برزت في الساعات الأخيرة الماضية، تطورات في نتيجة المساعي السياسية لتشكيل الحكومة، أفضت الى ايجابية كبيرة في إمكان التوصل الى تفاهم نهائي حول التشكيلة اليوم أو غداً، ليصبح في ضوء ذلك إمكان إعلان الحكومة قريباً جداً.
بعض المطّلعين على الاتصالات والمشاورات أكدوا ان العرقلة الأخيرة كانت لأسباب داخلية لأن الأمور كانت معقّدة على هذا المستوى أكثر بكثير مما هي عليه انعكاسات الأوضاع الاقليمية. لذلك، جاءت الحلحلة من الأفرقاء ذاتهم.
في حين أن أوساطاً سياسية أخرى، اعتبرت ان العرقلة الأخيرة انعكاس لوضع خارجي متصل بالأداء الايراني مع الغرب، وأن ايران تريد في موضوع لبنان أن تعطي في الشكل وليس في المضمون. الى أن جاءت الحلحلة عشية اجتماع مرتقب بين ايران والغرب الثلاثاء المقبل حول برنامجها النووي، ومن أجل إعطاء رسائل واضحة للغرب حول تأثيرها في لبنان.
وفي اعتقاد هذه الأوساط، انه كانت هناك حلحلة سابقة بدأت مع دعوة ايران الى جنيف2، ما لبثت أن عادت العرقلة لدى سحب الدعوة منها. وعبّر عن ذلك موقف رافض للمداورة من التيار الوطني الحر، وبدا الحزب وكأنه عاجز عن تغيير موقفه، أو إيجاد حل له. هذا فضلاً عن مواقف للحزب تعد تراجعاً عن الثلاث ثمانات.
وكان واضحاً ان الحزب هو من يعرقل التأليف ربطاً بموقف ايران، التي تريد السعي الى إبقاء لبنان ورقة في يدها عشية توقع تفاهمها نهائياً مع الغرب بعد أشهر قليلة أي من الآن وحتى حزيران، على برنامجها النووي.
وبالتالي، وفقاً للأوساط، فإن أية عرقلة جديدة للتأليف لن تكون خسارة للحزب، حيث انه اذا لم تحصل انتخابات رئاسية، تأخذ الحكومة الحالية التي تتأثر بالحزب مقدرات وصلاحيات رئيس الجمهورية، لذلك لماذا يتخلى الحزب عنها وعن السلطة من خلالها؟ ولماذا يقبل أن تشارك 14 آذار، إذا كان قادراً على أن يكمل بحكومة تصريف الأعمال هذه؟ وتبعاً لذلك يستطيع الحزب من خلال الحكومة الحالية، ومن ورائه ايران، التحكم بالسلطة، فلماذا يتم التخلي عنها؟
وطرحت مبادرات لم تكن، سوى لكسب الوقت للوصول الى مهلة الشهرين ابتداء من 25 آذار المقبل حين تبدأ مهلة الدعوة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. الآن تضغط 14 آذار من أجل تشكيل حكومة، وقد بذلت قياداتها جهوداً كبيرة في هذا السياق.
الى ذلك، تؤكد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على العلاقات اللبنانية الايرانية، ان ايران لم تتدخل حتى الآن بعملية تشكيل الحكومة. ولفتت الى ان ايران مرتاحة اذ إنها أوكلت الموضوع اللبناني ولزّمته في هذه المرحلة الى الطرفين اللبنانيين اللذين تتمتع هي بنفوذ مباشر عليهما، أي حزب الله وحركة أمل، اللذين يُعدّان ذراعيها فيه اليوم. وبالتالي هي تعتبر أن ما يحصل في لبنان من معوقات أمام التشكيل، أمور داخلية لبنانية ومناكفات في السياسة الداخلية، ولكنها ليست على علاقة بالتشكيل. وأوضحت أن الدليل على ذلك أن وزير خارجيتها محمد جواد ظريف عندما زار بيروت الشهر الماضي، كان في أجواء التشكيل وباركها. وهو لم يعد أي إشارة ايرانية في هذا الشأن، ولم يتدخل بالتفاصيل الحكومية، وثمة حرص إيراني على عدم التدخل مباشرة، وعلى ترك الأمر للحليفين اللبنانيين، على أساس أن أهل مكة أدرى بمشاكلها.
وأفادت المصادر، أن إيران مشغولة في العمل لتوقيع اتفاق نهائي مع الغرب حول برنامجها النووي، وانه بعد أسبوع ستبدأ اجتماعات لها مع الغرب حول التحضيرات لذلك، وان ايران تريد علاقات وطيدة بالغرب، كما تريد علاقات وطيدة بالدول المجاورة لها، وان أداءها في ظل عهد الرئيس حسن روحاني على مستوى السياسة الخارجية يختلف عما كان عليه الوضع سابقاً، وان ايران ستبادل الغرب بالقدر الذي يبادلها.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.