منوعات

"الأكل العاطفي" مرض أم حالة نفسية؟.. العلم يجيب

تم النشر في 25 حزيران 2025 | 00:00

يُعدّ مشهد اللجوء إلى تناول الطعام بكميات كبيرة بعد الانفعال العاطفي شائعاً في الأفلام. لكن هذه الممارسة، التي تُعرف بـ"الأكل العاطفي"، تنطوي على مخاطر حقيقية. وفي السطور التالية سنتعرف على هذا النوع من اضطرابات الأكل.

مرض أم حالة نفسية عابرة

عرّفت اختصاصية التغذية، الدكتورة سارة أهدمون، الأكل العاطفي (Emotional Eating) بأنه حالة نفسية وسلوكية، وليست مرضاً. وأوضحت في اتصال مع "العربية.نت"/ و"الحدث.نت" أن هذه الحالة تحدث عندما يصبح الأكل وسيلة للتعبير عن المشاعر أو الهروب منها، خاصةً من خلال الأكل الزائد أو غير المتوازن.

وأوضحت أهدمون "أن الحالة تحدث للشخص ليس بسبب الإحساس بالجوع، وإنما عند الإحساس بمشاعر قوية، مثل التوتر والقلق، أو الحزن والملل، أو الفراغ، أو الغضب، وأحيانا في حالات الشعور بالفرح المفرط. وهنا يصبح الأكل آلية لملأ هذا الفراغ العاطفي، وتحقيق ارتياح ورضا بشكل مؤقت غير أنه سرعان ما يختفي هذا الرضا، وتعود نفس الأحاسيس مجددا، قبل أن يصير الشخص رهينا داخلة حلقة مفرغة.

أسباب الإصابة بحالة "الأكل العاطفي"

كذلك بينت، أن أسباب الوصول إلى الإصابة بحالة الأكل العاطفي، تعود إلى عدد من العوامل، النفسية والسلوكية، وهنا نتحدث عن: القلق المزمن، والضغط اليومي، كذلك تجارب الطفولة، كأن نربي الطفل مثلا على المكافأة مقابل الحصول على الطعام، ثم غياب أساليب وآليات تنظيم المشاعر، كما تعزو ذات المتحدثة أسباب الأكل العاطفي إلى التعب والإرهاق، واضطرابات النوم أو الهرمونات، هذا بالإضافة إلى النقص في الدوبامين أو السيروتونين.

وأردفت أيضا، أن العزلة الاجتماعية أو الإحساس بالوحدة يفاقمان الدخول في حالة الأكل العاطفي، الذي لا يقتصر تأثيره على نفسية المصاب فحسب، وإنما على جسده الذي يعاني.

أعراض الأكل العاطفي

الأكل العاطفي يؤثر على نفسية المصاب وعلى أعصابه وعلى هرموناته أيضا، إذ يتسبب السكر في إعطاء إحساس مؤقت بالراحة والرضا، ولكن المخ يتعود عليه، وبالتالي يصبح الشخص محتاجا ومدمنا على هذا الإحساس وعلى المادة التي تقدمه له وهي السكر، مما يؤدي إلى ارتفاع نسب الأنسولين، وإلى مشكل مقاومة الأنسولين، وبالتالي، يقوم الجسم بتخزين الدهون، ومع الوقت، تحدث التهابات مزمنة في الجسم، ويبدأ الشعور بالتعب، والانتفاخ، ومشاكل هرمونية.

ولكن ما هي أعراض الأكل العاطفي؟ تجيب الدكتورة سارة عن هذا السؤال، قائلة إن الأعراض تتمثل في:

الرغبة المفاجئة في تناول الطعام، والتي تظهر من دون سبب جسدي واضح.

الميل للأطعمة ذات نسب مرتفعة من الكسر، والدهون أو الملح، أي ما يعرف بـ (comfort food)

الشعور بالذنب أو الندم فور الانتهاء من تناول الطعام.

الأكل بدون وعي، أي أثناء التركيز على القيام بأشياء أخرى كمشاهدة التلفزيون، أو الهاتف.

تناول الطعام حتى في حالة الشبع.

اللجوء للأكل كمصدر للراحة النفسية.

كيفية التخلص من الأكل العاطفي

تنصح اختصاصية التغذية، الدكتورة سارة، المصابين بحالة الأكل العاطفي للتخلص منها بضرورة الوعي بالسلوك، من دون الوقوع في جلد الذات ولومها، حيث تؤكد على ضرورة أن يفهم الشخص المصاب نفسه، وينصت إليها، وأن يعطي لمشاعره صوتا، لا أن يحاول إسكات هذه المشاكل عن طريق تناول الطعام.

من جهتها توصي الدكتورة حورية مخلوقي، اختصاصية في علوم التغذية، أن أفضل الطرق للتخلص من هذه الحالة هي ضرورة اتباع نمط حياة صحي، والذي يتضمن نوما كافيا مع احترام مواعيد مضبوطة، ثم النشاط البدني، والذي يجب أن يكون على الأقل لمدة 30 دقيقة بمعدل يصل إلى حوالي ثلاث مرات خلال الأسبوع على الأقل، ثم أردفت مخلوقي في اتصال مع العربية.نت، أن تحديد لحظات للتأمل والاشتغال على عملية التنفس، من العوامل المساعدة على التخلص من هذه الحالة، هذا فضلا على ضرورة تبني نظام صحي ومتوازن وغني يتضمن الخضراوات والفاكهة والبروتينات تحت إشراف اختصاصيين.

وشددت المتحدثة على ضرورة تبني سلوك صحي أثناء عملية الأكل، ابتداء من عملية المضغ بشكل متأنٍ مع الحفاظ على تنفس منتظم، حيث تصل الرسالة للدماغ أننا بصدد الأكل والشبع، وبالتالي يمكن أن نتوقف عن تناول الطعام بطريقة ذكية.