أخبار لبنان

أطياف مادوف تلاحق اللبنانيين

تم النشر في 14 حزيران 2022 | 00:00

مازن عبود - أوكسيجين




ارتبط اسم برنارد مادوف بأزمة التقلص المالي ‏‏)2008 )في الواليات المتحدةالأمريكية. واعتقل ‏لتنفيذه اكبر عملية احتيال عرفت بـ"بونزي") 65 ‏مليار دوالار). فحكم عليه بالسجن لمدة 150 عاًما. ‏عدم اخالقيات تعاطي مادوف في االعمال صارت مثال ‏يدّرس في الجامعات. لكن من قال باّن مادوف ليس له ‏اخوة في العالم، ومن قال باّن "بونزي" مادوف لم ‏تتكرر؟ بونزي لبنان أكبر بكثير وابطالها يلهون

مع ضحاياها. شعب رضي ان يسرق كي يستمتع آنيا ‏برفاهية لا يمتلكها، لكن بغطاء رسمي.‏

اطياف مادوف تلاحق اللبنانيين في الخارج بعد ان ‏التهم البونزي المحلي ودائعهم. الاخلاقية ما جرى ‏ويجري يقتل صورتنا والأمل بقيامنا.‏

‏ ماعاد العالم ينظر الينا كضحايا بل كتجار موت ‏يسمسرون حتى لجني عمولة اثمان توابيتنا. ساستنا ‏يميتوننا برضانا كي لا نعود نتجاوب الا مع

آمال الانقاذ. اللبنانيون انكشفوا في الخارج بفعل ‏سياسة البلد الخارجية والعجز والعبث في التعامل مع ‏الإنهيار.‏

الناس في جينيف مهتمون ببجعة مريضة في البحيرة. ‏والعصافير تشاركك فطورك. اما في لبنان فتستمر ‏المجزرة امام نظر الجميع. وتتسابق الغربان على ‏التهام طعامك. لبنانيو بعض الشركات العالمية بدأوا ‏يشعرون بالتمييز المبطن ضدهم، ويسّوق للبلد بانه ‏جمهورية العجز والفشل والممارسات اللا اخلاقية في ‏الإقتصاد والسياسة والعمال، وهنا الخطورة. الآن في ‏مصلحة كثر ان يوصفوا اللبنانيين الذين صنعوا ‏قصص نجاحات بأنهم اخوة لمادوف في اللا اخلاقيات ‏العمال مستثمرين في تدهور صورتنا لزوم استبدالهم ‏او الحلول مكانهم.‏

كان "سبع الغاب" ينادي: "قرب عالطّيب قرب". ‏ويبيع "ابي النسم" الذرة التي سرقها من حديقة الخير، ‏لكن مشوية وبأسعار تشجيعية. و"سبع" يسر ويستهلك ‏ولا يشغل باله بمصدر وأسباب انخفاض اسعار "سبع ‏الغاب"، هذا ما حصل.‏

فوكوياما اعتبر سقوط حائط برلين انتصارا لليبيرالية ‏وتقهقر للقومية. واعتبرت الواليات المتحدة بأّن ‏التجارة الحرة درب الديمقراطية واستراتيجية للحرية ‏‏)2022، ‏Acemoglu Daren‏). العالم دخل مجددا ‏عصر الجدران.‏

النقمة على الغرب، والعولمة زادت الشقاق، فجرفت ‏عادات الشعوب وارثها الحضاري. فاستفاقت القومية ‏وطّوع الساسة الغضب لخدمة

مشروعاتهم، فعادت الحروب. الإنهيار عندنا تمخض ‏غضبا. فتمدد الحزب شيعيا، وامست القوات اللبنانية ‏الأكثر مشروعية في المحيط المسيحي. ارتفاع ‏منسوب الخطابات الخالفية يخلق حوائط وعجزا في ‏بلد لا يعمل الاّ بدفع خارجّي. عودة المجتمع المدني ‏ولو بشكل فوضوي الى الخارطة، ومضة يبنى عليها.‏

تكلم رئيس مجموعة البنك الدولي دايفيد ماالباس ‏‏)الركود التضخمي، ‏syndicate project‏ ) عن ‏تباطؤ في النمو العالمي بنسبة 9.2 بالمائة تكّلم عن ‏العام المنصرم الذي بدوره شهد تراجعا ب 7.5 ‏بالمائة. ودعا الى الحد من اضرار الحرب في ‏اوكرانيا والتصدي الرتفاع النفط وارتفاع

المواد الغذائية بالمزيد من االنتاج واعفاء الدول ‏الفقيرة من الديون. تكلم عن ركود لا يمكن تجنبه.‏

يستطيع لبنان ان يتعافى ويستفيد من الإعفاءات لكن ‏شريطة التغلب على العجز. مما يتطلب حكومة وحدة ‏وطنية تعكس خريطة المجلس الجديد، وتتحمل كامل ‏مسؤولياتها. حكومة تطّعم بتقنيين لكن ليس من ‏المريخ. الشعب انتخب كي يتحمل ممثلوه المسؤولية. ‏لن يعّوم العجز احدا بعد اليوم، ولا فشل فريق، ‏الفريق الآخر. لا يجوز ان تبقى متفرجا، فتختار ‏الموت لمنتخبيك في الوطن والمهجر كي لا تتورط. ‏شعبنا يستأهل أكثر.‏

يستأهل شرف المحاولة، والتضحية بشعبيتك كي تنقذ ‏ما تبقى. ابطال في الخارج يستغيثون، فهل من يجيب؟




النهار