بالنسبة إلى الإدارة الأميركية، فإن هناك خوفاً كبيراً على الاستقرار في لبنان، وهناك ضرورة للتنبّه من ما يحصل في سوريا. والمهم وفقاً لمصادر ديبلوماسية، أن يجد المسؤولون اللبنانيون صيغة يبقى من خلالها وضع البلد متماسكاً.
وفي اعتقاد المصادر، أن اسرائيل لا تريد فتح جبهات في المنطقة، أي أنها لا تريد فتح جبهة الجولان، كما لا تريد فتح جبهة لبنان أو تحريك لجبهة الجنوب لا سيما وأن حزب الله يستنفد قوته في سوريا ويستنفد جهداً وطاقات بشرية وأموالاً، فليس هناك من اتجاه للقتال معه.
لكن يبقى الوضع السوري أولوية أميركية. ولا تزال المباحثات الأميركية الروسية قائمة لإنجاح مؤتمر جنيف2، وحسم ذلك. وإذا ما نجحت المبادرات لتوحيد المعارضة السورية وتشكيلها وفداً مشتركاً يضم 15 شخصية, 5 منها تمثّل الجيش الحر، و5 الائتلاف الوطني، و5 للجان التنسيق، مع توحيد كلمتها، تكون الظروف لإنجاحه بدأت تتحقق.
التناقض بين المعارضة عميق لا سيما في الشروط والتفاوض. ومعارضة الخارج لم تعد تمون على معارضة الداخل وعلى الأرض، ومعارضة الداخل، تنتقد تلك التي في الخارج، وتعتبر أن لا فائدة لها. وتفيد المصادر، أن نتائج المؤتمر لن تتحقق بسرعة بل يجب توفير الظروف لإنجاحه. وهناك مصلحة لبنانية في إنجاحه، وفي أن تتوقف الحرب السورية.
المعارضة في الخارج يريد أقطابها أن تشكل كلها قيادات، وفي الداخل أن من يقاتل على الأرض يتراجع الآن، وليس هناك من دعم خارجي للمعارضة، ولم تعد تستطيع معارضة الخارج تمون على معارضة الداخل. وبالتالي، يجب إيجاد الطريقة من أجل أن يتم التنفيذ على الأرض لأي اتفاق دولي مع معارضة الخارج، ويجب التقريب بين التنظيمات ووضع حد لتباعدها، وتحديد من هو زعيم المعارضة. ثم جمع الدول الداعمة لها تحت إستراتيجية واحدة.
ثم هناك الدول الداعمة للمعارضة، حيث إن كل دولة لديها حساباتها وأجندتها ومصالحها ونظرتها الى حل المسألة السورية. دول لديها مصلحة في الاتفاق ودول ليس لديها مصلحة في ذلك. وبالتالي توحيد المعارضة تحت راية واحدة ماذا يعني إذا كانت لدى كل دولة حساباتها، وعملياً من ينفّذ على الأرض، الأطراف التي تمون يجب أن توافق على مخرج الحل من خلال المؤتمر.
واشنطن ومعها الدول الأوروبية باتت تعتقد أن ليس من الضروري أن يرحل الرئيس بشار الأسد خلال العملية الانتقالية، ولدى العرب، تفاوت في وجهات النظر تجسد في الاجتماع الأخير للجنة المتابعة، حول رحيل الأسد، والنتيجة المأمولة لدى كل طرف تختلف. دول تقول إن عن طريق القتال سيسقط الأسد، وأخرى تقول إن لا حل عسكرياً, بل سياسي لإنهاء الوضع السوري، ودول تدعم المعارضة لتحسين وضعها التفاوضي. والدول الغربية توصلت الى قناعة أن الأسد لن يسقط عن طريق الحل العسكري. والدول التي تقول بالحل العسكري يعني أنها لا تريد حلاً سياسياً، لأن ذلك يحقق أهدافها.
وتشير المصادر، الى الواقعية الغربية, حيث يريد الغرب نتائج سياسية، وليس أن يكون زوال النظام من دون ثمن، حتى لو في سنة 2014.
هذا الأمر تحدده موازين القوى على الأرض التي ستحسم إذا ما سيبقى النظام على وضعه الحالي أم سيتقدم أم انه سينهزم.
والقرار الأوروبي بالإفساح أمام كل دولة بدعم المعارضة بالسلاح إن أرادت، جاء بسبب ضغوط شديدة من فرنسا وبريطانيا من أجل تحسين وضع المعارضة على الأرض ما يؤدي الى زيادة تسليحها. لكن روسيا مقابل ذلك ستزيد من تسليحها للنظام وهذا يؤدي الى النتيجة ذاتها. وأي زيادة في عسكرة الوضع السوري لن يزيد إلا من الدمار وموت الشعب.
لدى الأوروبيين خلاف جوهري حول موضوع التسليح حيث تعارض النمسا مثلاً بشدة هذا التسليح، لكن الأوروبيين وجدوا حلاً بالإبقاء على الحظر على النظام، وسمحوا بتزويد المعارضة بالسلاح لمن يريد من الدول.
الدول الداعمة للنظام لكل واحدة نظرتها، لكن إستراتيجيتها غير متناقضة. كل واحدة منها تقوم بمهمة معيّنة، إيران تدرب وتسلح وتدعم مالياً، الروس يوفرون الغطاء الديبلوماسي دولياً، مع الأسلحة, وحزب الله يساعد على الأرض، فهي تشكل كتلة موحدة الأهداف.
في كل الأحوال، لا تتوقع الإدارة الأميركية معركة حاسمة وفاصلة في أي من المعارك الدائرة في سوريا بما فيها القصير. أي أنه لن يحقق أي طرف انتصاراً عسكرياً, إنها جولات للتوصل الى حل سياسي، وستكون هناك حرية دولية لدعم المعارضة بالسلاح لإقامة وضع ضاغط على النظام لكي يقبل بالحل السياسي.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.