لا تزال المشاورات بين أركان 14 آذار جارية في شأن تسمية مرشحها إلى انتخابات رئاسة الجمهورية، وهي وفقاً لمصادر سياسية بارزة فيها، لن تُعلن أي شيء إلاّ عندما تنهي هذه المشاورات، وأنّه لا يزال هناك متّسع من الوقت أمامها.
ويُعدّ هذا الموضوع من الملفات المقفلة حتى الساعة، مع أنّ البحث يتناول تقديرات التراشيح والآلية التي ستتّبع للوصول إلى قرار موحّد في 14 آذار، فضلاً عن أنّ البحث يتناول أي اسم يُعدّ بمثابة فرصة بين مرشحي 14 آذار، ومَن هم الأوفر حظاً، والظروف الفضلى لأي اسم. وأشارت المصادر إلى أنّ رئيس حزب القوّات اللبنانية الدكتور سمير جعجع هو شخصية قيادية في 14 آذار، ومن الطبيعي أن يكون اسمه من بين المرشحين الذين تتداول 14 آذار بأسمائهم.
كل الأفرقاء يسعون في اتجاه حصول الانتخابات لكن هناك عوامل عدّة، إذا تحقّق واحد منها تحصل الانتخابات، وهي، وفقاً لأوساط سياسية بارزة:
ـ إذا اتفق المسيحيون بكافة أطيافهم على الاستحقاق وعلى التسمية.
ـ إذا اتفق 128 نائباً حول ذلك أيضاً.
ـ إذا حصلت ضغوط دولية كبيرة على الأطراف اللبنانية لإنجاز الاستحقاق.
ـ إذا جرى توافق سعودي إيراني حول الاستحقاق.
لكن إذا استمرّت الخلافات الداخلية فلن يكون هناك رئيس جديد.
التوقعات تشير إلى أنّه مثلما جرت ضغوط لتأليف الحكومة سيستكمل الضغط لانتخاب الرئيس في الموعد الدستوري. الدول، بحسب ما يتبلّغ لبنان، يهمّها الاستقرار والحفاظ عليه. وللحفاظ عليه، يُفترض حصول الاستحقاق الرئاسي وفقاً للدستور على أن يليه إجراء انتخابات نيابية في الخريف المقبل بحسب قانون الستين، لأنّ ذلك يبقى أفضل من التمديد للمجلس النيابي لولاية أخرى.
كذلك تؤكد مصادر ديبلوماسية غربية أنّه يوجد دفع دولي في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية. المهم توافق الأطراف الداخليين، حول اسم واحد لا سيما وأنّ أي طرف لا يمكنه أن يحصل على تصويت ثلثَي أعضاء مجلس النواب وحده. كل الدول الغربية، وروسيا الاتحادية أيضاً، تريد إجراء الاستحقاق في لبنان، إنّما السؤال يبقى هل تستطيع الأطراف اللبنانية إيجاد الصيغة التي توصّل إلى التفاهم حول ذلك؟.
وتشير المصادر إلى أنّ المؤتمر الدولي الذي انعقد أخيراً في باريس لدعم لبنان، لم يكن مخصصاً فقط لحشد التمويل للاجئين السوريين، بل لإعادة تأكيد الدعم الدولي للبنان في شتّى المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية، وما يتّصل بالجيش اللبناني.
وقد لاقت القرارات الحكومية لا سيما الأمنية ارتياحاً دولياً، ما يضفي جوّاً إيجابياً على فرص التفاهم بين اللبنانيين. في حين أنّ موقف الدول يشدّد على أنّ الاستحقاق يجب أن يحصل ضمن المهل وأن يكون في الإطار اللبناني، وأنّ حصوله يساعد على إرساء الاستقرار.
الفاتيكان بدأ يستطلع الأجواء الانتخابية ويمكنه أن يؤدّي دوراً مهمّاً في هذه المرحلة. وهو يوفد بعثه إلى لبنان للاطلاع على الموقف، ودراسة الوضع ومعرفة التوجّه العام، فضلاً عن السعي إلى تقريب وجهات النظر بين المسيحيين على صعوبة ذلك.
الترشيحات للرئاسة وفي مقدّمها ترشيح الدكتور سمير جعجع، تحرّك الجو الانتخابي. إذ يفترض بالاستحقاق أن يكون صناعة لبنانية. لكن هناك مشكلة عدم ثقة الأفرقاء بعضهم بالبعض الآخر، وعدم اتفاقهم وتفاهمهم مع بعضهم. والخلافات الداخلية، على حدّ قول المصادر، تؤدي إلى تدخّل الخارج. مع الإشارة إلى أنّ الجو الخارجي ملائم لإجراء الانتخابات الرئاسية وإذا استمر الهدوء مع إتمامها، فمن المؤكد أنّ الانتخابات النيابية ستُجرى أيضاً.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.