أخبار لبنان

‏"كورونا": السيناريو السيء بدأ ولبنان يتخبط بين إقفال.. وإقفال

تم النشر في 4 آب 2020 | 00:00

فيما يستعد اللبنانيون للعودة إلى أعمالهم اليوم مع إعادة فتح البلد ليومين فقط بين إقفالين يمتد كلّ ‏منها لمدة خمسة أيام، أوصت اللجنة العلمية لمتابعة إجراءات "كورونا" بإقفال عام لمدة 15 ‏يوماً، وذلك من أجل تحقيق هدفين هما: تخفيف الضغط على القطاع الصحي والاستشفائي من ‏جهة وتقليل عدد الإصابات وحماية المجتمع من جهة أخرى.‏

وأكّد عضو اللجنة عبد الرحمن البزري لـ"الشرق الأوسط" أنّ التوصية بالإقفال "نابعة من عوامل ‏أساسية منها ارتفاع عدد الإصابات خلال الأسبوعين الماضيين والذي يعدّ مؤشرا حتى لو ترافق ‏الأمر مع ارتفاع عدد فحوصات البي سي آر".‏

ومن العوامل الأخرى التي تحدث عنها البزري، وهو عضو اللجنة الوطنية للأمراض السارية ‏والمعدية، ظهور نتائج فحوصات "ليست بالجودة المطلوبة، وهذا يعود إلى سببين إما غياب ‏الرقابة وإما الضعط"، مضيفا: "في الحالتين نحن بحاجة إلى التخفيف عن المختبرات وإراحتها".‏

في الإطار، نفسه أشار البزري إلى عامل أساسي يجعل التوجه إلى الإقفال التام مطلبا ملحا حاليا ‏وهو "ارتفاع عدد الإصابات في القطاع الصحي، فضلا عن وفاة طبيب وممرضة، وهذا يعني ‏أننا نخسر جهود هؤلاء، وبالتالي زيادة الضغط النفسي والجسدي على العاملين في هذا القطاع".‏‎ ‎وكان مستشفى رفيق الحريري الجامعي نعى أمس في بيان الممرضة زينب حيدر التي ذهبت ‏ضحية وباء "كورونا". وذكر البيان أن حيدر "ممرضة كانت تعمل في مستشفى الزهراء، ونقلت ‏إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي لتلقي العلاج بعد إصابتها بـ(كورونا)".‏

ورغم التوصية بالإقفال لفت البزري إلى أنّ الإقفال "خطوة مؤقتة" أما الخطوة الأساسية فتكمن ‏في "تثقيف الناس وإقناعهم أن جائحة (كورونا) باقية معنا أقله لعام إضافي، فلا بدّ من إيجاد ‏معايير جديدة لنستكمل الحياة"، لافتا إلى أنّه في العادة "تضع وزارة الصحة هذه المعايير الصحية ‏من خلال القرائن العلمية، وتكون هناك ذراع تنفيذية ممثلة بمختلف الوزارات، فضلا عن ‏الهيئات المجتمعية". واعتبر البزري أنّ "فكرة الإقفال لمدة خمسة أيام ومن ثم العودة إلى فتح البلد ‏أثارت ارتباك الناس ولم تكن صائبة، فبالإضافة إلى عدم الالتزام في بعض المناطق من المتوقع ‏أن نشهد غدا ازدحاما لأنّ الناس ستخرج لتعوض أيام الإقفال الخمسة السابقة وللتحضر للإقفال ‏الثاني".‏

في هذا السياق، لفت البزري إلى أنّه "صحيح يجب أخذ الاقتصاد بعين الاعتبار، ولكن الإقفال ‏المتقطع والذي يفتقر إلى إجراءات صارمة لا يخدم لا الاقتصاد ولا مكافحة (كورونا)، بل على ‏العكس سيقودنا من إقفال إلى إقفال من دون أي نتائج ملموسة على خط مكافحة (كورونا)".‏

وليس بعيدا من ذلك، رأى رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي أنّ "الإقفال المتقطع ‏ليس له أي قيمة صحية أو مبرّر علمي، فالإقفال يجب أن يرتبط بفترة حضانة الفيروس أي 14 ‏يوما"، مؤكدا في حديث مع "الشرق الأوسط" أنّ "الإقفال حاليا حتى ولو كان تاما لم يعد نافعا ‏وحده" فالمطلوب وبشكل ملح التشدّد بالإجراءات والتدابير الوقائية بالتزامن مع الإقفال، فلا فائدة ‏من الإقفال والناس يختلطون ولا يلتزمون حتى بارتداء الكمامة ويقيمون المناسبات والاحتفالات".‏

يُشار إلى أنّه تمّ أمس محاسبة أول مغترب خالف إجراءات الحجر، إذ سُطر بحقه محضر ضبط ‏في بلدة الخرايب الجنوبية «بعدما تجول واحتك بالناس ولم يمض على عودته من الخارج 24 ‏ساعة».‏

وكانت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أعلنت عبر "تويتر" أنه "تم تسطير 555 محضر ‏ضبط بتاريخي 31 تموز والأول من آب، يُضاف إليها 275 محضراً سُطّرت بتاريخ التاسع ‏والعشرين من شهر يوليو نتيجة مخالفة قرار وزير الداخلية والبلديات لجهة إجراءات "كورونا" ‏موزعة على كافة المناطق.‏

وفي حين أشار عراجي إلى أنّ وزارة الصحة ستجري "تقييمين، منهما واحد تمّ أمس والآخر ‏الاثنين المقبل وعلى أساسه تتخذ القرارات اللازمة" حذّر من كارثة "تهدد الاقتصاد والقطاع ‏الصحي في آن في حال لم يلتزم المواطنون بإجراءات الوقاية»، لافتا إلى أنّ لبنان سجّل خلال ‏الشهر الماضي "نصف عدد الإصابات التي سجلها بين شباط الماضي وحتى حزيران وهذا أمر ‏مقلق".‏

ولفت عراجي أنّه حتى اللحظة هناك ما يقارب من 40 مريضا بـ"كورونا" يشغلون غرف العناية ‏المركزة في مختلف مستشفيات لبنان، معتبرا أنّ الأمور قد "تنزلق بأي لحظة مع استمرار التفلت ‏ولا سيما أنّ الزيادة الأكبر كانت خلال الشهر الماضي".‏

في الإطار نفسه أكّد مصدر في مستشفى رفيق الحريري أنّ "هناك 18 سريرا من أصل 25 ‏للعناية المركزة مشغولة منذ 10 أيام وأنّ هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها عدد الأسرة ‏المشغولة إلى هذا العدد".‏

السيناريو السيء

‏ إلى ذلك، أشارت "الاخبار" إلى أن "مع إعلان مستشفى رفيق الحريري أمس بلوغه طاقته ‏الاستيعابية القصوى وعدم قدرته على استقبال مصابين جدد، يبدو كأننا دخلنا في "السيناريو ‏السيّئ"، في ظل تداعي القطاع الصحي وارتفاع أعداد الإصابات، وبالتالي الوفيات والحالات ‏الحرجة، فيما لا يزال المعنيون مترددين في فرض إقفال تام قد يكبح عدّاد الإصابات ويعيد ‏بعض السيطرة على الفيروس الذي "قد لا يكون له حل إطلاقاً"، بحسب ما أعلنت منظمة الصحة ‏العالمية.‏



المركزية ‏