أخبار لبنان

"أسيل" تسيطر ساحلاً وجبلاً .. وثلاثة مشاهد طبيعية تختصر العاصفة في صيدا

تم النشر في 6 شباط 2025 | 00:00

كسرت العاصفة الثلجية "أسيل" رتابة طقس الكانونين وتأخر تسليم مقاليد الطبيعة لفصل الشتاء حتى الأسبوع الأول من شباط ، الذي شهد مع ساعات الفجر الأولى وصول الأميرة الزائرة على صهوة أنواء بحرية ثائرة ، وبرداء مطري موشى بحبات من البرد ساحلاً ، وأبيض مثقل بالثلوج جبلاً، ترافقها رياح قوية وأمطار غزيرة وسيول وموجة صقيع هي الأولى من حيث حدتها هذا الموسم ، 

ثلاثة مشاهد اختصرت مشهد العاصفة على الواجهة البحرية لمدينة صيدا : 

مشهد الموج المتلاطم على طول الشاطىء والأنواء التي تعكر مزاج ومياه بحر صيدا و" تهاجم " أسوار قلعتها ، وتجتاح باحتها الشمالية وتطاول رصيف المرفأ القديم فتغمره الى حين ، وتحاصر جزيرة صيدا " الزيرة ، وتنفذ " انزالاً" بحرياً عند أسوار البولفار البحري الجديد قبل أن تتحطم على صخور  كاسر الموج ، وتصبح أسيرته في حوض مرفئها الجديد حيث احتمت كبرى البواخر  اتقاء من غضب البحر إذ توقفت حركة الملاحة البحرية بسبب اشتداد العاصفة .

ومشهد طيور النورس  قبالة قلعة البحر وهي تحوم فوق الموج تلتقط ما تيسر من اسماك وفضلات لفظها البحر ، وكأنها دعيت الى وليمة تحلقت فوقها وحولها وتنافست عليها ، لتشكل مع مشهد الموج لوحة طبيعية معبرة تضج بالحياة ، وبالصراع من أجل البقاء . 

والمشهد الثالث ، كان اكثر  واقعية ً في هذا الوقت من العام ، وهو السبات الشتوي المؤقت والمتكرر الذي تفرضه كل عاصفة بهذه القوة على صيادي الأسماك والذي يتفاوت بين عاصفة وأخرى بحسب قوتها وطول اقامتها ، غير أنه بكل الأحوال ، يفاقم اوضاعهم المعيشية سوءاً اذ يحرمهم من ريع صيدهم اليومي الذي كانوا سيعودون به فيما لو هم أبحروا كالمعتاد !.  ولسوء حظ بعضهم ، قد يضطر لملازمة قاربه الموثوق بوتد رصيف المرفأ خوفاً من أن تغرقه الأنواء أو   أن يمتلئ بالمياه فيضطر صاحبه لأن يعيد سحبها منه الى البحر  بين الحين والآخر .

واذا كانت " أسيل" قد فرضت حضورها وايقاعها على الطبيعة بحراً وساحلاً ، فإنها أيضاً تربعت وسيطرت جبلاً وخلعت على الطبيعة عباءتها البيضاء ، بعد تساقط زخات كثيفة من حبات البرد ليلاً وفجراً في صيدا وشرقها ، وموجات متتالية من الثلوج بدءاً من ارتفاع 800 متر وما فوق وصولاً الى عروس الشلال جزين التي تكللت قممها وسفوحها في التومات للمرة الأولى هذا الموسم بالثلوج. 

رأفت نعيم