يتابع وزيرا خارجية الولايات المتحدة الأميركية جون كيري وروسيا الاتحادية سيرغي لافروف مباحثاتهما حول الموضوع السوري على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن بالنسبة إلى مشروع القرار حول نزع السلاح الكيماوي السوري أو بالنسبة إلى العمل لانعقاد مؤتمر جنيف 2.
وتفيد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع أنّ روسيا تستمر في دعم الحل السياسي لنزاعات العالم العربي لا سيما في سوريا، وكان تفاهم مع الولايات المتحدة حول هذه النقطة. لذلك جرى الاتفاق على نزع السلاح الكيماوي، كما جرى الاتفاق على أنّ هناك امكانية لحل سياسي في سوريا. وقد وعدت واشنطن وروسيا بالضغط على المعارضة السورية لحضور جنيف2، كما أنّ الروس سيضغطون على النظام السوري للمشاركة في المؤتمر. وقد تُرجمت الضغوط بإعلان المعارضة مشاركتها في المؤتمر، وكذلك النظام. وهناك تقديرات روسية انّ المؤتمر سيُعقد في منتصف تشرين الأول المقبل، وهذا ما يتم العمل لتحقيقه. وثمّة انتظار لتشكيل المعارضة وفداً موحّداً للمشاركة في المؤتمر، ومشاركة الطرفين السوريين من دون شروط مسبقة كما يريد الروس والأميركيون. ويؤكد لافروف أنّ بلاده لا تزال على موقفها بالنسبة إلى عدم تمسكها بأشخاص أو نظام، بل أنّ ما يهمها الدولة السورية، وهي تسعى بحسب المصادر إلى منع سقوطها، لأنّ ذلك يؤدي إلى مضاعفات خطرة على الأمن الدولي والاقليمي.
الدوران الأميركي والروسي في المؤتمر مساعدان للفريقين السوريين للتفاهم حول مستقبل سوريا. وليس هناك من جدول أعمال قد وضع مسبقاً للمؤتمر، بل ان مباحثات الطرفين السوريين ستضع جدول الأعمال.
منطلقات المؤتمر هي بحسب ما اتفق في جنيف1 في 30 حزيران 2012. وجنيف2 يعني استمرار التفاوض بين الطرفين السوريين على كل النقاط المطلوبة. والولايات المتحدة وروسيا ستشاركان في افتتاح المؤتمر فقط، وستنسحبان من الجلسات لترك المجال أمام السوريين للتفاهم معاً. على أن يبقى الطرفان الدوليان حاضرين دوماً للمساعدة وتذليل العقبات.
وفي اعتقاد الروس، وفقاً للمصادر، انّه مهما استغرقت عملية التفاوض وقتاً، فإنّ ذلك مهم ولا يمكن اعتباره سلبياً، لأنّ العملية السياسية قد تساهم في وقف العنف، وأنّها تستحق اعطاءها الوقت الكافي لأنّها سبيل لوقف سفك الدماء السورية ووقف الدمار والخراب.
وبالتالي، لا وقت محدداً للتوصل إلى نتيجة من خلال جنيف2. ولم يضع الأميركيون ولا الروس وقتاً محدداً لانتهاء أعماله والمفاوضات في اطاره تبقى مسألة مفتوحة. ولا شك في أنّ التوصل إلى تفاهم سيأخذ وقتاً طويلاً.
من ضمن التفاهم الأميركي الروسي، أن يكمل الرئيس الاسد ولايته، أي حتى حزيران 2014، بحسب المصادر. بعد ذلك يكون قد تم التفاهم على النظام البديل والحكومة البديلة. ويكون عندها موضوع نزع السلاح الكيماوي الموجود منذ أكثر من 30 عاماً قد أُنجز بحسب المهل المحددة من خلال تفاهم الدولتين الراعيتين، ومن خلال القرار الدولي الذي سيصدر في هذا الشأن.
العمل الأساسي والفعلي لنزع السلاح الكيماوي يلقى على عاتق الوكالة الدولية لمنع انتشاره (OPCW)، بعد أن تكون الحكومة السورية قدمت كافة معلوماتها حول سلاحها. وهي باشرت بتقديمها إلى الوكالة، وهي ستسمح كما يفترض للمفتشين الدوليين بزيارة كل المواقع حيث السلاح الكيماوي وتصنيعه من دون عرقلة في تشرين الثاني المقبل، سيتم وضع اتفاق على تعطيل كل المواد التي تصنع الكيماوي ومصانع الكيماوي. وهي المرحلة الأولى لوضع حد لتصنيع سوريا الكيماوي، ومنتصف أيار 2014 يكون قد انتهى تفكيك هذا السلاح.
الراعيان الدوليان، يعتقدان أنّ نزع السلاح الكيماوي هو خطوة على طريق جنيف2 ولا يحل مشكلة سوريا، إنّما يُعد خطوة أساسية في اتجاه وقف الحرب السورية، عبر جنيف2.
وأي تعاون دولي من سوريا مطلوب وفق القرار المنتظر، لا سيما مرحلة ما بعد منتصف 2014، سيكون ملقى على عاتق النظام الجديد والحكومة الجديدة. إذ إنّ أي حكومة سورية بصرف النظر عن توجهاتها ولونها وغير ذلك ملزمة التعاون مع القرارات الدولية، إذ إنّ المعاهدات الدولية والقرارات الدولية لا تخضع لحكومة أو رئيس، بل هي التزام من الدولة كدولة، وليس مهماً مَن سيأتي وأي حكومة، بل ضرورة الالتزام بمقتضيات الشرعية الدولية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.