8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

دعم عربي مرتقب للفلسطينيين في الجامعة

تنعقد جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بشكل استثنائي الأربعاء المقبل.
وتفيد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع ان الاجتماع مخصص لدراسة ما آلت إليه التطورات على مستوى المسار الفلسطيني مع إسرائيل، وسيقدم الجانب الفلسطيني شرحاً كاملاً حولها، ويتناول أيضاً العراقيل التي تواجهها والبدائل التي يمكن اللجوء إليها في ضوء التعنت الإسرائيلي. وسيتشاور الجانب الفلسطيني مع الدول العربية حول ما يمكن فعله في ضوء أنّ المهلة أعطيت للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين حول الحل النهائي برعاية الولايات المتحدة، وهي تسعة أشهر، ستنتهي نهاية نيسان الجاري من دون احراز أي تقدم.
ومن المفترض ان يتشاور الفلسطينيون مع العرب قبل انتهاء هذه المهلة، للتداول في اتخاذ الموقف المناسب.
اسرائيل لاتزال رافضة لمبدأ التخلي عن الاستيطان، الذي يستمر كما هو مخطط له من الدولة العبرية، واتفاق الاطار الذي وضع برعاية وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مرفوض من جانب الفلسطينيين. ويفترض بالتشاور مع العرب ان يتخذ القرار اللازم، وتجرى مشاورات عربية حول ذلك، لا سيما وان القيادة الفلسطينية قررت التوجه الى المنظمات الدولية من اجل ان تعترف بدولة فلسطين. منظمة الاونيسكو اعترفت بفلسطين قبل مدة. الولايات المتحدة تطلب من الفلسطينيين عدم التوجه الى هذه المنظمات تجنباً للتأثير سلباً على التفاوض مع إسرائيل، الرئيس الفلسطيني محمود عباس وصل الى مرحلة يعتبر فيها ان لا مجال للتأخير في اللجوء إلى المنظمات الدولية، وأن لا ضغوط سياسية أميركية على اسرائيل من أجل التنازل عن ما تتمسك به في التفاوض. كل الأطراف الدولية كانت تتوقع حصول اعلان نوايا نهاية نيسان حول الحل، ما يمهّد للتفاوض الجدّي في المرحلة اللاحقة.
ويعتبر الفلسطينيون ان اتفاق الاطار غير مقبول في نقاط عديدة لأنه يمسّ السيادة الفلسطينية والدولة الفلسطينية وفيه تمت مراعاة إسرائيل لا سيما في الترتيبات الامنية على الحدود الفلسطينية الاردنية. كذلك في يهودية الدولة وضرورة الاعتراف الفلسطيني بذلك، بحيث لا يمكن ان تعترف فلسطين بهذا، فضلاً عن ان مراعاة اسرائيل تتناقض مع المبادرة العربية للسلام وهي الحد الأدنى الذي يقبل به العرب خصوصاً في مجالي القدس واللاجئين. كل ذلك سيشرحه الجانب الفلسطيني في اجتماع الأربعاء.
ويشار الى ان الجمعية العامة للأمم المتحدة اعترفت بفلسطين دولة غير عضو فيها، انما لتصبح عضواً، يجب ان يتخذ مجلس الأمن قراراً بهذا الصدد، وهو الأمر البالغ الصعوبة في ظل الفيتو الذي ستفرضه الولايات المتحدة، لكن يحق للفلسطينيين العمل لادخال دولتهم في المنظمات الدولية اي تلك التابعة للأمم المتحدة، وهذه العملية لا تشبه الدخول إلى الأمم المتحدة التي تحتاج إلى موافقة الولايات المتحدة عملياً، إنما تحتاج إلى عمل ديبلوماسي دؤوب مع الدول والمجموعات الدولية على اختلاف اتجاهاتها من عربية وافريقية وآسيوية وغربية وغيرها على سبيل اللوبينغ لتأمين موافقة أكبر عدد من الدول. الرئيس الفلسطيني قرر التوجّه إلى المنظمات كردّة فعل على عدم وفاء إسرائيل بوعدها لناحية إطلاق سراح المسجونين الفلسطينيين لديها.
من بين الأفكار التي كانت مطروحة لانقاذ التفاوض حول الحل النهائي، هو وضع اعلان موقّع من الطرفين الفسلطيني والإسرائيلي يتضمن النقاط التي جرى التفاهم عليها من خلال التفاوض الذي تم، والنقاط التي تم الاختلاف عليها، وذلك نهاية نيسان، علّ الأمر يفسح في المجال أمام مفاوضات أوسع وأشمل.
ليس واضحاً ما إذا كان كيري سيعمد إلى الضغط لكي يتم التوصل إلى نتيجة قبل آخر نيسان. كيري لايزال متكتماً على تفاصيل ومضمون الحل النهائي الذي يطرحه، لكن عباس يحتاج إلى دعم عربي كونه يواجه مشكلة كبيرة. مع الإشارة إلى انه في مثل هذه الحالة يطلب دعم العرب، وكذلك في حالة تقديمه تنازلات اضطر إليها.
الولايات لامتحدة اهتمت بإعادة استئناف المسار السلمي الفلسطيني مع إسرائيل لانها أملت انه يمكن تحقيق اختراق على هذا الصعيد، على الرغم من الأولويات المتصلة بالوضع السوري، والتفاوض مع إيران. لكن يتبين للعرب ان إسرائيل لا تريد التوصل إلى اتفاق وأنّ موضوع السلام ليس أولوية بالنسبة إليها.
لبنان سيشارك في الاجتماع وسيتمثل بوزير الخارجية جبران باسيل، وسيتم التأكيد على المبادرة العربية للسلام ورفض التوطين، وعلى ضرورة أن يحضر لبنان كل اجتماعات لجنة المتابعة لتنفيذ المبادرة لا سيما وأنه عضو في اللجنة، وهو يرفض توطين اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه.


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00