8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

زيارة سليمان للسعودية.. تنسيق وتشاور ودحض اتهامات حزب الله

تكتسب زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان للمملكة العربية السعودية غداً الاثنين أهمية خاصة، إذ إنّها تأتي في سياق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين، كما إنّ توقيتها على جانب كبير من التأثير في هذا الظرف الذي تمر به المنطقة والعلاقات الدولية الاقليمية.
مصادر قريبة من الرئيس سليمان أوضحت أنّ العلاقات الثنائية ستُبحث خلال اللقاءات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومع ولي العهد الأمير سلمان، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. كما أنّ الرئيس سليمان سيفسّر إعلان بعبدا أمام المسؤولين السعوديين والموقف اللبناني من الوضع السوري، والدعم الكبير الذي وجده لبنان دولياً وعربياً لهذا الإعلان.
السعودية دولة أساسية في المنطقة، وتمر عبرها الحلول وتساعد فيها. وفي هذا الاطار، لا يعني أنّ زيارة الرئيس ستؤدي فوراً إلى تشكيل الحكومة، إنّما سيُبدي الرئيس رأيه في التشجيع على إعطاء الحلول الفرص نظراً إلى الدور الذي تؤدّيه السعودية مع أطراف عديدة في لبنان، وما يمكن أن تساعد فيه في هذا المجال، لا سيما وأنّ لبنان مقبل على استحقاقات كبيرة. على أنّه ليس للرئيس أن يحمل تصوّراً معه. فتشكيل الحكومة مُلقى على عاتق الرئيس المكلف تمام سلام، كما لن يعرض أي تشكيلة على أي جهة خارجية.
وأشارت المصادر إلى أنّ البحث سيتناول موضوع النازحين السوريين في لبنان، حيث سيبدي أهمية لوقوف المملكة إلى جانب لبنان في هذه الأزمة، وهي التي وقفت دوماً إلى جانبه في كل الأزمات. وبالتالي سيطرح الرئيس ما يمكن أن تقوم به المملكة في ضوء القرارات التي اتخذتها الهيئات الدولية أخيراً في نيويورك والمملكة كانت أعلنت مساعدتها، وقبل ذلك قمّة الكويت في هذا الشأن.
كما سيتم بحث الأزمة السورية والاتصالات القائمة حول إنجاح مؤتمر جنيف-2 وفقاً للمصادر، ثم أهمية الدور السعودي في المنطقة.
وتقول أوساط ديبلوماسية متابعة، إنّ توقيت الزيارة مهم نظراً إلى ما يلي:
ـ إنّها تأتي بعد تصريحات عدّة لمسؤولين في حزب الله ينتقدون فيها المملكة. والآن تزور السعودية أعلى مرجعية رسمية في الدولة اللبنانية، وكأنّ الزيارة في مدلولاتها، تدحض الاتهامات والانتقادات التي تُوجَّه للمملكة، وتضع العلاقات في اطارها الصحيح، لا سيما وانّ كل هذه الانتقادات لا تعبّر عن الصورة الحقيقية للعلاقات بين البلدين، وبالتالي يمكن للزيارة أن تساهم في تصحيح الانطباع الخطأ الذي أعطاه الحزب عن المملكة.
ـ انّ المملكة أعلنت أنها تؤيّد إعلان بعبدا، وهذا ما سيُعاد تأكيده من خلال التطرّق إلى الموضوع السوري، والتشجيع على الاستمرار في أن ينتهج لبنان سياسة النأي بالنفس وإبعاد الوضع اللبناني عن تداعيات الأحداث السورية.
ـ سيستمع الرئيس سليمان إلى القراءة السعودية للوضع الاقليمي والمعطيات لدى المملكة لا سيما في ضوء زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للرياض اخيراً، ما يساهم في بلورة الصورة الاقليمية والمدى الذي ستصل إليه العلاقات الأميركية الإيرانية، وواقع العلاقة السعودية الأميركية، وما هو المطلوب من إيران في المقابل.
ـ الزيارة هدفها التنسيق والتشاور بين لبنان والسعودية حول كل التطورات في المنطقة، وحول الوضع اللبناني، إن كان حكومياً أو لناحية الظروف العامة. والسعودية تشجّع على تشكيل حكومة من القوى المعتدلة لا أن يكون الحزب مسيطراً عليها.
وتشير هذه الأوساط إلى أنّ مواقف الرئيس سليمان تحظى بتقدير وثناء دوليين بما في ذلك من المملكة. أساساً لم تكن هناك أسباب محدّدة لتأجيل الزيارة، إنّما جاء ذلك في اطار الموقف الذي اتخذته المملكة من الولايات المتحدة، وكان هناك ولا يزال حرص من المملكة على أن تكون الزيارة منتجة ومثمرة، وهذا الحرص مماثل لحرص الرئيس اللبناني في هذا الشأن، والعلاقة بين السعودية والولايات المتحدة مهما كان لن تصل إلى التوتر، إنّما احتاجت مواقف واشنطن إلى توضيح أمام المسؤولين السعوديين.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00