أخبار لبنان

فوضى اقتصادية عبر الحدود

تم النشر في 4 نيسان 2023 | 00:00

مازن عبّود - اوكسيجين النهار ‏





وقّع 56 اقتصاديًا عالميا ،11 منهم حائز على جائزة نوبل، ‏كتابا مفتوحا الى نتنياهو للاحتجاج على خطة حكومته ‏لإضعاف ديمقراطية إسرائيل والإضرار باستقلال القضاء. ‏

واعربوا عن قلقهم من تأثيرات اضعاف سلطة القانون على ‏الاقتصاد. فوجود "سلطة قضائية قوية ومستقلة هو جزء مهم ‏من نظام الضوابط والتوازنات". وتقويضها "ضار ليس فقط ‏بالديمقراطية ولكن أيضًا بالازدهار الاقتصادي والنمو ". ‏

وبالفعل بدأت شركات المعلوماتية تتأثر وتغادر اسرائيل بحثا ‏عن استقرار سياسي وقضائي. ستاندرد آند بورز حذّرت من ‏امكانية تخفيضها للتصنيف الائتماني لإسرائيل. الاكاديمي ‏الاسرائيلي‎ ID_BAUM(2023PS.) ‎ابدى خشيته من نقل ‏صناديق رأس المال الاستثمارية الى "الخارج" . فتمسي ‏حسابات الشركات المصرفية خارج بلده. فالصناعات ‏التكنولوجية المتقدمة والتمويل شديدا الحساسية لرأس المال ‏الأجنبي المتقلب. اما جورج فريدمان (2019) فقد اعتبر بأنّ ‏ثمة نزاع ما بين العلمنة والدين في الشارع الاسرائيلي ‏وكلاهما قوي ويتعايش مع الاخر. و"دولة اسرائيل لم تستطع ‏تحديد هويتها. والمعركة في الشارع العبري لتحديد الهوية‎". ‎

تشعر بانّ اسرائيل بدأت تتخذ شكل دول المنطقة. سقطت في ‏يد المتطرفين. دشّن اغتيال رابين نهاية حقبة وبداية اخرى ‏بحكم الاحزاب الدينية المتطرفة. ومع اغتياله وسقوط مدريد ‏تناثرت حبات المسبحة تباعا وصولا الى اغتيال الرئيس ‏الحريري. ما يجري في مكان يرتبط بآخر، وحتى لو كان ‏معاديا. ‏

تمّ استبدال مشروع السلام المكلف بمشروع التفتت والتطرف ‏غير المكلف. عادت المنطقة الى جاهليتها. وما ساعد في ذلك ‏استعمال الفزاعة الايرانية التي سرّعت في اجهاض قضايا ‏كانت تعتبر محورية. اما العالم ففي مرحلة تداعي‎ Bretton ‎Woods ‎لحساب نظام لم يبن. فوسائل القرن العشرين النقدية ‏والمالية والمصرفية ما عادت تفي بتحديات الالفية الثالثة‎. ‎

‎ ‎الشرق يشهد تبدلا وتطيّفا. لبنان ينتقل من حكم طائفة الى ‏اخرى. ودخلت عناصر اكبر من الدولة الى المعادلة فعطلته. ‏وصار نظامه لا يولد الا التعثر والفشل. الاهم من انفجار ‏بيروت هو تفجيره لما تبقى من نظام قضائي. حاول الرئيس ‏سهيل عبّود التعاطي مع اركان السلطة كرئيس سلطة مستقلة ‏لكن استقلالية القضاء ليست الا افتراضية ودفترية يحكمها ‏التعايش ما بين الديوك. فسقطت ومعها كل النصوص ‏والدفاتر، ومن دون احتجاج دولي‎...‎

‎"‎سهيلة" تصلي كي تستمر عجيبة صيرفة التي تكثر ‏الدولارات من الليرات، فيتابع الحاكم مساره برفد الموظفين. ‏فلا يقع ما تبقى من اشلاء دولة تنتظر مقعدين كي يقيموها". ‏وتسأل عن "الهدف من رفد التجّار باحتياط المودعين‎".‎

‎ ‎نائب رئيس الحكومة المكلف بملف صندوق النقد مستاءمن ‏تعثرمهمته. واعتبر بانّ الطبقة السياسية في "حالة انكار"، او ‏انها تعلم لكنها"عالقة في تشابك مصالح". والبلد برمته في ‏تشابك المصالح ومكبل باعرافه ومؤسسات بالية‎. ‎

تشعر بانّ الانيهار هدف. وبانّ ثمة من يستثمر فيه. تماما كما ‏استفاد من تبدل اسعار التأمين على الديون قبلا، جراء التخلف ‏عن سداد المستحقات بشكل فوضاوي‎ ‎‎(#credit_default_swap). ‎‏ امّا لامتلاكه المعلومة، او ‏لتوقعه، او لتأثيره على القرار. فباع جزءا من اليوروبوند. ‏يقول اكاديمي "المشكلة ليست في البونزي فهكذا تعمل ‏المصارف، لكن في تداعي الثقة". ‏

ستنتهي ولاية الحاكم لكن دون اتمام رؤية وخطة وهنا ‏الخطورة‎. ‎

عيوننا على البلوك رقم9، بانتظار تشرين. علّنا ندرك بعضا ‏من روائح غاز بقيمة اقتصادية يعيد تصنيفنا. ونترقب ما يرسم ‏لمنطقة تتظهر خرائط النفوذ فيها والادوار والدول تباعا عبر ‏الحدود‎.‎