8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

التفاوض الغربي ـ الإيراني لم يؤثر في وضعية الحزب.. الإرهابية

هل يؤثر التفاوض الدولي مع إيران حول الاتفاق النهائي على إزالة البرنامج النووي الإيراني، وعملية بناء الثقة القائمة بين الطرفين، على الموقف الغربي إزاء حزب الله، وإمكان إزالة الجناح العسكري له عن لائحة الإرهاب لدى كل من واشنطن والاتحاد الأوروبي؟
تفيد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، أن التفاوض الدولي مع إيران لم يؤثر على وضعية الحزب بالنسبة إلى الغرب لا سيما لناحية وضعه على لوائح الإرهاب. السبب الأول، يعود إلى أن التفاوض مع إيران لم يتناول أي ملف من ملفات المنطقة بما فيها الملف اللبناني ونفوذ كل من إيران وحزب الله في لبنان ومصير هذا النفوذ. كل ملفات المنطقة حالياً لا تزال منفصلة عن التفاوض حول النووي الذي تعتبر إيران أن ثمنه من ضمنه داخل إيران ولا يتعلق بأي ملف في المنطقة. كما أن الغرب لم يتطرق إلى ملفات المنطقة في مباحثاته الإيرانية، وإن كان يراقب أداء إيران في تنفيذ الاتفاق الأولي معه حول النووي، وعملية بناء الثقة القائمة. وإن كان أيضاً في هذه المرحلة يتوقع من إيران أن تلعب دوراً إيجابياً في ما خص الملف السوري، أي أن توافق على جنيف 1 والمرحلة الانتقالية السورية، ولن يعطي الغرب إيران قبل أن تعطي هي قبل ذلك، كما أنه لا يمانع أن تؤدي دوراً ايجابياً في لبنان يسمح بالتوافق مع بقية الأطراف حول الاستحقاقات الأساسية.
والسبب الثاني، أنه ولدى أول مراجعة للاتحاد الأوروبي في بداية هذه السنة لقراره حول إدراج الجناح العسكري للحزب على لائحة الإرهاب، بعد مرور ستة أشهر على اتخاذ القرار في تموز الماضي، حصل تجديد أوتوماتيكي لهذا القرار، ولا يزال من المبكر لأوانه، بحسب المصادر، الحديث عن تأثير للتفاوض مع إيران على علاقة الاتحاد مع الحزب، وانعكاسه على وضعيته بالنسبة إلى الأوروبيين، وبالتالي لم يحصل أي تغيير أو تعديل، ولا يتوقع حصول شيء من هذا القبيل، إلا لدى حصول مستجدات على أداء حزب الله في لبنان والمنطقة أو تغييرات جوهرية في ذلك، وما قام به الاتحاد من تجديد كان بصورة إجرائية تلقائية، حيث أن التوجه لإبقاء الإدراج إلى حين حصول أمر سياسي ما حتم إعادة النظر بالقرار، الغرب والأوروبيون أيضاً يؤيدون أن يكون البيان الوزاري للحكومة إعلان بعبدا أو مضمون هذا الإعلان، وإذا أمكن عدم إدراج المقاومة في البيان.
هولندا وبريطانيا كانتا قد وضعتا الجناح العسكري للحزب قبل ذلك على لائحتيهما للإرهاب، وقبلهما فعلت الولايات المتحدة حيث أدرجت الحزب ككل على لائحتها للإرهاب من دون تمييز بين جناحه العسكري أو السياسي.
وتشير المصادر الى أن تورط الحزب في سوريا، وتورطه في دولة أوروبية من خلال اتهامه بعملية بورغاس تحديداً، يجعل الاتحاد غير قادر على تغيير موقفه. ولم يصدر بعد حكم في قضية بورغاس لكن نصف الكلام عن القضية يظهر التورط ونصفه لا يظهر ذلك، لكن الاتهام موجود.
وأي قرار لإزالته عن لائحة الإرهاب الأوروبية يحتاج إلى إجماع 28 دولة أوروبية، أي كامل أعضاء الاتحاد. وإذا بقيت دولة واحدة لا تقبل بإزالته، وبقية الدول أرادت إزالته عن اللائحة فلا يمكن أن يتغير الموقف. الأسباب التي أدت إلى وضعه على تلك اللائحة لم تنتفِ حتى الآن، لذلك تستبعد المصادر، أن يحصل تراجع أوروبي عن القرار، إلا لدى زوال السبب الذي جعل الغرب يدرجه على اللائحة.
الأسباب الفعلية هي مجموعة عوامل جعلت إدراج الحزب منجزاً، وهي تعبر عن خلفية لدى كل دولة أرادت ذلك، وهي تناسبها سياسياً وقانونياً. هناك دول أرادت الإدراج على خلفية مشاركته في القتال في سوريا إلى جانب النظام، وهناك دول لديها اعتداء بورغاس، وأخرى اعتداء قبرص، فضلاً عن الدول التي تتمسك بخلفية الموقف الإسرائيلي حيال الحزب. لكن اعتداء بلغاريا المعلن هو السبب القانوني وراء الإدراج إلى جانب اعتداء قبرص الذي صدر حكم فيه، لأن في نظام الاتحاد، لا يمكن الإدراج من دون سبب قانوني.
والسبب الثالث، هو أن مصادر مطلعة تقول إن لا ربط مباشراً بين إيران وحزب الله في العلاقة مع الغرب، كما أن عملية بناء الثقة مع إيران غير مرتبطة بوضعية الحزب الدولية، الوضع الدولي مع الحزب مرتبط بمشكلة حزب الله مع إسرائيل، أي بالموضوع اللبناني - الإسرائيلي أكثر مما هو مرتبط بالموضوع الإيراني.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00