تطلق جلسة الأربعاء المقبل للمجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية وفق دعوة رئيس المجلس نبيه بري الحركة السياسية الفعلية تحضيراً للانتخابات.
الانطباع لدى أوساط سياسية بارزة أنّ النصاب سيتوافر في الدورة الأولى، لكن من الصعب حصول انتخاب، وقد يعمد بري إلى عقد دورة ثانية في اليوم نفسه، ولا شيء يمنع ذلك.
وكشفت الأوساط أنّه من المؤكد وجود مرشح لـ14 آذار قبل جلسة الاربعاء. والتطورات ستحكم هذا الموقف. الآن لا قرار. فإذا قدم الرئيس أمين الجميل ترشيحه سيكون الموقف شيئاً، وإذا لم يقدم ترشيحه فسيكون الموقف شيئاً آخر، وفي هذه الحال سيكون هناك دعم كامل لترشيح رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع.
من أهداف الجلسة إرسال رسالة إلى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي للقول إنّ رئيس المجلس قام بواجبه كاملاً. وما يتوقع حصوله الأربعاء هو انّ الجلسة ستفتتح أولاً في دورة أولى حيث تحرز نصاباً أكثر من الثلثين، لكن أي مرشح من المرشحين لن يتمكن من الحصول على ثلثي الأصوات وهو أمر واضح وفق أوساط أخرى، بحيث أن لا تفاهم على الموضوع، لكن الرئيس بري سيفتتح دورة ثانية، إلاّ أنّه وبينما يقفل الدورة الأولى ويفتتح الثانية، سيطير النصاب. ويتوقع في حال عمد بري إلى تحديد جلسات أخرى ان لا يتأمّن النصاب بما في ذلك حتى 25 آيار المقبل. ان هناك أجواء مفادها انه بعد مرور تاريخ 25 أيار بشهرين تقريباً ستتبلور شخصية ما يتم التفاهم حولها وتحظى بقبول خارجي على مختلف المستويات. وبعد مرور هذا التاريخ يمكن ان يتم الانتخاب من دون تعديل الدستور.
لدى قوى 14 آذار القدرة على التفاهم على مرشح واحد، كما لديها الامكانات والآلية لذلك، وهي الطريقة الوحيدة التي يمكنها من خلالها ان توصل أية شخصية.
وتشير الأوساط إلى ان تحديد جلسة للانتخاب في 23 الجاري، يعني ان كل الكتل باتت محشورة في مسألة ضرورة أن تختار مرشحاً لها، حتى فريق 8 آذار محشور لأنه يفترض في النهاية أن يختار بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ورئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجية.
على أنه إذا ما أخذت في الاعتبار صلاحيات الرئيس، والاصطفافات السياسية الموجودة، فإنّ طرح رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ترشيح النائب هنري حلو للرئاسة، إذا ما أخذ طريقه إلى الجدّية فيمكن أن يتحقق لكن في دورات متقدمة وعندما يتعثر الانتخاب لمرشحي الطرفين الأساسيين أي 14 و8 آذار، أي أنّه إذا حصل تفاهم بين 14 آذار وجنبلاط بعد انعقاد دورات عدّة يمكن للطرح أن يتحقق تفادياً للفراغ.
إنّما يمكن أن يصار إلى انتخاب جعجع بعد إشارة خارجية، وبالإجماع، قبل 25 أيار. مع الإشارة إلى أنّه في أي جلسة من الممكن أن تمر كلمة سر لاسم ما ويتم انتخابه. وفي حال حصل تأخير، وانطلقت مساعٍ خارجية وداخلية للحؤول دون استمرار الفراغ، يمكن خلق جو توافقي بعد 25 أيار بأسابيع، عندها قد يكون الاحتمال انتخاب قائد الجيش العماد جان قهوجي، أو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
وتتوقع الأوساط في ظل وجود لبنان كبلد صغير بين الدول المتنازعة، ونظراً إلى النفوذ الخارجي المتعدّد داخله، أن لا تتم الانتخابات الرئاسية من دون تأثير خارجي وضغوط من الخارج للتفاهم على شخصية ما تتولى هذا المركز، عندها يكون العامل الخارجي هو الأساسي وليس العامل الداخلي.
في كل الأحوال، تفيد مصادر ديبلوماسية ان ما يرشح عن الدول الكبرى، الولايات المتحدة أو فرنسا، حول عدم تفضيلها لاسم دون الآخر بين المرشحين في لبنان، وعدم تدخّلها في الموضوع، يعني أنّ الخارج ينتظر ليرى ما إذا كانت هناك قدرة للاتفاق بين اللبنانيين على مرشح واحد وعلى آلية حصول الانتخابات وموعدها الفعلي. لكن إذا ما وجد أنّ الداخل غير قادر على التفاهم، فسيتم حصول تدخّل وإن بطريقة غير مباشرة، غايتها المعلنة عدم حصول فراغ انطلاقاً من ضرورات توافر كل عوامل الاستقرار اللبناني.
ولا تستبعد مصادر ديبلوماسية أخرى، وجود انتظار دولي لما سيؤول إليه الاستحقاق الرئاسي السوري في آخر حزيران المقبل، وكيف سيتعامل الرئيس السوري بشار الأسد مع هذا الاستحقاق قبل بت مصير الاستحقاق اللبناني، هذا عامل مهم، ولا يستبعد أن يتم التعامل مع الاستحقاق اللبناني في ضوء مجريات الوضع السوري.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.