أخبار لبنان

إقفال البلد 3 أسابيع... وهذه المؤسسات الأكثر تضرراً

تم النشر في 5 كانون الثاني 2021 | 00:00

بعد نهار ماراثوني شهدته السراي الحكومي، أمني وصحي وإداري، تم الإتفاق على إقفال البلد ‏ثلاثة أسابيع، تبدأ صباح الخميس في السابع من الجاري وتنتهي صباح الإثنين في الأول من ‏شباط المقبل، مع إعادة تطبيق قرار "المفرد والمزدوج"، ومنع التجوّل من الساعة السادسة مساءً ‏حتى الخامسة صباحاً، وطيلة أيام الآحاد، وتخفيف الرحلات الجوية بنسبة 20% بالإضافة إلى ‏الإستثناءات التي كانت معتمدة في الإقفال الأول وما تلاها من قرارات في فترات الإقفال ‏الأخرى.‏

وأشار رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية ‏إلى أن "لجنة الصحة النيابية كانت أول من طالب بالإقفال العام بعد وصول الإصابات بكورنا ‏إلى أرقام مخيفة"، معتبرا أن الإجراءات التي إتُخذت جيدة و"لكن تبقى العبرة في التنفيذ، وخاصة ‏لجهة تخفيض رحلات الملاحة الجوية بنسبة 20%".‏

واعتبر أن "الأهم من كل ذلك ألّا تصدر تعاميم اليوم مخالفة لما إتُفق عليه مساء أمس، وألّا يكون ‏هناك إستثناءات غير التي تمت الإشارة إليها، ولكن يبقى التطبيق على الأرض هو المعيار الأهم، ‏لأن الوضع صعب جدا أكثر مما يتصوره أي عقل، فأقسام العناية الفائقة في كل المستشفيات ‏الحكومية والخاصة التي تستقبل مرضى الكورونا لم يعد بإستطاعتها إستقبال أي حالة"، مستغربا ‏‏"وجود 67 مستشفى خاص ليس فيها سوى 63 سرير للحالات الطارئة"، قائلا: "بأي حق لا ‏تفتح هذه المستشفيات أجنحة خاصة لكورونا أسوةً بغيرها، مع العلم أنها في أيام العز والبحبوحة ‏كانت المستفيدة الوحيدة من الدولة، بينما البعض الآخر، منهم قام بواجبه على أكمل وجه".‏

وتحدث عراجي عن "إنذار أخير صدر بحق المستشفيات المتوقفة عن إستقبال مرضى كورونا، ‏قد يُستتبع اليوم بإجتماع طارئ للمؤسسات الضامنة مع الوزارات المعنية ومن بينها وزارتي ‏العمل والصحة لتأمين أقله 200 سرير للعناية الفائقة، فنحن في مرحلة وباء وقد نحتاج إلى مئة ‏سرير أو أكثر، وعندها يكون هناك نوع من الأمان الصحي. وإن وزارة الصحة تعهدت بدعم ‏هذه المستشفيات من قبل البنك الدولي".‏

وعن دور المستشفيات الميدانية، لفت عراجي إلى أنها "خُصصت للحالات المتوسطة على أمل ‏شفائهم وعدم السماح لأن تسوء حالتهم أكثر خاصةً إذا كانوا بحاجة للأوكسيجين بنسبة لا تتجاوز ‏الخمسة ليتر، لأن النقص بالأوكسجين إلى ما دون 96 درجة مئوية، تبدأ حالة المريض تسوء، ‏فالنقص في الأوكسجين يؤدي إلى ضيق النقس، لكن هذه الأمور لا تظهر عوارضها قبل 7 أيام ‏من تاريخ الإصابة".‏

ورأى أن "المطلوب من الإقفال بالدرجة الأولى تخفيض عدد الإصابات، فإذا ما توصّلنا إلى هذه ‏النتيجة، يمكننا السيطرة على الوباء، بعد أن تكون المستشفيات أعادت تجهيز نفسها ويكون ‏القطاع الصحي أخذ قسطا من الراحة".‏

كما أسف عراجي لوجود خلافات بين أعضاء اللجنة أخّرت الإتفاق على قرار الإقفال حتى ‏المساء، إذ كان مفترضا أن يُتخذ القرار بغضون نصف ساعة على أبعد تقدير، فالمشكلة تكمن ‏بأن كل فريق يريد تحميل الفريق الآخر مسؤولية ما وصلت إليه الأمور.‏

وعن الأسباب التي أدت إلى تأخير توقيع عقد إستيراد اللقاح من شركة "فايزر"، كشف عراجي ‏أن الشركة طلبت من الحكومة توقيع عقد لا يُحمّل الشركة أي مسؤولية، لأن هناك نوعين من ‏اللقاح، "‏A - E‏" وهذا الإجراء طُبّق في الولايات المتحدة، وشركة "فايزر" لا تتحمل مسؤولية ‏ما قد ينتج، وبما أن الحكومة هي حكومة تصريف أعمال، ولا يوجد أي قانون يلحظ هذا الأمر، ‏تم الإتفاق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لقوننة هذه النقطة، وبحسب ما أبلغه وزير الصحة ‏أن الأمور تسير وفق ما هو مرسوم لها.‏

بدوره، رفض نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون في حديث مع "الأنباء" ‏الإلكترونية التعليق على قرار الإقفال بإنتظار الإجراءات التي سيعلن عنها وزير الداخلية اليوم، ‏ومعرفة الحيثيات والإستثناءات. وقال: "إذا كانت مشابهة للمرة الماضية، معنى ذلك أنه لم يتغير ‏شيئا، وإذا كان صحيح ما جرى تسريبه في الإعلام عن السماح بالعمل لنسبة 25% من القطاع ‏العام، و20% من قطاع المصارف، فلن ننتظر من الإقفال أي نتيجة لأننا ما زلنا ندور في ‏الحلقة المفرغة"، مطالبا "بالإقفال التام من دون إستثناءات، ولكن تبقى هناك مشكلة الطبقات ‏الفقيرة والمياومين، الذين تجاوز عددهم الـ40% من سكان لبنان، فهؤلاء يلزمهم مساعدة، لتأمين ‏قوتهم اليومي على البيوت، فهل الحكومة لاحظت هذا الأمر؟ وهل هي قادرة على ذلك؟ فإذا لم ‏يترافق قرار الإقفال مع إجراءات تضمن نجاحه نكون ننتقل من فشل إلى فشل".‏

وفي موضوع المستشفيات الخاصة التي لم تستقبل لغاية الآن مرضى كورونا، برّر هارون الأمر ‏‏"بصعوبة هذه الخطوة لأن المستشفيات الخاصة لكي تستقبل مرضى كورونا يلزمها أسرّة للعناية ‏الفائقة، وكلفة السرير الواحد بين شراء الأجهزة، ومعدات المراقبة، تصل إلى 50 ألف دولار، ‏وإذا إفتتحنا أجنحة لكورونا، وزدنا عدد الأسرة، ولا تكون مستوفيةً الشروط اللازمة، يُصبع ‏هناك خطر على المريض".‏

ولفت هارون الى أن "المستشفيات الخاصة هذه الأيام تقع تحت عجز مالي، وهناك صعوبة لتزيد ‏عدد الأسرّة فيها، بإستثناء، المستشفيات الخاصة التي جهّزت نفسها منذ بداية الأزمة وهي تستقبل ‏المصابين كالمعتاد".‏

من جهته اعتبر رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر في تعليقه على قرار الإقفال أننا ‏‏"وصلنا إلى مرحلة سيئة جدا، ومن الضروري أن يكون هناك قرار بالإقفال، لكن علينا أولا ‏معرفة حيثياته، والقطاعات المعفاة منه، لكي نعلق عليه بشكل موضوعي".‏

وكشف الأسمر في حديث مع "الأنباء" الإلكترونية أنه تحدث في هذا الشأن مع مستشارة الرئيس ‏دياب للشؤون الصحية بترا خوري، ومع اللواء محمود الأسمر، مقترحا فترات إقفال ليس طويلة، ‏لمدة 15 يوما، قابلة للتجديد أكثر من مرة إذا لزم الأمر، خاصة إذا ذهبت الأمور إلى ما هو ‏أسوأ، شرط ألا تكون لقرارات الإقفال إنعكاسات سلبية "وأهم شيء بالنسبة للمياومين الموزعين ‏على كل القطاعات الكهرباء، المياه، والنقل والمرفأ والإهراءات وكل المصالح المستقلة".‏

وقال "في أوجيرو وحدها أكثر من 2500 مياوم، عدا عن عمال المصالح الخاصة والجارية، ‏الذين يتوجّب مساعدتهم"، لافتا إلى ان عملية توزيع المساعدات في المرحلة الأولى، رافقها ‏إلتباس كبير، متمنيا على المعنيين عدم الوقوع بنفس الأخطاء التي وقعوا فيها في المرحلة ‏الماضية، مشيرا إلى أنه كان مع إقتراح البطاقة التموينية لسلامة وصول المساعدات إلى ‏أصحابها، ولكن بعد تأجيل عملية رفع الدعم، يجب الإستفادة من هذا الأمر لوضع دراسة دقيقة ‏في هذا الخصوص.‏

القطاعات الاكثر تأثراً بالاقفال

‏ في المقابل، أوضح رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شمّاس لـ"نداء الوطن" أن "القطاعات ‏الأكثر تأثّراً من إقفال البلاد بشكل تام هي المؤسسات التي تبيع السلع المعمّرة من سيارات وأثاث ‏منزلي والكترونيات، وتلك التي تبيع الكماليات مثل الألبسة..."، لافتاً الى أن "حصة القطاع ‏التجاري لا تقلّ عن نسبة 20% من إجمالي الناتج المحلي وقد تصل الى 25% منه أي بقيمة ‏تتراوح بين 300 و375 مليون دولار شهرياً".‏

وأكد شمّاس انه نظراً الى دور التجارة الإلكترونية "الضعيف" فلن يعوّض سوى جزء بسيط من ‏الدخل الفائت جراء الإقفال العام، والخسارة ستكون هائلة على القطاع التجاري وخصوصاً على ‏القطاعات التي لا تدخل ضمن السلّة الغذائية والإستهلاك اليومي.‏

كلفة الإقفال بالنسبة الى المؤسسات السياحية والمطاعم، ستكون كبيرة، وأشار رئيس نقابة ‏أصحاب المطاعم طوني الرامي لـ"نداء الوطن" الى أن "القطاع السياحي في حالة موت سريري. ‏واستناداً الى ارقام العام 2018 حيث سجلت السياحة وقتها مبيعات بقيمة 7.2 مليارات دولار ‏سنوياً، تكون الخسارة الشهرية للإقفال العام بقيمة 600 مليون دولار شهرياً"، لافتاً الى أن ‏القطاع السياحي خسر 100 ألف وظيفة منذ العام 2017".‏

الاربعاء او الاثنين

من جهتها، أشارت "اللواء" الى أن سجالاً حاداً حصل بين وزير الصحة حمد حسن من جهة، ‏ومستشارة رئيس حكومة تصريف الأعمال للشؤون الصحية بترا خوري حول الاقفال العام ‏خلال الاجتماع الاول للجنة الوزارية ، حيث ترى خوري ضرورة اعتماد يوم الاربعاء للاقفال ‏في حين يشدد حسن على العمل به يوم الاثنين، وهذا ما دفع خوري الى التغيب عن حضور ‏الاجتماع الثاني بعد الظهر. وكان حسن اقترح البدء بإقفال البلد بدءاً من الاثنين المقبل ولمدّة ‏أسبوعين لإعطاء فرصة للمواطنين للتموّن قبل الإقفال وتحاشيا للزحمة في السوبرماركات. ‏وانه اقترح أيضاً أن تعمل المستشفيات الخاصة على استقبال مرضى كورونا على حساب وزارة ‏الصحة.‏

وتردد أن هناك اجتماعا يعقد اليوم  بين لجنة كورونا المعنيين بالقطاع الطبي ولجنة الصحة ‏النيابية.‏



المركزية