محمد خلدون عريمط
امر بيدي فوق الدولة اللبنانية فأرى حطام دولة يتوسطها هيكلاً ورقياً؛ يطوف حوله أتباع ديانة جديدة تم استحداثها من قبل من يؤمنون بالخرافات؛ و يقدسون من لا يُقدس فضاع الوطن؛ واستعبد الشعب بإسم قدسية الرئيس ومقامه؛ الذي امسى أولوية لأتباع الديانة العونية ، فرئيسهم فوق الشبهات يُحاسِب ولا يُحاسَب ، فهو الحكيم، القائد ،المفدى ،المعصوم ؛ الغيور ،الثائر ،المقاوم ، راعي الرعية ، حصن الوطن وبركته ، القدوس ، صاحب المعجزات ، ظل الدولة ونورها السرمدي الأزلي ، إله التمر في الجاهلية ، وفرعون العصر الحديث ٠
نعم انها أوصاف الرئيس ميشال عون الآلهة الإغريقية التي تم أحيائها من تحت الركام لتتقدم بمقامها ألفريد على مصلحة الدولة؛ ومن فيها من مواطنين يتم اذلالهم كل يوم لانتمائهم الى دولة اختُصرت بمقام رئاسة الجمهورية؛ وخطورة ألمس به أو انتقاده ، فعقوبة المرتدين التكفير والملاحقة القانونية ، فلا مشكلة لدى الموريدين العونين؛ ان ضاعات حقوق المواطينين الذين اعادهم عهد ميشال عون الى زمن القرون الوسطى؛ وزمن المقايضة ، لا مشكلة لدى هؤلاء ان تم استباحة الدولة ومؤسساتها التشرعية والمالية لخدمة جبران باسيل وريث حاكم بعبدا وجوارها
فهو العارف والمُخلص المُدرك لمصالح الدولة وشعبها وكأننا عبيد الأرض يتحكم بمصيرنا بعض البعض بإسم عون وأحلامه وطموحاته ومشاريعه وتحالفاته مع المشروع الايراني المعادي للعالم العربي الذي مازال يُساندنا رغم كل التجاوزات التي ارتكبها حزب الله الذراع العسكري للنفوذ الايراني في المنطقة العربية ٠
لبنان يا فخامة الرئيس أكبر من مقامك ، ومقام رئاسة الجمهورية ، وحقوق المواطنين مسلمين ومسيحيين أولوية تتقدم على شخصك ومصالحك وعلى غيرك من تُجار الدم الملتحقين بالمشروع الايراني الصفوي المعادي للاعتدال والدولة والوطن ، فلست إلها ولسنا عبيداً ، والتاريخ يا فخامة ألرئيس ستكتبه الأجيال القادمة التي لن ترحم عهدك وسيضاف الى تاريخُك؛ الحقبه المظلمه لعهدك البعيد كل البعد عن الحكايات الخيالية التي يُسردها المقربين والمتسلقين المُستفدين من ضُعفك أمام من يُمجدك ويُجمل ماضيك المعروف وحاضرك المشؤوم٠
فخامة الرئيس جميعنا نعرف بأنك منذ عام 1989 حتى يومنا هذا لم تتغير ، ولم تتبدل ، مازلت ذلك الرجل الإلغائي المُتفرد بقراراته ، المُتعطش للسلطة الذي يتحالف مع الجميع ضد الجميع؛ فكنت في الأمس سورياً وعدت امريكياً واخيرا اصبحت ايرانياً ٠
الا ان لبنان وشعبه يا فخامة الرئيس لن يتغيروا فهم مازالوا وسيبقون رافضين وثائرين بوجه قوى الظلام المرتبطه بالمشاريع الإقليمية التي لا علاقة للبنان بها ؛ولن يتمكن احد من فرض مشروعه على هذا الوطن بالقوّة!! فلا سلاح حزب الله ؛ولا عنادك سيوصلون صهرك الى كرسي رئاسة الجمهورية
فذمن التنازلات انتهى؛ والحالة العونية ستنتهي مع خروجك قريبًا من بعبدا ٠
فاتعظ يا فخامة الرئس!! وكما قال الرئيس الشهيد رفيق الحريري "لو دامت لغيرك ما وصلتلك"