8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

ربط النزاع يُسجل نقاط قوّة في مسار 14 آذار

استبعدت أوساط سياسية واسعة الاطلاع على المساعي الحاصلة لتشكيل الحكومة أن تحمل الساعات المقبلة أي تطوّر متّصل بتحديد موعد نهائي لإعلان التشكيلة مهما كانت الظروف التي تؤثّر في التعقيدات. إنّما هناك إفساح في المجال أمام المساعي التي تتجدّد مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، لإقناعه بمبدأ المداورة في توزيع الحقائب بعدما وافق عليه كل الأطراف.
ولفتت الأوساط إلى أنّ ربط النزاع الذي أعلنه الرئيس سعد الحريري والمشاركة في الحكومة، يعني أنّ هناك إصراراً على إعلان بعبدا ليكون بياناً وزارياً للحكومة، وعدم القبول بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. وإذا لم يصر إلى موافقة 8 آذار حول ذلك، فيعني أن لا بيان وزارياً للحكومة، وبالتالي لن تمثُل أمام مجلس النواب لكي تأخذ الثقة، وتصبح في هذه الحالة حكومة تصريف أعمال.
تكسب 14 آذار من موقفها، الشراكة في السلطة من خلال وجود 8 وزراء يمثلونها، كما تظهر للرأي العام أنّ في سلم أولوياتها مصلحة البلد من خلال عدم تفويت الفرصة على تشكيل الحكومة التي يُفترض أن توفّر الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والمالي. وفي الوقت نفسه لن تتخلى عن الثوابت السياسية التي تتمسّك بها 14 آذار، التي تسعى إلى مصلحة البلاد ومستعدة للتضحية من أجل مصلحة المواطنين. ومن أجل هذه المصلحة، لا يمكن أن تتخلى عن الموقف السياسي الذي بحسب رأيها يحمي لبنان واللبنانيين، أي الالتزام بـإعلان بعبدا، وعدم ذكر الثلاثية في البيان الوزاري.
وبالتالي عملت 14 آذار على إلغاء الثلث المعطّل وطرح صيغة 9-9-6، وأعادت مبدأ المداورة، والعمل بالصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية والرئيس المكلّف بالنسبة إلى حقهما في الاعتراض على الأسماء المطروحة للتوزير. ولن يكون هناك قبول بكسر مبدأ المداورة من الناحية المبدئية.
أولويتان لدى الرئيس الحريري الثوابت ومصلحة البلد في الوقت نفسه. لذلك قَبِلَ بالمشاركة مع ربط النزاع حفاظاً على المبادئ. مع حزب القوّات الخلاف في التكتيك وليس في الاستراتيجية. وبات موقف القوّات نهائياً بعدم المشاركة، لحفظ جماهيره كما جماهير 14 آذار عموماً.
المكسب الاساسي لـ14 آذار، هو أنّه في حال حصول مستجدات تعرقل الانتخابات الرئاسية في أيار المقبل، فإنّه من المهم أن تكون مشاركة في حكومة ستتسلم صلاحيات الرئيس بدلاً من أن يتسلمها فريق وحده أي 8 آذار. إذ قد يبقى الموضوع الرئاسي في هذه الحالة معرقلاً إلى حين اتضاح صورة الوضع السوري، فلماذا تتسلم البلاد حكومة من لون واحد؟ إلاّ أنّه ليس كل الأفرقاء في 14 آذار مع هذه النظرة إلى الموضوع لا سيما القوّات الذي يتّجه إلى عدم المشاركة.
أمّا مكاسب 8 آذار، فيشعر حزب الله تحديداً أنّ المشاركة في سوريا مسألة باتت ضاغطة عليه وعلى جمهوره وبيئته، هذا لناحية الضحايا في سوريا فضلاً عن وصول الأكفان إلى لبنان. حتى أنّ تبرير المشاركة في سوريا بات صعباً، بالتزامن مع التفجيرات التي تطال الضاحية والتي يذهب ضحيتها شهداء، وحالة الخوف والقلق الضاغطة على الحزب بشكل كبير، جعلته يلجأ إلى التراجع عن بعض المواقف، من أجل تشكيل حكومة ما قد يخفّف الضغوط عنه.
وتستبعد المصادر أن يكون للتراجع الدولي عن دعوة إيران إلى جنيف2 للحل في سوريا، تأثير سلبي على مسار تشكيل الحكومة، مشيرة إلى أنّ ذلك يؤثّر على وضع سوريا وعلى علاقة إيران مع المجتمع الدولي فقط، حتى أنّ عدم دعوتها لم يمنع النظام السوري من المشاركة في المؤتمر، ولم يعمل على رفضها، هذا على الرغم من أن إيران معنية بالحرب في سوريا، لأنّها تدعم النظام بالمال والسلاح والرجال عبر حزب الله وشبيهه العراقي، أو عبر الحرس الثوري الإيراني نفسه.
ولا تستبعد المصادر أن يكون موقف التيار الوطني الحر من الاحتفاظ بوزارة الطاقة وتحديداً للوزير جبران باسيل، بمثابة توزيع أدوار بينه وبين حزب الله من أجل أن يبقى الحزب محافظاً على موضوع النفط ويُبقي سلطته عليه.
مكاسب الحزب من جراء تسهيل التشكيل تدور في الحلقة الأكبر، وهي مكاسب إيران على المستوى الدولي، بحيث ان المرحلة دقيقة في فترة الستة أشهر لبناء الثقة بين الغرب وإيران. لذا يهم طهران إظهار عدم العرقلة في ملفات المنطقة بدءاً من الاستحقاق اللبناني الأول، وإعطاء انطباع للغرب عن قدرتها على التأثير إيجاباً في هذا الملف لحلحلة العقد وسط حديث إيراني عن ضرورة سحب كل المسلحين من سوريا.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00