8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

ترقب حذر في مقاربة الاستحقاق الرئاسي

تتكثف الاتصالات السياسية والمشاورات بين كل الأطراف حول الاستحقاق الرئاسي مع دخول لبنان المهلة الدستورية للدعوة إلى انتخاب الرئيس.
وتفيد مصادر سياسية بارزة في 14 آذار أنّ هناك عملية ترقب حذر من كل الأفرقاء في مقاربة هذا الموضوع، ما عدا ما يختص بحركة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في شأن جمع القيادات المسيحية ومحاولة توحيد الصف حول الاستحقاق.
وبالتالي، إن بقية الأفرقاء يدركون تماماً أن الدعوة إلى الانتخاب ستتم ما بين 10 و15 أيار المقبل أي قبل مهلة الموعد الإجباري للانتخاب. رئيس مجلس النواب نبيه بري يرغب في أن تكون جلسة واحدة مخصصة لكل شيء. لذلك هناك خلاف في وجهات النظر بين أن تأخذ الأمور منحى المعركة الديموقراطية كما تريد 14 آذار، وبين موقف بري الذي يؤيد ضرورة حصول ضغوط لإحراز توافق في الانتخاب، وهو الأمر الذي يبدو حتى الآن صعباً.
وتشير المصادر إلى أن هناك مسؤولية على القيادات المسيحية في مسألة تلافي إمكان وضع البلاد في حالة الفراغ، لذلك من الضروري أن تتخذ هذه القيادات الموقف المطلوب منها، وتحديداً القيادات المسيحية في 14 آذار، نظراً لأن الوضع مفصلي، وإذا لم تحسن إدارة الأمر، سيُصار الى دفع ثمن غالٍ، والثمن غالٍ إذا حصل فراغ، وإذا حصل أن تم المجيء برئيس ليس من قوى 14 آذار فتكون النتائج سلبية.
في الشارع المسيحي اليوم، كلام حول شعور مسيحي بضرورة أن يكون للقيادات المسيحية دور فاعل في موضوع الرئاسة كونها موقعاً مسيحياً لدور وطني، كما للشيعة دور فاعل في موضوع الرئاسة الثانية، وللسنّة دورهم في الرئاسة الثالثة. وبالتالي، هناك خطر على لبنان وعلى البلاد وعلى الوجود المسيحي إذا ما حصل تقصير ما. لذلك على مسيحيي 14 آذار أن يبادروا في مجال الاستحقاق ويوافقوا على حد أدنى من آلية التعامل مع الموضوع وعلى طريقة معينة لحسمه، والتوافق حتى على اسم المرشح.
إن القيادات المسيحية مرشحة جميعاً للرئاسة، إنما يفترض أن تعمل 14 آذار لإظهار نفسها في موقف موحد، وهذه قضية مهمة، يجب بلورتها، تلافياً للوصول إلى 25 أيار بفراغ وهذا تقصير آخر.
البطريرك الماروني لم يدخل في الأسماء، إنما ما يهمّه هو إجراء الانتخابات في موعدها، والمرشحون المسيحيون من كلا الفريقين 14 و8 آذار هم مرشحون طبيعيون للرئاسة. الآن النقاش دائر بين قيادات 14 آذار حول الاسم الذي ستعلن تمسكها بترشيحه.
اللجنة النيابية التي شكلها رئيس مجلس النواب نبيه بري من كتلته، وصل تحركها الى خلاصة وهي أن كل الكتل النيابية الى جانب وجوب عدم التأخير في عقد جلسة انتخاب الرئيس وضرورة إعطاء الكتل وقتاً لجوجلة المواقف. وبري في المبدأ وفق مصادر اللجنة يقول بضرورة أن تكون الجلسة ناجحة، وعندما يتأكد أن ظروف انعقادها مؤاتية سيدعو إلى ذلك. ويمكن أن يكون هناك أكثر من مرشح. وكل الكتل ترى أنه لا يمكن عقد جلسة بتسرع وليس مطلوباً أن تكون غير محضرة، ومن الأهمية إعطاء وقت لتشاور الكتل في ما بينها وتهيئة الأجواء لا سيما التزام الحضور والبقاء في الجلسة وليس العمل لتطيير النصاب.
في كل الأحوال، الاهتمام بالاستحقاق لا يزال حالياً في الإطار اللبناني. لكن أوساطاً سياسية بارزة تتوقع اهتماماً دولياً وعربياً تجري التحضيرات له، من دون أن يكون هناك تدخل بالشأن اللبناني، إنما الهدف فقط تسهيل حصول الاستحقاق في موعده الدستوري ومساعدة اللبنانيين على التفاهم على الرئيس الجديد المناسب.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00