كشف تقرير جديد لقناة "سي بي إس نيوز" الأميركية عن تفاصيل خلف الكواليس بشأن الهجمات الأميركية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، والتي نفذت فجر الأحد باستخدام تقنيات متطورة شملت قنابل GBU-57 MOP الثقيلة وصواريخ توماهوك، أطلقتها طائرات B-2 Spirit.
وأفادت القناة نقلاً عن مصادر سياسية إيرانية رفيعة المستوى بأن طهران تم إبلاغها مسبقًا عبر قنوات سرية بهدف تجنب وقوع خسائر بشرية أو أضرار جسيمة. وأكدت المصادر أنه تم إخلاء العاملين ونقل معظم مخزون اليورانيوم المخصب إلى مواقع آمنة قبل الضربات، الأمر الذي ساهم في الحد من تأثير الهجمات على المنشآت.
وصرح البيت الأبيض بأن هذه الهجمات كانت "لمرة واحدة" وتهدف إلى تقليل قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية، دون السعي إلى تغيير النظام الإيراني أو إشعال صراع عسكري شامل. وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الضربات نُفذت بنجاح دون وقوع إصابات، مشددًا على أن الهدف الرئيسي كان ضمان سلامة المنطقة وتقليل التهديد النووي الإيراني.
في السياق نفسه، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الهجمات لم تتسبب في أي تسرب إشعاعي، مما يطمئن إلى أن العملية لم تؤدِّ إلى أضرار بيئية خطيرة.
من جهتها، وصفت إيران الهجوم بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي"، مؤكدة احتفاظها بحق الرد بجميع الوسائل المتاحة، لكنها استبعدت تصعيدًا فوريًا. كما أعلنت استدعاء جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة ما وصفته بـ"العدوان الأميركي الإسرائيلي".
على صعيد آخر، رحب الاحتلال الإسرائيلي بالهجمات واعتبرها خطوة حاسمة للحد من التهديد النووي الإيراني. وأثارت العملية جدلًا واسعًا داخل الولايات المتحدة نفسها، حيث اعتبرها بعض السياسيين "استفزازًا" قد يؤدي إلى نزاع أوسع في المنطقة.
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، محذرًا من أن التوترات المتزايدة قد تؤدي إلى مواجهة شاملة في الشرق الأوسط. وعبّر عن قلقه من احتمال لجوء إيران إلى الرد عبر وكلائها الإقليميين، ما يهدد المصالح البحرية الحيوية في مضيق هرمز.
وتبقى المنطقة في حالة تأهب وسط ترقب لتطورات قد تفتح فصلاً جديدًا من الصراع بين واشنطن وطهران، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ويعزز المخاوف من انعكاساته على الأمن والاستقرار العالمي.