "ضرورة الحفاظ على ثروة لبنان الفكرية"، لافتا الى "أهمية إعادة الثقة بلبنان في الداخل والخارج معا، من خلال تأمين الاستقرار ومحاربة الفساد والحكومة الالكترونية والقضاء النزيه مما يؤمن البيئة الملائمة لعودة الاستثمار الى ربوعه".
ورأى الرئيس عون انه "لا خيار امامنا الا الاستثمار بالعلم والثقافة"، مثنيا على "دور المدارس والجامعات اللبنانية في هذا الاطار"، وقال: "إن الإستثمار بالثروات الوطنية يفترض اولا الإستثمار بالثروة الإنسانية"، معتبرا ان لبنان "قد ينحني في العواصف، إلا انه لن ينكسر".