يتواصل دعم المجتمع الدولي للبنان وللاستقرار والأمن فيه، وهذا المنحى يتّخذ حيّزاً كبيراً في المشاورات الدولية، ويظهر هذه المرّة من خلال القرار بانعقاد المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني في روما في حزيران المقبل.
ولا يعبّر المؤتمر عن دعم تقني فحسب، إنّما يبلور دعماً سياسياً دولياً للجيش ومن خلاله للبنان، من أجل أن تتعزّز قوّاته الشرعية وتبسط سلطتها بمزيد من القدرة على الأراضي اللبنانية كافة وتكافح أي نوع من أنواع الإخلال بالأمن والاستقرار. وفي هذا الاطار سجّل ارتياح دولي وعربي لما يحقّقه لبنان من استقرار، ولعمل الحكومة لا سيما نجاح الخطتين الأمنيتين لطرابلس والبقاع. وبالتزامن كانت قد أُجريت ضغوط دولية لتحييد الوضع اللبناني عن أوضاع المنطقة، وقد نجحت هذه الضغوط وتسجّل حالة استقرار مقبولة تأمل الجهات الدولية والداخلية أن تدوم، بما يسهّل حصول الاستحقاق الرئاسي ومن بعده استحقاق الانتخابات النيابية.
وسينعقد المؤتمر على مستوى وزيرَي الخارجية والدفاع، ويجري لبنان تحضيراته لا سيما وأنّ المؤتمر هو الأوّل من نوعه، وكان قد سبقه في نيسان مؤتمر تحضيري على مستوى الخبراء.
وتكشف مصادر ديبلوماسية أنّ لبنان يعدّ لهذا المؤتمر، وأنّه تقرّر عقده في ايطاليا في النصف الثاني من حزيران المقبل على أن يحدّد الموعد النهائي لاحقاً، وايطاليا مولجة بتوجيه الدعوات إلى الدول والعمل جار لدعوة أكبر عدد ممكن من الدول التي لديها استعداد لدعم لبنان وجيشه. وثمّة تركيز بالتحديد على الدول التي لديها مع لبنان برامج تعاون عسكري للجيش، فضلاً عن الدول العربية التي تدعم لبنان وجيشه دائماً. وكذلك الدول التي دعمت سابقاً الجيش وفي مقدّمها المملكة العربية السعودية التي قدّمت هبة الثلاثة مليارات دولار، ثمّ هناك رغبة بدعوة أكيدة للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لأنّ لديها برامج تعاون مع الجيش. كما ستُدعى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، لا سيما وأنّها كانت وراء تأسيس مجموعة الدعم الدولي للبنان. وستُدعى أيضاً الدول التي لديها تعاون مع الجيش والتي شاركت في اليونيفيل مثل تركيا وكوريا الجنوبية وايطاليا واسبانيا واندونيسيا.
وثمّة توجّه لدعوة دول أخرى لم تحدّد حتى الآن، على أساس أن يكون هناك شركاء جدد، وعلى أساس أنّها لم يكن لديها برامج تعاون سابقة مع الجيش. والجيش هو الذي يتولّى تقدير مجموع ما سيطلبه من احتياجات له، إن على المستوى التقني أو المالي، وذلك وفق الخطة الخمسية التي وضعها، والتي على أساسها سيتم الدعم الدولي. لذلك فإنّ المُرتجى من المؤتمر لن يكون مالياً بالضرورة فقط، بل قد ينتج أيضاً مساعدات تقنية وتجهيزات وتدريب وسلاح. المهم أنّ قيادة الجيش هي التي ستبلغ الدول ماذا تريد، والمهم كذلك وجود استعداد من الدول للدعم استناداً إلى احتياجات الجيش. والدول لن تقوم بتحديد ما الذي تريد هي تقديمه في المطلق، إنما ستعلن استعداداتها بناء على موقف الجيش. على أن تتبع المؤتمر اجتماعات تنسيقية مباشرة مع الجيش لبحث التفاصيل وتحديدها، مع الإشارة إلى أنّ الاجتماع الدولي التقني الذي انعقد في نيسان الماضي في روما بناء على دعوة ايطاليا، جرى خلاله عرض سبل المساعدة تقنياً وليس سياسياً. والآن ستنبثق آليات تعاون عن المؤتمر المرتقب ستأخذ وقتها في التنسيق حول التنفيذ.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت إيران ستُدعى إلى المؤتمر، إذ لم تُحدّد نهائياً أسماء الدول المطروحة دعوتها، لكن يتوقع من المؤتمر تخصيص مبالغ مالية للجيش، فضلاً عن تخصيص برامج التدريب والتجهيز والتسليح. ويأمل لبنان أن تستجيب الدول للدعوة الايطالية، وأن تتم مساعدة الجيش الذي يمثّل عنصراً أساسياً في الاستقرار الذي تسعى الدول إلى إرسائه في لبنان. هذا فضلاً عن أنّ دعم الجيش والتمسّك بدوره وبدور الدولة القوية القادرة، يقع في صلب توجّهات عدد من المرشحين للرئاسة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.