8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

تعويل على دور روسي ضاغط للخروج بنتائج من جنيف 2

تتجه الانظار اللبنانية والدولية الى ما يمكن ان يسفر عن مؤتمر جنيف 2 الذي سيعقد في 22 كانون الثاني الجاري، في حين استبعدت مصادر ديبلوماسية ان يخرج المؤتمر حتى لو انعقد، بنتائج جوهرية على مستوى تنفيذ جنيف 1.
وافادت المصادر ان المؤتمر سيتناول قضايا انسانية متصلة بالسوريين في الداخل وفي دول اللجوء. ويمكن التفاهم بين الدول الحاضرة وممثلين عن الطرفين السوريين على بعض الحلول لتلك القضايا، بحيث ان الوضع سيئ ليس على من في الداخل فحسب، بل على من في الخارج ايضاً.
كما سيتطرق البحث الى مسألة الارهاب، والمنظمات الاصولية وقد يصار الى اتخاذ موقف موحد من ذلك نظراً الى خطورته.
اما لناحية التفاهم على تنفيذ وثيقة جنيف 1 ونقل السلطة الى حكومة انتقالية فمن الصعب بحثه. انما هناك تعويل دولي على امكان ان يطلق المؤتمر العملية السياسية مبدئياً، ولكن في اطار ضرورة انعقاد مؤتمرات اخرى منبثقة عن جنيف 1 قد تؤدي الى نتيجة ما في وقت ما.
هناك صعوبة في بحث انتقال السلطة حالياً، لان النظام اولاً يرفض بحثها ويرفض تسليم السلطة، وهو يعتبر نفسه غير خاسر على الارض، لا بل انه يحقق نتائج. والنظام يحظى بدعم ايراني وروسي، فضلاً عن ضعف المعارضة وتشتتها، وهي الآن في نزاع على تشكيل الوفد الى المؤتمر ومن يرأسه. كل هذه العوامل تؤدي دوراً سلبياً في امكان تسليم السلطة، اي كما يفهمها الغرب، تسليم كل الصلاحيات لاسيما العسكرية والامنية والمخابراتية وصلاحيات الرئيس الى الحكومة الانتقالية. عملياً لا شيء يضغط على النظام بعد التفاهم على مسألة السلاح الكيماوي، لذلك هناك استحالة في تطبيق جنيف 1، وان الوضع السوري في توازناته عاد الى مرحلة ما قبل التفاهم على الكيماوي، اي الى ما قبل اواخر آب الماضي.
الرئيس الاميركي باراك اوباما لا يريد ان يتدخل عسكرياً في سوريا في المرحلة الحاضرة، مع انه يقف الى جانب تطبيق جنيف 1. فرنسا متحمسة جداً لفعل اي شيء بالنسبة الى سوريا، لكنها وحيدة لن تتمكن من القيام بأي عمل من دون الولايات المتحدة. باريس كانت وراء تشدد الاتحاد الاوروبي في مواقفه الاخيرة حيال النظام، وظهر ذلك من خلال مقررات المؤتمر الاخير لاصدقاء الشعب السوري الذي عقد في لندن، حيث ساهمت في رفع اللهجة والتأكيد ان الائتلاف الوطني السوري هو من يقود المعارضة، لكن السؤال هو كيف يمكن ترجمة هذه المواقف على الارض.
الغرب الآن يعوّل على دور روسي ضاغط على النظام لتسليم السلطة، في اطار تسوية، انما ليس هناك من مؤشرات توضح ذلك، او تفاهمات من تحت الطاولة. لكن موسكو متمسكة بانعقاد المؤتمر في موعده المحدد. ويبدو ان المعارضة السورية لا تريد هذا الموعد لانها لا تزال في نزاع داخلي حوله.
وتشير المصادر الى ان ثمة تخوفاً من إطالة امد الحرب السورية، لان في مثل هذه الحالة من الحروب هناك كر ووفر ولن يستقر الوضع، ولا تغييرات جوهرية في السلطة انما قتال دائر قد يستمر لسنوات على هذه الحال، اذا لم تحصل مستجدات كبيرة من شأنها تغيير الوضع، وهذا امر سيئ على وضع لبنان.
هناك بوادر لدعوة ايران الى المؤتمر، والغرب يشترط لذلك الاعتراف بنتائج جنيف 1 والموافقة عليها. ايران تقبل بوجود حكومة انتقالية، ولكن ليس من الضروري ان تتمتع بكل السلطات، في ظل وجود رئيس، اي بشار الاسد. وهناك انتخابات رئاسية في ايار والشعب السوري يقرر مصير بلاده، وهناك تفسير واحد لـجنيف 1 هو تفاهم السوريين على الحكومة المقبلة من دون شروط مسبقة.
روسيا الاتحادية التي لديها اتصالات مع المعارضة، تعتبر ان الشعب السوري امام استحقاق انتخابات رئاسية مقبلة، وفي ضوء ذلك تحدد الحكومة، ولماذا يتم فرض حكومة انتقالية منذ الآن؟
المملكة العربية السعودية ما زالت منزعجة من الانفتاح الغربي على ايران، ومن غير الواضح ما اذا كانت ستأخذ قراراً بالانفتاح بدورها على ايرن.
الاثنين المقبل سيتم عقد لقاء بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، سيشارك في جانب اساسي منه الموفد العربي والدولي للحل في سوريا الاخضر الابراهيمي. الاجتماع هو الاخير دولياً على هذا المستوى قبل مؤتمر جنيف 2. وستتم مناقشة مشاركة ايران ودعوتها الى المؤتمر، واتخاذ قرار نهائي في هذا الشأن. والشرط الدولي الاساسي لدعوتها، هو اعترافها بـجنيف 1، لأن الدعوات اليه هي على اساس تنفيذ وثيقة جنيف 1، ولأن هدف المؤتمر تطبيقها. ايران لم تعلن بعد موقفاً علنياً حول الوثيقة والالتزام بها.
ما تعلنه فقط هو استعدادها التام للمساهمة في الحل والجهود لاحلال التسوية في سوريا ولكن لا موقف سياسياً ملتزماً بـجنيف 1.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00