عندما تنال الحكومة الثقة، ستنشط. الحركة الداخلية في اتجاه البحث في الاستحقاق الرئاسي من أجل أن يكون هناك رئيس جديد، تتبعه حكومة جديدة، ومن ثم برلمان جديد غير ممدد له، وفق مصادر وزارية.
هناك نافذة واسعة من الحوار الداخلي في المرحلة الحاضرة، ما يجعل تمرير الاستحقاقات الدستورية ممكناً، الأمر الذي يجعل لبنان ما بعد الاستحقاقات قادراً على توحيد ملفاته الداخلية وذات الطابع الخارجي. وحركة الاتصالات الداخلية كانت لافتة خلال الأسبوعين الماضيين. وأكدت أوساط سياسية بارزة في تيّار المستقبل أنّ الاتصالات مع بكركي تتركّز على الاستحقاق الرئاسي وضرورة حصوله. لكن أي بحث في الأسماء لم يحصل حتى الآن، وما زال الموضوع سابقاً لأوانه. كما تركّز البحث على تأمين الظروف لانعقاد جلسة انتخاب الرئيس، ما يعني أنّ هناك مسألتين أساسيتين هما: تأمين ظروف الانتخابات من دون البحث بالأسماء وتأمين نصاب جلسة الانتخاب، وآلية لتفعيل مذكرة بكركي، والتواصل يبقى مستمراً. ومن مسؤولية بكركي تأمين النصاب للانتخاب. وسيكون لـ14 آذار مرشحها على أن تقوم اللعبة الديموقراطية بأخذ مجالها.
وتفيد الأوساط أن المستقبل لا يمكنه في حواره مع التيار الوطني الحر أن يطلق وعوداً بانتخاب رئيس هذا التيار رئيساً للجمهورية، مع الإشارة إلى أنّ هناك سعياً لانتخاب رئيس مسيحي جديد له تأثيره، لذلك يتركز البحث مع التيار الوطني على: أولاً تأمين حصول الاستحقاق الرئاسي، وثانياً خروج حزب الله من سوريا، لأنّه لايمكن الاستمرار هكذا في مجال اتخاذ الحزب لبنان كرهينة من دون أن يتم السؤال عن مواقف الأفرقاء الآخرين في البلد.
ولفتت الأوساط إلى الاحراج الذي يواجهه التيار الوطني في علاقة الحوار مع المستقبل تجاه حزب الله، ولا يعرف ما إذا كانت هناك تفاهمات بينهما، حول أن الحوار مع المستقبل تكتيك للوصول إلى الاستحقاق الرئاسي، والتيار الوطني الحر لا يمكنه الخروج من حزب الله لأسباب عدّة ومتنوّعة، كما لا يمكن للتيار التوفيق في العلاقة بين الاثنين لأنها تحمل تناقضات كثيرة.
وأكدت الأوساط ارتياح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لمواقف الرئيس سعد الحريري، حيث أنّ أكبر زعيم تيار سياسي سنّي ورئيس أكبر كتلة برلمانية، يقول له إنّه أول مَن سيؤمّن النصاب، ولا يقبل الفراغ بل يطالب برئيس مسيحي قوي. والرئيس الحريري معتدل ومنفتح وديموقراطي، ولا يقفل الباب على أي حوار مع الأطراف. لكن ذلك لا يعني أنه يتخلى عن ثوابته وثوابت 14 آذار، حتى لو تمايز في بعض الحوارات عن حلفائه، فهذا لا يعني التخلي عن الثوابت، كما انه في السابق تفهم موقف حزب القوّات اللبنانية عندما ذهب في اتجاه مشروع القانون الارثوذكسي للانتخابات النيابية.
مصادر اخرى لفتت إلى أن موضوع ترشح رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون إلى الرئاسة لم يفتح في النقاش والحوار بين التيارين، وان البحث انحصر فقط بالموضوع الحكومي، أي تسهيل تشكيل الحكومة، فضلاً عن ضرورة أن تحصل الانتخابات الرئاسية، على أنّ 14 آذار ستتفاهم في ما بينها على مرشح للرئاسة. وبعد أن تنال الحكومة الجديدة الثقة سيقوم رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالعمل لاستئناف طاولة الحوار الوطني، وهذا يسهّل الحوار بين كافة الأطراف حول كل المواضيع المطروحة. والمستقبل هو مع مبدأ الحوار، وهو حاور رئيس مجلس النواب نبيه بري كونه مثّل 8 آذار، كما أطلق حواراً مع عون، ومن الطبيعي أنه يحاور كافة افرقاء 14 آذار، ومن جراء المشاركة في الحكومة ليس هناك من انقطاع على الاطلاق مع القوّات، وهناك تواصل مستمر وعميق سواء على المستوى النيابي أو الوزاري مع رئيس القوّات سمير جعجع، أو على مستوى الرئيس سعد الحريري وجعجع.
وهناك أيضاً الحوار مع بكركي، وثمة تشديد على مبدأ احترام الاستحقاق الرئاسي، وهنا أهمية أن يتم الاستحقاق في موعده واحترام وثيقة بكركي، والرئيس الحريري أول مَن أيّد الوثيقة.
وتفيد أوساط ديبلوماسية ان تشكيل الحكومة اللبنانية إنجاز، ويدل على أنّ 8 آذار لا سيما حزب الله سيسير في الانتخابات الرئاسية، إنما يعتقد الحزب أن مرشحه له حظوظ كبيرة، ذلك أنه لكي يسهل الحزب التأليف بعدما كانت الحكومة السابقة كلها تحت قراره، أي ليضحي بنصفها، يعني ان في اعتقاده تعويلاً على مجيء رئيس جمهورية أكثر قرباً منه، الامر الذي يبرر تخليه عن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، إلا ان الاتصالات الداخلية والاقليمية والدولية في المرحلة المقبلة ستبلور كل التفاصيل الأساسية في شأن الرئاسة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.